المراهقة
مرحلة المراهقة : التغيرات الاجتماعية و العاطفية لـ طفلك بين 9-15 سنة

مرحلة المراهقة adolescence هي وقت التغيرات الاجتماعية الكبيرة ، و التغيرات العاطفية و التغيرات في العلاقات أيضاً. و تُظهر هذه التغييرات أن طفلك في مرحلة المراهقة يقوم بتكوين هوية مستقلة و يتعلم أن يكون شخصاً بالغاً.

التغيرات الاجتماعية في مرحلة المراهقة

الهوية

ينشغل الشباب بالبحث عن هويتهم و مكان تواجدهم في هذا العالم. و قد يلاحظ الآباء أن طفلهم يجرب أشياء جديدة مثل أنماط الملابس أو الموسيقى أو الفن أو مجموعات الصداقة.

فالأصدقاء و العائلة و الإعلام و الثقافة و أكثر، تحدد اختيارات طفلك في هذه السنوات من عمره.

الاستقلالية

ربما يريد طفلك مزيداً من الاستقلالية حول أشياء مثل كيفية وصوله إلى الأماكن ، و كيفية قضاء وقته ، و مع من يقضي وقته ، و علام ينفق المال.

و نظراً لأن طفلك يصبح أكثر استقلالية ، فربما يعني ذلك بعض التغييرات في إجراءات الأسرة و علاقاتها ، و كذلك صداقات طفلك.

المسؤولية

قد يكون طفلك حريصاً على تحمل المزيد من المسؤولية سواءً في المنزل أو في المدرسة. و قد يشمل ذلك أشياء مثل طبخ العشاء مرة واحدة في الأسبوع أو أن يكون في مجلس الطلاب في مدرسته.

الخبرات الجديدة

من المحتمل أن يبحث طفلك عن تجارب جديدة ، بما في ذلك التجارب المحفوفة بالمخاطر. و هذا أمرٌ طبيعي حيث يستكشف طفلك حدوده و قدراته ، و كذلك الحدود التي تحددها له. فهو يحتاج أيضاً إلى التعبير عن نفسه كفرد.

و لكن، و بسبب تطور أدمغة المراهقين ، فقد يتصارع طفلك أحياناً مع التفكير في العواقب و المخاطر قبل أن يجرب شيئاً جديداً.

القيم Values

هذا هو الوقت الذي يبدأ فيه طفلك بتطوير مجموعة فردية أقوى من القيم و الأخلاق.

و سوف يتساءل عن المزيد من الأشياء ، و يتعلم أيضاً أنه مسؤولٌ عن تصرفاته و قراراته و عن عواقب هذه القرارات.

و بالتأكيد فإن كلماتك و أفعالك ستساعد على تشكيل إحساس طفلك بـ "الصواب" و "الخطأ".

التأثيرات Influences

قد يؤثر أصدقاء و أقران طفلك على طفلك ، و خاصة سلوكه، و مظهره، و اهتماماته و إحساسه بالثقة و احترام الذات. و لا يزال لديك تأثير كبير على الأشياء طويلة الأجل مثل اختيارات طفلك المهنية، و القيم، و الأخلاق.

الهوية الجنسية

قد يبدأ طفلك في إقامة علاقات رومانسية أو البدء بالمواعدة. و لكن هذه ليست دائماً علاقات حميمة. و بالنسبة لبعض الشباب ، فلا  تحدث العلاقات الحميمة أو الجنسية إلا في وقت لاحق من الحياة.

وسائل الإعلام

يمكن أن تؤثر الإنترنت و الهواتف المحمولة و الوسائط الاجتماعية Social media على كيفية اتصال طفلك بالأصدقاء و التعرف على العالم.

التغيرات العاطفية في مرحلة المراهقة

الأمزجة moods و المشاعر feelings

قد يُظهر طفلك مشاعر قوية و عواطف شديدة ، و قد يبدو مزاجه غير متوقع. و يمكن أن يؤدي هذا الصعود و الهبوط العاطفي إلى زيادة الصراع.

و يحدث ذلك جزئياً لأن دماغ طفلك لا يزال يتعلم كيفية التحكم في المشاعر، و التعبير عنها بطريقة من كبروا بالعمر.

الحساسية للآخرين

عندما يكبر طفلك ، سيتحسن قراءته و فهمه لمشاعر الآخرين. لكن و بينما يطور طفلك هذه المهارات ، سيخطئ -أحياناً- في قراءة تعبيرات الوجوه facial expressions أو لغة الجسد body language للآخرين.

الوعي الذاتي Self-consciousness

غالباً ما يتأثر تقدير المراهقين لذاتهم بالمظهر - أو بالآلية التي يفكر المراهقون في مظهرهم. فأثناء نمو طفلك ، قد يشعر بالوعي الذاتي بمظهره البدني، و قد يقارن جسده بجسد الأصدقاء و الأقران.

اتخاذ قرار

قد يمر طفلك بمرحلة يبدو أنه يتصرف فيها دون تفكير في كثيرٍ من الوقت. و لا تزال مهارات صنع القرار لدى طفلك تتطور ، و لا يزال يتعلم أن الإجراءات لها عواقب بل و حتى لها مخاطر في بعض الأحيان.

التغييرات في العلاقات في مرحلة المراهقة

إن أحد التغييرات الكبيرة التي قد تلاحظها،  أن طفلك يريد قضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء و الأقران، و قضاء وقت أقل مع العائلة.

و قد تبدو -في الوقت نفسه- أنك أنت و طفلك تواجهان المزيد من الجدالات و المخاصمة. و هذا أمر طبيعي ، حيث يسعى الأطفال إلى مزيد من الاستقلال. و هذا ممكنٌ أيضاً لأن طفلك بدأ يفكر بطريقة أكثر تجريداً، و بدء يتساءل عن وجهات نظر مختلفة. و علاوة على ذلك ، قد يزعج طفلك الناس دون أي معنى ، لمجرد أنه لا يفهم دائماً كيف تؤثر كلماته و أفعاله على الآخرين.

و قد يساعد في هذا معرفة أن الصراع يميل إلى الذروة في مرحلة المراهقة المبكرة و أن هذه التغييرات تُظهر أن طفلك ينضج.

و من غير المحتمل -حتى إذا كنت تشعر بأنك تتجادل مع طفلك كثيراً الآن- أن تؤثر هذه الجدالات على علاقتك بطفلك على المدى الطويل. و لكن قد يكون من الجيد تطوير بعض طرق إدارة الصراع لمساعدتك خلال هذه المرحلة في علاقتكما.

دعم التنمية الاجتماعية و العاطفية في مرحلة المراهقة

تعتبر التغييرات الاجتماعية و العاطفية جزءاً من رحلة طفلك إلى مرحلة البلوغ adulthood. و سيكون لديك دور كبير تلعبه في مساعدة طفلك على تنمية مشاعره و مهاراته الاجتماعية.

إذ تعد العلاقات القوية مع العائلة و الأصدقاء، امراً حيوياً لنمو طفلك الاجتماعي و العاطفي.

و فيما يلي بعض الأفكار لمساعدتك في دعم التطور الاجتماعي والعاطفي لطفلك.

أن تكون قدوة يحتذى بها

يمكنك أن تكون نموذجاً و مثالاً يحتذى به في العلاقات الإيجابية مع أصدقائك و أطفالك و شريكك و زملائك. و بالتالي سوف يتعلم طفلك من مشاهدة العلاقات التي تحترم، و التعاطف المتبادل، و الطرق الإيجابية لحل النزاعات.

و يمكنك أيضاً أن تكون قدوة للطرق الإيجابية للتعامل مع المشاعر المزاجية الصعبة. فعلى سبيل المثال ، ستكون هناك أوقات تشعر فيها بالضيق و التعب و الانطواء unsociable.

و بدلاً من الانسحاب من طفلك ، يمكنك أن تقول ، "أنا متعب،  أشعر أنه لا يمكنني التحدث الآن دون الشعور بالانزعاج. هل يمكن أن نجري هذه المحادثة بعد العشاء؟"

تعرف على أصدقاء طفلك

سيساعدك التعرف على أصدقاء طفلك و الترحيب بهم في منزلك على مواكبة العلاقات الاجتماعية لطفلك. و سيُظهِر ذلك أيضاً أنك تدرك مدى أهمية أصدقاء طفلك لتعميق إحساس طفلك بذاته.

فإذا كنت مهتماً بأصدقاء طفلك ، فقد تتمكن من توجيه طفلك نحو مجموعات اجتماعية أخرى. و لكن قد يكون حظر الصداقة أو انتقاد أصدقاء طفلك له تأثير معاكس و سلبي للغاية.

أي أن طفلك قد يرغب في قضاء المزيد من الوقت مع مجموعة الأصدقاء الذين حظرت عليهم مرافقتهم.

استمع بإنصات إلى مشاعر طفلك

يمكن أن يكون الاستماع النشط وسيلة قوية لتعزيز علاقتك مع طفلك في هذه السنوات المهمة من حياته.

و للاستماع بفاعلية ، يجب عليك إيقاف ما تفعله عندما يريد طفلك التحدث إليك (أو عند تعبيره عن أفكاره أو مشاعره). و إذا كنت في منتصف شيء ما أو مستغرق فيه، فباشر بتخصيص وقت يمكنك الاستماع إليه. 

احترم مشاعر طفلك و حاول أن تفهم وجهة نظره ، حتى لو لم تكن هي نفس مشاعرك. و على سبيل المثال ، "يبدو أنك تشعر بالإهمال لأنك لن تذهب إلى الحفلة مساء الخميس".

كن منفتحاً و صريحاً حيال مشاعرك

إن إخبار طفلك بما تشعر به عندما يتصرف بطرق معينة سيساعده على تعلم قراءة العواطف و الرد عليها. و قد يكون ذلك إيجابياً و بناءً إذ تعلق الأمر بأشخاص آخرين.

و قد يكون الأمر بسيطاً مثل قول شيء مثل "شعرت بالسعادة حقاً عندما دعوتني إلى حفلتك المدرسية".

تحدث عن العلاقات و الجنس Sex و التربية الجنسية sexuality

إذا كنت تتحدث عن العلاقات و الجنس و النشاط الجنسي (التربية الجنسية) بطريقة مفتوحة Open way و غير حُكمية non judgmental  مع طفلك ، فيمكن أن يعزز ذلك الثقة بينكما. و لكن من الأفضل البحث عن الأوقات اليومية التي يمكنك فيها طرح هذه المشكلات بسهولة بدلاً من الدخول بمحادثة طويلة.

و عندما تأتي هذه اللحظات ، سيكون من الجيد غالباً معرفة ما يعرفه طفلك بالفعل. و عليه تستطيع تصحيح أي معلومات خاطئة و إعطائه الحقائق المطلوبة.

و يمكنك استخدام المحادثة كفرصة للحديث عن السلوك الجنسي المناسب appropriate sexual behaviour. و دع طفلك يعرف أنك متاح دائماً للحديث عن الأسئلة أو المخاوف التي ترد إلى ذهنه.

ركز على الإيجابيات

قد يكون هناك أوقات يبدو أنك تعاني فيها كثيراً من الجدال الصراع مع طفلك أو يبدو أن طفلك مزاجي للغاية.

و قد يساعد -في هذه الأوقات- التركيز على / و تعزيز الجوانب الإيجابية للتطور الاجتماعي و العاطفي لطفلك.

و على سبيل المثال ، يمكنك أن تمدح بطفلك لكونه أصبح صديقاً جيداً ، أو لأن لديه مجموعة كبيرة من الاهتمامات ، أو لاجتهاده الكبير في المدرسة.

الاعتناء بنفسك

من السهل التعرف على احتياجات طفلك، و على المهام اليومية لدفع الأطفال إلى الأنشطة الرياضية و الاجتماعية. حتى مع كل هذا ، فإن الاعتناء بنفسك و تخصيص الوقت للأشياء التي تستمتع بها يمكن أن يجعلك تشعر بإيجابية تجاه تربية أبنائك المراهقين.

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل
المقال التالي