أم تمازح طفلها - الأطفال
مهارات التكيف لدى الأطفال : كيف يمكن للوالدين المساعدة في ذلك ؟

مساعدة الأطفال من خلال أزمة تنطوي على التدريب على مهارات التكيف

قد يكون التعامل مع تغيير كبير أو ضغط أو أزمة  أمراً مرهقاً و شاقاً على البالغين ؛ أما بالنسبة للعديد من الأطفال ، فقد تكون هذه الأشياء مربكة و عاطفية طاغية .

و نظراً لأن الأطفال لا يملكون مهارات التأقلم و التكيف coping skills التي استغرق الكبار النموذجيين وقتاً طويلاً في تطويرها ، فإن مساعدة الأطفال على تطوير مهارات التأقلم للتعامل مع الأزمات والضغوط الكبيرة هي مسؤولية حيوية يمكن أن تفيد الأطفال والبالغين الذين يحبونهم.

و بدلاً من مجرد إخبارهم أن كل شيء سيكون على ما يرام ، فمن المفيد التحدث إليهم فعلياً و تحديد كيفية تعاملهم مع التوتر حتى يعرفوا ما سيفعلونه عندما يشعرون بالضغط كما يحدث لدى البالغين - وعندما يشعر أطفالهم بذلك. و هذا يؤدي إلى إعداد الأجيال القادمة لتكون أكثر قدرة على التأقلم.

و فيما يلي بعض الاستراتيجيات البسيطة والفعالة لمساعدة الأطفال على التأقلم مع الأوقات الصعبة:


1- الانتباه :

يعرف كل والد أن الأطفال تنمو و تنجح من خلال الاهتمام الإيجابي الصادر عن الكبار. و عند مساعدة الأطفال في التأقلم مع الأوقات الصعبة ، فمن المهم تذكر ذلك ، وإيلاء اهتمام إضافي للأطفال حتى إذا لم يطلبوا ذلك رسمياً.

و قد يكون من الصعب بشكل خاص خلال أوقات الأزمات توفير وقت إضافي لقضائه مع الأطفال - و غالباً ما يتجلى الاتجاه الطبيعي في ضياع الأطفال في خضم هذه  اللخبطة الحاصلة - ولكن قد يكون هذا الوقت هو الذي قد يحتاج فيه الأطفال إلى انتباهك بشكل أكثر. لذلك ، إليك بعض الطرق لمساعدة الأطفال على التأقلم من خلال توفير اهتمام إضافي:


الاستماع :

في حين أن هذا لا يعد أمراً صحيحاً في كل حالة ، إلا أنه من المفيد غالباً أن يتمكن الأطفال من التعبير عن مشاعرهم واهتماماتهم ، وطرح أسئلة حول ما يمكن توقعه ، والشعور فقط أنهم لا يواجهون الأشياء بمفردهم .

حيث يمكن للجلوس و إجراء حديث من القلب إلى القلب مع التركيز على الاستماع أن يساعد الأطفال على ممارسة معالجة مشاعرهم ، وهي مهارة صحية يمكنهم استخدامها مراراً وتكراراً.

الأنشطة المشتركة :

لا يشعر بعض الأطفال بالراحة بمجرد الانفتاح على أفكارهم ومشاعرهم ، ويمكن تشجيعهم على التحدث عن الأمور من خلال المشاركة في نشاط مشترك.

كما يعرف الكثير من آباء الأولاد الذكور مسبقاً أن الأمر قد يتطلب لعبة مطاردة أو حتى رحلة صيد لجعل أبنائهم يتحدثون عما يدور في أذهانهم.

و يمكن للفتيات الاستفادة من بعض الوقت الهادئ مع أحد الوالدين أيضاً.

وحتى إذا لم يتضمن الحديث الشخصي المشاعر ، فإن قضاء الوقت مع أحد الوالدين والقيام بأنشطة مريحة يمكن أن يكون أمراً رائعاً لتخفيف التوتر.

 إذ أن معرفة كيفية الانخراط في أنشطة مهدئة عند التوتر هي مهارة تكيف عظيمة أخرى.


أن تكون واعي  :

هناك ميزة أخرى متعلقة بقضاء وقت إضافي مع الأطفال و هي أنك أفضل قدرة على رؤية مدى نجاحهم أو إخفاقهم والتدخل إذا لزم الأمر.

فعلى سبيل المثال ، إذا رأيت علامات رئيسية على الانسحاب ، أو صعوبات في النوم وتناول الطعام ، أو تغييرات مهمة أخرى في السلوك ، فستعرف متى تتدخل لتقديم مساعدة إضافية في المنزل ، ومتى قد يكون من الجيد استشارة طبيب أطفالك أو المعالج الخاص بعائلتك .

و من المهم معرفة ما هو "طبيعي" لطفلك حتى تتمكن من اكتشاف أي تغييرات مهمة في مزاجه أو سلوكه.


2- التقليص من وقع تأثير الصدمة أو الأزمة  :

في حين لا يمكنك حماية أطفالك تماماً من أي أزمات تواجهها  مهما كانت (حتى لو لم يكونوا مشاركين بشكل مباشر ، إلا أن الأطفال عادة ما يعرفون بسوء التعامل مع المواقف العصيبة التي يواجهها آباؤهم ،و كأن ذلك يحدث عن طريق التنافذ (ينفذ إليهم) ) ،  و لكن  يمكنك القيام بأشياء أخرى لتقليل تعرضهم للضغط. إذ من الممكن أن يساعدهم ذلك على تعلم طرق تقليل تعرضهم للضغط لاحقاً في حياتهم - وهي مهارة جيدة أخرى للتكيف.

و من أجل ذلك ، إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكنك تجربتها:


أطفئ التلفاز.

و تعتبر هذه فكرة جيدة إذا كنت تواجه كارثة طبيعية أو غيرها من الضغوطات التي تم الإبلاغ عنها بشدة.

فمع توفر الإنترنت ، ليست هناك حاجة لتشغيل المشاهد المقلقة وإعادة تشغيلها في غرفة المعيشة الخاصة بك.

و حتى الأطفال الصغار جداً يمكنهم التقاط ضغط إضافي من هذا  و ذلك من خلال ملاحظة الضغط في البالغين من حولهم وعلى الشاشة.


الحفاظ على روتين الأشياء و الأمور :

عندما يبدو أن كل شيء يتغير (أو ينهار) من حولك ، فقد يكون من الصعب الحفاظ على الروتين سليماً. ومع ذلك ، فمن الجيد المحاولة. و

قد يكون من دواعي الاطمئنان للأطفال (وربما لك أيضاً) أن تبقي على استمرارية أكبر عدد ممكن من الأشياء قدر الإمكان ، لذا يجدر بذل الجهد للحفاظ على أوقات النوم وأوقات الوجبات والأنشطة العائلية الأخرى كما هي.


كن حذراً فيما تشاركه :

عندما يواجه الأطفال أزمة ، فهم يريدون معرفة كيف ستؤثر عليهم الأشياء ، كما يقومون بطرح الكثير من الأسئلة.

و تجدر الإشارة أنه من غير اللازم الإجابة على كل سؤال مطروح ، كما أن هناك العديد من الأسئلة التي يفضل الإجابة عليها بقدر محدود .

فعلى الرغم من أنها ليست فكرة جيدة أن تكذب على الأطفال ، إلا أنهم لا يحتاجون إلى معرفة جميع تفاصيل الطلاق أو الكوارث الطبيعية أو الأمراض الخطيرة.

حيث أنهم بحاجة فقط إلى معرفة ما يؤثر عليهم ، وما الذي يحتاجون إليه مباشرة للاستعداد ، وما هو مناسب لأعمارهم.

و يمكنهم تعلم الباقي تدريجياً عندما يحتاجون إلى المعرفة ، وعندما ينضجون ويكونوا قادرين على التعامل مع المزيد.


3- أظهر لهم وجهة نظرك و توجهك :

سواءً أكان للأفضل أو للأسوأ ، و عند مواجهة التهديد ، فإن أطفالك يتطلعون  إليك لمعرفة ما يجب القيام به.

و مما لا شك فيه أنه لا يوجد شخص بالغ مثالي ، ولكن كونك نموذجاً جيداً لإدارة الأزمات لا يتطلب الكمال ، و لكن يجب عليك فقط أن تبذل أفضل ما بوسعك .

كما أن الشخص البالغ الذي يتكيف بطريقة صحية يوفر شعوراً بالأمان والاستقرار للأطفال ويصمم مهارات تكيف  صحية جديرة بالمحاكاة .

و إليك فيما يلي  بعض الطرق التي يمكنك من خلالها مساعدة أطفالك من خلال التركيز على نفسك.


أن تكون نموذجاً يحتذى به فيما يتعلق بمهارات التأقلم الصحي :

إذا كنت تشعر بالذعر أو الإرهاق (وهو أمر يمكن فهمه في الأزمات) ، فسيؤثر ذلك على مستويات التوتر لدى أطفالك بالإضافة إلى مستوياتك الخاصة ، لذا فإنه الوقت المناسب للاستعداد بمهارات التكيف الصحي.

و أنصحك بأن تحاول أن تكون مستعداً قدر الإمكان. و أ تركز على ما يجب فعله وأ تكون لطيفاً مع نفسك. كما أنني أدعوك إلى ألا تنسى التنفس.

وأن تقضي أكبر وقت ممكن في الاسترخاء مع أطفالك. فهذا سوف يساعدك ويساعد أطفالك .


مساعدة المحتاجين
حتى عندما تواجه أزمة ، يمكنك مساعدة الآخرين الذين قد تكون أحوالهم أسوأ من حالك . ح

يث من الممكن أن يكون هذا النوع من الإيثار مفيداً لجميع أفراد عائلتك لأنه يمكن أن يوفر جميع فوائد إدارة التوتر للإيثار ، بالإضافة إلى الشعور بالسيطرة ، والذي يمكن أن يساعد أيضاً في تخفيف التوتر.

و بالإضافة إلى ذلك ، فقد يكون من المريح للأطفال أن يكونوا جزءاً من الحل وأن يعرفوا أن هناك أشخاصاً آخرين في مثل وضعك ، و الذين قد يساعدونهم عندما يحتاجون إليهم .


4- امنح السلطة لأطفالك : 

قبل كل شيء ، تذكر أنك قد لا تكون قادراً على تغيير جميع الظروف التي يواجهونها ، ولكن يمكنك تمكينهم بمهارات التأقلم و التكيف ومساعدتهم على اجتياز ما يواجهونه ، وصقل مهاراتك في التأقلم في نفس الوقت.




المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن