هل سبق و حاولت ان تبث همومك ومشاكلك الخاصة لفراشة ؟؟؟!!!
حسناً لربما لن تكون هذه الفراشة قادرة على فهمك – و ذلك بسبب العائق اللغوي – و لكن الأبحاث الجديدة أكدت قدرة هذه الحشرات على سماعك على الأقل .
و ليس ذلك فحسب ، و إنما هنالك بعض الفراشات تسمع من خلال أجنحتها أيضاً .
تدور حياة الفراشات حول الطيران، إذ تقضي معظم وقتها في الهواء. أجنحتها النابضة بالحياة هي أكبر أجزاء أجسامها و أكثرها وضوحاً . يستهلك الطيران الكثير من الطاقة ، و للحصول على هذه الطاقة تشرب الفراشات رحيق الأزهار ، الأمر الذي يتطلب قوة الطيران للوصول إليه.
حتى أثناء الراحة ، تستعد الفراشات غالباً للطيران عن طريق الحفاظ على عضلات أجنحتها دافئة بدرجة كافية للتحرك.
كل هذه الرحلة من الطيران ليست فقط للاستمتاع ، و الأجنحة الملونة للفراشات ليست للعرض فقط - إنها كلها مرتبطة بالتكاثر بطريقة أو بأخرى. إذ تستخدم الفراشات الألوان الموجودة على أجنحتها للتمويه و تحذير الحيوانات المفترسة ، مما يساعدها على البقاء على قيد الحياة لفترة كافية للتكاثر. و تستخدما أيضاً شكل الجناح و لونه لتحديد الشريك، و في بعض الأحيان إثارة إعجابه.
السمع من خلال الأجنحة
و في الواقع ، إن وجود العديد من مجموعات الفراش القادرة على السمع من خلال ثقوب صغيرة متواجدة في قاعدة جناحيها – و هي عبارة عن تجاويف مغطاة بأغشية ، تلعب دوراً وظيفياً مشابهاً لوظيفة طبلة الأذن الخاصة بنا – هي حقيقة معروفة منذ زمن بعيد
و لكن مجموعة بحثية تقودها البروفيسورة و أخصائية علم الأعصاب جين ياك Dr. Jayne Yack من قسم علم الأحياء بجامعة كارلتون Carleton University في أوتاوا Ottawa ، أونتاريو Ontario اكتشفت أن هناك على الأقل مجموعة من الفراشات تستطيع السماع بواسطة هياكل و تراكيب موجودة على الأجنحة نفسها .
و تظهر النتائج التي توصلت إليها هذه المجموعة من الباحثين ، و التي تم نشرها في 17 تشرين الأول /أكتوبر 2018 ، في صحيفة رسائل علم الأحياء " The Journal Biology Letters" ، أنه تم العثور على مجموعة من الفراشات تحتوي على ألفين و خمسمائة 2500 نوع ضخم تعرف باسم فراشات نيمفاليد " Nymphalids " – لربما تستطيع تمييز بعض أنواعها عند رؤيتك لها و التي تندرج جميعها تحت نفس هذه المجموعة
مثل : فراشات الملوك Monarchs ، و المورفوس Morphos ، و فراشات الأباطرة Emperors و أميرات الفراش Admirals – و التي تمتلك أوردة منتفخة غريبة على أجنحتها الأمامية تساعدها بشكل حقيقي في عملية السمع .
تغطي أجنحة هذه الفراشة أوردة دقيقة مملوءة بالهواء تقوم بوظيفة توفير الاستقرار لهذه البنى و الهياكل الحساسة الهشة.
و تمتلك الفراشة من نوع نيمفاليد Nymphalids وريداً منتفخاً فوق كل من الأجنحة العليا بالقرب من تجويف الأذن ، و يعد وجود هذه الأوردة بحد ذاته ميزة تختص بها هذا النوع من الفراشات .
و بسبب وجود هذا التورم قريباً جداً من الأذن ، فقد افترضت أخصائية الأعصاب ياك Dr. Jayne Yack و مجموعتها من المؤلفين المساعدين في هذه الدراسة ، أن وظيفة هذه الأوردة إنما تنحصر في مساعدة هذه الفراشات في عملية السمع بشكل رئيسي .
لمعرفة كيفية عمل هذه الأوردة المتواجدة على أجنحة الفراشات ، قام الباحثون ببث أصوات أمام الفراشات لها تردد الصوت البشري ذاته تقريباً ملتقطين خلال هذه التجربة العملية صوراً لأجنحة الفراشات بتقنية الليزر .
و اكتشف الباحثون خلال هذه العملية أن الوريد المنتفخ على أجنحة جميع الفراشات البنية الثلاثين Common Wood Nymph الشائعة و المترددة على الغابات و أغصان أشجارها من نوع " Cercyonis Pegala "
و التي خضعت للدراسة ، كانت قد استجابت لتردد الصوت القريب من الصوت البشري – حيث يبدو أن إحداث شقوق صغيرة في تلك الأوردة يعيق قدرتها على السمع - و هذا في الحقيقة إنما يدل على أن تلك الهياكل و البنى الدقيقة هي حقاً جزء لا يتجزأ من آذان الفراشات .
من الجدير بالذكر..
أن الباحثون ليسوا على معرفة أكيدة مما يحدث مع هذه الأجهزة السمعية الخاصة للفراشات.
و مع هذا فإنه من الممكن أن تساهم هذه الأجهزة في مساعدة هذه المجموعة من الفراشات على الاستماع إلى مجموعة واسعة من الأصوات منخفضة التردد .
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
علماء ينظمون معارك بين الخفافيش والفراشات !