هل حمية اللبتين مفيدة لـ إنقاص الوزن؟

مكملات اللبتين Leptin Supplements لتخفيف الوزن .. أم أن اتباع حمية اللبتين leptin diet أكثر فائدة في إنقاص الوزن؟

يعرف اللبتين على أنه هرمون ينتج بشكل طبيعي في جسمك.

و يدرس الباحثون حالياً الكيفية التي من الممكن  أن يساعدك فيها هذا الهرمون على إنقاص الوزن.

وهناك  العديد من أخصائيو الحميات حريصون على اختيار تناول مكملات اللبتين أو اتباع حمية اللبتين لجعل فقدان الوزن أسهل.

إلا أن العلم لا يدعم بالضرورة هذه الممارسات.

ما هو اللبتين؟

ينتج جسمك العديد من الهرمونات التي تساعدك على تناول الكمية المناسبة (الصحيحة) من الطعام والحفاظ على وزن صحي.

و يعتبر اللبتين واحداً  منهم.

و اللبتين هو هرمون متعدد الببتيد polypeptide hormone ينتج عن طريق الخلايا الدهنية في الجسم.

و يقوم اللبتين بإرسال إشارات إلى عقلك لتقليل استهلاكك الغذائي وزيادة صرف الطاقة.

و هكذا و عندما يكون لديك المزيد من الدهون ، فإنك تنتج المزيد من اللبتين.

و بعد أن تنتج خلاياك الدهنية اللبتين ، فإنه ينتقل عبر مجرى الدم إلى منطقة الهيبوثلاموس ( ما تحت المهاد ) hypothalamus.

و يعتبر الهيبوثلاموس (ما تحت المهاد) ذلك الجزء من دماغك الذي يقوم بتنظيم كلاً من الجوع والعطش والمزاج والعديد من الوظائف الجسدية الأخرى.

وعندما تتفاعل مستقبلات اللبتين في منطقة ما تحت المهاد مع هرمون اللبتين ، فإنها ترسل إشارات بالشبع satiety signals إلى دماغك و أنك تمتلك ما يكفي من الطاقة (الدهون) المخزنة بعيداً.

و تجدر الإشارة هنا إلى إلى أن مخازن الطاقة هي مخازن الدهون.

و يعتبر اللبتين هو طريقة جسمك التي يقوم فيها  بإخبار دماغك أنه يمكنك التوقف عن تناول الطعام لأن لديك كل الطاقة المخزنة (الدهون) التي تحتاجها.

و لهرمون اللبتين وظائف أخرى في جسمك ، ولكن معظم أخصائيو الحميات والأكل الصحي يهتمون أكثر بالليبتين من أجل فقدان الوزن.

والجدير بالذكر بأن الباحثون قد بدأوا  في دراسة الليبتين في تسعينيات القرن الماضي واستمروا في استكشاف الطرق التي قد يساعدك بها الهرمون على إنقاص الوزن والحفاظ على الوزن.

اللبتين و السمنة Obesity :

يعتبر مجال مقاومة اللبتين leptin resistance أحد مجالات التحقيق المهمة التي قام العلماء بدراستها و التحقيق فيها .

حيث يعتقد بعض الباحثين أن مقاومة اللبتين هي السبب في أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يواجهون صعوبة أكبر في تناول كميات أقل وفقدان الوزن.

والسؤال المهم الذي يطرح نفسه هنا : كيف تعمل مقاومة اللبتين؟ 

بإمكاننا القول بأن الباحثين ليسوا متأكدين تماماً من هذا الأمر ، إلا أنهم يعرفون أن مستويات اللبتين أعلى في الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة.

و لكن وعلى الرغم من المستويات المرتفعة للهرمون ، لا يبدو أن إشارات الشبع تعمل بنفس الطريقة التي تعمل بها في الأشخاص الأصغر حجماً.

و باختصار ، فإن  الرسائل التي تخبر دماغك بالتوقف عن الأكل والبدء في حرق مزيد من السعرات الحرارية لا تعمل كما ينبغي ، و ذلك على الرغم من أن مستويات هرمون الليبتين تكون مرتفعة.

و تعتبر فكرة مقاومة اللبتين مثيرة للجدل ، و ذلك لأن العلماء لا يعرفون بالضبط كيف يتفاعل الهرمون مع العوامل الأخرى.

كما أن هناك العديد من هرمونات الشهية والجوع الأخرى التي تلعب دوراً في ماهية ما تقوم بأكله والكمية التي تتناولها.

و يعرف الباحثون أيضاً أن هناك أشياء أخرى تؤثر على مدخولك الغذائي ، مثل روائح الطعام ونكهات الطعام والعادات وأنظمة المكافآت وحتى التقاليد الثقافية.

لذلك لا يمكنهم أن يقولوا على وجه اليقين أن مقاومة اللبتين تسبب السمنة.

مكملات اللبتين :

إذا كنت تحاول إنقاص وزنك ، فقد شاهدت بالتأكيد إعلانات عن مكملات اللبتين عبر الإنترنت أو في المجلات.

حيث تدعي الإعلانات أنها تساعدك على زيادة مستويات اللبتين أو إصلاح مقاومة اللبتين. و لكن الجدير بالذكر أن هذه الحبوب لا تحتوي على هرمون اللبتين.

بل إن معظم حبوب الحمية ببساطة تحتوي على مكونات عصرية ، مثل الشاي الأخضر أو ​​الألياف ، والتي قد تساعدك على الشعور بالشبع أو حرق المزيد من السعرات الحرارية.

لذلك : هل يتوجب عليك أن تقوم بتجربة مكملات اللبتين لانقاص الوزن؟

 يجدر القول بأنه إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الباحثين لا يفهمون تماماً مقاومة اللبتين واللبتين ، فمن غير المرجح أن تتوصل شركة ما عبر الإنترنت إلى ذلك.

و إذا كنت تشك في أن مستويات هرمون الليبتين لديك معتلة أو ضعيفة أو أنك تعاني من مقاومة اللبتين ، فإن أفضل رهان لك هو التحدث مع طبيبك حول الاختبارات الهرمونية أو غيرها من العلاجات لمساعدتك على فقدان الوزن.

حمية اللبتين :

هناك اتجاه آخر شعبي و هو نظام اللبتين. و قد نظر العلماء في أنواع مختلفة من الأطعمة التي قد تساعدك على التحكم في هرمون اللبتين لفقدان الوزن.

فعلى سبيل المثال ، أظهرت إحدى الدراسات أن اتباع نظام غذائي منخفض الدهون وعالي الكربوهيدرات يزيد من مستويات هرمون اللبتين أكثر من نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من الدهون والكربوهيدرات.

إلا أنه لا وجود لدليل على أن اتباع نظام غذائي معين يمكن أن يساعدك في صنع الكمية المناسبة من اللبتين أو علاج مقاومة اللبتين.

و يقترح بعض الخبراء إجراء تغييرات يومية في الطعام و العادات لزيادة هرمون اللبتين في جسمك. و قد تتضمن هذه التغييرات:

اختيار الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من السكر:
 فقد وجد بعض العلماء أن هناك صلة بين مستويات الأنسولين insulin  واللبتين.

إذ قد يكون بإمكانك تحسين مستويات اللبتين في الجسم عن طريق التحكم في نسبة السكر في الدم والأنسولين.

لذلك قم باختيار الأطعمة التي يتم معالجتها ضمن الحدود الدنيا وتحتوي على أقل نسبة مضافة من السكر .

تقليل تناول الدهون المشبعة saturated fat : 

يعتقد الباحثون أيضاً أن مستويات الدهون الثلاثية العالية triglyceride قد تتداخل مع النقل الصحي لهرمون اللبتين.

و لذلك فإنهم يقترحون محاولة تقليل الدهون الثلاثية عن طريق تناول كميات أقل من الدهون المشبعة.

تناول الأطعمة الغنية بالألياف:

 من غير المعروف أن الألياف لها تأثير على مستويات اللبتين ، ولكن الأطعمة الغنية بالألياف لها تأثير مماثل.

فعندما تأكل الأطعمة التي تحتوي على نسبة أعلى من الألياف ، فإن الألياف تساعدك على الشعور بالشبع بشكل أسرع والبقاء راضياً لفترة أطول الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تناول الطعام بشكل أقل.

نم جيداً :

 أظهرت الدراسات أن الحصول على نوم جيد ليلاً يساعد على زيادة مستويات هرمون اللبتين. لذلك  قم بإجراء تغييرات على روتينك اليومي لتستريح جيداً في الليل.

وبالطبع ، ليس هناك ما يضمن أن "حمية اللبتين" هذه سوف تحدد أو تغير مستويات هرمون اللبتين.

وإذا كان الأمر كذلك ، فقد لا تعرف حتى ذلك. و يمكن قياس مستويات اللبتين فقط في المختبر بواسطة فحص الدم.

و لكن هذه التغييرات في النظام الغذائي الصحي لا تكلف شيئاً ، وليس لها أي آثار جانبية سلبية ، كما أنها توفر فوائد أخرى لفقدان الوزن.

لذا ، إلى أن يعرف الباحثون المزيد عن العلاقة بين اللبتين وفقدان الوزن ، فقد تكون التغييرات في النظام الغذائي والعادات اليومية  أفضل وسيلة لتعزيز إمكانات الجسم في فقدان الوزن .