- 6 July 2020
- صحة
تركواز بوست- 2116
لا يستطيع الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز lactose intolerance استقلاب اللاكتوز أو تحويله غذائياً بصورة صحيحة .
و يرجع ذلك إلى أن نظامهم الهضمي ينتج نسبة قليلة جداً من الإنزيم المعروف باسم اللاكتيز lactase، لذلك فهم يعانون من الغازات وانتفاخ البطن والإسهال عند تناولهم أطعمة تحتوي على اللاكتوز.
و يعرف اللاكتوز على أنه سكر موجود في الحليب فقط، ولكنه موجود أيضاً في جميع منتجات الألبان والمواد الغذائية التي يتم صناعتها من مشتقات الحليب.
و يختلف عدم تحمل اللاكتوز عن حساسية الحليب milk allergy، ففي حساسية الحليب، يتفاعل الجسم مع بروتينات الحليب، وليس مع سكر الحليب.
ومن الممكن أن تؤدي حساسية الحليب إلى أعراض شديدة، بما في ذلك الحساسية المفرطة anaphylaxis .
و قد يضطر الشخص المصاب بعدم تحمل اللاكتوز الشديد إلى تجنب جميع منتجات الألبان وليس الحليب فحسب ، وعلى سبيل المثال الآيس كريم، وجميع الأطعمة المصنعة الأخرى التي تحتوي على مسحوق الحليب ومصل اللبن، وما إلى ذلك.
و يُعتقَد أن عدم تحمل اللاكتوز يؤثر على ما بين 30 مليون و 50 مليون شخص في الولايات الأمريكية، على سبيل المثال.
أعراض حساسية اللاكتوز :
يعاني الشخص المصاب بعدم تحمل اللاكتوز من عدة أعراض بعد قيامه بتناول الحليب أو بعض منتجات الألبان التي تحتوي على اللاكتوز.
و يمكن أن تتراوح الأعراض من الإنزعاج الخفيف إلى التفاعل الشديد، وهذا يعتمد على كمية اللاكتيز lactase التي ينتجها الشخص، وكمية منتجات الألبان التي يقوم باستهلاكها.
و تشتمل الأعراض التي يشعر بها المريض على ما يلي :
- امتلاء البطن بالغازات
- النفخة.
- آلام في البطن.
- الإسهال.
- الغثيان.
وقد يكون لدى الشخص رغبة مفاجئة في استخدام الحمام بعد ساعة إلى ساعتين من تناول اللاكتوز. و قد يصاب المريض بالجفاف في بعض الحالات الشديدة .
كيفية تشخيص حساسية اللاكتوز :
يُنصح الشخص الذي يعاني من أعراض عدم تحمل اللاكتوزأن يحتفظ بمذكرة خاصة بالطعام الذي يتناوله ، وإدراج الأطعمة المستهلكة، والأعراض التي يعاني منها ، و زمن ظهورها، قبل استشارة الطبيب، فذلك يمكن أن يساعد في التشخيص بشكل كبير.
و قد ينصح الطبيب المريض بتجربة نظام غذائي خالٍ من اللاكتوز لمدة أسبوعين، لمعرفة ما إذا كانت الأعراض ستتحسن أم لا، و هكذا سيكتشف الطبيب احتمالية معاناة الفرد من عدم تحمل اللاكتوز عند تحسن الأعراض.
بعض الاختبارات التي تكشف عدم تحمل اللاكتوز :
-
اختبار تنفس الهيدروجين Hydrogen breath test :
يصوم المريض الليل كله ثم يقوم بإجراء تحليل اللاكتوز في صباح اليوم التالي، ثم يتم قياس تركيزات الهيدروجين في هواء الزفير، حيث تشير المستويات المرتفعة من النيتروجين إلى عدم تحمل اللاكتوز.
-
اختبار تحمل اللاكتوز Lactose tolerance test :
و فيها يقوم المريض بتناول محلول اللاكتوز، ثم تؤخذ عينة دم من المريض لقياس مستويات الغلوكوز glucose ، ففي حال بقيت مستويات الغلوكوز في الدم كما هي، فهذا يشير إلى أن الغلوكوز لم يدخل إلى مجرى الدم، وذلك لأن اللاكتوز لم ينقسم بنجاح إلى غلوكوز و غلاكتوز galactose .
أما في اختبار تحمل الحليب milk-tolerance test ، فيتناول الشخص اللبن بدلاً من محلول اللاكتوز.
-
عينة البراز Stool sample :
نظراً لأن اختبارات تحمل اللاكتوز واختبارات تنفس الهيدروجين غير مناسبة للرضع، لذلك فمن الممكن إجراء اختبار البراز،
حيث من الممكن أن تكون المستويات المرتفعة من الأسيتات acetate والأحماض الدهنية الأخرى في البراز علامة على عدم تحمل اللاكتوز.
-
المرض أو الحالة الكامنة:
إذا كانت الأعراض نتيجة لوجود سبب كامن، مثل مرض الاضطرابات الهضمية celiac disease ، فقد يتم إجراء خزعة أمعاء صغيرة، وفيها يتم استخراج عينة نسيجية من البطانة المعوية الصغيرة للاختبار من خلال إجراء جراحي.
العلاج :
يعد تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز هو أفضل علاج لشخص يعاني من عدم تحمل اللاكتوز.
و يعتقد بعض الناس أنه من الطبيعي ألا تشرب الحليب، وذلك بسبب أن البشر هم الثدييات الوحيدة التي تستمر في استهلاك منتجات الحليب بعد الفطام، ويزعمون أن عدم تحمل اللاكتوز ليس مشكلة بل هو أمرطبيعي.
و قد يعاني الأشخاص الذين لا يستهلكون منتجات الألبان من حساسية اللاكتوز بدون معرفة ذلك، ودون أن مثل أي مشكلة بالنسبة لهم .
أما إذا كان الشخص يعاني من حالة كامنة، فمن المهم طلب العلاج لهذه الحالة.
و قد يستلزم تجنب اللاكتوز بعض التجربة والخطأ، ولكن يمكن أن يساعد وضع العلامات الغذائية على المنتجات في معرفة ذلك، حيث يجب وضع علامة على المنتج الذي يحتوي على اللاكتوز والتعريف بأنه يحتوي على "الحليب".
و تقترح عيادة كليفلاند Cleveland Clinic اتباع نظام غذائي خالٍ من اللاكتوز لمدة أسبوعين ثم إعادة إدخال الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز لتقييم مستويات التحمل، و تشير العيادة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز قد يتمكنون من استهلاك 12 غراماً من اللاكتوز في وقت واحد دون حدوث أي تأثير.
أسباب حساسية اللاكتوز :
يعتبر اللاكتوز سكر موجود في حليب الثدييات، ويشكل ما بين 4% و5% من حليب البقر العادي، كما أنه يشكل حوالي %36 إلى 38% من الحليب المجفف الكامل.
و لا يحتوي كل حليب الثدييات على كمية اللاكتوز ذاتها ، حيث تبلغ نسبة اللاكتوز في حليب الرنة حوالي 2.5%، بينما لا يحتوي لبن أسد كاليفورنيا على اللاكتوز.
و اللاكتيز عبارة عن بروتين وإنزيم يتم إنتاجه في الأمعاء الدقيقة ، و يستخدم جسم الإنسان اللاكتاز لكسر اللاكتوز إلى الغالاكتوز والغلوكوز، ثم يتم امتصاصه في مجرى الدم.
فإذا كانت مستويات اللاكتيز منخفضة، فإن اللاكتوز لا يتفكك ولا يتم امتصاصه في مجرى الدم، وبدلاً من ذلك ينتقل إلى الأمعاء الغليظة أو القولون، حيث أن البكتيريا في القولون تتفاعل مع أي منتج يحتوي على اللاكتوز.
أنواع عدم تحمل اللاكتوز و النقص :
غالباً ما يكون عدم تحمل اللاكتوز مرتبطاً بعوامل وراثية.
و يحدث نقص اللاكتيز الخلقي Congenital lactase deficiency عندما يولد الشخص ولديه طفرة جينية ، الأمر الذي يؤدي إلى إنتاج القليل جداً أو عدم إنتاجه لإنزيم اللاكتيز .
و في حالة نقص اللاكتيز العائلي familial lactase deficiency ، ينتج الشخص ما يكفي من اللاكتيز، إلا أنه لا يقوم بتفكيك امتصاص اللاكتوز في مجرى الدم.
و يعتبر نقص اللاكتيز الأساسي Primary lactase deficiency النوع الأكثر شيوعاً من عدم تحمل اللاكتوز، وعادة ما يكون موروثاً جينياً كما أنه عادةً ما يتطور قبل الوصول لسن الـ 20 عاماً.
حيث تظهر الأعراض عندما يبدأ الشخص في استهلاك كمية أقل من الحليب ، و هو يظهر جلياً عندما يتم فطام الرضيع من الحليب إلى المواد الصلبة عادةً . حيث ينخفض إنتاج اللاكتيز، وتظهر أعراض عدم تحمل اللاكتوز.
و قد تنخفض مستويات اللاكتيز لدى بعض الأشخاص في سن مبكرة، ولكن من الممكن ألا تظهر أعراض عدم تحمل اللاكتوز لعدة سنوات.
أما في نقص اللاكتيز الثانوي secondary lactase deficiency، يؤدي وجود مشكلة في الأمعاء الدقيقة إلى إنتاج نسبة قليلة جداً من اللاكتيز .
و ترجع الأسباب المحتملة لذلك إلى إجراء جراحة الأمعاء ، ومرض كرون ، والتهاب القولون التقرحي ، والعلاج الكيميائي ، و أمراض الاضطرابات الهضمية والتهاب المعدة والأمعاء.
و إذا كانت الحالة الأساسية مزمنة ، على سبيل المثال، الإصابة بمرض كرون Crohn’s disease ، فغالباً ما يكون عدم التحمل الناتج طويل الأمد أيضاً . وعادةً ما تمر الحساسية أو عدم التحمل الذي يبدأ على المدى القصير ، مثل التهاب المعدة والأمعاء، في غضون بضعة أيام أو أسابيع.
الأطعمة التي يجب تجنبها :
تحتوي الألبان و معظم منتجاتها على اللاكتوز، وتحتوي العديد من الأطعمة المصنعة على الحليب ومنتجات الألبان المضافة إليها.
كما أن أي منتج يحتوي على كلٍ من الحليب أو اللاكتوز أو مصل اللبن أو الخثارة أو منتجات الحليب الثانوية أو المواد الصلبة من الحليب الجاف أو مسحوق الحليب المجفف الخالي من الدسم المدرج في مكوناته سيحتوي على اللاكتوز.
و تتضمن الأطعمة التي تحتوي بشكل شائع على اللاكتوز ما يلي:
- الكعك والبسكويت.
- صلصة الجبنة.
- شوربة الكريمة.
- الكسترد.
- شوكولاتة الحليب.
- الفطائر (البان كيك).
- مخفوق البيض.
- الكيشي quiche .
يجب على الشخص المصاب بعدم تحمل اللاكتوز التحقق من ملصقات الطعام بعناية ، فقد تحتوي بعض الأطعمة على "اللاكتوز المخفي".
وتشمل الأمثلة على ما يلي :
- قضبان موسلي muesli bars .
- الخبز.
- حبوب الإفطار.
- السمن.
- بعض الشوربات الفورية.
- الحلويات المسلوقة .
- سكاكر وبارات الشوكولاتة.
- بعض اللحوم المصنعة مثل شرائح لحم الخنزير.
- كريمة السلطة و تتبيلة السلطة والمايونيز.
وتشمل المكونات التي يجب البحث عنها على الملصق المواد الصلبة من الحليب كامل الدسم والمواد الصلبة من الحليب خالي الدسم ومصل اللبن وسكر الحليب.
ويحتوي حوالي 20% من الأدوية الموصوفة مثل حبوب منع الحمل ، وحوالي 6% من الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، كعلاجات حمض المعدة، على اللاكتوز .
لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز الشديد ، إخبار طبيبهم أو الصيدلي بذلك عند الحصول على أدوية جديدة.
وتشتمل بدائل حليب الألبان على : اللوز أو الكتان أو جوز الهند أو حليب الصويا، وغالباً ما تخزن متاجر البقالة مجموعة من البدائل الخالية من اللاكتوز لمختلف المنتجات.
و من الآمن للنساء اللاتي يعانين من عدم تحمل اللاكتوز أن ترضع طفلها رضاعة طبيعية ، حيث أن ذلك لن يجعل الرضيع مريضاً أو يزيد من خطر عدم تحمل اللاكتوز ، و ذلك لما لحليب الثدي من فوائد مهمة للنمو والتطور.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الحساسية Allergies كل ما تحتاج لمعرفته حولها
المصادر
الوسوم
المؤلف
هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،
