لايهم ما هو السبب الذي تعمل من أجله !، فسواء أكنت تعمل لحسابك الخاص أو حتى كنت تعمل كموظف في شركة تكنولوجيا المعلومات، فعلاقتنا بالعمل هي التي تتحدث عن نفسها، وعندما يحدد هذا العمل حياتنا يجب علينا أن نسعى من أجل عدم إضاعة الوقت في العمل بطرق أقل مثالية، وذلك من أجل تحسين جودة عملنا وحياتنا.
و غالباً ما يقوم الناس بحسد أصدقائهم الذين يعملون في الأماكن "الباردة"، بل هناك ما هو أكثر من ذلك ، إذ تعتبر الأجواء السائدة في المكتب ثاني أهم الأسباب لترك الوظيفة ، ولكن ليس بسبب غرور هؤلاء الأشخاص ، بل السبب بسيط للغاية وهو أننا نقضي أفضل أيامنا في العمل بطريقة قد تبدو وكأنها نظام عبودية. فالمكاتب تبدو كالاسطبلات الصناعية، وبالتالي فهي بذلك تتحدى وجهة النظر الأساسية للإنسانية.
استخدم الإغريق القدماء مصطلح معين لوصف التميز الذاتي self-excellence، وتعبر كلمة Arete ( نتوء صخري في جبل)عن الظواهر وميلها الفطري لتصبح أفضل في أن تكون نفسها.
ويرتبط مصطلح Arete بالشجاعة ، إلا أنه و في كثير من الأحيان الأخرى يرتبط بالفعالية أو التأثير، حيث يستخدم / تستخدم جميع قدراتهم و ملكاتهم العقلية - القوة والشجاعة والذكاء - وذلك من أجل الوفاء بالوعد وتحقيق الهدف .
كما أن لا أحد يريد أن يكون متعارضاً مع الصيغة المثالية لنفسه، ولكن الحياة مليئة بالعقبات التي تمنعنا من تحقيق هذه الأهداف الأكثر وضوحاً ، وهذا يعني أننا بحاجة إلى مساعدة خارجية (من خارج أنفسنا ).
إذاً ، إن ما نتوق إليه حقاً ، هو جعل الأدوات والبيئات والظروف الغير متوقعة تبدأ في تحقيق إمكاناتنا الحقيقية، فحن نمضي طويلاً ونكافح من أجل تحقيق ما نريد ، لذا فإن وضع المعايير والمساعي الطموحة هي مجرد طريقة عمل أخرى.
بالطبع لايوجد حرج إذا تواجدت حلول أقل جودة ، ولكن قد يكون هناك شخص ما أو شيء ما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لنا – أي أنه يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لنا فيما يتعلق بالمساومة أو التنازل عن أهدافنا وأحلامنا الحقيقية.
و أذكر أنه عندما قامت شركة آبل Apple بالإعلان عن مقرها الجديد في كوبرتينو Cupertino ، فقد وجد موظفو المكاتب من جميع أنحاء العالم أنفسهم يتساءلون كيف يمكن أن يبدو شكل سفينة الفضاء الجديدة البراقة من الداخل ؟ وهل يمكن أن تطير ؟.. لقد فعلوا في العصر الحديث تماماً كما فعلت سندريلا وأحلام اليقظة التي كانت تحلم بها..إلا أن ذلك كان مجرد حلم بعيد المنال.
وعلى أي حال ما الذي يتسبب لنا بتنهيدات الشوق تلك ؟ ما نقصده هنا، هل هي فكرة أن تكون جزءاً من شركة ما تحظى باحترام كبير للغاية، وحتى حركة النخبة ، هي ما تدفع عالمنا نحو آفاق خارقة للإنسان؟؟ أم أننا ببساطة نتوق إلى الشعور بأجواء الترف والرفاهية في إلدورادو الرائعة بصحبة زملاء العمل ؟
من أجل ذلك ، إليك شيئاً يجب مراعاته: ربما تكون ساعة أبل Apple الساحرة قد انتهت بالفعل . إلا أن شركة آبل Apple قد استطاعت بالفعل توريد منتجاتها المبتكرة للغاية إلى العالم ، كما أنها أصبحت أكثر اهتماماً بالحفاظ على هيمنتها ومنافسة شركة هواوي Huawei .
والخبر السار هو أن العالم يمتلئ بالأشخاص الذين لديهم أفكار لا تصدق أكثر من أي وقت مضى، و هم الناس الذين لديهم القدرة على أن يصبحوا أرواحاً حرة و مستقلة أو ما يسمى ب مافريكس mavericks . فعندما نكون في أفضل نسخة من أنفسنا ، عندها سنشعر بأننا نحمل بداخلنا إمكانيات غير محدودة، ولكن على الرغم من ذلك علينا إنقاذ تلك الأفكار من الواقع المبتذل و المرهق .
و لابد لنا هنا من الإشارة أنه من الصعوبة بمكان كسر العادات .فعلى الرغم من محاولاتنا المستمرة في بذل قصارى جهدنا ولكن البعض قد يفقد الثقة في التحسن تماماً، حيث أن الإهمال التراكمي للأهداف الشخصية يولد اللامبالاة وخيبة الأمل . لذا فإننا نسعى نحو تحول سحري..
و هنا أتوجه إليك بسؤال : هل تذكر آخر مرة وقعت في الحب؟ كيف رأيت نفسك (بشكل مختلف) من خلال عيون ذلك الشخص الغريب الذي اخترته؟ وفجأة أصبحت في حال أفضل بشكل طبيعي . و هكذا يمكنك أن تعمل على تنظيم هذه الحالة من أجل التطوير المستمر لنفسك.
عندما تصبح الأحداث المحيطة بنا مميزة بشكل ملموس، ينتقل هذا التميز إلينا تلقائياً.
بالتأكيد، إن الطعام في مطاعم ميشلان Michelin ليس أفضل من الطبخ المنزلي، ولكن الطموح الملهم والديكور الداخلي الرائع، سيقومان بإقناعك بذلك ، كما أن المساحات تحدد الأشخاص.
لقد بدأ عصر اقتصاد الوصول و الدهاء المتزايد وثقافة الخبرة العميقة، و فيه يسعى الأشخاص وراء فرصة لقيادة سفينة الفضاء وفق خيالهم و تصوراتهم الخاصة ، بل وتجربة كيفية الجمع بين التصميم والأداء الوظيفي بطرق غير مستكشفة حتى الآن – و ذلك في سبيل دفعها إلى أبعد من ذلك.
و في النهاية ، لا يستطيع أحد أن ينظم الحظ ولا حتى أن يقوم بتوقيت الظروف غير المتوقعة ، و لكن يمكننا أن نجعل الأدوات والبيئات المثالية في متناول الجميع ، مما يمكّن جميع الناس من متابعة حياتهم وتجهيزهم وإلهامهم.