سر شبكات غذاء الأمازون عند العناكب

ما تتناوله العناكب من الأشياء الغريبة تخبرنا عن شبكات غذاء الأمازون المعقدة

يوثق العلماء حوادث تقوم فيها اللافقاريات في غابات الأمازون غزيرة الأمطار بمضغ حيوانات من الفقاريات ، كعنكبوت الصيد الذي يفترس شرغوفاً في فمه ،و هذا قد يساعدهم بشكل كبيرعلى ربط نقاط شبكة الغذاء المعقدة في الأمازون.

شهد العالم رودلف فون ماي  Rudolf von May بعض الأشياء البرية في غابات الأمازون المطيرة في البيرو Peru’s Amazon rainforest. و كان ما شهده هو ما ساهم في أخذ الأمور إلى مستوى جديد كلياً. حيث التقطت هناك في تلك الغابات المطيرة  و عبر عدسة فيديو الهاتف النقال الخاص بأحد أعضاء الفريق ، عنكبوتاً ذئبياً عملاقاً Tarantula أو ما يدعى بالرتيلاء العملاقة ، وقد بدا بحجم طبق العشاء ، و كان يجرجسده متثاقلاً و متذبذباً يصفر بصوت ضعيف من خلال فضلات الأوراق مع جسد ما تم تحديده لاحقاً على أنه فأر أمريكي نوع (أبوسوم) opossum معلق بين أنيابه ومخالبه .

العناكب تفترس الثدييات

ويقول فون ماي ، عالم البيئة في جامعة ميشيغان في آن آربور University of Michigan in Ann Arbor ، عن أول تسجيل لمثل هذا اللقاء: "لقد كان  ما رأيناه مفاجئاً للغاية ،و يمكننا القول إلى حدٍ ما أنه كان صادماً". و يتابع فون "إنه لمن النادر جداً رؤية ثدييات يتم افتراسها من قبل عنكبوت كبير."

و قام فون ماي مع زملائه جنباً إلى جنب ، برحلات منتظمة لمدة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أسابيع للغابات المطيرة طوال السنوات العشر الماضية على الأقل.  حيث كان الفريق وفي كل ليلة ينقسم إلى مجموعات ، يقومون برحلات طويلة مشياً على الأقدام في أجواء تسودها الرطوبة الكبيرة و سحب كثيفة من الحشرات اللادغة و اللاسعة من  أجل جمع البيانات عن البرمائيات amphibians والزواحف reptiles – إبتداءاً من إحصاء الكائنات الحية وصولاً إلى أخذ عينات معينة من الأنسجة الحية .

وقد  تبين -أيضاً - أنهم اكتشفوا بعض الأفكار المفاجئة حول من يفترس من و من يقوم بأكل من . ولقد قام الفريق منذ عام 2008 إلى عام 2017 ، بتوثيق 15 حالة من  الحيوانات اللافقارية invertebrates تقوم بافتراس حيوانات أخرى من الفقاريات vertebrates. و شملت هذه اللقاءات و المواجهات كل شيء ، بدءً من عنكبوت متجول يقبض على ضفدع بوليفي ذو الصوت الذي يشبه إلى حد ما صوت الثغاء Bolivian bleating frog ، وصولاً إلى حشرة الحريش ( أم أربع و أربعين )  centipede و هي تقوم بالتهام ثعبان مرجاني صغير حديث الولادة سام للغاية juvenile coral snake كانت قد قطعت رأسه . وبالطبع لا ننسى ،أنه كان هناك الرتيلاء ذات الفك المنخفض jaw-dropping tarantula مقابل فأرالأبوسوم opossum . إذ أنه ومن بين المشاهد الصادمة التي قام العلماء و الباحثون العاملون في غابات الأمازون المطيرة في البيرو بتوثيقها لأول مرة كان صوت يسمعونه بين أوراق الشجر ، و عندما عمدوا إلى إضاءة مصابيحهم باتجاه أرض الغابة شاهدوا عنكبوتاً ذئبياً (رتيلاء) بحجم طبق طعام العشاء (Pamphobeteus sp.)  وهو يسحب فأر صغير من نوع الأبوسوم (Marmosops noctivagus) ) بعد أن قام بقتله. وقد تم نشر نتائج هذا البحث في 28 فبراير في مجلة حماية البرمائيات والزواحف

Amphibian & Reptile Conservation

.

تنوع و تعقيد شبكة الغذاء في الأمازون

و يقول فون ماي  : " إنه لأمر قيمٌ  وضروريٌ للغاية لتوثيق هذه التفاعلات في الميدان و على أرض الواقع ، و ذلك لأن النظم البيئية المدارية  tropical ecosystems متنوعة للغاية ". و هذا التنوع البيولوجي يجعل الأمر صعباً من حيث معرفة كيف تؤثر الكائنات الحية على بعضها البعض. و لقد عرف العلماء منذ الثمانينيات على الأقل أن اللافقاريات invertebrates ، و التي في معظم الأحيان  تمتلك شعيرات تساعدها في الكشف عن الاهتزازات و الذبذبات أو لديها سم شديد يسبب الشلل ، تلعب دوراً حاسماً في استهلاك الفقاريات .vertebrates

ولكن يبقى مدى التكرار والتنوع لهذه التفاعلات غامض و غير مؤكد . و يقول فون ماي:  "إننا نمتلك فقط معرفة محدودة للغاية " . وهنالك -إلى الآن- الكثير و المزيد من الأدلة التي تشهد على مدى اتساع  و تعقيد شبكة الغذاء في منطقة الأمازون .

 المصدر