قال باحثون من جامعة فنلندا الشرقية إن تناول نظام غذائي يحتوي على كمية أكبر من البروتين النباتي قد يقلل من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري type 2 diabetes.
في حين أن البروتين النباتي قد يوفر دوراً وقائياً ، فقد تبين أن بروتين اللحوم يزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
و للعلم فإن أكثر من 29 مليون شخص في الولايات المتحدة يتأثرون بمرض السكري ، حيث يمثل مرض السكري من النوع 2 ما بين 90% و 95% من جميع الحالات.
و يعتبر الجزء الأساسي من إدارة مرض السكري هو المشاركة في النشاط البدني المنتظم ، و تناول الأدوية لخفض مستويات السكر في الدم ، و اتباع خطة الأكل الصحي.
وطبقاً للمعهد الوطني للسكري و الجهاز الهضمي National Institute of Diabetes and Digestive ، فإن الأكل الصحي يتكون من استهلاك مجموعة متنوعة من المنتجات من جميع المجموعات الغذائية ، مع تناول الخضروات غير النشوية (نصف طبق الأكل) أو الحبوب أو أي نوع آخر من النشاء (ربع طبق الأكل) ، و اللحوم أو بروتين آخر يضم الربع الأخير من الطبق.
و في هذا الخصوص يوصي الخبراء بتجنب اللحوم الدهنية أو المعالجة و أن يتم اختيار اللحوم الخالية من الدهن ، مثل الدجاج بدون جلد ، كبديل مقبل و صحي.
استهلاك اللحوم مرتبط بمرض السكري
كثيراً ما تم استكشاف استهلاك اللحوم كمتغير مرتبط بمرض السكري ، و قد أثبتت الأبحاث السابقة وجود صلة بين المدخول الكلي العالي من البروتين و البروتين الحيواني ، و خطر أكبر من مرض السكري من النوع الثاني.
و بالتالي فإن تناول الكثير من اللحوم الحمراء المصنعة processed red meat ، على وجه الخصوص ، قد تم ربطه مع هذه الحالة.
و يضيف البحث الجديد - المنشور في المجلة البريطانية للتغذية British Journal of Nutrition - مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن مصدر البروتين الغذائي قد يكون مهماً في تغيير خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
و قد بدأ الباحثون في استكشاف الروابط بين مصادر البروتين الغذائي المختلفة و مخاطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
و قد استخدموا بيانات من دراسة كوبيو لعوامل خطر الإصابة بأمراض نقص تروية القلب (KIHD Kuopio Ischaemic Heart Disease) ، التي أجريت في جامعة فنلندا الشرقية.
و عندما بدأت دراسة KIHD في السنوات ما بين 1984 و 1989 ، تم تقييم الوجبات الغذائية من 2,332 رجل تتراوح أعمارهم بين 42 إلى 60 سنة. و لم يكن أي من الأفراد مصاباً بداء السكري من النوع 2 في بداية الدراسة.
و على مدار فترة المتابعة التي استمرت 19 عاماً ، تم تشخيص 432 رجلاً يعانون من مرض السكري من النوع 2.
و قد خفض تناول البروتين النباتي العالي من خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري بنسبة 35%.
اكتشف جيركي فيرتانين Jyrki Virtanen ، أخصائي تغذية سريري معتمد و أستاذ مساعد في علم الأوبئة الغذائية بجامعة شرق فنلندا ، و زملاؤه أن اتباع نظام غذائي غني باللحوم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
و قد لوحظ الارتباط في جميع أنواع اللحوم بشكل عام ، بما في ذلك اللحوم الحمراء المصنعة وغير المصنعة و اللحوم البيضاء و اللحوم المتنوعة.
السبب وراء ذلك
يقول الباحثون إن الارتباط قد يكون نتيجة لمركبات أخرى موجودة في اللحوم بخلاف البروتين ، لأن بروتين اللحوم وحده لم يكن مرتبطاً بمخاطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
وكان لدى الرجال الذين تناولوا كمية أكبر من البروتين النباتي في وجباتهم الغذائية عادات صحية في نمط الحياة. و مع ذلك ، لم تظهر عادات نمط حياتهم لتفسر بشكل كامل خطر انخفاض مرض السكري.
و كان المشاركون في الدراسة من الذكور الذين لديهم أعلى كمية من البروتين النباتي أقل عرضة بنسبة 35% للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري مقارنة بالرجال الذين لديهم أقل كمية من البروتين النباتي.
و علاوة على ذلك ، باستخدام نموذج الكمبيوتر ، يقدر فيرتانين Virtanen و فريقه أن استبدال حوالي 5 غرامات من البروتين الحيواني بـ البروتين النباتي يومياً سيقلل من خطر الإصابة بالسكري بنسبة 18%.
و يمكن تفسير العلاقة بين البروتين النباتي و تقليل خطر الإصابة بالسكري من خلال تأثير البروتين النباتي في النظام الغذائي على مستويات السكر في الدم. إذ ان أولئك الذين تناولوا المزيد من البروتين النباتي لديهم مستويات منخفضة من الجلوكوز في الدم في بداية الدراسة.
و كانت المصادر الرئيسية للبروتين النباتي في هذه الدراسة هي منتجات الحبوب ، مع مصادر إضافية بما في ذلك البطاطا وغيرها من الخضروات المشابهة.
و قد يساعد النظام الغذائي الذي يفضل البروتين النباتي على بروتين اللحوم على الحماية من داء السكري من النوع الثاني.
يستنتج المؤلفون أن:
"كان استبدال 1% من الطاقة من البروتين الحيواني بالطاقة من البروتين النباتي مرتبطًا بـ 18% من تخفيض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2. و قد بقيت هذه العلاقة بعد ضبط مؤشر كتلة الجسم BMI.
و في الختام ، يبدو أن تفضيل البروتينات النباتية و بروتين البيض مفيد في منع مرض السكري من النوع 2 ".
و قد لاحظ الباحثون أن بروتين الألبان و بروتين السمك لم يكن مرتبطاً بمخاطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. و كشف الفريق أيضاً أنه بتأكيد الدراسات السابقة للمجموعة ، تم تحديد كمية أكبر من بروتين البيض على أنه قادر على تقليل خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.