لقد اعتاد أبقراط على وصف الثوم لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات الطبية.
و هو الطبيب اليوناني القديم المشهور ، و الذي يطلق عليها غالباً أبو الطب الغربي. يقول أبقراط في عبارة الشهيرة:
"دع الطعام يكون دوائك ، و الدواء يكون طعامك." .
و قد أكد العلم الحديث مؤخراً العديد من هذه الآثار الصحية المفيدة للثوم.
و فيما يلي ندرج 11 فائدة صحية للثوم تدعمها الأبحاث على الإنسان.
1. يحتوي الثوم على مركبات ذات خصائص طبية قوية
الثوم هو نبات في العائلة النرجسية Allium (من عائلة البصل). و يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالبصل و الكراث. و يسمى كل جزء من بصلة الثوم بالفُص. و هناك حوالي 10-20 فُص في الرأس الواحد.
ينمو الثوم في أنحاء كثيرة من العالم و هو مكون شهير في الطهي بسبب رائحته القوية و طعمه اللذيذ.
و مع ذلك ، و طوال التاريخ القديم ، كان الاستخدام الرئيسي للثوم بسبب مزاياه الصحية و خصائصه الطبية.
و قد تم توثيق استخدامه بشكل جيد من قبل العديد من الحضارات الكبرى ، بما في ذلك المصريين و البابليين و اليونانيين و الرومان و الصينيين.
و يعرف العلماء الآن أن معظم فوائده الصحية ناتجة عن مركبات الكبريت sulfur compounds التي تتشكل عندما يتم تقطيع أو سحق فصوص الثوم أو مضغها.
و لعل أشهرها معروف باسم الأليسين allicin. و الأليسين هو مركب غير مستقر يتواجد لفترة وجيزة فقط في الثوم الطازج بعد قطعه أو سحقه.
و تشتمل المركبات الأخرى التي قد تلعب دوراً في الفوائد الصحية للثوم على ثنائي كبريتيد ثنائي الآليل diallyl disulfide و إس-الأليل سيستين s-allyl cysteine.
و تدخل مركبات الكبريت من الثوم، الجسم من خلال الجهاز الهضمي، و تنتقل في جميع أنحاء الجسم ، حيث تقدم آثارها البيولوجية القوية.
2. الثوم مغذي للغاية و بسعرات حرارية قليلة
إن الثوم مغذٍ بشكل لا يصدق. و من ناحية المكونات الغذائية فيحتوي الفص الواحد من الثوم الخام (3 غرام) على:
- المنغنيز: 2٪ من القيمة اليومية (DV)
- فيتامين ب 6: 2٪ من DV
- فيتامين ج: 1٪ من DV
- السيلينيوم: 1٪ من DV
- الألياف: 0.06 جرام
- كميات مناسبة من الكالسيوم والنحاس والبوتاسيوم والفوسفور والحديد وفيتامين ب 1
و يأتي هذا كله مع 4.5 سعرة حرارية و 0.2 جرام من البروتين و 1 جرام من الكربوهيدرات، فقط لاغير.
و يحتوي الثوم أيضاً على كميات ضئيلة من العناصر الغذائية الأخرى المختلفة. و في الواقع ، يحتوي على القليل من كل ما تحتاجه تقريباً.
3. يمكن للثوم مكافحة المرض ، بما في ذلك نزلات البرد
من المعروف أن مكملات الثوم تعزز وظيفة جهاز المناعة.
وجدت دراسة كبيرة لمدة 12 أسبوعاً أن مكملات الثوم اليومية قللت من نزلات البرد بنسبة 63٪ مقارنةً بالدولء الوهمي بلاسيبو.
كما انخفض متوسط طول أعراض البرد بنسبة 70٪ ، من 5 أيام في مجموعة الدواء الوهمي إلى 1.5 يوم فقط في مجموعة الثوم.
و قد وجدت دراسة أخرى أن جرعة عالية من مستخلص الثوم القديم (2.56 غراماً في اليوم) قللت عدد الأيام المريضة بالبرد أو الأنفلونزا بنسبة 61٪
و مع ذلك ، خلصت مراجعة واحدة إلى أن الأدلة غير كافية و هناك حاجة إلى مزيد من البحث
على الرغم من عدم وجود أدلة قوية ، إلا أن إضافة الثوم إلى نظامك الغذائي قد يكون جديراً بالمحاولة إذا كنت تعاني غالباً من نزلات البرد.
4. يمكن للمركبات النشطة في الثوم تقليل ضغط الدم
بالتأكيد تعد أمراض القلب و الأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، من أكبر الأمراض القاتلة في العالم.
و يعتبر ارتفاع ضغط الدم ، أو ضغط الدم المرتفع، واحداً من أهم العوامل الدافعة لهذه الأمراض.
فقد وجدت الدراسات البشرية أن مكملات الثوم لها تأثير كبير على خفض ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
و في إحدى الدراسات ، كان 600-1500 ملغ من خلاصة الثوم القديمة فعّالة مثل عقار أتينولول في خفض ضغط الدم على مدار 24 أسبوعاً.
و لكن يجب أن تكون جرعات المكملات عالية إلى حد ما للحصول على التأثيرات المطلوبة. فالكمية المطلوبة تعادل حوالي أربعة فصوص من الثوم يومياً.
5. الثوم يحسن مستويات الكوليسترول ، مما قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب
يمكن أن يقلل الثوم من الكوليسترول الضار.
بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم ، يبدو أن مكملات الثوم تقلل من إجمالي و/أو الكولسترول الضار بنسبة 10-15 ٪
و بالنظر إلى الكوليسترول الضار LDL و الكوليسترول الجيد HDL (على وجه التحديد) ، يبدو أن الثوم يقلل من الكوليسترول الضار و لكن ليس له تأثير موثوق به على الكوليسترول الجيد.
و من ناحية أخرى فإن ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية يعتبر عامل خطر معروف لأمراض القلب ، و لكن يبدو أن الثوم ليس له آثار كبيرة على مستويات الدهون الثلاثية.
6. يحتوي الثوم على مضادات الأكسدة و التي تساعد في منع مرض ألزهايمر و الخرف
يساهم الضرر التأكسدي من الجذور الحرة في عملية الشيخوخة.
و بالفعل يحتوي الثوم على مضادات الأكسدة، و التي بدورها تدعم آليات حماية الجسم من الأضرار التأكسدية.
و قد ثبت أن الجرعات العالية من مكملات الثوم تزيد من الإنزيمات المضادة للأكسدة لدى البشر ، و كذلك تقلل بشكل كبير من الإجهاد التأكسدي لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
و من ناحية ثانية فإن التأثيرات المشتركة لتقليل الكوليسترول و ضغط الدم -بالإضافة إلى الخصائص المضادة للأكسدة- قد تقلل من مخاطر أمراض الدماغ الشائعة مثل مرض ألزهايمر و الخرف.
7. يساعدك الثوم على العيش لفترة أطول
من المستحيل بشكل أساسي إثبات الآثار المحتملة للثوم على طول العمر عند البشر.
و لكن بالنظر إلى الآثار المفيدة لعوامل الخطر المهمة مثل ضغط الدم ، فمن المنطقي أن يساعد الثوم على العيش لفترة أطول.
إن حقيقة أن الثوم قادر على محاربة الأمراض المعدية هو أيضاً عامل مهم ، لأن هذه أسباب شائعة للوفاة ، خاصة عند كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من خلل في جهاز المناعة.
8. يمكن تحسين الأداء الرياضي بمكملات الثوم
كان الثوم من أقدم المواد "المحسنة للأداء". و كان يستخدم تقليدياً في الثقافات القديمة للحد من التعب و تعزيز القدرة على العمل للعمال.
و من أبرز استخدامات الثوم في هذا الخصوص أنه أعطي للرياضيين الأوليمبيين في اليونان القديمة.
و قد أظهرت دراسات على القوارض أن الثوم يساعد في أداء التمرين ، و لكن تم إجراء عدد قليل جداً من الدراسات على الإنسان.
فقد كان لدى مرضى القلب الذين تناولوا زيت الثوم لمدة 6 أسابيع انخفاضاً بنسبة 12 ٪ في ذروة معدل ضربات القلب، و قدرة أفضل على ممارسة الرياضة.
و مع ذلك ، لم تجد دراسة أجريت على تسعة راكبي الدراجات تنافسية أية فوائد بخصوص تحسين الأداء. و تشير دراسات أخرى إلى أنه يمكن تقليل التعب الناجم عن ممارسة الرياضة مع الثوم.
9. تناول الثوم يساعد على إزالة السموم من المعادن الثقيلة في الجسم
في الجرعات العالية ، ثبت أن مركبات الكبريت الموجودة في الثوم تحمي من تلف الأعضاء بسبب سمية المعادن الثقيلة.
و قد وجدت دراسة لمدة أربعة أسابيع على العاملين في مصنع بطاريات السيارات (ممن يتعرضون بشكل مفرط للرصاص) أن الثوم قلل من مستويات الرصاص في الدم بنسبة 19 ٪. كما أنه خفض العديد من العلامات السريرية للسمية ، بما في ذلك الصداع و ضغط الدم.
و تفوقت ثلاث جرعات من الثوم كل يوم على عقار D-penicillamine في تقليل الأعراض.
10. الثوم يحسن صحة العظام
لم تقيس أية دراسات على البشر آثار الثوم على هشاشة و ضعف العظام.
و مع ذلك ، فقد أظهرت دراسات على القوارض أنه يمكن أن يقلل من فقدان (ضعف) العظام عن طريق زيادة هرمون الاستروجين لدى الإناث.
و قد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على النساء بعد انقطاع الطمث أن جرعة يومية من مستخلص الثوم الجاف (يساوي 2 غرام من الثوم الخام) يقلل بشكل كبير من علامة نقص هرمون الاستروجين.
و هذا يشير إلى أن هذا المكمل قد يكون له آثار مفيدة على صحة العظام لدى النساء.
الأطعمة مثل الثوم و البصل قد يكون لها أيضاً آثار مفيدة على هشاشة العظام.
11. من السهل تضمين الثوم في نظامك الغذائي مع طعم لذيذ للغاية
ربما لا تكون هذه فائدة صحية خالصة، و لكن لا يزال الثوم مهماً للإنسان.
إذ أنه من السهل جداً تضمين الثوم في نظامك الغذائي الحالي. فهو يكمل معظم الأطباق اللذيذة ، و خاصة والصلصات.
و يمكن أن يضيف الطعم القوي للثوم أيضاً نكهة حادة لذيذة على وصفات الطعام المختلفة.
و أخيراً..
لابد لك من أن تضع في اعتبارك أن هناك بعض الجوانب السلبية للثوم ، مثل رائحة الفم القوية التي ربما تكون غير محببة لدى الكثير من الناس.
و هناك أيضاً بعض الأشخاص الذين لديهم حساسية من ذلك.
و إذا كان لديك اضطراب نزيف أو كنت تتناول أدوية مسيلة للدم ، فتحدث إلى طبيبك قبل زيادة تناولك للثوم.
و من الطرق الشائعة لاستخدام الثوم، الضغط على عدد قليل من فصوص الثوم الطازج باستخدام معصرة الثوم ، ثم مزجه بزيت الزيتون البكر الممتاز و قليل من الملح.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :