الملح
ما الذي يسبب الرغبة الشديدة لتناول الملح ؟

إن أي شخص تناول وجبة كبيرة من رقائق البطاطس أو الفشار أو البطاطس المقلية على علم بأن هناك رغبة شديدة في إضافة الملح صعبة المقاومة.

وعلى الرغم من أن معظم الناس في الولايات المتحدة يستهلكون الكثير من الملح في وجباتهم الغذائية ، إلا أن الرغبة الشديدة في تناول الملح لا تزال مشكلة شائعة.

و يعتقد بعض الناس أن شغف الطعام هو علامة على أن الجسم يعاني من نقص في شيء ما ، إلا أن الحال ليست كذلك عادة . إذ أن معظم الرغبة الشديدة ترتبط  بالأطعمة غير الصحية التي تقدم القليل من التغذية أو تلك التي تكون معدومة الفائدة .

و تعد الرغبة الشديدة في تناول الملح  امراً شائعاً ، وعادة ما تكون نتيجة لعوامل معينة مثل الملل أو الإجهاد. كما أنه من الممكن في بعض الأحيان  ربط الرغبة الشديدة في تناول الملح بحالة طبية أو نقص في عنصر الصوديوم.

وفي هذه المقالة ، نلقي نظرة على سبعة أسباب للرغبة الشديدة في تناول الملح ، بما في ذلك قلة النوم والتعرق الزائد وبعض الحالات الطبية الأساسية.

1. التوتر stress :

 يرغب الكثير من الناس و بشدة في تناول الأطعمة المفضلة عندهم عندما ترتفع مستويات التوتر  لديهم و ذلك طلباً للراحة و السلوى . وغالباً ما تكون الأطعمة التي يتوق إليها الناس غنية بالدهون أو السكر أو الملح - المعروف أيضاً باسم الصوديوم sodium .

 ومن الممكن أن تسبب "أطعمة العزاء و الراحة "comfort food " تراجعاً في الصحة العامة للشخص. حيث وجدت مقالة في مجلة علم نفس الصحة  Journal of Health Psychology وجود ارتباط كبير بين مستويات التوتر المزمن chronic stress ، والرغبة الشديدة في الغذاء ، ومؤشر كتلة الجسم العالي (BMI) body mass index .

كما وجدت دراسة أخرى أن هناك صلة بين التوتر وارتفاع مستويات هرمون جريلين  ghrelin ، و الذي يتسبب في الإحساس التزايد بالجوع . وتشير نتائج الدراسة إلى أن الجريلين قد يزيد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام ويؤدي إلى زيادة الوزن.

2. قلة النوم Lack of sleep :

قد يشتهي الأشخاص الذين لا يحصلون على ما يكفي من النوم الوجبات الخفيفة ذات "مستويات الرضا satisfaction levels " العالية مثل الأطعمة المالحة والمقرمشة.

وجدت دراسة في مجلة النوم  journal Sleep أن الأشخاص المحرومين من النوم كانوا أقل قدرة على مقاومة الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة غير الصحية المفضلة لديهم. و قد أدى هذا إلى زيادة الوزن.

و نظراً لأن قلة النوم قد ترتبط أيضًاً بمشاكل صحية أخرى ، فقد يرغب الأشخاص الذين يعانون من عدم نيل ما يكفي من الراحة باستمرار في مناقشة هذا الأمر مع أطبائهم.

وغالباً ما يقع اللوم على أسباب مثل اضطرابات النوم Sleep disorders و القلق stress والجداول الزمنية المزدحمة ، ولكن يمكن أن يقدم أخصائي الصحة تشخيصاً واضحاً وخطة علاج محتملة. 

3. الملل Boredom :

 يعتبر الأكل بسبب الملل سلوكاً عاطفياً للأكل emotional eating behavior ، و هو مشابه لسلوك الأكل الناتج عن التوتر.

ولتحديد فيما إذا كان شغف الملح  ناتج عن الملل أو الجوع ، فمن المفيد البحث عن إشارات الجوع في الجسم.

 إذ أن الجوع الحقيقي  يحدث عندما يحتاج جسم الشخص إلى الطعام. فإذا لم يأكل الشخص لعدة ساعات ، فقد يكون لديه جوع حقيقي.

و تشتمل علامات الجوع الأخرى:

  • صوت المعدة المتذمر و الصاخب .
  • الرغبة في تناول أي طعام تقريباً ، وليس تناول طعام معين .
  • رغبة في تناول الطعام تزداد قوة مع مرور الوقت .

وتشير هذه العلامات إلى أنه قد حان الوقت لتناول الطعام أو وجبة خفيفة. و هكذا فإن  الأطعمة المالحة الغنية بالدهون نادراً ما تكون خياراً مغذياً.

وبدلاً من ذلك ، يجب على الشخص البحث عن شيء قابل للمضغ وذي نكهة مميزة ، مثل الفواكه والخضروات النيئة. حيث أنه من الممكن أن تبقي هذه الخيارات كمية الملح في حدها الأدنى مع تهدئة الرغبة في تناول الأطعمة المقرمشة و المرضية.

4. التعرق المفرط Excessive sweating :

 يحتوي العرق على الملح ، لذلك تنخفض مستويات الصوديوم عندما يتعرق الشخص.

وبالنسبة لمعظم الناس ، فإن التعرق الخفيف لا يدعو للقلق. إذ أن مستويات الصوديوم لا تنخفض بشكل كبير مع التعرق اليومي ، وعادة ما تكون هناك حاجة إلى الماء فقط لتعويض السوائل بعد التمرين.

وقد يحتاج الرياضيون الذين يملكون القدرة على التحمل أو أولئك الذين يعملون في بيئات شديدة الحرارة إلى استهلاك المزيد من الملح لاستبدال ما فقدوه من خلال التعرق الزائد أو الطويل.

عندما يفقد الشخص كمية كبيرة من الصوديوم ، قد يبدأ جسمه في الرغبة في تناول الملح. و قد وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يعملون في ظروف حارة لمدة 10 ساعات يمكن أن يفقدوا ما يصل إلى 15 جراماً من الملح ، رغم أن هذا العدد قد يختلف اختلافًا كبيراً من شخص لآخر.

و هنا من الممكن التوصية بتناول المشروبات المعززة بالإلكترونات (وهي مادة تنتج محلولًا موصلاً للكهرباء عندما تذوب في مذيب قطبي) Electrolyte-enhanced drinks ، أو المشروبات الرياضية للأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل مفرط أو الذين يقضون ساعات طويلة في بيئة حارة . حيث تحتوي هذه المشروبات على صوديوم وشوارد أخرى لتحل مكان ما تمت خسارته من خلال العرق.

5. متلازمة ما قبل الحيض (PMS) Premenstrual syndrome: 

قد تواجه المرأة مجموعة متنوعة من التغييرات الجسدية والعاطفية في الأيام التي تسبق فترة الحيض. وتعرف هذه التغييرات باسم متلازمة ما قبل الحيض (PMS).

و تعتبرالرغبة الشديدة في تناول الطعام ، بما في ذلك الرغبة في تناول الأطعمة المالحة ، هي أحد الأعراض الشائعة. و من الممكن أن ترتبط هذه الرغبة الشديدة بالتقلبات الهرمونية.

وقد ترغب النساء اللواتي يعانين من الرغبة الشديدة في تناول الملح المرتبطة بمتلازمة ما قبل الحيض PMS  في تجربة :

• الكالسيوم  Calcium وفيتامين B-6 (vitamin B-6):

 وجدت دراسة أجريت عام 2016 أن النساء اللائي تناولن 500 ميكروغرام (ملغ) من الكالسيوم و 40 ملغ من فيتامين ب -6 كانت لديهن أعراض PMS أقل من أولئك اللائي تناولن فيتامين ب -6 وحدهن. وتتوفر أقراص الكالسيوم وفيتامين ب 6 في المتاجر الصحية والصيدليات وعبر الإنترنت.

• العلاج بالوخز بالإبر Acupuncture والأعشاب herbs :

 وجدت مراجعة للدراسات أن النساء اللائي تلقين علاج الوخز بالإبر والأدوية العشبية كان لديهن انخفاض بنسبة 50% في أعراض الدورة الشهرية.

• الفايتكس Vitex (chasteberry):

 قد تحسن هذه العشبة بعض أعراض الدورة الشهرية. و لكن لا ينبغي أن تتناوله النساء اللائي يتناولن الهرمونات أو حبوب تحديد النسل أو اللائي لديهن حالة طبية حساسة للهرمونات. و يتوفرمستحضر الفايتكس Vitex للشراء في المتاجر الصحية والصيدليات وعبر الإنترنت.

• موانع الحمل الفموية Oral contraceptives (حبوب تحديد النسل birth control pills) :

وفقاً لدراسة حديثة في عام 2016 ، تظهر حبوب منع الحمل تحسناً في أعراض الدورة الشهرية ،. ومع ذلك ، فإنه من الممكن أن يكون لحبوب منع الحمل آثاراً جانبية ومخاطراً يجب مناقشتها مع الطبيب.

6. مرض أديسون  Addison's disease : 

يحدث مرض أديسون ، أو قصور الغدة الكظرية adrenal insufficiency ، عندما لا تصنع الغدد الكظرية هرمونات كافية.

وتتحكم هذه الهرمونات في استجابة الجسم للتوتر كما أنها تقوم بتنظيم ضغط الدم. ونتيجة لذلك ، يمكن أن يتسبب مرض أديسون في  انخفاض شديد في ضغط الدم والرغبة الشديدة في تناول الملح.

وإلى جانب الرغبة الشديدة في تناول الملح ، فمن المحتمل أن  يعاني الأشخاص المصابون بمرض أديسون من:

• الضعف .

• الإجهاد طويل الأجل .

• انخفاض الشهية أو فقدان الوزن غير المخطط له .

• آلام في المعدة .

• الغثيان أو القيء أو الإسهال .

• الدوار أو الإغماء بسبب انخفاض ضغط الدم .

• انخفاض نسبة السكر في الدم ، و التي يطلق عليها حالة نقص السكر في الدم hypoglycemia .

• الاكتئاب depression  أو التهيج irritability .

• صداع الراس .

• عدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها .

و قد يكون من أسباب  مرض أديسون:

• اضطراب المناعة الذاتية autoimmune disorder .

• مرض السل tuberculosis .

• فيروس نقص المناعة البشرية HIV  والإيدز AIDS .

• بعض الالتهابات البكتيرية أو الفطرية .

• مشاكل الغدة النخامية pituitary gland .

• إيقاف الأدوية الستيرويدية  steroid medications طويلة الأجل .

و يتطلب مرض أديسون رعاية طبية لتعويض الهرمونات التي لا تصنعها الغدد الكظرية.

و قد يصاب الشخص في الحالات الشديدة ، بأزمة الغدة الكظرية adrenal crisis . حيث يحدث هذا عندما تنخفض مستويات الكورتيزول cortisol في الجسم إلى مستويات خطيرة. و تعتبر أزمة الغدة الكظرية حالة طبية طارئة.

7. متلازمة بارتر Bartter syndrome :

 تعرف متلازمة بارتر على أنها حالة وراثية موجودة عند الولادة. الأشخاص الذين يعانون من متلازمة بارتر لا يمكنهم إعادة امتصاص الصوديوم في كليتيهم. ونتيجة لذلك ، فإنهم يفقدون الكثير من الصوديوم sodium في البول ، مما يؤدي إلى فقدان البوتاسيوم potassium  والكالسيوم calcium أيضاً.

و بسبب انخفاض مستويات الصوديوم ، فقد يتوق الأشخاص المصابون بمتلازمة بارتتر إلى تناول الملح.  كما أنهم سيواجهون أيضاً :

  • زيادة بطيئة في الوزن  ، كما هو الحال عند الأطفال .
  • الإمساك constipation .
  • الحاجة إلى التبول كثيراً .
  • حصى الكلى kidney stones .
  • ضغط الدم المنخفض .
  • تقلصات العضلات وضعفها

و تجدر الإشارة هنا أنه عادة ما يتم تشخيص هذه المتلازمة في مرحلة الطفولة أو فترة الرضاعة infancy  من خلال اختبارات البول والدم. ويمكن إدارته باستخدام مكملات البوتاسيوم والملح والمغنيسيوم magnesium .

8. التليف الكيسي  Cystic fibrosis :

 يعد التليف الكيسي (CF) Cystic fibrosis مرضاً وراثياً يصيب الرئتين والجهاز الهضمي. و يمكن أن تكون هذه الحالة مهددة للحياة ، ويميل المتأثرون أن يكونعمرهم الافتراضي أقصر من المعتاد.

و يتسبب التليف الكيسي في أن يستخدم الجسم الكثير من الملح ، مما يؤدي إلى خسارة الملح والماء إلى خارج الخلايا. وهذا يسبب إنتاج مخاط أكثر سمكاً من المعتاد يمكن أن يسد الرئتين و يعطل البنكرياس pancreas .

وبسبب خاصية توازن الملح في الجسم المضطرب ، فقد يصاب الأشخاص المصابون بالتليف الكيسي  بالرغبة الشديدة لتناول بالملح . و تشمل الأعراض الأخرى:

  • الإمساك.
  • الحاجة إلى التبول في كثير من الأحيان .
  • حصى الكلى .
  • ضغط الدم المنخفض .
  • تقلصات العضلات وضعفها .

عادة ما يتم تشخيص التليف الكيسي في الطفولة أو فترة الرضاعة من خلال اختبارات البول والدم. و يمكن إدارته باستخدام مكملات البوتاسيوم والملح والمغنيسيوم.

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن