يبدو أحياناً أن هناك أشخاصاً معينين قد وهبوا قدرة خاصة على الإبداع . و لكن إذا كنت تشعر أنك لست واحداً من هؤلاء القلائل المحظوظين الذين ينحدرون ظاهرياً من نسل إبداعي لا نهاية له ، فإن هذا لا يعني أنك محكوم عليك بحياة دنيوية يمكن توقع كل ما فيها .
فـ الإبداع يشبه تماماً إلى حد كبير العضلات ، من حيث إمكانية تنميته و تطويره مع بذل القليل من الممارسة والعمل الجاد.
و لكن يتوجب علينا أن نتذكر شيئاً واحداً مهماً و هو أن الإبداع ليس عملية سلبية تستند إلى الكسل . و ببساطة فإن جلوسك وانتظارك لتعثر على الإلهام يعتبر بمثابة وصفة فورية لفقدان حافزك وإحباطك و تثبيط عزيمتك .
وبدلاً من ذلك ، عليك التركيز على البحث عن طرق لتعزيز إبداعك. و البحث عن الأشياء التي تلهمك والتي تساعدك على تركيز انتباهك وطاقتك العقلية على المهمة التي تقوم بها.
لذلك فإننا ومن خلال هذا المقال ندعوك لتتحقق من بعض هذه الحيل الرائعة و الاستثنائية والتي بإمكانها أن تساعدك في إيقاظ إبداعك.
اذهب في نزهة مشياً على الأقدام :
وجدت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2014 أن الناس يميلون إلى أن يكونوا أكثر إبداعاً أثناء المشي وليس عندما يجلسون.
كما أظهرت الأبحاث السابقة أن النشاط البدني المنتظم يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تعزيز وحماية القدرات المعرفية ، ولكن هذه الدراسة وجدت أنه باستطاعة نزهة بسيطة أن تقوم بتحسين مجالات معينة من التفكير بشكل مؤقت .
كافئ نفسك :
لقد وجدت الأبحاث أن مكافأة الأشياء التي تكون مجزية بالفعل في جوهرها يمكن أن تأتي بنتائج عكسية وهي في الواقع تضعف الدافع و المحفز لديك، و تُعرف ظاهرة بتأثير المبالغة over justification effect.
لذلك فقد يبدو أن تقديم نوع من المكافأة على التفكير الإبداعي له تأثير معاكس ، و هو أمر يخنق الإبداع والدافع.
ومع ذلك ، فقد وجدت إحدى الدراسات أنه عندما يُعرض بشكل واضح و صريح على الأطفال مكافأة للقيام برسومات خلاقة و مبدعة ، فإن إبداعهم في العمل الذي يقومون به يزداد بالفعل.
اخلق مسافة نفسية بينك و بين المشاكل
كثيراً ما يقترح الأشخاص أخذ استراحة من مهمة معينة عندما تكون قد وصلت إلى طريق مسدود في عملية إبداعك . حيث وجدت إحدى التجارب أن وضعك لمسافة نفسية بينك وبين المشكلة التي تواجهك هو أمر قد ينجح و يؤتي ثماره .
كما وجد الباحثون أن المشاركون في التجربة قاموا بحل المزيد من المشكلات وتوصلوا إلى حلول أكثر إبداعاً و ذلك لدى تصورهم أن المشكلة كانت قد تولدت عن مكان بعيد غير قريب.
أحط نفسك بالإلهام :
يشير عالم النفس الإيجابي ميهالي كسيكزنتميهالي Mihaly Csikszentmihalyi إلى أن البيئة المحيطة تلعب أيضاً دوراً في العملية الإبداعية.
حيث يمكن أن يساعد تحفيز البيئات على تسهيل عملية التفكير الإبداعي ، لذلك أحط نفسك بالأشياء التي من شأنها أن تساعدك في إيجاد الإلهام و التحفيز .
أنشئ قيوداً :
يعتمد الأشخاص في الغالب على ما هو واضح عندما يحاولون حل مشكلة ما ، كما أنهم يقومون بالاستفادة من الأفكار الموجودة من أجل التوصل إلى أسهل الحلول.
و يمكننا القول أن ذلك غالباً ما يؤدي إلى نتيجة جيدة ، ولكنه قد يؤدي أيضاً إلى تكون مجموعات أو ميول عقلية معينة و إلى ثبات وظيفي من شأنه أن يجعل من الصعوبة بمكان التفكير في الحلول الإبداعية.
و لابد من القول أن هناك طريقة واحدة للتغلب على هذا ، و ذلك من خلال وضع بعض القيود أو المقاومة على تفكيرك مما يؤدي إلى الوصول لحلول أكثر إبداعاً على أرض الواقع .
استغرق في أحلام اليقظة :
يعتبر الإلهاء و التشتت عملية سهلة في عالم اليوم المترابط ذي التقنية الحديثة و الاتصالات المتطورة . لذلك ، وبدلاً من إضاعة كل لحظة من وقت فراغك من خلال ملئها بالتطبيقات والألعاب والبريد الإلكتروني وزيارات المواقع الإلكترونية ، حاول أن تدع نفسك تشعر بالملل بالفعل لفترة قصيرة من الوقت .
ففي إحدى الدراسات ، كان أداء المشاركين الذين كانوا يشعرون بالملل في اختبارات الإبداع أفضل من أولئك الذين شعروا بالبهجة أو الاسترخاء أو الضيق و الحزن .
كما وجد الباحثون في دراسة أخرى ، أن الملل يعطي الناس فرصة ليحلموا أحلام اليقظة ، الأمر الذي يؤدي بعد ذلك إلى مزيد من الإبداع.
أعد تصور المشكلة و أعطها مفهوماً و شكلاً جديداً :
تعتبر إحدى السمات الشائعة التي يميل الأشخاص المبدعون إلى مشاركتها هي أنهم عادةً ما يعيدون تصور المشكلات على نحو أكثر من الأشخاص الأقل إبداعاً.
فبدلاً من استمرارك في التفكير ضمن الإطار العقلي نفسه للمشكلة حاول أن تتراجع خطوة إلى الخلف لترى الصورة كاملة .
كما عليك بإعادة النظر في المشكلة من نقطة البداية. و اسأل نفسك : هل هناك طريقة مختلفة للتفكير في المشكلة؟ هل بإمكانك النظر إلى القضية و البحث فيها و دراستها من زاوية مختلفة؟
كن عاطفياً :
لطالما اعتقد الباحثون أن المشاعر الإيجابية كانت مرتبطة بقوة بالإبداع ، ولكن وجدت دراسة أجريت عام 2007 أن كلاً من الحالات العاطفية الإيجابية والسلبية كانت مرتبطة بالتفكير الإبداعي.
وهذا لا يعني أنه يجب عليك التسرع ووضع نفسك في مزاج سيئ لمجرد الحصول على بعض الإلهام. ولكن في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك في حالة عاطفية سلبية ، حاول استخدام بعض هذه الطاقة لحل مشكلة أو إنجاز مهمة بدلاً من مجرد جلوسك في حالة من الغضب أو الاستياء .
أحط نفسك باللون الأزرق :
يشير علم نفس الألوان Color psychology إلى إمكانية أن يكون للألوان تأثيرات متفاوتة على الحالة المزاجية والعواطف والسلوكيات. و وفقاً لدراسة أجريت عام 2009 ، فإن اللون الأزرق يميل إلى جعل الناس يفكرون بطريقة أكثر إبداعاً. و لنا أن نسأل هنا : لماذا ا؟
وفقاً للباحثين ، يساعد اللون الأزرق في تشجيع الناس على التفكير خارج الصندوق . و لما كان اللون الأزرق يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالطبيعة و السلام والهدوء ، فإنه يميل إلى مساعدة الناس على الشعور بالأمان في الاستكشاف و جعلهم مبدعين.
قم بممارسة التأمل :
أظهرت الأبحاث أيضاً أن هناك أنواعاً معينة من التأمل مرتبطة بزيادة التفكير الإبداعي. حيث استخدم التأمل منذ فترة طويلة كأسلوب للاسترخاء ، إلا أن الأبحاث الحديثة أظهرت أن الفوائد الصحية تتجاوز الاسترخاء بكثير.
كما وجدت إحدى الدراسات أن استخدام تقنية تعرف باسم تأمل المراقبة المفتوح open-monitoring meditation والذي يتقبل فيه الفرد جميع الأفكار والأحاسيس دون التركيز على أي كائن أو فكرة معينة ، يمكن أن يساعد في زيادة التفكير المتشعب وتوليد أفكار جديدة.