قد تشعر بأنك تعيش علاقةً عاطفيةً مرهقةً، إذا كنت الوحيد الذي يقدم التضحيات باستمرار في هذه العلاقة من أجل ضمان تلبية احتياجات شريك حياتك.
- إذا كنت تعاني من القلق أو التعب أو الاكتئاب عندما تكون بالقرب من شريكك ، فهذا يعني أنه حان الوقت كي تستعين بأخصائي في الصحة العقلية أو مستشار في العلاقات، وذلك لمعرفة ما إذا كانت هذه العلاقة العاطفية تؤثر على صحتك العقلية Mental health.
- من المحتمل أن تكون الأوضاع بينك وبين شريك حياتك غير متفجرة لعدة شهور، ولكنك لازلت تشعر بالاكتئاب والقلق والحصار كلما كان بقربك.
- على الرغم من أنه من غير السهل أبداً الاعتراف بأن العلاقة التي تجمعك بشريك حياتك قد أصبحت في انحدار، إلا أنه من المهم أن تكون على دراية ببعض العلامات التحذيرية التي تنذرك بذلك.
إن تكريس طاقتك لعلاقة لا تلبي احتياجاتك يمكن أن يجعلك تشعر بالإحباط والاستنزاف العاطفي.
وعندما لا تشعر بالدعم من شريك حياتك ، يكون من الصعب للغاية التواصل بينكما، وتبادل مشاعر الحب التي يستحقها كلاكما على حدٍ سواء.
وبالطبع ، لا توجد علاقة مثالية، فكل زوجين يكونان عرضةً للخلاف في بعض الأحيان من وقت لآخر، ولكن إذا كنت تشعر باستمرار بالإجهاد عند التفكير في شريك حياتك، أو تشعر بالتعب البدني عند قضاء الوقت معه، فمن الممكن أن تكون تلك العلاقة لها تأثيرٌ خطيرٌ على صحتك العقلية .
لقد تواصل موقع إنسايدر INSIDER مع العديد من الخبراء في الصحة العقلية والعلاقات relationships، من أجل التعرف على العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن العلاقة قد تحولت إلى الاستنزاف العاطفي emotionally draining.
و بالتأكيد فإن حل المشكلات العاطفية لا يعني دائماً، أنك تحتاج إلى الانفصال عن شريكك، ولكن إذا كنت تشعر بالأمور التالية (والتي سنذكرها في هذا المقال)، فهذا يعني أن الوقت قد حان للتواصل مع أخصائي الصحة العقلية أو العلاقات والذي يمكن أن يساعدك في حل مشاكلك.
أنت دائماً قلقٌ بشأن أمور شريكك
يقول الدكتورة تريشيا ولانين Tricia Wolanin أخصائية علم النفس ، إن الأشخاص يميلون إلى الشعور بالاستنزاف العاطفي عندما يبدأون بالقلق بشأن إصلاح أمور الشريك أكثر من الاهتمام برفاهيتهم الخاصة.
و تضيف: " إن مشاكلهم تصبح مشاكلنا ونريد اصلاحها " ، وتظل الأفكار التالية تدور في رؤوسنا.. أننا نقدم لهم باستمرار الدعم والرعاية، كي نضمن أنهم يشعرون بأن أحداً يسمعهم، ويمكنهم الاعتماد عليه، وبالمقارنة نجد أنهم لا يقدمون هذا الدعم لنا.
وبالفعل يمكن أن يكون، من السهل جداً تولي دور القائم بالرعاية والدعم في العلاقة، خاصةً إذا كان شريك حياتك يمر بوقتٍ عصيبٍ. وبعد كل شيء، أنت ترغب في مساعدته بأفضل طريقةٍ ممكنةٍ، وأن تصبح المشجع رقم واحد في حياته.
ومع ذلك، يمكن لهذه العاطفة أن تصبح مرهقةً، إذا كان شريكك لا يتعامل مع مشاكله, إلى أن تصبح مثل كرة من الثلج، وفجأة تسيطر عليك جميع الأحداث الدرامية التي يمر بها، والتي بدورها، تجبرك على وضع القضايا الخاصة بك جانباً.
فالقلق الزائد عن الحد بشأن أي شخصٍ، ليس بالأمر الصحي، لأنه يمكن أن يمنعك من الاعتناء بنفسك.
وفي هذا الخصوص تقول الدكتورة ولانين Wolanin إذا وجدت نفسك في هذا النوع من العلاقة، فسيتوجب عليك تشجيع شريك حياتك على طلب مزيد من الدعم من أصدقائه والأسرة، أو من الأخصائي المعالج.
أنت لا تشعر بالود تجاه الشريك
إذا كان شخص ما، ينتقدك ويسيطرعليك باستمرار، أو يتجاهل احتياجاتك العاطفية ، فمن المحتمل أن البريق الذي جعلك تقع في غرامه سوف يتلاشى.
تقول الأخصائية والمعالجة الأسرية، الدكتورة كارولين مادن Caroline Madden أن هذه العلاقات يمكن أن تمتص حياتك، بل و قد تتسبب في أن تفقدك الاهتمام بوجود التناغم الجسدي مع شريك حياتك. وتتابع مادن قائلةً : "أنت لا تريد ممارسة الجنس. لقد أخذوا منك كل شيء ، ولم يعد بإمكانك إعطاء المزيد و المزيد ... و المزيد".
و لا نستطيع أن نهمل أن عدم وجود الدعم العاطفي والثقة -بالتأكيد سيؤثر سلباً على رغبتك في ممارسة الجنس مع شريك حياتك. وبدون وجود التواصل والمودة التي جعلتك تقع في حب شريكك، ستصبح العلاقة الحميمة أكثر صعوبةً.
أنت لا تشعر بذاتك في وجودهم
إنها ليست بالعلامة الجيدة أبداً، إذا كنت تشعر بعدم الارتياح في التعبير uncomfortable expressing عن آرائك حول بعض المواضيع أو حتى مشاركة مشاعركَ مع شريك حياتك.
وسواءً أكنت تفعل ذلك لتجنب وقوع جدالٍ، أو لحماية مشاعره، فإن إخفاء الحقيقة - عادةً - ليست بالفكرة الجيدة على المدى البعيد، حتى ولو كان ذلك لمنع تفجر خلافات an explosive fight .
وعلى الأرجح -مع مرور الوقت- سوف تصبحُ غير راضٍ unsatisfied ، ومستاء من قمع كينونتك resentful of suppressing who you are، لإن ذلك كله من أجل إرضاء الشريك.
ووفقاً لـ شيرلين تشونج Cherlyn Chong أخصائية التعافي السريع، فإن هذا لا يؤثر فقط على ما تقوله لشريكك ، ولكن أيضاً على سلوكك عندما يكون حولك. فهذا التعاطي في العلاقة يُطلق عليه " المشي على قشر البيض walking on eggshells ، يكون جسمك مشدود دائماً، ومرهقاً، وذلك لأنك تشعر بالقلق إذا ما ارتكبت شيئاً ما، بالخطأ ، قد ينفجر شريكك بوجهك أو ربما يتركك.
أنت تتوق لقضاء الوقت وحيداً
على الرغم من أن قضاء بعض الوقت بعيداً عن شريكك، غالباً ما يكون ضرورياً لإقامة علاقة صحية، إلا أن الرغبة المتكررة في الابتعاد عنه يمكن أن تشير إلى أنك تحاول الهرب منه.
فيقول سعد الدين محالي Adina Mahali Said مستشار معتمد للصحة النفسية mental health consultant ، من مركز مابل للتشافي المتكامل Maple Holistics : عندما تستهلك الكثير من الطاقة الذهنية على شريك حياتك ، فإنك بالتأكيد ستشعر بالسعادة عندما تقضي عطلة نهاية الأسبوع -أو في أي وقت على الإطلاق- بعيداً عنه ".
وأضاف، "إن كل شخصٍ يحتاج إلى وقتٍ يقضيه مع نفسه وحيداً، ولكن إذا كنت تبحث عن هذا الأمر، فمن الأفضل أن تعيد التفكير في العلاقة. و إذا كنت تشعر أثناء فترة الابتعاد عن شريكك أنك تريد الاحتفال، بدلاً من الخوف من الشعور بفقدانه، فهذه ليست علامة جيدة، بل قد يكون ذلك مؤشراً على أن شريكك يستنزفك عاطفياً أثناء قربك منه.
أنت لم تعد منفتحاً بشكلٍ صحيح مع أصدقائك بعد الآن
وفقاً لما قالته الدكتورة ولانين Wolanin ، فإن علاقة الاستنزاف العاطفي يمكن أن تغير طريقة تعاطيك على أصدقائك.
و تضيف ولانين أنه "في بعض الأحيان عندما نتعامل مع هذه الأنواع من العلاقات ، فإنها تستهلك كل وقتنا وطاقتنا. وهذا بالتأكيد يؤثر على قدرتنا على التفاعل بعمق مع دائرة الأصدقاء الخاصة بنا أو في مهارات التأقلم العادية لدينا".
فقد يكون من الغريب أن تشارك بعض تفاصيل علاقتك مع أصدقائك ، وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى بعض المسافة بينك وبين أحبائك. ولكن ليس لمجرد أن ذلك غير مناسبٍ لن يكون مهماً، ففي الواقع ، توصي ولانين Wolanin برعاية تلك العلاقات غير الرومانسية (العلاقة مع الأصدقاء)، حتى تعرف أن لديك أشخاصاً يمكنك الاعتماد عليهم إذا ساءت الأمور في علاقاتك.
أنت تشعر أنك مرهقٌ جسدياً
على الرغم من أنها تبدو وكأنها أشياء منفصلة ، إلا أن الصحة العقلية والصحة البدنية physical health ترتبطان ارتباطاً وثيقاً ببعضها البعض.
تقول الدكتورة مادن لـموقع إنسايدر INSIDER إن علاقة الاستنزاف العاطفي emotionally draining relationship يمكن أن يكون لها تأثيرٌ ماديٌ على صحة الشخص.
فربما تنام أكثر لأنك بقيت مستيقظاً حتى الساعة الثالثة 3 صباحاً، و أنت تحاول دعم شريكك أثناء مشروع عملٍ كبيرٍ. أو ربما تكافح لتبقى مستيقظاً لأن كل تفاعلٍ من تفاعلاتك مع شريكك ينبغي أن يأخذ مجراه من النقاش.
وفي أية حال ، إذا كانت العلاقة تسبب لك القلق anxiety أو غيرها من مشاكل الصحة العقلية ، فمن المحتمل أن تستنزف الطاقة من جسدك.
علاقتك تتداخل مع مجالات أخرى من حياتك
تقول استشارية الصحة العقلية، كارولين ماك نولتي Carolyn McNulty "إن من أكبر المؤشرات التي تشير إلى أن علاقتك تؤثر سلباً على صحتك العاطفية emotional health ، هو أنها تؤثر على مجال من مجالات حياتك [مثل] العمل ، أو الصداقات ، أو الأسرة ، أو الصحة ، أو المالية ، أو الروحانية ، أو التوقف عن العمل".
فمعظم الناس قادرون على الحفاظ على علاقاتهم منفصلة عن الأجزاء الأخرى من حياتهم. ومع ذلك ، عندما تكون مع شخص يحتاج إلى عناية و طمأنة دائمتين ، فقد يصرف انتباهك عن كونك أفضل نسخة لنفسك كفرد.
وفي هذا السياق يقول تشونغ Chong : "إنه من الصعب التركيز على العلاقات الأخرى وعملك، إذا كنت دائماً بحالة إرهاق ذهني".
وفي النهاية يضيف تشونغ، "إن العلامات الكبيرة للاستنزاف العاطفي، هي عندما يكون لديك -دائماً- عذراً لعدم الخروج مع الأصدقاء ، وعندها يتوقف الأصدقاء عن دعوتك لأنك مشغول و غير متاح ، وستبدي العائلة امتعاضها لأنك لا تتفقدهم أبداً، أو أن رئيسك سيستدعيك إلى مكتبه للحديث عن أدائك -غير الجيد- في العمل... ربما، كل شيء في حياتك قد توقف أو أنه يعاني ".