اندفاع السكر
اندفاع السكر Sugar Rush ماذا تعرف عنه؟

العلماء يفضحون  زيف رابط فرط النشاط hyperactivity بـ السكر .

خلافاً لعقود  من الزمن من الاعتقاد الشائع (والأدلة القصصية التي تناقلتها أجيال من الآباء) ،  فقد اكتشفت دراسة جديدة أنه لا يوجد شيء اسمه اندفاع السكر Sugar Rush. وهذا صحيح. 

إذ أن ما يسمى باندفاع السكر ما هو إلا خرافة. و عوضاً عن  جعل الناس يشعرون بالحيوية و الاندفاع ، فإن البحث الجديد يشير إلى أن تناول الأطعمة الحلوة يؤدي في الواقع إلى تجربة الأشخاص عكس ذلك و هي  : الإجهاد و الإرهاق و قلة الانتباه .


دراسة حول تأثير السكر على المتعة و اليقظة

و تأتي النتائج - التي نشرت في يونيو / حزيران في صحيفة علم الأعصاب والمراجعات السلوكية  Neuroscience and Biobehavioral Reviews – من خلال التحليل البعدي meta-analysis لـ 31 دراسة منشورة كان قد شارك فيها حوالي 1300 شخص .

حيث سعى فريق من الباحثين الأوروبيين لفهم تأثير السكر على مزاج الناس ، بما في ذلك الغضب واليقظة والاكتئاب والتعب. 

وقد أرادوا وبشكل عام ، أن يعرفوا كيف تؤثر هذا الكربوهيدرات على الطريقة التي يشعر بها الناس من حيث المتعة ، وكذلك القدرة الإدراكية و اليقظة و الانتباه.

ومن المثير للدهشة ، أنهم اكتشفوا أن استهلاك السكر ليس له أي تأثير بشكل عملي على كيفية تصرف الناس وشعورهم ،  و ذلك بغض النظر عن كمية السكر المستهلكة أو ما إذا كان الناس يشاركون في أنشطة صعبة بعد تناولها.

و هذا يعني كما يقول الباحثون أن السكر لا يمنحنا طاقة كبيرة أو يؤثر على الطريقة التي يفكر بها الأشخاص أو يعالجون بها المواقف - بل إنه لا يجعل الناس يقومون  بأداء أفضل في الرياضة ، وهو مفهوم خاطئ شائع.

و بدلاً من ذلك ، فقد كتب مؤلفو الدراسة أن السكر يقدم "مستويات أعلى من التعب مقارنةً بالعلاج الوهمي في هذه الدراسات".

و قد وجد الباحثون على وجه التحديد ، أن استهلاك السكر يقلل فعلياً من يقظة الناس و انتباههم خلال 60 دقيقة بعد الاستهلاك ،  كما و أنه يزيد من الشعور بالتعب و الإجهاد بعد 30 دقيقة من تناوله.

وهذا يعني أن تناول ال Gatorade ( و هو مشروب بنكهة الفاكهة خاص للرياضيين ، مصمم لتزويد الجسم بالكربوهيدرات واستبدال السوائل والصوديوم المفقود أثناء التمرين) قبل الركض أو تناول وجبة خفيفة كالتويكس Twix  مثلاً لمقاومة تعب فترة الظهيرة يعد عملاً عديم الجدوى.


البيانات و التحليلات تتحدث

ويقول مؤلف الدراسة الرئيسي كونستانتينوس مانتانتزيس  Konstantinos Mantantzis ، الحاصل على درجة الدكتوراه  ، وهو عالم نفسي يركز على الشيخوخة الادراكية والعاطفية cognitive and emotional aging في جامعة هومبولت  Humboldt University في برلين Berlin :

" إن أسطورة" اندفاع السكر sugar rush’ "كانت مؤثرة بشكل كبير في الثقافة الشعبية ، إلى درجة أن الناس ما زالوا يستهلكون كميات كبيرة من السكر في محاولة لتحسين مزاجهم وتعزيز انتباههم و يقظتهم".

و يضيف: " لم نخطط أو نبدأ حتماً في تبديد أسطورة اندفاع السكر.  لقد أردنا أن تتحدث البيانات والتحليلات عن نفسها. "

"في الوقت الذي كنت فيه أنمو ،  كانت كل الأمهات ستقول لا تتناول السكر قبل النوم ، إنه يجعلك نشيطاً .  أما الآن فنحن نعرف أن هذا ببساطة غير صحيح ".

 إن الفكرة التي تقول أنه يمكن للسكر أن يشعرك بأنك أكثر نشاطا أو بهجة هي فكرة قديمة.   حيث ادعت الحكومة البروسية Prussian government في عام 1898 ، أن تناول جرعات صغيرة من السكر كانت قد ساعدت  في تأدية "العمل العضلي muscular labor " ، و ذلك من خلال إضافة الحلوى والكعك إلى حصص الجنود.

وفي الفترة الزمنية  نفسها تقريباً ، اتبع الجيش الأمريكي U.S. army حذوه ، و قام بتقديم الحلوى للجنود بانتظام.


و السؤال الذي يجدر طرحه هنا : لماذا استمرت الأسطورة كل هذه السنوات؟ . 

لقد فكرت  الدكتورة جودي دوشاي Dr. Jody Dushay ، أخصائية الغدد الصماء في مستشفى بيث إسرائيل للشماسة في جامعة هارفارد Harvard’s Beth Israel Deaconess Hospital ،

أن السياق او الحالة  التي تقوم فيها بإعطاء طفلك السكر هو ما يجعل الأطفال نشيطين و مبتهجين .

وتقول دوشاي  Dushay : "ربما تقوم بإعطاء أطفالك حلوى زرقاء براقة يريدونها ، وهم متحمسون ويظهرون ذلك".

و تتابع : " إنها ليست الكمية الكبيرة من السكر هو ما يجعلهم نشيطين و مبتهجين hyper ، بل إنها المكافأة ".

و يضيف مايكل بريوس Michael Breus ،  الحاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس السريري ، و الذي  يركز على العلاقة بين السلوك والنوم ، أن الطريقة التي يتأثر بها الأشخاص بالسكر لها علاقة كبيرة بزمن تناولهم لها  " when " . 

وعلى سبيل المثال ،  يقوم البعض بمعالجة الحلويات وغيرها من الأطعمة اللذيذة  عبر عملية الاستقلاب أو التمثيل الغذائي في وقت متأخر من الليل دون مشكلة ، بينما يعاني البعض الآخر من عدم الراحة أو زيادة في الوزن.

ومع ذلك ،  يؤكد بريوس أنه و بصرف النظر عن ميول الناس : " لا يعتبر تناول سنيكرز Snickers حلاً للطاقة السريعة" ، و يضيف :

"في الوقت الذي كنت فيه أنمو ،  كانت كل الأمهات ستقول لا تتناول السكر قبل النوم ، إنه يجعلك نشيطاً .  أما الآن فنحن نعرف أن هذا ببساطة غير صحيح ".

و قد خلص مانتانتسيس Mantantzis  وزملاؤه الباحثون في دراستهم إلى أنهم يأملون في:

  • أن تتحدى النتائج مفهوم السحر المنشط للسكر 

  • و أن "تزيد من وعي الجمهور لحقيقة أن مفهوم" اندفاع السكر " ما هو إلا عبارة عن أسطورة

  • و أن يكونوا على إطلاع  بالسياسات الصحية لتقليل استهلاك السكر ، وتعزيز البدائل الصحية. "

عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.    


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

السكر حلو و لكن مميت ... القاتل الصامت

كيف يمكن أن تقلل نسبة السكر Sugar من نظامك الغذائي

أنواع غريبة من الإدمان : السكر ، الاباحية ، مكعبات الثلج وأكثر


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل