تشير التجارب الحديثة التي أجريت على إناث الفئران إلى أن هرمون الأوكسيتوسين يمكن أن يمنع فقدان كثافة العظام و قوتها أو ما يمكن تسميته بـ هشاشة العظام osteoporosis.
و يمكن لمزيد من الدراسات أن تمكن من الاستخدام السريري لـ الأوكسيتوسين للوقاية من هشاشة العظام.
و الجنس البيولوجي هو أحد أكبر عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام. إذ أنه من المرجح أن تتعرض الإناث لهذه الحالة أكثر من الذكور.
و بعد الوصول إلى ذروة كتلة العظام في سن 25-30 ، فهناك انخفاض تدريجي مرتبط بالعمر في كتلة العظام. نتيجة للتغيرات في كمية هرمون الاستروجين في الجسم عند الإناث ، إذ تتسارع عملية فقدان العظام بعد انقطاع الطمث.
خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث ، و التي تشير إلى السنوات التي سبقت انقطاع الطمث ، يبدأ المبيضان تدريجياً في إنتاج كمية أقل من الإستروجين.
حيث أن فقدان الإستروجين هذا يؤثر على كل الأنثى بشكل مختلف.
و يمكن أن يكون انقطاع الطمث تجربة إيجابية بالنسبة لبعض النساء، بيد أنه قد يؤدي أيضاً إلى إحداث مجموعة من التغييرات في الجسم. و تشمل هذه التغيرات:
- تغير في الحالة المزاجية ،
- و الهبات الساخنة ،
- والتعرق الليلي ،
- فضلاً عن فقدان كثافة العظام.
و يسمى الفقدان الشديد لكثافة العظام ، و الذي يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بكسر العظام ، بهشاشة العظام osteoporosis.
و على سبيل المثال يوجد في الولايات المتحدة ، ما يقرب من 25٪ من الإناث فوق سن 65 مصابات بهشاشة العظام.
و يبلغ هذا الرقم عند الذكور من نفس العمر مقدار 5٪.
أما على الصعيد العالمي ، فتختلف معدلات الإصابة بهشاشة العظام بما يصل إلى 10 أضعاف بين المجموعات العرقية.
و بصرف النظر عن إجراء تغييرات معينة في نمط الحياة ، فإنه لا توجد حالياً طريقة فعالة للوقاية من هشاشة العظام.
و مع ذلك ، يعتقد العلماء في البرازيل أنهم ربما وجدوا واحدة من الطرق المهمة و الحيوية لذلك .
و في التجارب التي أجريت على إناث الفئران ، استخدم العلماء هرمون الأوكسيتوسين لعكس العمليات التي تقلل كثافة العظام و قوتها.
و بالطبع إذا أسفرت الدراسات التي أجريت على البشر عن نتائج مماثلة ، فيمكن للأطباء في النهاية استخدام الأوكسيتوسين سريرياً لمنع ظهور هشاشة العظام.
و للعلم تظهر النتائج بالكامل في مجلة التقارير العلمية Scientific Reports.
فترة ما قبل انقطاع الطمث
أجرى باحثون في جامعة ولاية ساو باولو في البرازيل هذه الدراسة. و يتوقع الخبراء في البرازيل ، بسبب شيخوخة السكان ، حدوث حوالي 100،000 كسر في الورك hip fractures الآن كل عام.
تعد كسور الورك أكثر شيوعاً بين الإناث، من ثلاث إلى أربع مرات مقارنة بالذكور ، و يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة ، بما في ذلك فقدان القدرة على الحركة و زيادة خطر الوفاة في السنوات التالية.
و تشرح كبيرة مؤلفي الدراسة ريتا مينيجاتي دورنيليس Rita Menegati Dornelles قائلة: "إن فقدان الوظيفة و الاستقلالية عميقة بين الناجيات" ، "إذ يصبح ما يقرب من 40٪ غير قادرات على المشي بشكل مستقل ، و حوالي ثلثي هؤلاء يحتجن إلى المساعدة بعد عام.
و أقل من النصف يستعدن مستواهم السابق من الوظائف ".
و قد ركزت الدراسة الجديدة على جزء من الورك يسمى عنق الفخذ femoral neck ، و هو الموقع الأكثر شيوعاً للكسر.
فقد درس الباحثون هذا الموقع على إناث الفئران البالغة من العمر 18 شهراً ، و هو عمر يعادل انقطاع الطمث في الإناث البشرية.
تقول دورنيليس، أن البحث في هذه المرحلة أمر بالغ الأهمية ، لكنه لم يتم تمثيله حالياً في الأدبيات.
و تضيف، "هناك الكثير من الأبحاث حول مرحلة ما بعد انقطاع الطمث ، و التي تلي الدورة الشهرية الأخيرة للمرأة ، و لكن التقلبات الهرمونية في فترة ما قبل انقطاع الطمث حادة بالفعل و ترتبط بانخفاض تدريجي في كثافة العظام."
و تؤكد أيضاً أن "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لدعم الوقاية من هشاشة العظام أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث ، حيث تمثل الفترة التي تلي انقطاع الطمث حوالي ثلث عمر المرأة ويجب أن تتمتع بأفضل جودة ممكنة."
العلاج: "هرمون الحب" love hormone
عالجت دورنيليس و فريقه الفئران في فترة ما قبل انقطاع الطمث بـ الأوكسيتوسين ، و هو هرمون يرتبط بشكل شائع بمشاعر المودة و الترابط و التعاطف ، و لكن له أيضاً أدواراً مهمة في تنظيم كتلة العظام.
الأوكسيتوسين يفرز من قبل خلايا العظام و يرتبط بعملية الاستقلاب الغذائي للعظام عند الإناث. و تنخفض مستويات هذا الهرمون أيضاً أثناء انقطاع الطمث.
و بعد حوالي شهر واحد من علاج العلماء للجرذان ، قاموا بتحليل عينات الدم و الأنسجة و مقارنتها بعينات الحيوانات التي لم تتلقى الأوكسيتوسين.
و لم تظهر الفئران التي تلقت الأوكسيتوسين أي فقد في كثافة العظام و قد كان لديها علامات كيميائية حيوية لتجديد العظام في دمائها.
و كذلك كان العظم نفسه أكثر قوة أيضاً في الحيوانات المعالجة. بالإضافة إلى أن منطقة عنق الفخذ كانت أقوى و أقل مسامية ، و لها خصائص تتوافق مع كثافة العظام العالية.
هل هذا يعتبر حلاً طبيعياً؟
هذه النتائج مثيرة للإعجاب ، و قد تكون أيضاً أكثر موثوقية من تلك التي توصلت إليها الدراسات السابقة. و في الواقع ، تميل الدراسات القديمة إلى استخدام الفئران الصغيرة جداً، و التي خضعت لعملية إزالة المبايض.
و مع ذلك ،فقد كانت الحيوانات في هذه الدراسة تمر بعملية الشيخوخة الطبيعية ، و التي قد تكون أكثر صلة بالتجربة البشرية.
و أظهرت الحيوانات التي تلقت الهرمون، زيادة في العلامات البيوكيميائية المرتبطة بتجديد العظام و في التعبير عن البروتينات التي تدعم تكوين العظام والتمعدن. - كما تؤكد ريتا مينيغاتي دورنيليس
و على الرغم من ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لتقييم سلامة و فعالية علاج الأوكسيتوسين على البشر ، فإن هذه النتائج مشجعة. و قد يكون الهرمون وسيلة أخرى فعالة للوقاية من هشاشة العظام لدى بعض الناس.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الدورة الشهرية : ممارسة التمارين الرياضة خلال دورة الطمث Period؟