قد لا يكون من قال لك ذلك هو ستيف جوبز ، لكن حتى ستيف جوبز لم يكن ستيف جوبز قبل أن يصبح ستيف جوبز.
إنك كلما عرفت المزيد عن ستيف ، كلما أدركت عدد قراراته التي تم اتخاذها بهذه الطريقة.
و بالتأكيد إن كل ما فعله مارك بينيوف Marc Benioff هو الاستماع إلى كلمات شاب لديه حلم "ستيف جوبز".
في سن العشرين ، كان مارك بينيوف Marc Benioff متدرباً في شركة آبل Apple ، قبل أن يؤسس و يصبح الرئيس التنفيذي لشركة سيلز فورس Sales force.
لقد كان "مبرمجاً لخط الإنتاج" ، كما أطلق على وظيفته.
و خلال الفترة التي قضاها في شركة آبل Apple ، كان الفريق مشغولاً بالكامل بالعمل على أول جهاز ماكنتوش Macintosh.
و على الرغم من أنهم قد جمعوا بالفعل أكثر من 100 مليون دولار من التمويل ، إلا أن شركة آبل Apple كانت لا تزال شركة ناشئة و متحمسة .
حيث كان بإمكان ستيف Steve و هو المؤسس و مارك Marc و هو المتدرب ، الوقوف لتناول القهوة معاً.
و بعد 20 عام ، عندما بدأ مارك شركته الخاصة ، أخبره ستيف أنه إذا احتاج في أي وقت إلى مساعدة في إدارة سيلز فورس Sales force عليه الحضور إلى مكتبه على الفور .
و كما اتضح ، بعد عامين فقط من بدء شركة سيلز فورس Sales force ، انفجرت فقاعة الإنترنت أخيراً ، و احتاج مارك و زملاؤه المؤسسون معه إلى المساعدة و قاموا بقبول عرض جوبز وعقدوا اجتماعاً معه لطلب توجيهاته.
طريقة ستيف جوبز
لقد فتح مارك جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به و بدأ العرض التوضيحي لـشركة سيلز فورس Salesforce.
و قال : "أنا لا أعرف."
و بعد لحظات ، أجاب ستيف :"حسناً ، هذا هراء ! "
و ربما كنت قد سمعت بالفعل ، أن ستيف جوبز لم يكن من النوع الذي يعترف بالمجاملات أو من النوع الذي يتقنها .
إلا أن ما جعله شخصاً بارعاً هو أنه قدم ملاحظات عملية و أكثر مباشرة بعد ذلك.
و لم تكن أول نصيحتيْن من نصيحتَي ستيف مفاجئتين أو فريدتين من نوعهما ، على الرغم من صرامتها وحدتهما :
"من الأفضل أن تحصل على أكبر عميل يمكنك الحصول عليه ، كيان مثل شركة آفون Avon."
و لا تعتبر سيلز فورس Sales force منتجاً استهلاكياً ، وأعتقد أن المؤسسات أو العميل المستهدف لـ سيلز فورس سيهتم كثيراً بالأسماء التجارية ذائعة الصيت.
جوبز : "الآن ، أريدك أن تفهم هذا بالفعل ، و ستصبح أكبر بـ 10 مرات في غضون 24 شهراً فقط أو أن الأمر سينتهي بالنسبة لك ".
حسناً. ربما كان هناك بعض المنطق الخفي في ذلك ، أو ربما كان ستيف يحاول فقط تحفيز مارك. إلا أن ما قاله بعد ذلك هو الذي أحدث الفارق الجوهري.
: "وشيء أخير سأضيفه ، عليك أن تبدأ في بناء برنامج اقتصاد تطبيقي application economy ".
سأل مارك ما هو الاقتصاد التطبيقي؟
أجاب ستيف: لا أعرف.
و هنا قد يتبادر غلى ذهنك قارئنا العزيز السؤال : هل تجرؤ على الوثوق بمجرد شخص حالم؟
و لوضع الأشياء في سياقها الصحيح ، فقد كان عام 2001 - أو 7 سنوات قبيل إطلاق أول جهاز آيفون iPhone. لقد كان هذا العصرهو عصر الأقراص المدمجة CDs ، ولم يكن قد تم ابتكار مصطلح التطبيقات بعد.
و في واقع الأمر فقد كانت سيلزفورس Salesforce في جوهرها - ولا تزال - تعمل في إدارة علاقات العملاء (CRM) (و هي استراتيجية تستخدمها الشركات لإدارة التفاعلات مع العملاء والعملاء المحتملين CRM) ، وهو تطبيق سحابي cloud-based app فريد حيث يمكن للكيانات التجارية تتبع مشاريعها وطلباتها (التطبيق السحابي برنامج حيث تعمل المكونات القائمة على السحابة والمكونات المحلية معاً. ويعتمد هذا النموذج على الخوادم البعيدة لمعالجة المنطق الذي يتم الوصول إليه من خلال مستعرض ويب مع اتصال مستمر بالإنترنت.).
و لكن بدلاً من بناء حل واحد يناسب الجميع ، فقد استثمر بينيوف بكثافة في جعله قابلاً للتخصيص من قبل العملاء و الأطراف الثلاثة ،و أصبح أول سوق لتطبيقات الأعمال ، و ذلك قبل سنوات من إطلاق متجر تطبيقات آبل Apple.
و باختصار ، لقد تحقق حلم جوبز الذي لم يتمكن من تفسيره ، و الذي وصفه بجملة "لا أعرف" .
و بالنظر إلى الماضي ،فقد بذل مارك قصارى جهده للتأكيد على مدى أهمية نصيحة ستيف له.
و هو يقول بأن سيلز فورس Salesforce ما كانت لتكون على ما هي عليه اليوم ، شركة برمجيات جديرة بالإعجاب تبلغ قيمتها التويسقية 165 مليار دولار، دون مساهمة جوبز في ذلك .
نصيحة بعشرة ملايين دولار
لابد أنه من السهل الاستماع إلى نصيحة شخص تساوي عشرات الملايين ، و لكن الحقيقة هي أن معظمنا لدينا حالمون من حولنا يعرفون ما هو الأفضل لنا . إلا أنهم عاجزون فقط عن شرح من أين أتت أحلامهم تلك ، أو لماذا هم على حق بشأن تلك الأحلام .
- "عليك أن تتركه. يمكنني أن أشعر أنه أمر خاطئ بالنسبة لك ".
- "لديك موهبة في التحدث أمام الجمهور ، يجب عليك بالتأكيد إنشاء قناة على اليوتيوب Youtube أو شيء من هذا القبيل."
- "يا إلهي ، أنت في الواقع جيد جداً في هذا. يجب أن تحاول الكتابة للزبائن ".
- "لماذا لا تحاول فقط مجرد محاولة ؟ كنت أعرف دائماً أنك جيد في التعامل مع الناس ".
- "حلمت الليلة الماضية حيث كنت على المسرح وكان الجميع يستمع إليك وأنت تتحدث. كان ذلك رائعاً "
هل سمعت هذه السطور من قبل أصدقائك و عائلتك؟
أو هل سمعت شيئاً من هذا القبيل؟
حسناً ...
قد لا يكون من قال لك ذلك هو ستيف جوبز ، لكن حتى ستيف جوبز لم يكن ستيف جوبز قبل أن يصبح ستيف جوبز.
و أنا أعلم أن الأمر يبدو شبه جنوني ، و لكن كلما عرفت المزيد عن ستيف ، كلما أدركت عدد قراراته التي تم اتخاذها بهذه الطريقة.
و في تجربتي ، فإن الحياة تبدأ بالفعل في الانفتاح عندما تستمع إلى ستيف جوبز بداخلك ، و سيكون الأصدقاء والعائلة دائماً موجودون لتصحيح مسارك الدراسي والعملي ، و لكنه دافع داخلي قوي يخلق الدافع الدائم في حياتي..
إن الشيء الوحيد الذي يتطلبه الأمر فقط هو الشجاعة. و على ما يبدو ، فإن هذا أيضاً هو الشيء الذي يميز الخاسرين عن الفائزين أي :
ما إذا كان لديك الشجاعة الكافية لاتباع اقتراح مشكوك فيه و غير مبرر يبدأ بـ "ربما" وينتهي بـ "لا أعرف".
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :