فتاة قلقة بجو مليء بالسواد
عوامل اضطرابات القلق

دراسة جديدة تعيد تقييم العوامل المرتبطة باضطرابات القلق anxiety disorders


كشفت دراسة جديدة لتحليل المعلومات التي تم جمعها من قبل مجموعة كندية كبيرة نموذجية من البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاماً ، وجود ارتباطات بين النظام الغذائي ومخاطر اضطراب القلق. و قد كان هناك  عوامل أخرى مرتبطة بالقلق منها الجنس البيولوجي  للشخص biological sex وما إذا كانوا مهاجرين أم لا.

و وجدت دراسة أجريت عام 2015 أن اضطرابات القلق تعد من أكثر حالات الصحة العقلية انتشاراً في الولايات المتحدة وأوروبا.

و وفقاً لجمعية القلق والاكتئاب الأمريكية Anxiety and Depression Association of America ، فقد أبلغ ما يقرب من حوالي 18.1% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية بأنهم يعانون من اضطراب القلق كل عام.

و وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية( World Health Organization’s (WHO الأخيرة في عام 2015 ، فإن هناك حوالي 3.6% من السكان في جميع أنحاء العالم ممن يعايشون اضطرابات القلق.

و يقوم الباحثون باستمرار بتقييم وإعادة تقييم العوامل التي قد تسهم في خطر إصابة الشخص باضطراب القلق في محاولة لتوفير استراتيجيات الوقاية.

و قد أجرى فريق من الباحثين من مختلف المؤسسات في الآونة الأخيرة - بما في ذلك جامعة كوانتلن للفنون التطبيقية Kwantlen Polytechnic University في سوري Surrey  وجامعة تورنتو University of Toronto ، وكلاهما في كندا  Canada  - دراسة لتقييم الارتباطات الهامة بين مختلف العوامل واحتمال الإصابة باضطراب القلق.

و أبلغ الفريق نتائج الدراسة في ورقة ظهرت الآن في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة International Journal of Environmental Research and Public Health .

و تشير الكاتبة الرئيسية كارين دافيسون Karen Davison ،الحاصلة على درجة الدكتوراه Ph.D قائلة : "تشير التقديرات إلى أن هناك ما يقرب من الـ 10% من سكان العالم سيعانون من اضطرابات القلق ، والتي تعد السبب الرئيسي  في حصول الإعاقة" .


النتائج ربطت النظام الغذائي بمخاطر القلق :

حلل الباحثون في دراستهم بيانات حوالي  26،991 من الأفراد الذين شاركوا في الدراسة الطولية الكندية  حول الشيخوخة Canadian Longitudinal Study on Aging  بين الأعوام  2010-2015.

و قد كان من بين هؤلاء : 49.3 % من الذكور ، و 82.5 % ولدوا في كندا ، و 58.5%كانوا بين 45-65 عاماً . ومن بين أفواج المشاركين  أفاد حوالي 8.5 % من الأفراد بأنهم يعيشون مع تشخيص القلق.

و حلل الباحثون المعلومات التي حصلوا عليها من المشاركين من خلال المقابلات والفحوصات البدنية والاختبارات المعملية.

و قد كشف هذا التحليل عن سلسلة من الارتباطات الهامة بين عوامل محددة  واحتمال الإصابة باضطراب القلق - والتي أكد بعضها نتائج الدراسات السابقة.

و وجد المحققون بادئ ذي بدء ،  أن الأفراد الذين لم يتناولوا الكثير من الفواكه والخضروات هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق من أولئك الذين تناولوا كميات كبيرة من الفاكهة والخضروات.

و يقول المؤلف الرئيسي: "بالنسبة لأولئك الذين كانوا قد استهلكوا أقل من ثلاثة مصادر للفواكه والخضروات يومياً ، فقد كانت هناك احتمالات أعلى بنسبة 24% على الأقل من تشخيص اضطرابات القلق".

و يلاحظ المؤلف المشارك خوسيه مورا المنزا Jose Mora-Almanza أن هذا الاكتشاف قد يلقي بعض الضوء على بعض العوامل الأخرى التي لها ارتباطات بالقلق.

و يقول: "قد يفسر هذا جزئياً النتائج المرتبطة بمقادير و مقاييس تكوين الجسم" ، مضيفًا أن : "مستويات الدهون الكلية زادت بنسبة تفوق الـ 36% ، وقد زاد احتمال اضطراب القلق بأكثر من 70%".

و يفترض مؤلف الدراسة الرئيسي أيضاً أنه إذا كان النظام الغذائي الذي يفتقد إلى الفاكهة والخضروات يؤدي إلى زيادة الدهون في الجسم ، فإن هذا قد يؤدي بدوره إلى زيادة الالتهابات في أجهزة الجسم  systemic inflammation. و هكذا فقد ربط البحث الالتهاب بالقلق.


 تدخل بعض الظروف الصحية الأخرى :

أكدت نتائج البحث أدلة سابقة تشير إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالتوتر. و وفقاً للدراسة الجديدة ،فقد كانت واحدة من ال 9 المشاركات الإناث تعاني من اضطراب القلق. وفي المقابل ،  فقد عاش شخص واحد فقط من بين كل 15 مشاركاً من الذكور مع القلق.

و تقول المؤلفة المشاركة في الدراسة كارين كوباياشي : "إن  نتائجنا تتوافق مع الأبحاث السابقة التي أشارت أيضاً إلى أن النساء أكثر عرضة لاضطرابات القلق من الرجال" .

و على ما يبدو فقد كانت هناك مجموعات اجتماعية محددة لديها احتمال أعلى للعيش مع اضطراب القلق.

و على سبيل المثال ، فقد وجدت الدراسة أن أولئك الذين كانوا عزاب لديهم احتمالات أعلى بنسبة 27 % من الإصابة باضطراب القلق مقارنة مع أقرانهم المتزوجين.

ويبدو أن الأشخاص ذوي الدخول المنخفضة أكثر تعرضاً لهذه الظروف الصحة العقلية. و وفقاً لبيانات الدراسة ، يعيش واحد من كل 5 مشاركين يقل دخل أسرهم عن 20.000 دولار سنوياً مع اضطراب القلق. و من الملفت للنظر أن هذا الرقم هو أكثر من ضعف هذا الذي شوهد بين المشاركين ذوي الدخول الأعلى.

و يقول المؤلف المشارك هونغمي تونغ  Hongmei Tong ، الحاصل على درجة  الدكتوراه : " إننا لم نتفاجأ عندما وجدنا أن أولئك الذين يعانون من الفقر يعانون من ارتفاع معدل انتشار اضطرابات القلق  " ،  و يضيف : " إنهم يكافحون من أجل توفير الأساسيات ، مثل الطعام والسكن ، الأمر الذي يتسبب في الإصابة بالإجهاد الذي لا هوادة فيه و الذي يكون بطبيعته محفزاً للقلق".

و قد كان الأشخاص الذين يعانون من ثلاثة أو أكثر من الحالات الصحية المزمنة أكثر عرضة أيضاً لاضطرابات القلق مقارنةً بأقرانهم الذين لا يعانون من ظروف صحية.

كما كان هناك من بين المشاركين الذين يعانون من القلق حوالي 16.4 % ممن يعانون من ثلاث حالات صحية أخرى ، و8.3 % لديهم حالتان صحيتان أخريان ، و 6.3 % لديهم حالة صحية أخرى ، وأفاد 3% فقط بعدم وجود حالات صحية مشتركة.

و علاوة على ذلك ، فقد كان المشاركين الذين عانوا من الألم المزمن لديهم ضعف معدل انتشار قلق من أقرانهم الذين ليس لديهم ألم مزمن.

كما يشير شين لين Shen Lin المؤلف المشارك : "إن الألم المزمن والظروف الصحية المتعددة تجعل الحياة غير متوقعة للغاية ويمكن أن تكون مصدر قلق" .

ويضيف قائلاً: "لا يعلم أحد أبداً ما إذا كانت المشكلات الصحية ستتداخل مع العمل أو المسؤوليات الأسرية  ، حيث أصبحت العديد من الأنشطة أكثر صعوبة وتستغرق وقتاً  طويلاً".


قد يواجه المهاجرون مخاطر أقل ، و لكن لماذا؟

وجد الباحثون أنه من المثير للدهشة أن هناك فئة اجتماعية ذات احتمالات أقل للإصابة باضطراب القلق وهي فئة المهاجرين.

و وفقاً للمسوحات التي قام الفريق بتحليلها ، فقد كان معدل انتشار القلق بين الأشخاص الذين لم يولدوا في كندا ولكنهم هاجروا أقل. و أظهرت النتائج أن هناك حوالي  6.4% من المهاجرين يعانون من اضطراب القلق ، و ذلك مقارنة بـ 9.3% من المولودين في كندا.

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور إيسمي فولر طومسون  Esme Fuller-Thomson : "قد يواجه المهاجرون عدداً لا يحصى من التحديات المرتبطة بإعادة التوطين في بلد جديد ، بما في ذلك الحواجز اللغوية ، والفقر ، وصعوبات الحصول على مؤهلات معترف بها ، والدعم الاجتماعي المحدود ، لذلك يبدو من البديهي أنه ينبغي أن يكون لديهم احتمال أقل للإصابة باضطرابات القلق من أولئك المولودين في كندا " . 

و يفترض المحقق أن هذا قد يكون بسبب أن ، و ذلك بالنظر إلى جميع التحديات والشكوك المرتبطة بالانتقال إلى بلد جديد ، أولئك الذين يختارون اتخاذ هذه الخطوة  قد يكونون من الأفراد الذين يتمتعون بمرونة عالية في المقام الأول.

كما لمح المؤلف الكبير إلى أنه  : "قد يكون أن المهاجرين المحتملين الذين يعانون من اضطرابات القلق سيجدون تحديات إعادة التوطين مسببة للقلق بشكل كبير للغاية  وبالتالي فإنهم  لن يختاروا الهجرة ، لذلك هناك" اختيار ذاتي "لأولئك الذين يعانون من قلق أقل ".

و بالتفكير ملياً في نتائج الدراسة ، كتب الباحثون في ورقتهم أن : "تحديد العوامل الاجتماعية والصحية والغذائية المرتبطة باضطرابات القلق يوفر معلومات مفيدة لتحسين التوعية والعلاج المستهدفين [لأولئك الذين هم في منتصف العمر- و أولئك المتقدمين في العمر ] وكبار السن".

وخلصوا أيضاً إلى أنه يجب على خبراء الصحة العقلية إجراء مزيد من الأبحاث ، وخاصة في النظام الغذائي.

و كتب المؤلفون قائلين : " إن العوامل الغذائية ، مثل الألياف والكالسيوم وفيتامين (د) المتناولة ، تستدعي مزيداً من الدراسة من أجل فهم أفضل لعلاقاتهم المحتملة مع اضطرابات القلق" .


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن