إن القوة المدهشة التي ربما لا يعلم الشخص بحقيقة وجودها، يمكننا أن نطلق عليها التكيف النفسي Psychological Adaption ، فكل إنسان -في هذا العالم- يمتلك برامج -تعد معجزة- متضمنة في شخصيته، وهذه البرامج قوية للغاية بشكلٍ يصعب تصديقه.
و من الممكن أن تكون الوظيفة الأساسية للتكيف النفسي هي التأكيد على جعل الشخص سعيداً تحت أي ظروف قد يمر بها تقريباً.
هل القضية مرتبطة بالمشاكل و الظروف الحياتية؟
إن العديد من الناس يعيشون حياتهم معتقدين أنهم بحاجة إلى مجموعة معينة من الظروف حتى يتكون لديهم الرضا ويصبحوا سعداء، رغم أنهم يكونون في ظروف جيدة ونبيلة في العادة ويتجاوزن ما لديهم من مشاكل في الوقت الحالي.
ولكن دعنا نطرح عليك بعض الأسئلة أولاً،
هل تعاني من مشاكل في حياتك لا تُمكنك من القول بصدق أنك على ما يرام؟
كم مرة حاول حل وإصلاح هذه المشاكل ولكن دون جدوى؟
في غالب تكون هذه المشاكل معقده ومن الصعب كسرها، ولكن دعونا نلقي نظرة أولية على الآلية التي من المفترض أن تسير بها الأمور.
في أحدى الدراسات الشهيرة التي درسة موضوع التكيف النفسي، تم إجراء اختبار على مجموعة من المصابين بشلل نصفي جديد، مقابل مجموعة أخرى من الأشخاص الفائزين باليانصيب، في المجموعة الأولى تجد الأفراد فيها يحملون للتو واحدة من أكثر الأشياء المروعة التي من الممكن أن تحدث للإنسان.
أما المجموعة الثانية فقط حدث لها أكثر الأشياء التي يرغب بها أي شخص، بدأ الاختبار بإعطاء المجموعتين اختبارات حول الرفاهية والتفاؤل والسعادة والصحة إلى جانب الغرض من الحياة.
وكما كان متوقع فقد حقق الفائزين باليانصيب درجات أعلى من الفئة الأخرى من المشاركين في الاختبار، بعد مرور ستة أشهر تم تطبيق الاختبار مرة أخرى على نفس المجموعتين فكانت النتائج غير متوقعة هذه المرة .
حيث ارتفعت درجات المجموعة المصابة بالشلل والتي تم تقديم اختبار التفاؤل والسعادة والأمل والمعنى من الحياة، مثل المليونيرات في المجموعة الأخرى التي ربحت اليانصيب، أمر عجيب وغير متوقع أليس كذلك؟
إنها قوة التكيف النفسي يا عزيزي، تلك القوة التي تحدث للفرد تلقائياً دون الحاجة إلى التفكير في الأمر أو التخطيط له.
نعلم من يدور في ذهنك الآن... لماذا لا تعمل تقنية التكيف النفسي دائماً؟
إنك تفكر أن هذه الصورة بها مشكلة ما، فإذا كانت لدينا كل هذه القدرة والقوة الرائعة بداخلنا، لماذا لا يزال هناك الكثير من الأشخاص غير سعداء؟... أهي لا تعمل؟
إذا لاحظت هذه المشكلة، فإنك على حق فبالنسبة إلى الكثير منا فإن آلية التكيف النفسي لدينا لا تعمل، أو بمعنى أدق تعمل ولكنها تعمل بشكلٍ سيءٍ جداً، لا يقدم المساعدة لنا بأي شكل من الأشكال، وهذا الأمر طبيعي.
دعنا نخبرك بالسبب، على الرغم من أن هذه الآلية فعالة بشكل كبير ويمكن لها مساعدتنا على التكيف والتعامل مع الظروف الخارجية بشكلٍ جيدٍ تقريباً، إلا أنها تتوقف إذا كانت الحالة النفسية للفرد سيئة أي سلبية، أو بمعنى آخر أنه عندما تكون حالة الشخص الداخلية -10 فهي تكون سيئة جداً، ولكي تكون هذه الحالة مناسبة لعمل التكيف النفسي يجب أن تكون أقل من حوالي -3 ، حيث صنفت الحالة الداخلية السلبية من -1 إلى -10 وهذا مجرد تقدير شخصي ليس إلا.
بمعنى آخر، إذا أردنا التعافي وتفعيل وظيفة التكيف النفسي لدينا لابد أن تكون الحالة الداخلية لنا أكثر إيجابية، وهذا ما كان يقوم به أحد الأطباء مع العديد من العملاء من جميع أنحاء العالم على مدار الأعوام الثمانية عشر الماضية، في 50 ولاية (في امريكا) و 172 دولة، حيث تستغرق الأساليب التي يتم استخدامها في العادة ستة أسابيع أو أقل، ومن مميزاتها أنها غير مكلفة ويمكن إجراؤها في المنزل بملابس نومك، كما أنها لا تحتاج إلى طبيب، وعندما تتحول تلك الحالة الداخلية للشخص وتصبح إيجابية فإن آلية التكيف النفسي تعود -طبيعياً- للعمل مرة أخرى وتكون نتائجها مثل السحر، حيث تعمل على تحسين أفكارك وعواطفك، بالإضافة إلى جسدك فسيولوجيا بطريقة ربما تكون مستحيلة، عندها تبدأ في الشعور بحالة جيدة حتى إذا كنت تمر بظروف سيئة وعصيبة، فحالة الاستقرار النفسي التي تشعر بها سوف تظل مستمرة.
وفي الختام
وبالنظر إلى الأمور سوف ترى أن كل عميل جديد ليس على ما يرام، في الواقع ، التكيف النفسي هو عادة أحد المذنبين في أحيان كثيرة، مما يجعله الجاني الوحيد، لذلك أبدأ الآن بإصلاح يومك بنفسك، عن طريق اتباع هاتين الخطوتين اللتين صممتا للقيام بذلك، وهما يتمثلان في هندسة الذاكرة، و تقنية التريلوجي الثلاثية Trilogy . إن تريلوجي تعتبر انطلاقة رائعة للبدء ليس لأنها تعتبر الأقوى في هاتين الطريقتين فقط، بل لأنها أيضاً مجانية تماما للتعلم والاستخدام فقط الأن و إلى الأبد.
أتمنى لك يوماً رائعاً و مباركاً
الدكتور إلكس لويد Alex Loyd