أريدك أن تفكر عزيزي القارئ خلال الثواني العشر التالية ، في كل فكرةٍ جديدةٍ كبيرةٍ تعلمتها في السنوات الخمس الأخيرة فقط من حياتك.
ثم أريدك أن تسأل نفسك : "هل اضُطررتُ حقاً إلى الانتظار كل هذا الوقت لتعلم كل تلك الأفكار الثاقبة و الاختراقات و تحقيق ذلك التقدم الكبير في المعرفة ؟"
و الجواب ربما يكون : لا.
إنه شيء أفكر فيه طوال الوقت. فلقد تعرفت باستمرار على الأفكار الجديدة التي جعلت حياتي أفضل بشكل ملحوظ. و الشيء الوحيد الذي يمكنني التفكير فيه عندما يحدث هذا هو : لماذا استغرقت وقتاً طويلاً لتَعلُّم تلك الأفكار؟
و سواءً أكانت الكتابة أو الأعمال أو الصحة ، فقد كان بإمكاني أن أبدأ رحلتي بسهولة بشكل مبكر أكثر من الآن و تحديداً قبل خمس سنوات، و أن أتقدم على نحو أكثر بكثير عما أنا عليه الآن. إلا أن المشكلة كانت أنني لم أكن أعرف ما لم أكن أعرفه.
و قد أدركت بالنظر إلى الماضي أنني كنت بطيئاً جداً في عملية التعلم "كمتعلم". أي أنني لم أكن فضولياً بما يكفي.
و لسوء الحظ ، فإن هذا هو حال معظم الناس. إذ لا يحاول معظم الناس البحث بنشاط و فعالية عن أفكار جديدة أو طرق جديدة للقيام بالأشياء. و بدلاً من ذلك ، فإن معظم الناس يقضون معظم وقتهم في محاولة اكتشاف الأشياء بمفردهم.
أنت بحاجة على القيام بشيءٍ واحدٍ فقط..
إذا كنت تريد أن تحقق في 6 أشهر ما يحتاج معظم الناس إلى تحقيقه في 10 سنوات ، فأنت بحاجة إلى تقليص منحنى التعلم. و من أجل تقليص منحنى التعلم وتقليل عدد الأخطاء التي سترتكبها ، تحتاج إلى القيام بشيء واحد : أنت بحاجة إلى القراءة كثيراً .
و مما لا شك فيه أن القراءة مهمة جداً، و بشكلٍ خاص قراءة الكتب و المقالات الخاصة بالأفراد الذين قاموا بما تتطلع إلى القيام به، إذ أن ذلك سيقلص من منحنى التعلم لأشهر و سنوات و حتى عقود بالنسبة لك.
تجربتي الشخصية بين يديك
عندما قررت البدء بالنشر على موقع لينكد إن LinkedIn قبل بضع سنوات ، حددت هدفاً و هو أن أصبح في النهاية LinkedIn Top Voice. وهي عبارة عن جائزة يمنحها موقع لينكد إن LinkedIn لكبار كتابها ، بناءً على التفاعل والمشاركة في الموقع .
إلا أن المشكلة الوحيدة تكمن في أن بناء و تنمية جمهور على منصة ما تستغرق سنوات.
و لكوني جديداً في الكتابة ، فقد كنت أعرف أنني لا أرغب في قضاء كل هذا الوقت في محاولة تعلم كل شيء هناك للتعلم و عن العملية التي يقوم بها موقع لينكد إن LinkedIn عن الكتابة والنشر من خلال التجربة والخطأ.
لذا ، فقد قمت بـ القراءة لكل ما أستطيع عن الكتابة من أولئك الذين كانوا يقومون بذلك بنجاح. حيث أنني قرأت كتباً عن كيفية الكتابة وما يلزم ليصبح الشخص كاتباً ناجحاً.
كما أنني قرأت مقالات كتبها زملائي الذين حصلوا أيضاً على جائزة LinkedIn Top Voice . و خضعت لدورات عبر الإنترنت.
و انضممت إلى ندوات عبر الإنترنت. واستمعت إلى الأشخاص الذين جمعوا أكثر من 100,000 قارئ لمعرفة ما يقومون به بنجاح.
و تعلمت من أكبر عدد ممكن من الناس ثم طبقت ما تعلمته . و بعد أربعة 4 أشهر ، تم تسميتي باسم LinkedIn Top Voice.
أي أن الشيء الذي كان يجب أن يستغرق مني سنوات لإنجازه استغرق مني بضعة أشهر فقط.
هناك طريقتان لتحقيق الأهداف
عزيزي القارئ عليك أن تفهم الأمر كما يجب ، أي أنه و مهما كانت أهدافك في الحياة ، فهناك دائماً طريقتان لتحقيقها:
هناك المسار التقليدي الطويل long conventional path .
ثم هناك المسار الأقصر و الأقل تقليدية the shorter less conventional path.
حيث يعتبر المسار التقليدي الطويل نتيجة لعدم كونك شخصاً يبحث بنشاط عن أفكار جديدة.
كما أن المسار التقليدي الطويل هو ما يحدث عندما تعتقد أنك لست مضطراً لـ القراءة عن الأشخاص الناجحين الآخرين في مجالك و الذين قضوا عشرين 20 سنة في مسارك ذاته .
و هكذا فإن ما يمكن اعتباره، عقوبة عدم القراءة و ضرورة تعلم كل شيء بالطريقة الصعبة، و عقوبة محاولة القيام بكل شيء من خلال التجربة و الخطأ.. أنه سيتوجب عليك تحقيق -كل ما يمكن أن تحققه- بشكل أبطأ بعشرين مرة، فيما لو قرأت.
و أخيراً عزيزي القارئ أدعوك إلى أن توفر على نفسك الوقت و الجهد، و أن تبدأ بالقراءة لكل ما يتريد التركيز عليه، و أن تتذكر ما قاله سقراط Socrates ذات مرة :
"استغل وقتك في تحسين نفسك من خلال كتابات الآخرين ، بحيث يمكنك كسب ما عمل الآخرون من أجله بجدٍ، لتحققه بسهولة ".