يعاني الكثير من المصابين بـ مرض السكري من القلق أيضاً ، و قد يتساءلون ما إذا كان هناك رابط بين الشرطين أم لا.
و يعد مرض السكري و القلق من بين الأسباب الرئيسية للإعاقة في البلدان المتقدمة حول العالم.
ففي الولايات المتحدة وحدها ، يؤثر القلق على حوالي 40 مليون من البالغين. و يعد مرض السكري شائعاً أيضاً ، حيث يعاني حوالي 30.3 مليون (في الولايات المتحدة) من البالغين المصابين بهذه الحالة.
و قد كشف التحليل التلوي لعام 2013 أن المصابين بـ مرض السكري يواجهون احتمالية أعلى من عامة السكان الذين يعانون من القلق.
و في هذه المقالة ، نوضح أسباب هذا الارتباط. و قد وصفنا أيضاً أعراض كلٍ من مرض السكري و القلق ، و كذلك كيفية تشخيص أخصائيي الرعاية الصحية لكل من هذه الحالات.
كيف يمكن أن يسبب مرض السكري أو يساهم في القلق؟
يتحمل الأشخاص المصابون بداء السكري مسؤولية إدارة مستويات السكر في الدم و ضمان بقاءها ضمن نطاق صحي محدد. و هذه المهمة يمكن أن تكون صعبة و مجهدة.
و بالتأكيد سيطلب الأطباء من مرضى السكري الانتباه إلى مستويات السكر في الدم و الانخراط في السلوكيات الروتينية ، مثل:
• إيلاء اهتمام خاص للمكونات الغذائية
• تجنب بعض الأطعمة
• تتبع مستويات السكر في الدم بانتظام طوال اليوم
• توقيت جرعات الأنسولين
و يعد التخطيط و التحقق و الاستعداد لمجموعة واسعة من التحديات كلها مهمة لإدارة مرض السكري بشكل فعال. و مع ذلك ، فقد يقلق بعض الأشخاص بشكل مفرط من مستويات السكر في الدم أو كيفية تقدم مرضهم. و هذه المخاوف قد تؤدي إلى نوبات من القلق.
و وفقاً للمكتبة الوطنية للطب National Library of Medicine، فإن القلق هو: "الهم المفرط أو الخوف في مواقف حقيقية أو متخيلة".
و يمكن أن تؤدي التحديات العاطفية المرتبطة بـ مرض السكري إلى إثارة القلق.
ماذا تقول الأبحاث
أفاد الباحثون أن القلق يؤثر على حوالي 40% من مرضى السكري. و هذا الانتشار أعلى بكثير من ذلك في عموم الولايات المتحدة ، حيث تؤثر الحالة على 18.1 ٪ من الناس.
فالأشخاص المصابون بداء السكري معرضون لخطر انخفاض السكر في الدم ، أو نقص السكر في الدم. وتعتبر بعض أعراض نقص السكر في الدم متطابقة مع أعراض القلق.
بالإضافة إلى ذلك ، تشير نتائج دراسة أجريت على الحيوانات عام 2015 إلى أن تجربة العديد من نوبات نقص السكر في الدم يمكن أن تزيد من احتمال القلق.
و قد يكون السبب في ذلك أن نوبات نقص السكر في الدم تؤدي إلى تغييرات كيميائية و أيضية chemical and metabolic changes تؤثر جسدياً على جزء الدماغ الذي يلعب دوراً في معالجة القلق.
الأعراض
يتشارك مرض السكري و القلق بعدة أعراض. و تذكر كل من جمعية السكري الأمريكية The American Diabetes Association و المعهد الوطني للصحة العقلية National Institute of Mental Health الأعراض التالية لنقص السكر في الدم و القلق على التوالي:
• الانفعال أو الشعور ببداية الغضب
• صعوبة في تركيز الأفكار
• الصداع
• الدوار
• الإعياء
• ضربات قلب سريعة
التشخيص
الإجراءات التي يستخدمها متخصصو الرعاية الصحية لتشخيص مرض السكري و القلق مختلفة تماماً.
تشخيص مرض السكري
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض و الوقاية منها (CDC Centers for Disease Control and Prevention) (في الولايات المتحدة)، يشخص الأطباء مرض السكري باستخدام واحد أو أكثر من اختبارات الدم التالية:
• نسبة السكر في الدم في الصوم Fasting blood sugar: هذا الاختبار يتطلب من الشخص أن يصوم ليلة الفحص. و تشير قراءة 126 ملليغرام لكل ديسيلتر (ملغ / دل) أو أعلى إلى مرض السكري. أما المستويات بين 100 و 125 ملغم / ديسيلتر فتشير إلى مقدمات لمرض السكري.
• A1C الفحص التراكمي: يقيس هذا الاختبار متوسط مستوى السكر في الدم لدى الشخص على مدى بضعة أشهر. A1C من 6.5 ٪ أو أعلى هو علامة على مرض السكري. A1C من 5.7-6.4 ٪ يشير إلى مقدمات لمرض السكري.
• تحمل الجلوكوز Glucose tolerance: بالنسبة لهذا الاختبار ، يقوم الشخص أولاً بفحص نسبة السكر في الدم بعد الصيام و قبل تناول محلول الجلوكوز.
و بعد شرب السائل ، يستمر الشخص في اختبار نسبة السكر في الدم كل ساعة لمدة تصل إلى 3 ساعات. و تشير نتيجة 200 ملغ / ديسيلتر أو أكثر في ساعتين إلى مرض السكري ، في حين أن النتيجة بين 140 و 199 ملغ / ديسيلتر قد تكون بسبب مقدمات مرض السكري.
• اختبار السكر في الدم العشوائي Random blood sugar test: هذا الاختبار لا يتطلب الصوم ، و هذا يعني أن الشخص يمكن أن يخضع له في أي وقت. و تعتبر قراءة 200 ملغ / دل أو أعلى تشير إلى مرض السكري.
تشخيص القلق
يجب على الشخص مراجعة الطبيب إذا كان يعتقد أنه يعاني من القلق. فقد يطلب الطبيب من الشخص ملء استبيان يسأل عن أعراضه النفسية و الجسدية.
و في بعض الحالات ، قد يحيل الطبيب الشخص لإجراء فحص للصحة العقلية مع طبيب نفسي أو معالج نفسي. و سيكون هؤلاء المتخصصون في الصحة العقلية قادرين على إجراء تقييم أكثر تفصيلاً.
علاج مرض السكري و القلق
يجب أن يتعلم الأشخاص المصابون بـ مرض السكري و بـ القلق، التمييز بين المخاوف المنطقية بشأن إدارة مرض السكري و التفكير غير العقلاني، و القلق.
و يمكن أن تكون الخطوة الأولى في هذه العملية هي العمل من كثب مع أخصائي الرعاية الصحية لوضع خطة لعلاج مرض السكري.
و يجب أن تتضمن هذه الخطة معلومات حول ما يلي:
• إرشادات التغذية
• ممارسات مراقبة السكر
• استخدام الدواء
• نصائح لتخفيف الوزن ، إذا لزم الأمر ، و أهداف النشاطات التي يجب القيام بها
• أنظمة الدعم العاطفي
و تتوفر العديد من خيارات العلاج المختلفة للأشخاص الذين يعانون من القلق. فقد يوصي الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية بواحدة أو أكثر من الطرق التالية:
• المشورة الفردية
• العلاج الجماعي
• العلاج السلوكي المعرفي أو غيرها من تقنيات العلاج المحددة
• الأدوية
• تغيير نمط الحياة
• ممارسات الرعاية الصحية التكميلية و البديلة ، مثل اليوغا و التأمل
و يمكن أن يخلق مزيج من مرض السـكري و القلق، حلقة مفرغة من المشاكل الجسدية و العاطفية. و مع ذلك ، قد يجد الأشخاص الذين يتعلمون إدارة قلقهم، أنفسهم أكثر قدرة على إدارة مرض السكري لديهم.
و قد تكون بعض ممارسات نمط الحياة مفيدة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو القلق أو كليهما. وتشمل هذه الممارسات ما يلي:
• ممارسة الرياضة بانتظام و ممارسة النشاطات البدنية الفعالة
• اتباع نظام غذائي صحي متوازن
• إنشاء و الحفاظ على جدول نوم منتظم
• تكريس الوقت و الطاقة للتواصل مع العائلة و الأصدقاء
• تقليص الكافيين caffeine
• الحد من تناول الكحول أو تجنبه تماماً
• تجنب استخدام العقاقير المنشطة recreational drugs (استخدام دواء نفساني للحث على تغيير حالة الوعي من أجل المتعة ، عن طريق تعديل التصورات ، والمشاعر و العواطف لدى المتعاطي)