قد يقلل الميكروب "الودود" ، أو بكتيريا الأمعاء المفيدة، و التي توجد بكثرة في أمعاء الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن مائة 100 عام من إنتاج مادة كيميائية ربطها الباحثون بأمراض القلب و الأوعية الدموية التي بدورها تساعد في البقاء بصحة جيدة و تعزيز طول العمر.
و بالمقارنة مع الشباب ، فإن الأشخاص الذين يعيشون لأكثر من 100 عام لديهم ، في المتوسط ، 15 مرة أكثر من بكتيريا Eubacterium limosum في أمعائهم (بكتيريا من مجموعة كبيرة تحتوي عادةً على خلايا بسيطة بجدران خلايا صلبة و غالباً سوط للحركة، و تتكون المجموعة من البكتيريا "الحقيقية" و البكتيريا الزرقاء ، و التي تختلف عن البكتيريا القديمة archaebacteria).
و تكهن الباحثون الذين أبلغوا عن هذا الاكتشاف قبل عقد من الزمان أن الخصائص المضادة للالتهابات المعروفة لـ E. limosum ربما ساعدت هؤلاء الأشخاص على العيش حتى مراحل الشيخوخة الشديدة.
الدراسة و البحث الجديد
لقد كشف باحثون في جامعة ولاية أوهايو Ohio State University في كولومبوس -الآن- كيف يمكن للبكتيريا أن تقلل من خطر إصابة الناس بأمراض القلب.
في الاستنباتات المختبرية لـ E. limosum ، وجد الباحثون دليلاً يشير إلى أن الكائن الحي يمنع إنتاج مادة كيميائية تسمى تريميثيل أمين trimethylamine (TMA). و قد ربطت الأبحاث السابقة TMA بتصلب الشرايين.
و للعلم فقد ظهرت الدراسة مؤخراً 22-06-2020 في مجلة الكيمياء البيولوجية Journal of Biological Chemistry.
يقول مؤلف الدراسة الرئيسي البروفيسور جوزيف كرزيكي Joseph Krzycki "على مدى العقد الماضي ، أصبح من الواضح أن البكتيريا في أمعاء الإنسان تؤثر على صحتنا بطرق عديدة، و أن الكائن الحي الذي درسناه يؤثر على الصحة من خلال منع المركب الإشكالي من أن يصبح مركباً أسوأ".
و يضيف كرزيكي: "من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان لهذه البكتيريا قيمة علاجية". و لكن هذا ما نعمل من أجله."
دور ل ـ كارنيتيني L-carnitine
إن بكتيريا أخرى في الأمعاء تُنتج TMA عندما تفكك المغذيات L-carnitine. و هذا العنصر الغذائي موجود في الأسماك و اللحوم.
و يأخذ بعض الأشخاص أيضاً على L-carnitine كمكمل غذائي للمساعدة في فقدان الوزن وتسريع الشفاء بعد التمرين.
و مع ذلك ، فإن الأدلة على هذه الآثار المفيدة مختلطة حالياً.
فقد اكتشف الباحثون أن E. limosum ينتج إنزيماً يزيل مجموعة كيميائية تسمى methyl من L-carnitine.
و هذا ، بدوره ، يمنع البكتيريا الأخرى في الأمعاء من تحويل المغذيات إلى TMA.
و في هذا السياق يقول البروفيسور كرزيكي: "تقوم البكتيريا بذلك لمصلحتها الخاصة ، و لكن لها تأثير في اتجاه للحد من سمية TMA".
و يضيف ، "حتى الآن ، فإن التفاعلات الميكروبية المعوية الوحيدة المعروفة مع L-carnitine تنطوي على تحويلها إلى شكلها السيئ."
لقد اكتشفنا أن البكتيريا المعروفة بأنها مفيدة يمكن أن تزيل مجموعة الميثيل و ترسل المنتج الناتج إلى مسار آخر، دون إحداث أي مركبات ضارة أخرى في هذه العملية." يؤكد البروفيسور كرزيكي.
و قد أظهرت تجارب الباحثين أن E. limosum ينتج فقط الإنزيم المسمى MtcB في وجود L-carnitine. و هذا يشير إلى أن البكتيريا تكيفت لاستهلاك المغذيات كجزء من نظامها الغذائي.
إذ أنه في هذه العملية ، قد يقلل من كمية العناصر الغذائية المتاحة لبكتيريا الأمعاء الأخرى التي تنتج TMA كمنتج ثانوي ضار.
و يمكن أن يساعد هذا في منع تصلب الشرايين لدى الأشخاص المحظوظين بما يكفي لوجود E. limosum في أمعائهم.
الإمكانات العلاجية
لا تزال الأبحاث في مهدها ، و لكن العلماء يقترحون أن البكتيريا يمكن أن يكون لها إمكانات علاجية - ليس فقط كوسيلة لتقليل الالتهاب في الأمعاء ، و لكن كوسيلة للمساعدة في الوقاية من أمراض القلب أيضاً.
و بالطبع ستكون التجارب السريرية على المتطوعين من البشر ضرورية لتحديد أي فوائد محتملة.
و يعتقد البروفيسور كرزيكي أنه لا يزال هناك الكثير لنتعلمه عن كيفية تأثير بكتيريا الأمعاء على صحتنا من خلال مجموعة كبيرة من المواد الكيميائية التي تهضمها و تنتجها.
و يخلص كرزيكي إلى أن "الإنزيم MtcB هو جزء من عائلة من البروتينات لديها آلاف الممثلين الذين قد يستخدمون مركبات مختلفة و يغيرون ما تستهلكه البكتيريا في الأمعاء".
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
بكتيريا الأمعاء تؤثر على المزاج ، و تمنع الاكتئاب
العلاقة بين بكتيريا الأمعاء و الدماغ : هل تسيطر علينا الميكروبات؟