الألم الذي لا نقوم بمعالجته يمكن أن يستمر معنا مدى الحياة.
عندما تكون مستعداً.. هذه هي الطريقة التي تتعافى بها.
بمجرد أن تدرك هذا الشعور المألوف والممل، و كأنما هناك شيءٌ خاطئ على الرغم من أنك لا تستطيع تحديد ما هو، ستقوم بمراجعة عملك ، راتبك ، أصدقائك، وما إلى ذلك من جميع أمور حياتك، و ربما صورتك الشخصية الجديدة اللطيفة على فيسبوك Facebook ، و تبدأ بتجميع الصور ووضعها معاً..
إنك تفعل كل ذلك للتخلص من ذلك الشعور.
محاولة التغلب على الشعور بـ الألم
حتى الآن.. أنت تحاول أن تمضي في الحياة التي تسببت لك بالإحباط و الألم ، و تعمل جاهداً على تشتيت انتباهك بعيداً عن هذه الصدمات، ربما من خلال عملك ومتابعة الأخبار وتويتر Twitter، أو بالقيام بأي أمرٍ آخر و لو كان مؤقتاً حتى يصرفك عن هذا قليلاً.
وتسير الأمور على ما يرام ليومٍ واحدٍ، ثم تدرك أنك مجبر على هذا الألم الذي يطاردك ولا تستطيع التخلص منه تماماً. إنه يتملكك ببطء فتجد صعوبة في الاستيقاظ في الصباح والخروج خارج المنزل ، و ربما تأكل أو تتسوق أو تنشر صوراً على الانستجرام Instagram لتتفادى هذا الشعور فكل شخص له بديل مختلف.
وكلما كنت مرتبكاً بسبب الشعور الصغير والمخيف الذي لا يمكنك فهمه ، فإن الأمر سيزداد سوءاً، وكلما زاد الأمر سوءاً أصبحت مقتنعاً -بشكلٍ أكبر- بأن تحذيراً ما سيأتي لتبدأ في ربط الأفكار بالشعور، وقصص الخوف. على الرغم من أنك تدرك أن هذه الروابط غير منطقية.. أنت تبالغ بأنك مقتنع بأن عالمك يقترب من نهايته وهذه "المشاعر الغريزية" التي تشعر بها لفتره طويلة ، هي ببساطة تحذرك من أن تختبئ منها.
من واقع الحياة.. إذا لم نتخلص من تجاربنا العاطفية فسوف تبقى معنا
ما لا يمكنك أن تراه الآن هو أنه لا يوجد شيء خاطئ حقاً في الواقع ، فالأمور تسير في طريقها الصحيح حقاً ، وهذا هو السبب في أنك تشعر بالأمان بما فيه الكفاية، و في النهاية لتشعر بما أنت عليه حقاً.
توقف عن التنبؤ .. توقف عن سرد القصص.. فتلك المشاعر المملة والمقلقة ليست في المستقبل بل هي في الماضي، لقد كنت تحملها معك كل هذا الوقت.
و من واقع الحياة ، فإن تجاربنا العاطفية emotional experiences إذا لم نستطع التخلص منها فستبقى معنا مثل الطعام الذي لا يمكننا التخلص منه، أو الملابس القديمة التي لا يمكننا الالتفات لها ووضعها بجانب الرصيف..
إن تلك المشاعر الخفية هي مشاعر غير مكتملة incomplete emotions و هي مشاكل لم يتم حلها بعد، إنها إشارات.. نعم إنها إشارات signals ، ولكنها إشارات تعبر عن المساحات التي لازلت لست حراً فيها بعد.
وعندما تصبح علي استعداد للتشافي ready to heal من الألم ، فسوف تحتاج إلى الاستلقاء في مكان آمن جداً، والتركيز علي تلك المشاعر المتوترة، إلى أن تكتشف جذور تلك المشاعر. عندها سترى لحظات كنت قد نستها، وكذلك ستشعر بمشاعر كنت قد نسيت أنك شعرت بها من قبل. إنك عندها سترى الماضي وهو يأتي على شكل ومضات أو مقتطفات سردية قصيرة.
ومع مرور الوقت ببطء ، سوف تستيقظ على كل ما هو خاطئ حقاً ، فهو -بالتأكيد- قطعةٌ منك، كان عليها أن تُقطع لبناء جدار، لأن وراء هذا الجدار جرح لم تعرف كيف تشفى منه بعد..
عندما تكون مستعداً ، ستقفز خلف ذلك الجدار وستعرف أن الغضب anger ، والحزن ، والقلق anxiety هي الستار، لا بل المُحَفِّز الذي يحاول إيقاظك ، وليس هزيمتك.
ذلك الحزن هو المحفِّز ليقظتكِ و تشافيكِ
سوف تحتاجين إلى البكاء..
ستحتاجين للبكاء على تلك الفتاة (أنتِ) ذات الثلاثة عشرة 13 ربيعاً، التي كُسِرَ قلبها ..
ستحتاجين للبكاء على تلك الفتاة (أنتِ) ذات السادسة عشرة 16 والتي كان أصدقاؤه يعنون لها الكثير..
سوف تحتاجين إلى الحداد على ما فقدته..
ستحتاجين أيضاً إلى العودة في الوقت المناسب وإدخال نفسك في تلك الذكريات كشخص بالغ، لتقولي لطفلك الداخلي your child self بأن يقول ما يحتاج قوله حقاً في اللحظة التي يحتاجها، في الوقت الذي لن يتمكن فيه من العثور على الكلمات أو على الشجاعة اللازمة..
إنك سوف تفعلين هذا مراراً وتكراراً لمرات عديدة ، وببطء سوف تدركين أنك أصبحتِ أخفُ وزناً. ستدركين أنك أصبحت أكثر انطلاقاً. و على الرغم من أنك لا تستطيعين تغيير الوقت ، ولكنكِ بطريقةٍ ما تغيرين قصتك.
إنك ستحتاجين إلى سترة رياضية تساعدك على تمديد وتحريك جسمك ، والاهتمام بما كان يُشعرك بالضيق وعدم الارتياح ، حيث الألم المكبوت والمخزن بداخلك..
سوف تحتاجين إلى هزة..
ستحتاجين للاستلقاء على الأرض والتخلص من كل ما تتمسكين به.
ستحتاجين إلى السماح لنفسك للشعور بالضعف و بأنها (نفسك) صغيرة، هذه المشاعر -في نهاية المطاف- هي التي نحمي أنفسنا منها أكثر من أي شيء آخر.
على الرغم من أنك لا تستطيعين تغيير الوقت.. و لكنك بطريقهٍ ما تغيرين قصتكِ
الحاجة الماسة للاستسلام
سوف تحتاجين للاستسلام.. فمن خلال الدموع و الارتعاش والتحول، سوف تتوقفين عن القتال ضد المشاعر السلبية، لتري الحياة كما كانت عليه. و حتى تتمكنين من رؤيتها: بأنها مختلفة ، و مليئة بالأمل والإمكانات..
سوف تنهضين مرة أخرى ليبدأ عالمكِ في التغيير ، ولكن ببطء.
سوف تقطع بعض علاقاتك (الاجتماعية) وتبدأ بعلاقات جديدة، سوف تجري اتصالاً هاتفياً مع شخص لم تتحدث معه منذ وقت طويل..
ستبدأ مفعماً بالحيوية -وبشكلٍ مفاجئ- بدورة (كورس) لم تكن لتبدأه قط..
سوف تجد نفسك بعيداً و منفصلاً عن بريدك الإلكتروني..
سوف تبدأ في الكتابة ، والقراءة ، والجلوس في الخارج وشرب الماء ، والشعور بالامتنان لهذه الأشياء فقط.
سوف تنام بسهولة..
نعم.. ببطءٍ ، و بشكلٍ تدريجي سوف تبدأ بالعودة إلى نفسك..
إنك بهذا ستدخل في تلك "النار العاطفية" التي ستساعدك بحرق كل شيء يحجب عنك جوهرك الحقيقي، ستحرق كل شيء يحجبك عن وجودك الحقيقي في هذا العالم.
عندها ستعلم..
أنه عندما تفقد شخصاً ما ، يجب أن تبكي... وعندما تكون محبطاً ، يجب أن تكون محبطاً... و عندما تريد قول شيءٍ ما ، فيجب عليك أن تتحدث و تفصح عما في داخلك.
فأثناء عملية التشافي ، إنك لا تتعلم فقط كيفية العودة إلى ذاتك وإصلاح ما لم تنجزه بعد. بل ستتعلم أيضاً كيف تمضي قُدماً ، وكيف تعيش باهتمام أكثر، وتعالج تجاربك الخاصة بك في الوقت الحقيقي.
كلما كنت تفعل ذلك ، كلما استيقظت وبدأت في الظهور للحياة والتحدث والشعور مرة أخرى،
أجل ستتمكن من الرقص عندما تشغِّل الموسيقى ، و ستتمكن من البكاء عندما تكون حزيناً ، و ستتمكن من تحمّل المخاطر بعلى الرغم من كونها مخيفة.
و بالتأكيد إنك عندما تشعر بالقوة الكافية لإلقاء نظرة على ما هو خاطئ ، ستبدأ في اكتشاف روحك. إنها كانت هناك دائماً ، ولم تضع أبداً.
لأن روحك تم دفنها تحت، سنوات، وطبقات من الهويات (التعريفات)، والأساليب، والمعتقدات، والأفكار التي كنت تلتزم بها، و تجعلها كدرعٍ قوي ليحميك.
إنك لم تضع أبداً، لقد كنت مختبئاً لا أكثر. وطوال الوقت الذي قضيته في الشعور بعدم الارتياح، كانت أعماق نفسك تحاول -فقط- التحدث معك ، في محاولة منها لتذكيرك بوجودها.
لم يكن هناك سوى جوهرك يناديك: استمر.. فإن هناك المزيد لتعبش من أجله في هذه الحياة.