من المعلوم أن العظام تلتئم بشكل أبطأ في مرضى السكري ،إلا أن الباحثين يعملون على علاج بتكاليف مالية معقولة و ذلك من خلال استخدام النباتات التي يمكن أن تساعد في الشفاء. و تظهر التجارب في الوقت الحالي على الفئران نتائج واعدة .
و لا يعتبر الأشخاص المصابون بداء السكري أكثر عرضة لكسر العظم فحسب ، بل إنهم أيضاً يستغرقون وقتاً أطول للشفاء أكثر من عامة الناس.
و يمهد الباحثون في جامعة بنسلفانيا University of Pennsylvania في فيلادلفيا Philadelphia الطريق للعلاج الذي يمكن تناوله عن طريق الفم و الذي يمكن أن يشفي العظام بشكل أسرع في مرضى السكري.
وتقدر مراكز الأمراض و الوقاية (الأمريكية) ( Centers for Disease and Prevention (CDC أن هناك حوالي 30.3 مليون شخص في الولايات المتحدة - أو ما يعادل نسبة 9.4% من السكان - يعانون من مرض السكري.
و يكتب مركز السيطرة على الأمراض CDC أيضاً أن هناك 84.1 مليون شخص مصابون بداء السكري ، والذي يمكن أن يتطور إلى داء السكري من النوع 2 في غضون 5 سنوات إذا ترك دون علاج.
وهذا يجعل أكثر من 100 مليون من البالغين في الولايات المتحدة يعانون من مرض السكري أو مقدمات مرض السكري.
و وفقاً لجمعية السكري الأمريكية American Diabetes Association ، فقد بلغت التكلفة الاقتصادية المقدرة لمرض السكري بالنسبة للولايات المتحدة 327 مليار دولار في عام 2017.
و نظراً لأن الأشخاص المصابين بمرض السكري لديهم مخاطر أكبر للكسر و انخفاض معدلات إصلاح العظام ، يجد الأطباء أن الشفاء من كسر العظام يشكل تحدياً كبيراً .
و يقول الباحثون في الوقت الحالي أن الشخص المصاب بداء السكري و الكسور يحتاج إلى الحقن المنتظمة والزيارات إلى المستشفى ، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف المريض في لامتثال لذلك .
عقار جديد بسيط و قليل التكلفة
ماذا لو استطاعوا التوصل إلى عقار بروتين قليل التكلفة و بسيط أيضاً، يحفز نمو خلايا بناء العظام و يعزز تجديد أو إحياء العظام؟
يقول الدكتور هنري دانييل Henry Daniell من طب الأسنان في بن Penn Dental Medicine-و هو المؤلف المناظر على الورقة المنشورة في مجلة المواد الاصطناعية Biomaterials - إن الفريق سعى إلى حل كان ميسور التكلفة ، و مريح ، و يمكن القيام به في المنزل.
و يعتمد البحث على العمل التجريبي الرائد الذي قام به دانييل Daniell على مدى عقود لإنتاج بديل شفوي ميسور التكلفة لعلاج الأنسولين من خلال النباتات.
و قد صرح دانييل Daniell لـ ميديكال نيوز اليوم Medical News Today قائلاً : "على مدى الخمسين عامًا الماضية ، أنقذت حقن الأنسولين البشري المؤتلف ، المصنوع من الخميرة أو البكتيريا ، ملايين الأرواح ، لكن هذه المنتجات ليست في متناول أكثر من 90% من سكان العالم من مرضى السكري" .
و يعرف الأنسولين Insulin على أنه هرمون البروتين الذي ينتجه البنكرياس.
و هو يساعد الجسم في تحويل الجلوكوز glucose إلى طاقة. و بدونه ، كما هو الحال في مرض السكري ، يمكن أن يتراكم الجلوكوز ، مما يؤدي إلى مخاطر صحية خطيرة.
و لكن علاجات الأنسولين الحالية مكلفة. و يقول الدكتور دانييل:"تكلف مضخات الأنسولين ما بين 6000 و 12000 دولار ، في حين يكسب ثلث سكان العالم أقل من دولارين في اليوم". و الجدير بالذكر أن سعر الأنسولين في الولايات المتحدة قد تضاعف في السنوات الخمس الماضية.
و يعد إنتاج الأنسولين مكلفاً للغاية وغير مستقر بدرجة كبيرة ، ويتطلب تخزيناً بارداً ونقلاً ، فضلاً عن الحقن المعقمة. وقد كان التسليم المعتمد على الإبرة هو الخيار الوحيد منذ 50 عاماً.
و قال دانييل :"لذلك ، فإن الهدف من توصيل الأدوية عن طريق البروتين الذي يمكن تناوله عن طريق الفم هو جعلها في متناول الجميع ومريحة" .
البروتين النامي في الخس
يتضمن عمل فريق البحث إدخال بروتينات محددة للخلايا النباتية. و من ثم تبدأ النباتات في التعبير عن هذا الجين في خلاياها. و بمجرد أن ينتج النبات البروتين في أوراقه ، يمكن للناس استخدامه للعلاج عن طريق الفم.
و في هذه الدراسة بالذات ، قدم الفريق عامل النمو الشبيه بالأنسولين البشري -1 (IGF-1) ، و هو بروتين يلعب دوراً أساسياً في تطوير و تجديد العضلات و العظام. و شملت الدراسة أيضاً الببتيدات الإلكترونية e-peptides لتحفيز التجديد regeneration.
و باستخدام الأساليب التي صقلها دانييل Daniell، عبر الفريق عن IGF-1 و CTB (بروتين يساعد في نقل البروتينات المنصهرة إلى مجرى الدم من الجهاز الهضمي) إلى أوراق الخس و إزالة جين مقاومة المضادات الحيوية antibiotic resistance gene.
و بمجرد أن نما الخس ، قام الباحثون بتجميد و تجفيف النبات و طحن الأوراق لإنتاج دواء (عقار) و وضعها على الرفوف لمدة ثلاث سنوات.
العلاج يعزز نمو العظام في الفئران
لقد تسبب العلاج في نمو العديد من أنواع الخلايا ، بما في ذلك تلك اللازمة لبناء العظام -خلايا الأنسجة عن طريق الفم و الأورام العظمية- في خلايا الفئران و الخلايا البشرية.
و عندما قام الباحثون بإعطاء الدواء للفئران ، فقد أظهرت القوارض زيادة في IGF-1. و عندما استهلكت الفئران المصابة بداء السكري الدواء ، أظهرت علامات للشفاء المعزز مع تحسين حجم العظام و كثافتها و مساحتها.
و يقول دانييل: "إنه لأمر مدهش كيف أثر بروتين واحد على شفاء الكسر".
و يواصل قائلاً: "هنا قدمنا دواءً عن طريق الفم مرة واحدة يومياً ورأينا أن الشفاء يتسارع كثيراً".
و يضيف الدكتور دانييل أنهم استخدموا أوراق الخس لأنها رقيقة جداً و سهلة التجفيف و آمنة ، دون أي حساسية معروفة.
و بمجرد تجميد الأوراق ، يظل البروتين مستقراً لسنوات دون الحاجة إلى التخزين البارد و إلى النقل أيضاً.
و للعلم فإن علاج IGF-1 السريري الحالي يتطلب الحقن اليومي أو الزرع الجراحي ، و يفتقر إلى الببتيد الإلكتروني ، و هو غليكوزيلاتي أيضاً، مما يقلل من الكفاءة بشكلٍ كبير.
يقول دانييل: "نأمل في العثور على شركاء للمضي قدماً في هذا العمل لأن هناك الكثير من المصابين بداء السكري الذين يمكنهم الاستفادة من علاج مهم كهذا".
و يأمل الباحثون في مواصلة تطوير IGF-1 في النباتات للاستخدام السريري ، ليس فقط مع التئام كسر العظام و لكن أيضاً لمشاكل مثل هشاشة العظام و تجديد العظام بعد السرطان.
Top of Form