نظراً لتوفر الكثير من المعلومات في متناول أيدي الطلاب، فقد أصبح من السهل على الطلاب الدراسة الذاتية (التعلم بأنفسهم).
إذ أصبحت الدراسة الذاتية وسيلة شائعة بشكلٍ أكبر، لإشراك الطلاب بما يتعلمونه في الصف، حيث يتمتع الطلاب بالقدرة على الوصول إلى العديد من المصادر التي تمكنهم من التعلم في أي مكانن وفي أي وقت، وليس فقط في الصف الدراسي.
ما هي الدراسة الذاتية؟
الدراسة الذاتية هي طريقة تعلم يتوجه فيها الطلاب للدراسة بأنفسهم- خارج الصف ودون إشراف مباشر من المعلم. ونظراً لأن الطلاب قادرون على التحكم في ما (وكيف) يتعلمون، فإن الدراسة الذاتية يمكن أن تكون وسيلة قيمة للغاية لتعلم الكثير من الطلاب.
يمكن للدراسة الذاتية والتعلم التقليدي في الصف مساعدة طفلك على تحقيق أقصى استفادة من تجربته التعليمية. إذ أن كلتا الطريقتين معاً تساعدان الطلاب على كسب المعلومات والاحتفاظ بها بشكل أفضل، مما يساعد على تعزيز الفهم والحصول على الدرجات وكذلك التحفيز.
تعتبر الدراسة الذاتية طريقة رائعة تمكن الطلاب من تحسين تجربتهم التعليمية، سواءً كانوا يدرسون لمقرراتهم التعليمية أو انهم يتعلمون بغرض المتعة.
ويستطيع الطلاب من خلال الدراسة الذاتية الذهاب إلى أبعد مما تقوم به الكتب المدرسية والمعلمون من تعليم. فمن خلال ممارسة الدراسة الذاتية يتم تشجيع الطلاب على مواصلة استكشاف الموضوعات التي يهتمون بها، وتطوير مهارات الدراسة بشكل ثابت نتيجة لذلك.
وتعتبر إحدى أهم المزايا الرئيسية للدراسة الذاتية في تمكن الطلاب من التحكم بدراستهم، وعندما يفعلون ذلك فإنهم يصبحون أكثر اهتماماً بالتعلم.
وبالتأكيد فإن هذه الأخبار جيدة للجميع!
فوائد الدراسة الذاتية للطلاب
1- يتعلم الطلاب بشكل أكثر فعالية. عندما يكتشف طفلك أي موضوع بمفرده فإن ذلك يشجعه على التفاعل مع المعلومات بنشاط. حيث يستطيع الطلاب ذوي الدراسة الذاتية في التفكير في الموضوعات بعمق أكبر وعمل روابط بين ما يتعلمونه، وعندما ينشغل الطلاب (ويتحمسون) بما يتعلمونه عندها سيتذكرونه بشكل أفضل.
تساعد الدراسة الذاتية أيضاً في بناء مهارات الدراسة التي يمكن لطفلك استخدامها لاستكشاف موضوعات جديدة أو معالجة الأعمال المدرسية الصعبة.
2- يكتشف الطلاب المزيد حول الموضوعات التي يدرسونها. تتعلق الدراسة الذاتية بالبحث عن معلومات جديدة حول الموضوع الذي يهتم به طفلك. إذ أن بحث الطلاب عن هذه المعلومات بأنفسهم يمنحهم فرصة لمعرفة المزيد حول هذا الموضوع (بدلاً من مجرد ما يتعلمونه في الصف).
3- تمكن أن تعزيز احترام الطلاب لذاتهم. عندما يدرس الطلاب ذاتياً يصبح الكثير منهم أكثر ثقة كمتعلمين. حيث أنهم يكونون قادرين على رؤية أنفسهم كشخص مستقل قادر على تعلم أشياء جديدة دون أن يساعدهم أحد وهذا من شأنه يمكن أن يكون دافعاً كبيراً للطلاب.
4- تمكن الطلاب من التعلم بالسرعة التي تناسبهم. تسمح الدراسة الذاتية للطلاب بالتعلم بخطى خاصة بهم مع التركيز على النقاط التي يهتمون بها أكثر (أو يرغبون في فهمها بشكل أفضل قليلاً). وهذا من شأنه يساعد في تقليل مشاعر الإحباط أو القلق أو الملل التي قد يواجهها الطلاب في البيئة الدراسية.
5- تشجع الفضول. الفضول هو أكبر جزء من التحفيز لدى الطلاب ليتعلموا (وغالباً ما يتم تجاهله). فعندما لا يتفاعل الطلاب مع ما يتعلمونه فإنهم يستوعبون القليل من المعلومات وفي هذه الحالة يدرسون للحفظ بدلاً من الفهم. أما الدراسة الذاتية فإنها تسمح للطلاب باختيار شيء يهتمون به ويتحمسون للتعلم عنه، مما يؤدي إلى تجربة تعليمية أكثر فعالية.
ساعد طفلك على أن يصبح طالباً فعالًا في الدراسة الذاتية
يمكنك مساعدة طفلك ليصبح أكثر فعالية في دراسته الذاتية من خلال النقاط التالية:
1- العثور على المصادر حول الموضوع. ساعد طفلك على البحث عن المصادر التي توفر المزيد من المعلومات حول المواضيع التي يتعلمون عنها. حيث تعد الكتب والمقالات ومقاطع الفيديو التعليمية طرقاً فعالة للغاية لزيادة فهم طفلك للمفاهيم الجديدة.
2- تحدث حول ما يتعلمه طفلك. قم بإجراء محادثة مع طفلك حول ما يتعلمه، وأي الموضوعات هي الأكثر إثارة له. فإن الحديث عما يتعلمه يعد وسيلة رائعة لتعزيز الفهم والتحفيز للتعلم (والمشاركة!) أكثر لدى الطفل.
3- استخدم أساليب دراسية مختلفة. كل طالب لديه طريقة مفضلة للدراسة، وهذا لا يختلف عند الدراسة الذاتية. إن الشيء المميز في الدراسة الذاتيـة هو أنه يمكن لطفلك اختيار ما هو أفضل له أو لها. وينبغي عليك تشجيع طفلك على تجربة أساليب دراسة مختلفة، مثل قراءة الكتب أو مشاهدة مقاطع الفيديو أو إنشاء خرائط ذهنية أو بعض الأنشطة الأخرى التي تساعد طفلك على معالجة المعلومات.
4- امتلك جميع الأدوات المطلوبة. إن الاستعداد هو السر رقم واحد ليصبح طفلك دارساً ذاتياً مميزاً. وينبغي أن تتأكد من أن طفلك لديه جميع أدوات الدراسة التي يحتاجها لتحقيق أقصى استفادة من كل جلسة دراسة ذاتية. إذ تشمل الأدوات التي سيحتاجها طفلك لجلسة الدراسة الذاتية الأكثر فعالية ما يلي:
1- مكان للدراسة: مثل مكتب أو طاولة ، وبالتأكيد يجب أن يكون مكان الدراسة خالياً من الملهيات والفوضى.
2- جهاز كمبيوتر: حتى يتمكن طفلك من قراءة المصادر عبر الإنترنت ومشاهدتها والاستماع إليها.
3- أدوات الدراسة: بما في ذلك الأقلام وأقلام التمييز (أقلام عريضة الرأس ذو الألوان الفلورية) والورق حتى يتمكن طفلك من كتابة ملاحظات تعليمية منظمة.