أهم ما قاله إيكهارت تول : الوعي أعظم عامل للتغيير

إن الوعي هو أعظم و أهم عامل لإجراء التغيير الحقيقي في حياتك.

لقد قدم إيكهارت تول Eckhart Tolle العديد من شذرات الحكمة العميقة على مدى العقود الماضية. إلا أن أفضلها في رأيي كان :

• "ذاتك الحقيقية هي السماء، والغيوم هي الأحداث التي تمر بها، فهي تأتي وتذهب".
  
  
• "إحدى الحكم البسيطة والعميقة في آن  واحد هي الاستسلام لتيار الحياة بدلاً من السير ضده".
  
  
• "لن تكون أبداً أكثر أصالةً، وعمقاً، مما تكون عليه وأنت ساكن".
  
  

و يسعدني أن أقول عزيزي القارئ لك ، أن ما يتصدر قائمتي هي الحكمة الآتية:

"إن الوعي هو أعظم عامل للتغيير".

لماذا يعتبر الوعي أعظم عامل للتغيير؟

ذلك لأن المفهوم المعبر عنه هنا يحمل أكبر قيمة لأكبر عدد من الناس. و لكن : كيف يكون ذلك؟

يحاول معظم الناس حل مشاكلهم الداخلية من خلال محاولة تغيير سلوكياتهم بشكل مباشر.

فعلى سبيل المثال، يشعر أحد الوالدين بالسوء لأنه يفقد أعصابه عندما يسيء أطفاله الصغار التصرف.

و يقول لنفسه، "يجب أن أتوقف عن تعنيف «براين» عندما يضرب أخته الطفلة «سيندي»".

الوعي غير الانتقادي هو الحل

تكمن الطريقة الأفضل و الأكثر فاعلية للتعامل مع هذا الأمر (المثال السابق -عندما يفقد أحد الوالدين أعصابه) في إدراك الوالد ما يفعله.

و الأهم من ذلك، ألا يصدر أحكاماً قدر الإمكان عند القيام بذلك.

لذلك و في المرة القادمة التي تغضب فيها الأم أو الأب من «براين»، بعد ذلك مباشرةً، أو أثناء الحادث نفسه، يجدر بهما التراجع و مخاطبة أنفسهم:

"حسناً .. لقد فقدت أعصابي مع «براين» مرة أخرى".

إذ أن ما يهدف إليه هذا هو فصل الذات الواعية و الأصيلة للوالدين عن الذات الأنانية اللاواعية.

فالغضب الذي يظهرونه لا يشكل ما هم عليه، و لكن السبب وراء ذلك هو أن الذات الأنانية الخاصة بهم قد هيمنت على الذات الواعية طوال المدة التي يمكنهم تذكرها.

إيكهارت تول  في العمل

لقد سمعت إيكهارت تول يستخدم مفهوم الوعي هذا عدة مرات رداً  على سؤال متكرر يطرحه عليه جمهوره.

و هنا قد يسأل السائل شيئاً  ما على غرار، " إيكهارت تول ، لقد حاولت جاهداً أن أكون حاضراً في يومي وأثناء جلسات التأمل، إلا أن الشيء نفسه يحدث في كل مرة، تشتت الأفكار عقلي وأفقد السيطرة عليها. فماذا بوسعي أن أفعل؟"

و هنا يجيب إيكهارت تول  دائماً بشيءٍ على غرار الآتي : "لكنك نجحت بالفعل.

أنت تدرك أن عقلك يتلاعب بالأفكار. و هذا هو أهم شيء يمكنك القيام به". إذ أن الوعي بحد ذاته هو بيت القصيد.

فصل الذوات

إذن فكيف يصبح "الوعي" وحده "أعظم عامل للتغيير"؟

إن ذلك  يتأتى من خلال تكرار الخروج خارج الذات و أن نشغل مكان الوعي الذي يراقب ذاتنا الأنانية في الأفعال التي نقوم بها علاوةً على الفصل بين كليهما.

و يُعد تحقيق هذا الهدف غاية جميع الأفعال الروحية. و ذلك ، لأنه من المستحيل أن تدرك نفسك الحقيقية وتتعرف عليها عندما تختنق تلك الذات الحقيقية بالذات الأنانية القوية.

كن أنت السماء

لقد خطر لي أن أحد أقوال إيكهارت تول  المفضلة الأخرى التي أدرجتها في المقدمة سيأتي دورها هنا. لأنه في النهاية، ما نسعى إليه جميعاً يكمن في هذه المقولة: "إن ذاتك الحقيقية هي السماء، والغيوم هي الأحداث التي تمر بها، فهي تأتي وتذهب".

فالسماء ليست الغيوم فقط. فهي مثلما تأتي تذهب. وبالمثل، هذا الغضب الذي يشعر به الآباء لا يشكل حقيقتهم. فهو لا يعدو مجرد سحابة تأتي وتذهب. فالسماء، ذاتهم الحقيقة، هي الوعي الذي يراقب الغضب/الذات الأنانية.

التحدي الأكبر للبشرية

إن المشكلة التي تعاني منها البشرية هي أن الناس ينظرون إلى حياتهم على أنها سحابة واحدة ضخمة موجودة على الدوام. بينما لا توجد سماء لدى معظم الناس لأنهم لا يدركون وجودها أصلاً.

ولهذا السبب ، فإنني أعتقد أن قول إيكهارت تول المأثور، "الوعي هو أكبر عامل للتغيير"، هو الأكثر منطقية من بين جميع أقواله. لأنه إذا كان بإمكان الناس ممارسة هذا الفعل البسيط المتمثل في إدراك مشاكلهم وسلوكياتهم، فيمكنهم تحقيق الفصل بين ذواتهم الواعية والأنانية.

ومن  ثم يبدؤون في التحول إلى السماء التي هم عليها. لأن السماء رائعة. و السماء سلمية وجميلة وفسيحة وتحيطها المعرفة.

لذا، انظر إذا كان بإمكانك جلب المزيد من السماء إلى حياتك. و احرص على الخروج من نفسك والمراقبة فقط دون إصدار حكم .و على أي حال : لماذا تصدر أحكاماً عندما لا تكون نفسك الحقيقية هي المسيطرة ؟

التأمل أسهل ما في الأمر

إن أفضل شيء يمكنك القيام به لتسهيل القدرة على مراقبة نفسك أثناء العمل هو تطوير ممارسة التأمل.

إذ أن كل ما يهدف إليه التأمل هو ممارسة المراقبة، دون الحكم على ما يحدث في الوقت الحاضر. والتحسن في ذلك سيجعلك أفضل في مراقبة نفسك أثناء حياتك اليومية.

لذا ، و إذا كنت مهتماً ببدء ممارسة التأمل، فاذهب إلى موقع (davidgerken.net) حيث ستجد برنامج مجاني مصمم للأشخاص العاديين.

عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.  

ننصحك بقراءة المقالات التالية :

استراتيجية إيكهارت تول للتعامل مع الأشخاص الصعبين

استراتيجية إيكهارت تول للتعامل مع الأشخاص الصعبين

الوعي الخالص : سكون الوعي هناك تستطيع اكتشاف حقيقتك