دوار الحركة
هل يمكن تخفيف دوار الحركة من خلال التدريب العقلي ؟

وجد بحث جديد أن التدريب البصري المكاني يمكن أن يقلل من تجربة الشخص لدوار الحركة.

إذ توصلت دراسة جديدة إلى أنه يمكن الحد من دوار الحركة من خلال التدريب البصري المكاني ، و الذي يتضمن شخصاً يتلاعب بالأجسام ثلاثية الأبعاد في خياله.

و قد تكون الدراسة ، التي نُشرت في مجلة Applied Ergonomics ، ذات قيمة خاصة بالنظر إلى الاتجاه المتزايد نحو تطوير المركبات ذاتية القيادة ، و التي يمكن أن تسبب دوار الحركة ، خاصة إذا كان الشخص منخرطاً في أنشطة أخرى أثناء القيادة.

دوار الحركة

يمكن أن يحدث دوار الحركة في العديد من المركبات ، مثل السيارات و الحافلات و القطارات و الطائرات و القوارب و في حال ركوب ألعاب الملاهي ، و يمكن أن يتطور أيضاً أثناء استخدام سماعات و أجهزة الواقع الافتراضي.

بالإضافة إلى الغثيان و القيء ، قد يعاني الشخص المصاب بدوار الحركة أيضاً من:

  • التعرُّق ، 

  • و الدوخة ، 

  • و فرط التنفس ، 

  • والصداع ، 

  • و الأرق ، 

  • و النعاس.

و للعلم، ليس من الواضح ما الذي يسبب دوار الحركة ، و لكن المشكلة قد تنطوي على تناقضات بين مختلف المناطق التي تستشعر الحركة - على سبيل المثال ، بين الأذن الداخلية و المنبهات البصرية التي يعالجها الدماغ.

و غالباً ما يوصي الأطباء بإجراء تغييرات سلوكية - على سبيل المثال ، الجلوس في منتصف الحافلة أو إبقاء العينين مثبتتين في الأفق. و يمكن أن تساعد بعض الأدوية أيضاً ، على الرغم من أنها عادة تجعل الناس يشعرون بالنعاس.


ارتباط بالأداء البصري المكاني visuospatial performance؟

أراد الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة إيجاد طرق أكثر فعالية للحد من دوار الحركة التي لا تسبب آثاراً جانبية.

و قد أشاروا إلى أن الأبحاث السابقة قد حددت صلة محتملة بين دوار الحركة و الاستعداد البصري المكاني ، على الرغم من أن الطبيعة الدقيقة لهذا الارتباط لم تكن واضحة.

كذلك وجد الفريق المزيد من القرائن في البحث الذي يستكشف العلاقة بين الأداء البصري المكاني و جنس الشخص.

اقترح هذا البحث أن الذكور يميلون إلى امتلاك قدرات بصرية مكانية أفضل من الإناث. و كذلك فقد أشارت الأبحاث السابقة إلى أن الإناث تميل إلى الإصابة بدوار الحركة أكثر من الذكور.

و نظراً للعلاقة الواضحة بين الأداء البصري المكاني و دوار الحركة و احتمالية تأثير الجنس على كليهما ، توقع المؤلفون أن الأشخاص الذين يتمتعون بأداء بصري مكاني أفضل يعانون من دوار حركة أقل.


انخفاض بنسبة 50٪ في دوار الحركة

لاختبار هذه الفرضية ، صمم الفريق دراسة و توظيف 42 مشاركاً. و قاموا بتعيين 20 مشاركاً ، نصفهم من الإناث ، لتجارب محاكاة القيادة و 22 مشاركاً ، 60 ٪ منهم من الإناث ، لتجارب القيادة على الطرق.

و قبل التجارب ، قام الباحثون بقياس الأداء البصري المكاني الأساسي للمشاركين. كذلك قاموا خلال التجارب، بتقييم دوار الحركة لدى المشاركين.

ثم أعطى الفريق للمشاركين أنشطة التدريب البصري المكاني بالقلم و الورقة لإكمالها لمدة 15 دقيقة في اليوم على مدار 14 يوماً.

و تضمنت هذه الأنشطة أنشطة مثل عرض شكل ثلاثي الأبعاد، و التعرف بشكل صحيح على الشكل الأصلي من عدد من الأشكال المعاد توجيهها ، بالإضافة إلى مهام طي الورق و تحليل الأنماط المكانية.

و في نهاية هذه الفترة ، شارك المشاركون مرة أخرى في تجارب القيادة على الطريق أو المحاكاة ، و التي قام خلالها الباحثون بتقييم دوار الحركة لديهم.

و بناءً عليه وجد الفريق أن دوار الحركة لدى المشاركين قد انخفض بمعدل 51٪ في تجارب المحاكاة و 58٪ في التجارب على الطريق.

و بالنسبة لجوزيف سميث Joseph Smyth، زميل باحث في جامعة وارويك University of Warwick بالمملكة المتحدة ، و المؤلف المقارن للدراسة ، فإن "القدرة على تقليل قابلية الفرد الشخصية للإصابة بدوار الحركة باستخدام تدريب مهام "سلوب تدريب الدماغ" brain training style البسيط،

يعد أمراً هائلاً، و خطوة إلى الأمام في تطوير أنظمة النقل المستقبلية ، بما في ذلك المركبات ذاتية القيادة ".

و من ناحية ثانية تدور أبحاث العوامل البشرية حول كيفية تصميم منتجات و خدمات ممتعة. 

للعلم فقد كان دوار الحركة ، لفترة طويلة ، يمثل قيداً كبيراً على خيارات النقل للعديد من الأشخاص ، و قد أظهر هذا البحث طريقة جديدة لكيفية معالجة هذا الأمر "، كما أضاف سميث.


و يؤكد سميث قائلاً:

آمل أن نتمكن في المستقبل من تحسين التدريب إلى أسلوب قصير وعالي التأثير.

تخيل أنه عندما ينتظر شخص ما تجربة قيادة في سيارة جديدة مستقلة ، يمكنه الجلوس في صالة العرض و القيام ببعض "ألغاز تدريب الدماغ" على جهاز لوحي قبل الخروج في السيارة ، و بالتالي تقليل مخاطر إصابته بالمرض.

و من المحتمل أيضاً أن يمكن استخدام هذه الطريقة في مجالات أخرى مثل دوار البحر لموظفي البحرية أو ركاب الرحلات البحرية." 

و أخيراً يقول جوزيف سميث:

"نحن متحمسون بشكل خاص لتطبيق هذا الاكتشاف الجديد على استخدام أجهزة الواقع الافتراضي الرأسية virtual reality headset ".




عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.   


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

ماذا تعرف عن دوار الحركة ؟

ضيق التنفس: 7 وصفات منزلية مفيدة له

القلق و ضيق التنفس : ما هي العلاقة بينهما ؟





المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن