ربما قد يكون الجنس هو آخر شيء يدور في المرأة في هذه المرحلة من حياتها (انقطاع الطمث). و تؤكد إحدى الدراسات أن انخفاض الرغبة الجنسية libido يؤثر على الحياة الجنسية للمرأة بعد انقطاع الطمث life after menopause.
و لكننا نقول أنه لا يزال بإمكانك الاستمتاع بحياة جنسية مثيرة حتى في سن الشيخوخة.
إن انقطاع الطمث هو وقت تمر فيه المرأة بتغييرات نفسية وجسدية كبيرة. فهذه المرحلة تجلب معها مجموعة جديدة من المشاعر التي يجب عليها التعامل معها.
و قد يحصل مع المرأة في هذ ه الفترة بعض الهبات الساخنة ، و لكن ربما قد تعاني من تدني احترام الذات والشعور بأنها غير جذابة لزوجها.
الربط بين انخفاض الرغبة الجنسية و انقطاع الطمث
وفقاً لدراسة نشرت في مجلة انقطاع الطمث: مجلة مجتمع انقطاع الطمث لأمريكا الشمالية Menopause: The Journal of the American Menopause Society ، فإن عدد النساء اللائي يمارسن الجنس بانتظام، يتناقص مع تقدم العمر وعدد النساء اللائي يستمتعن بالجنس بعد انقطاع الطمث أقل بكثير.
و قد درس الباحثون كيف تؤثر العلاقات الحميمة والعوامل النفسية والصحية على العلاقة الجنسية والرضا عند النساء بعد انقطاع الطمث.
وبحثوا أيضاً كيف ولماذا تنخفض الرغبة الجنسية للمرأة، و كذلك مستوى الرضا الجنسي خلال هذه الفترة. وقد أجروا دراسات مستفيضة على الهبات الساخنة ، واضطرابات النوم ، والجفاف المهبلي ، والجماع المؤلم.
و بالنسبة للدراسة ، فقد جمع و درس الباحثون بيانات حوالي 4500 امرأة بعد انقطاع الطمث ووجدوا انخفاضاً في النشاط الجنسي مع مرور الوقت.
و قد كان الجنس أقل تواتراً ، و لم تكون ممارسة الجنس كذلك ممتعة وأكثر راحة. و لكنهم رأوا أيضًا أن أحد الأسباب الرئيسية لغياب النشاط الجنسي هو عدم وجود شريك.
وكانت الأسباب الأخرى هي الحالة الطبية للشريك ، والقضايا الصحية الخاصة بالمرأة، والأعراض المرتبطة بانقطاع الطمث.
يمكن التغلب على المشاكل الجنسية
صحيح أن انقطاع الطمث يمكن أن يمنع المرأة عن ممارسة الجنس. و يمكن أن يؤدي فقدان الاستروجين والتستوستيرون بعد انقطاع الطمث إلى تغيرات في جسم المرأة ودافعها الجنسي.
و قد يكون من الصعب عليها إثارة زوجها، وقد لا تستجيب للمس والتقبيل.
إذ أنه مع انخفاض مستويات هرمون الاستروجين ، يوجد هناك انخفاض في تدفق الدم إلى المهبل.
و يمكن أن يؤثر ذلك على تزييت (سلاسة) المهبل، مما يجعل الجنس غير مريح أو مؤلم.
و كذلك وجود اضطرابات النوم ، والاكتئاب ، والإجهاد ، والأدوية وغيرها من المخاوف الصحية يمكن أن تسهم أيضاً في ضعف الرغبة الجنسية.
و لكن يبقى الجنس، جزء من الحياة، و لا يجب أن يعني التقدم في العمر ، التوقف أو الامتناع عن ممارسة هذه اللذة. و يمكننا التأكيد لك سيدتي بأنه، مع بعض التغييرات القليلة في نمط حياتك وتوقعاتك ، يمكنك الاستمتاع بحياة جنسية مثيرة.
كوني حذرة حتى لا تفقدي شرارة الجنس في حياتك الجنسية
يمكنك أن تفقدي هذه الشرارة بسهولة في غرفة النوم ، مع تقدمك في العمر. وعلاوة على ذلك ، فإن الملل والأمراض الجسدية يمكن أن تقتل الدافع الجنسي وتؤدي إلى ضائقة عاطفية أيضاً.
وبالتالي ، من الضروري الحفاظ على تلك العلاقة الحميمة حيوية و متألقة. و في هذا الخصوص تشير دراسة جديدة نشرت في مجلة الطب الجنسي أيضاً إلى أن النشاط الجنسي مرتبط بتحسين مستوى الحياة والرفاه بين كبار السن.
و لذلك ، و بعقل متفتح وفهم أفضل ، سوف تكونين قادرةً على الحفاظ على حياتك الجنسية حيوية و قوية، كما كان من قبل. و ما عليك سوى اتباع النصائح التي تجعل رومانسية غرفة نومك تتفتح من جديد.
كوني صحية للحصول على حياة جنسية رائعة
وفقا للمعهد الوطني للشيخوخة National Institute on Ageing ، يمكن للمرأة اكتشاف التغييرات في مهبلها أثناء التقدم في السن. و يمكن أن تصبح الجدران المهبلية أرق وأكثر صلابة كذلك.
وبالتالي ، قد ينتهي الأمر بالنساء إلى الشعور بالألم أثناء ممارسة النشاط الجنسي.
و قد تعاني كثير من النساء أيضاً من جفاف المهبل. وبالتالي ، سوف تضطرين إلى التحدث إلى طبيبك بشأن المشكلات التي تواجهيها.
إلى جانب ذلك ، ينبغي عليك أيضاً حل المشكلات الصحية الأخرى مثل الإجهاد و المشاكل الصحية المرتبطة بانقطاع الطمث وما إلى ذلك ، لأنها يمكن أن تتداخل مع حياتك الجنسية.
و قد يقترح طبيبك تعديلات نمط حياة معينة من أجل العيش بصحة جيدة وتحسين حياتك الجنسية.
وبالتالي ، يجب أن تبدأ في ممارسة الرياضة ، اتباع نظام غذائي متوازن وخفض تلك كيلوغرامات الزائدة. اختر حمية منخفضة الدهون والسكريات وعالية الألياف.
تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم. علاوة على ذلك ، تأكد من حصولك على ليلة نوم جيدة حتى يتسنى لجسدك فرصة الانتعاش والتعافي.
قد يكون التواصل المفتوح مع شريكك مفيداً لجنس مثير
إن عدم التواصل فيما يتعلق بصعوباتك في ممارسة حياة جنسية صحية ومنتظمة يمكن أن يزيد المشكلة سوءاً و تعقيداً. و يمكن أن تتراوح العقبات بين القضايا الظرفية والاضطرابات النفسية والمخاطر الصحية.
و وفقاً لدراسة نشرت في مجلة علم أمراض الذكورة والمسالك البولية Translational Andrology and Urology ، يمكن أن يؤدي سرطان الثدي إلى تحديات جسدية ونفسية متعددة.
ومن بين أكبر التحديات تلك المرتبطة بالوظيفة الجنسية للإناث.
و يمكن أن يغير العلاج الكيميائي والعلاج بالغدد الصماء والعمليات الجراحية والإشعاعية ، الصحة الجنسية للمرأة ووظيفتها.
و قد تؤدي الشواغل الجنسية إلى ضائقة عاطفية كبيرة ، بما في ذلك الاكتئاب ، والقضايا المتعلقة بالمظهر الشخصي ، و ربما الشعور بالعار حيال شيء ما (استئصال الثدي مثلاً) ، والتأثيرات السلبية على العلاقات الشخصية.
و علاوة على ذلك ، قد تضطر النساء أيضاً إلى الخضوع لاستئصال الثدي (إزالة الثدي أو جزء من الثدي لعلاج السرطان) واستئصال الرحم (إزالة الرحم وأحياناً المبيضين) ، وهو ما يمكن أن يغير كيفية إدراك المرأة لجاذبيتها الخاصة.
و هنا ننصحك بمناقشة مشاكلك مع شريكك، فالتواصل المفتوح هو مفتاح الحياة الجنسية الصحية.
و نرجوا أن تحاولي إيجاد حلول لمشكلتك كزوجين، و لا تترددي بطلب المساعدة المهنية إذا لزم الأمر.
الشعور بالرضا عن نفسك.. هو السر
إن النساء ، كلما تقدمن في العمر ، قد يشعرن أنهن أقل جاذبية جنسياً، وهذا يمكن أن يتعارض مع الرغبة الجنسية لديهن. وبالتالي ، يجب أن تتقبلي وتحتضني جسمك في كل مرحلة من مراحل حياتك. فبالتأكيد لن يكون الجنس مع التقدم بالعمر كما كان أثناء الشباب.
فيجب أن تتأكدي من قبولك لنفسك و تتجنبي التفكير والإفصاح عن مدى اختلاف الأشياء. و يجب أن يكون لديك نظرة إيجابية و أن تبذلي المحاولات لتحسين حياتك الجنسية.
إن هذا لن يساعدك فقط على الشعور بالرضا عن نفسك، ولكن يمكن أن يساعدك أيضاً في تعزيز احترامك لذاتك.