مجموعة من المصابيح الكهربائية و فيها مصباح مختلف
ما هو الفارق بين الإدمان و الإكراه (الدافع القهري)

في بعض الأحيان يستخدم الناس كلمات الإدمان Addiction و الإكراه Compulsion (الدافع القهري) بالتبادل.

و مع ذلك ، فهي ليست نفس المعنى في الواقع. فما هو الفرق بين الاثنين؟

تعريف الإدمان و تعريف الإكراه

الإدمان هو مصطلح واسع ، يستخدم لوصف العملية بأكملها التي يصبح الناس من خلالها معتمدون على مادة معينة أو سلوك معين من أجل التكيف مع الحياة.

و يصبح هذا الاعتماد مهماً للأفراد لدرجة أنه سيواصل استخدام المادة أو الانخراط في السلوك behavior ، حتى عندما يكون ضاراً لأنفسهم و لأسرهم، و غيرها من المجالات الهامة في حياتهم.

و في المقابل ، يعتبر الإكراه ، مصطلحًا ضيقاً جداً ، و يستخدم لوصف الرغبة الشديدة في القيام بشيء ما ، و الذي قد يؤدي أحياناً إلى سلوك ، بيد أن ذلك ليس بشكلٍ دائم.

و تعتبر الدوافع القهرية جزءاً صغيراً و لكنه جزءٌ مهمٌ من عملية الإدمان، و هي أيضاً جزء رئيسي من اضطراب الوسواس القهري obsessive-compulsive disorder.


و لكن كيف يرتبط الإدمان و الإكراه مع بعضهما؟ 

مع تطور الإدمان ، يبدأ في إشراك الرغبة أو الإكراه في تناول مادة تسبب الإدمان ، مثل الكحول alcohol أو الهيروين heroin ، أو القيام بسلوك إدماني ، مثل القمار أو الجنس ، و لكنه ينطوي أيضاً على عمليات أخرى.


الاختلافات الرئيسية

هناك نوعان من الاختلافات الرئيسية بين الإدمان و الإكراه و تشمل هذه الاختلافات ما يلي:

1 - المتعة Pleasure


لا يشمل الإكراه ، على الأقل كما يحدث في اضطراب الوسواس القهري ، تجربة المتعة ، في حين أن الإدمان يشمل ذلك (نوع من المتعة).

ففي حين أن الأشخاص الذين يعانون من الإدمان يعانون من جميع أنواع الانزعاج ، فإن الرغبة في استخدام المادة أو الانخراط في السلوك تعتمد على توقُّع أن تكون ممتعة.


و في المقابل ، فإن أي شخص يعاني من الإكراه (الدافع القهري) كجزء من اضطراب الوسواس القهري قد لا يستمتع بالسلوك الذي يمارسه.

إذ يكون في كثير من الأحيان ، هو وسيلة للتعامل مع الجزء الهوسي من الاضطراب ، مما يؤدي إلى شعور معين بالراحة relief.

و قد يكون هذا مربكاً بعض الشيء لأنه غالباً ما يكون هناك مؤشر للأشخاص الذين يعانون من الإدمان

حيث أنهم لا يتمتعون حقاً بالسلوك الإدماني ، و هم يسعون فقط إلى التخفيف من الرغبة في استخدام السلوك أو الانخراط فيه.

و مما يضاعف من ذلك، تجربة الانسحاب Withdrawal التي تحدث غالباً عندما يتوقفون عن تناول المادة الإدمانية أو عندما يتوقفون عن الانخراط في السلوك الإدماني. 

و على الرغم من أن هذا قد يبدو سلوكاً مرتبطاً بالوسوسة القهرية لأن المتعة قد ولت ، إلا أن الدافع الأصلي للانخراط في السلوك كان شعوراً جيداً و هذا يقع ضمن تعريف الإدمان .


2 - الوعي بالواقع


هناك تمييز رئيسي آخر بين الإدمان و الإكراه يتعلق بوعي الفرد بالواقع. فعندما يعاني الناس من اضطراب الوسواس القهري ، عادة ما يدركون أن هوسهم ليس حقيقياً.

و غالباً ما يزعجهم الشعور بالحاجة إلى تنفيذ سلوك يتحدى المنطق ، و مع ذلك فهم يفعلون ذلك على أي حال للتخفيف من قلقهم.

بيد أنه على النقيض من ذلك ، فغالباً ما يكون الأشخاص الذين يعانون من الإدمان منفصلين تماماً عن الإحساس بأفعالهم ، و يشعرون بأنهم يمضون وقتاً ممتعاً، و أن المخاوف الأخرى ليست مهمة.

و يُعرف هذا الأمر -في كثير من الأحيان- باسم الإنكار denial  لأن الشخص المدمن ينكر أن استخدامه أو سلوكه يمثل مشكلة.

إذ لا يتم -في كثير من الأحيان- مواجهة حقيقة إدمانهم إلا بعد حدوث نتيجة كبيرة مثل مغادرة الزوج أو حادث في السيارة في حالة سكر، أو فقدان للوظيفة.


لماذا كل هذا الارتباك حيال الكلمتين؟

إن مصطلحي الإدمان و الإكراه قد دخلا في لغتنا اليومية. مثلهما مثل العديد من الكلمات الشائعة الاستخدام ، قد يتم إساءة استخدامها و سوء فهمها.

و هذا يسبب الارتباك للجميع ، ليس فقط لأولئك الذين يعانون من الإدمان و الإكراه ، و لكن أيضاً للمهنيين الذين يحاولون المساعدة. ففي كثير من الأحيان ، يستخدم الناس هذه المصطلحات بالتبادل دون التفكير في الفروق بينها.


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل