مرضى السكري و فيروس كورونا ربما يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة، ما الذي يتوجب عليهم فعله؟

إن الأشخاص المصابون بداء السكري diabetes هم من بين المجموعات الأكثر عرضة لخطر حدوث مضاعفات أكثر خطورة للفيروس التاجي الجديد (كورونا) COVID-19 و مرضه .

و بالتالي فيجب على مرضى السكري أن يفكروا في كيفية إدارة مرض السكري أثناء عزلهم الذاتي و إبعادهم الاجتماعي ، و كذلك أن يفكروا في كيفية العناية بأنفسهم إذا شعروا أنهم مرضوا.

وفقاً لبيان أصدرته الجمعية الأمريكية لأطباء الغدد الصماء السريرية (AACE)، فإن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً و المصابين بالسكري و المشكلات الصحية الأخرى، معرضون بشكل خاص للخطر. 

و قد أظهرت الدراسات الحديثة أن أولئك الذين دخلوا المستشفى بسبب مرض شديد ، أفاد ما نسبته 22.2٪ إلى 26.9٪ منهم، أنهم مصابون بداء السكري".

و تؤكد AACE السكري و مستويات الجلوكوز المرتفعة ترتبط ببزيادة المضاعفات و فشل الجهاز التنفسي و الوفيات في المرضى في المستشفيات الذين يعانون من فيروس كورونا COVID-19."

داء السكري و خطر فيروس كورونا COVID-19

لم يكن الباحثون متأكدين من السبب في أن الأشخاص المصابين بداء السكري قد يكونون أكثر عرضة للمضاعفات والوفاة من فيروس كورونا COVID-19 ، أو إذا كان هناك خطر أعلى على الإطلاق.

فعلى سبيل المثال ، وجدت دراسة  لأكثر من 72,000 حالة من المصابين بفيروس كورونا COVID-19 في الصين نشرت في مجلة JAMA أن مرضى السكري لديهم أكثر من ثلاثة أضعاف معدل وفيات أولئك الذين لا يعانون من مرض السكري - حوالي 7 بالمائة مقارنة بحوالي 2 بالمائة.

بينما أكدت دراسات أخرى هذه الدراسة ، و لا تزال هناك دراسات أخرى لم تؤكد هذه النتائج.  

كما هو معلوم فإن لا يزال مرض فيروس كورونا COVID-19 جديداً ، لذا فإن المعرفة حيال هذا الموضوع محدودة و في طور التطور.

و مع ذلك ، فمن الجدير بالذكر - وفقاً للبروفيسور لهيذر دي فريس ماكلينتوك Heather de Vries McClintock، أستاذ مساعد الصحة العامة في جامعة أركاديا Arcadia University في بنسلفانيا- أن الخطر الواضح على الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 1 Type 1 diabetes

و كذلك مرضى السكري من النوع 2 Type 2 diabetes الذين يتناولون مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE Angiotensin-converting-enzyme inhibitors  (هي فئة من الأدوية تستخدم في المقام الأول لعلاج ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب، فهي تعمل عن طريق التسبب في استرخاء الأوعية الدموية وكذلك انخفاض حجم الدم ، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم وانخفاض الطلب على الأكسجين من القلب) كجزء من إدارة المرض التي يحددها الطبيب.

و يقول مكلينتوك: "إن الأشخاص المصابون بداء السكري - خاصة النوع الأول - الذين يعانون من عدوى فيروسية لديهم احتمالية أكبر للإصابة بحماض الكيتون السكري diabetic ketoacidosis ، مما يثبط قدرة الجسم على التخفيف من الإنتان ، و هو مساهم رئيسي في الوفاة بين الأشخاص المصابين بفيروس كورونا COVID-19".

و بالإضافة إلى ذلك ، يؤكد مكلينتوك أن "الفيروسات التاجية المسببة للأمراض ترتبط بالخلايا المستهدفة من خلال إنزيم تحويل الأنجيوتنسين II (ACE II).

و قد يكون لدى الأشخاص المصابون بداء السكري (النوعان 1 و 2) الذين يتم علاجهم بمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 من النوع الأول (ARBs) قد يكون لديهم زيادة في التعبير عن الإنزيم المحول للأنجيوتنسين II. "

كيفية الاستعداد لفيروس كورونا COVID-19

عند معرفة المخاطر ، فإن السؤال سيكون: ما هي أفضل طريقة للاستعداد.

تقول الدكتورة أشلين سميث Ashlyn Smith، وهو مساعد طبيب معتمد من NCCPA في Endocrinology Associates في سكوتسديل ، أريزونا ، ورئيس الجمعية الأمريكية لمساعدي أطباء الغدد الصماء

إن أفضل خيار هو الحصول على إمدادات الأنسولين لمدة 90 يوماً إن أمكن. و من الأفضل طلب إعادة التعبئة في أقرب وقت ممكن وعدم الانتظار حتى تنخفض الإمدادات

و أكدت أيضاً : "في الأماكن التي أعلنت حالة الطوارئ ، قد يتمكن مرضى السكري من الحصول على إمدادات إضافية من الأدوية والإمدادات لمدة 30 يوماً".

و يضيف الدكتور أونوبراكبيا Olufunmilayo Abidemi Onobrakpeya ، المدير الطبي في مركز جامعة ماريلاند لمرض السكري و الغدد الصماء في مركز تشيسابيك الطبي ، إذا لم تتمكن من الحصول على أدوية إضافية بهذه الطريقة ، فحاول استخدام أدوية الطلب عبر البريد.

بالإضافة إلى ذلك ، يخبرنا الدكتور أونوبراكبيا Onobrakpeya إذا كانت لديك فحوصات أو زيارات أطباء خارج المنزل ، ففكر في إعادة الجدولة أو معرفة ما إذا كانت هناك خيارات للتطبيب عن بُعد متاحة.

و بخلاف الأنسولين ، يجب على الأشخاص المصابين بداء السكري الاستعداد لفيروس كورونا COVID-19 بالطريقة نفسها التي يتبعها أي شخص آخر و ذلك من خلال: إيلاء اهتمام خاص لغسل اليدين بشكلٍ جيد ، و تطهير الأسطح ، و ممارسة التباعد الاجتماعي ، و العزل الذاتي قدر الإمكان.

بالإضافة إلى ذلك ، يوصي الأطباء الذين يكتبون في مجلة Diabetes & Metabolic Syndrome: Clinical Research & Reviews بالممارسات المحددة التالية للأشخاص المصابين بداء السكري في الوقاية من العدوى كخيارات مهمة:

• الحفاظ على سيطرة جيدة على نسبة السكر في الدم. هذا يمكن أن يساعد في الحد من خطر العدوى و كذلك من شدة المرض. و على مريض السكري مراقبة مستويات الجلوكوز في الدم بشكل متكرر باستخدام جلوكوز الدم ذاتي المراقبة.

• تناول الطعام الصحي. من المهم الانتباه إلى التغذية و كمية البروتين الكافية ، بالإضافة إلى تجنب نقص المعادن و الفيتامينات.

• ممارسة الرياضة. بالتأكيد فإن ممارسة الرياضة تؤديإلى تحسين المناعة ، و لابد من اتخاذ إجراءات الأمان للقيام بذلك من خلال أنشطة مثل الركض في الخارج. و نحذرك من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو أن تحضر أنشطة جماعية أخرى.

• احصل على لقاحات الأنفلونزا و لقاح الالتهاب الرئوي. قد يقلل هذا الأخير بشكل خاص من فرص الإصابة بالالتهاب الرئوي الجرثومي الثانوي بعد الإصابة الفيروسية التنفسية (على الرغم من أن الباحثين لاحظوا أن البيانات الموجودة في الوباء الفيروسي الحالي غير متوفرة).

و أخيراً ، تقدم الجمعية الأمريكية لأطباء الغدد الصماء السريرية AACE خطة طوارئ مجانية لمرضى السكري، يمكن للأشخاص المصابين بداء السكري استخدامها كقائمة مرجعية و مركز موارد للتعامل مع فيروس كورونا COVID-19.

ماذا تفعل إذا كنت تعتقد أن لديك فيروس كورونا COVID-19

لاحظ الباحثون أنه إذا كنت مصاباً بداء السكري و تعتقد أنك ربما أصبت بالفيروس التاجي الجديد ، فإن الخطوة الأولى هي الاتصال بطبيبك و بالهيئة الصحية المحلية و الاستعداد لعزل نفسك (أو الحجر الصحي في المستشفى).

و إذا كنت تقوم بالعزل الذاتي ، فإن جمعية السكري الأمريكية توصي بالتأكد من أن لديك الكثير من السوائل للترطيب بشكل متكرر. و ان تتبع استهلاك السوائل و تتحقق من مستويات الجلوكوز والكيتون لديك.

و لابد لك من افحص سكر الدم مرات إضافية طوال النهار والليل (بشكل عام ، كل 2-3 ساعات). فإذا سجل سكر الدم لديك ارتفاعاً (أكثر من 240 مجم / ديسيلتر) أكثر من مرتين على التوالي ، فعليك بالتحقق من وجود الكيتونات لتجنب الحماض الكيتوني السكري.

و في حين أن بعض هذه المعلومات قد يبدو مخيفاً ، غير أن الخبراء يقولون أنه من المهم اتخاذ احتياطات إضافية لمواجهة فيروس كورونا.

و أبعد من ذلك ، إذا ظهرت عليك أعراض ، فعاملها كحالة سيئة من الأنفلونزا.

و أخيراً يقول أونوبراكبيا:

"تأكد من حصولك على الأدوية و المستلزمات الطبية التي لا تستلزم وصفة طبية لعلاج الحمى و الأعراض الأخرى".

"و بالتأكيد سيتمكن معظم الأشخاص من التعافي من فيروس كورونا في المنزل."