الفيلة تأكل بمساعدة خراطيمها !!! كيف ؟؟؟؟؟

تعتبر الفيلة كأكبر حيوان ثدي موجود على الأرض ، لذلك فمن الطبيعي أن تأكل كميات هائلة من الطعام .حيث تستهلك في المتوسط ما يزيد عن 440 رطلاً من الغطاء النباتي كل يوم ، أو ما يعادل كوزين من الذرة في الدقيقة الواحدة .

و الآن بات من الممكن بالنسبة للعلماء معرفة كيف يمكن لمثل هذه الوحوش أن تأكل هذه الكميات الضخمة من الطعام بهذه السرعة الفائقة .تقوم الفيلة بتكوين وصلات و مفاصل بخراطيمها لضغط الطعام و رفعه  ليصل إلى أفواهها .

و بناء على هذه الآلية في كيفية تناول الفيلة لغذائها ، فقد صرح الباحثون بأن هذا الإكتشاف من شأنه أن يساعد المهندسين في بناء روبوتات أفضل .

و باعتبار أن الفيلة حيوانات ضخمة الحجم ، لذلك فهي تحتاج إلى الكثير من الغذاء و القوت .

و من أجل ملئ معدتها ، فهي تقوم برعي الثمار و الفواكه ، و فروع الأشجار و أغصانها و لحائها و جذورها لمدة تصل إلى ما يقارب ال 18 ساعة يومياً .

و لتخزين الكثير من الطعام ، وجب على الفيلة أن  تتلاعب بخراطيمها (تلويها) بطريقة تكون فعالة و ذات كفاءة عالية لالتقاط أكبر عدد ممكن من قطع الطعام في نفس الوقت .

من أجل هذا أراد ديفيد هو David Hu ، المهندس الميكانيكي و عالم الأحياء في معهد جورجيا للتكنولوجيا في أتلانتا Georgia Institute of Technology in Atlanta ،أن يعرف كيف تستطيع الفيلة إنجاز و إكمال مثل هذا العمل الخارق , إذ أنصناع الروبوتات يواجهون تحديات مماثلة في عملية التقاط الروبوتات للأشياء.

و تميل الروبوتات لاستخدام طريقة الإنزلاق و الكنس  slide-and-sweep ، وذلك كي تتمكن من التقاط أكوام من الأشياء مثل أكوام الرمل و الحصى أو حتى المواد الغذائية مثل الطحين .

إنها تقوم بشكل اعتيادي برفع أكوام من الأشياء عبر ملحقات مصنوعة على شكل صدفة البطلينوس التي تنزلق تحت تأثير الحمل و الثقل و كأنها مجرود .

غير أن الفيلة تقوم بتكتيك مختلف تماماً .  

حيث أنها تستخدم خراطيمها للضغط على أكوام الجسيمات المرتخية المهلهلة لتصبح معاً جسماً صلباً واحداً .

لقد وجد الباحث هو David Hu أن استراتيجية الفيلة من الممكن أن تساعد المهندسين في تصميم روبوتات أفضل قادرة على التقاط أشياء متعددة في نفس الوقت .

مهندسو الفيلة :

قام الباحث و المهندس هو Hu و زملائه بغية اكتشاف كيفية التقاط الفيله لأشياء كثيرة جداً في وقت واحد ، قاموا بتصوير أنثى فيل أفريقية تبلغ من العمر 34 سنة في حديقة حيوانات أتلانتا  أثناء استهلاكها حمولة من الجزر و اللفت الأصفر مقطعة إلى مكعبات مختلفة الأحجام ، بالإضافة إلى أكوام من النخالة

و اكتشفوا خلال هذه العملية ، أنه كي تستطيع أنثى الفيل التقاط القطع الأصغر من الطعام ، عمدت إلى إنشاء وصلة في خرطومها مع تقويس خرطومها بحيث شكلت في النهاية البعيدة دعامة عامودية متينة ، ومن ثم استخدمتها لدفع الطعام و ضغطه ليصبح كتلة صلبة متماسكة .

ثم قام الباحثون بعد ذلك بقياس القوى التي استخدمتها الفيل لضغط كومة المواد الغذائية معاً ,ووجدوا أنها طبقت قوة أكبر على قطع الطعام الأصغر حجماً . و للقيام بذلك ،  زادت الفيلة من ارتفاع دعامة الخرطوم و ذلك بجعل الوصلة (العقدة) أعلى و أقرب إلى وجهها .

فعلى سبيل المثال ، وجد العلماء أن الفيلة قد استخدمت 47 نيوتن من القوة من أجل التقاط ما يعادل كومة  بوزن 50 جرام من نخالة القمح .و بعبارة أخرى ، قامت الفيلة ببذل 100 ضعف من وزن الكومة حتى تتمكن من التقاطها .

و هذا بالضبط ما أورده الباحثون في تقريرهم في مجلة Royal Society Interface .و بالعودة إلى تقرير العلماء فقد وجدأن وزن دعامة خرطوم الفيل قد ساهم بنسبة 28 بالمئة من القوة التي احتاجها الفيله لضغط و كبس كومة القمح لتصبح كومة صلبة .

ويشك الباحثون في أنه من الممكن أن يساعد تشكيل الوصلة (العقدة) في خرطوم الفيلة في توفير الطاقة عندالتقاط الطعام.إن هذا التكتيك الذي تستخدمه الفيلة في عملية تناولها لطعامها قد يساعد المهندسين مستقبلاً في بناء روبوتات أكثر كفاءة.

المصدر