لماذا يجب أن يكون لديك هدف على الفور؟ ولماذا يتوجب علي أن أعثر على هدف محدد؟
إن معظمنا لا يملك أدنى فكرة عما يريد القيام به في حياته. ففي المدرسة الثانوية ، يُطلب منا البدء بالتفكير في هدفنا ، وعندما نكون في الكلية ، من المفترض أن نفكر في الأمر أكثر من ذلك ، و لكن هذا لا يعني أننا نقترب أكثر من معرفة ذلك.
ولا ننكر أن هناك الكثير من الضغط لمعرفة ما تريد القيام به ، و مع تعاقب الأيام يصبح من المستحيل أن أقول ، حسناً ، ليس لدي أدنى فكرة عما أريد القيام به ، ولست قريباً من معرفة ذلك.
و بدلاً من القول أنني لم أكن أعرف حقاً ، فقد ذهبت إلى المدرسة يومياً وأخبرت الجميع أنني سوف أفعل شيئاً بشهادتي.
و لقد غيرت قصتي بالفعل على مر السنين ، و لكن لم يلاحظ أحد ذلك حقاً. فقد كان ذلك كافياً، حيث أنني أخبرتهم فقط بما سأفعل بعد ذلك. بالتأكيد إنه النشر. لا ، لا إنها الصحافة... مؤلف. ربما فنان سيرك؟
لا أعتقد أن أي شخص كان يهتم حقاً بما قلته ، و ذلك لأن الحقيقة هي أن معظم الناس لا يقضون وقتاً في التساؤل عما ستفعله بحياتك. و حتى لو كانوا يهتمون بالفعل بهذا الأمر ، فإنهم غالباً ما يشعرون بالرضا تجاه معرفتك بذلك ، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: ما السبب في ذلك ؟ لماذا يجب أن يكون لدينا هدف على الفور؟
مفهوم "هدف الحياة"
عندما نختار ما نريد دراسته ثم نتخذه كعمل لنا لاحقاً في المستقبل ، فإن ذلك غالباً ما يتماشى مع هدف حياتنا life purpose . إذ أن حياتنا المهنية هي ما يشكل حياتنا إلى حد كبير. و لكن لماذا ؟ . حسناً ، لأن سنقضي الكثير من وقتنا في القيام بذلك.
هل سبق لك أن لاحظت كيف أن أحد الأسئلة الأولى التي يطرحها الناس عليك هو في الغالب ما يكون : ماذا تعمل؟ و مثل ذلك يجيب عليها من نحن، وما نحن عليه في كل شيء. وفي كثير من الحالات ، فإنه يفعل.
وبمعنى آخر ، نحن نعلم أن مهمتنا ستكون أساساً هي حياتنا ، لذلك فقد تمت مطالبتنا -وطوال حياتنا- بالإجابة على هدفنا.
ما الأمور التي نحن جيدون فيها ؟
و ما هو شغفنا؟
وما هي الأمور التي تثير اشمئزازنا أو مللنا ؟
و كيف نعالج أمورنا و مشاكلنا بشكل صحيح؟
و ذلك لأن هذا سيوضح ماهيتنا طوال حياتنا وإلى الأبد...
ثم أننا كيف سنجد هدفنا على هذا الكوكب؟
إننا بالتأكيد سنصرخ النجدة النجدة النجدة.
أنت في الواقع لا تملك هدفاً و إنما تجده
إنك في الحقيقة لا تملك هدفاً ؛ و لكنك في الواقع تجد هدفك . كما أن الفكرة التي تنص على أن جميع الناس قد ولدوا من أجل بعض الأهداف العليا و السامية ليست سوى خرافة.
وقد اقتنع بعض الأشخاص الكسالى أو الملولين أو غير السعداء بأن كل ما حدث لهم طوال حياتهم لم يكن أو في أي وقت مضى بأيديهم، أي أنهم لم تكن لهم حرية الخيار في ذلك . وبدلاً من ذلك ، فقد انقادوا مع القصة القائلة بأن الأمر كان أكبر منهم .
لذلك ، فقد كان هدفهم هو البقاء في بلدتهم الصغيرة والحفاظ على نفس الوظيفة التي كانت لديهم منذ 16 عاماً ، و أن ذلك لم يكن اختيارهم.
وينظر بعض الأشخاص إلى بلوراتهم الكرستالية ، ويخبرونك أن صخورهم الذكية أخبرتهم أنهم لا يستطيعون القيام بهذا أو ذاك. حسناً ، أنا أختلف معهم في هذا الأمر تماماً . فأنا لا أعتقد أن الصخور أذكى من البشر.
فمن المعروف أن جميع الناس يولدون بخيار.
و لقد ولدنا أحراراً في تقرير ما نريد القيام به.
و لكن الشيء الوحيد الذي ليس لدينا رأي فيه، أو ليس لنا يدٌ فيه، هو وقتنا على هذا الكوكب.
وقتنا على هذا الكوكب ليس لنا رأيٌ فيه
فالبعض منا سوف يبقى لفترةٍ أطول من غيره. و بإمكاننا القيام بكل أنواع الأشياء في محاولة منا للبقاء هنا لفترة أطول من خلال تناول الطعام الصحي وعدم التدخين ، و غيرها من الأمور الأخرى. أو يمكننا الاحتفال بقوة واللعب بحياتنا واللهو، ولكن في النهاية ، فإن الشيء الوحيد الذي لا يمكننا التحكم فيه أو السيطرة عليه هو وقتنا.
أعط حياتك معنى
والخبر السار هو أنه يمكنك التحكم في أي شيء آخر.
فلقد ولدنا في ظل ظروف مختلفة ، ويمكننا أن نختلق الأعذار من أي شيء ، ولكننا أيضاً أحرار في اتخاذ أي إجراء . وبشكل عام ، فإن هذه أخبار رائعة. فنحن سنحصل على حياة مفعمة، ونحن أحرار في فعل أي شيء نريده بها .
لذلك وعندما تحاول العثور على هدف ــــك ، انسى القدر.. و انسى فكرة أنك ولدت من أجل شيء واحد و محدد على هذا الكوكب. لأنك لم تولد من أجل ذلك . فالـ هدف هو ملكك و لك أن تختار ما تشاء. كما أن الأمر متروك لك تماماً لتقرر ما المعنى الذي ستعطيه لحياتك.
وكذلك، انسى الضغط الذي تولده محاولة معرفتك للهدف. إذ أنه لا يتوجب عليك أن تعرف متى تبلغ من العمر السادسة عشرة 16 أو السادسة و العشرين 26 أو حتى السادسة و الأربعين 46 عاماً. ولا بأس في أن تبقى في رحلة البحث هذه .
فالشيء الوحيد الذي عليك القيام به بالفعل : الاستيقاظ والبدء في اكتشافه.
استيقظ و اخرج للحياة ...
اكتشف ما هو مهم بالنسبة لك ...
و استكشف، ما الذي يجعلك تشعر بأن حياتك مكتفية و أنك حقاً تشعر بالإنجاز ؟
و لا يسعني هنا إلا أن أستحضر قول تشارلز بوكوفسكي Charles Bukowski : "اعثر على ما تحب و دعه يقتلك". حسناً ، لقد كان بوكوفسكي يعني ذلك في سياق آخر ، و لكنني سأقوم بذلك ، لأننا جميعاً " سنقتل " أو بمعنى آخر سنموت في هذه الحياة ، لذلك لربما نقوم بعمل شيء نحبه في النهاية ..
مع كل الحب