وجدت دراسة أن فرط سكر الدم يجعل من الصعب على الناس زيادة قدرتهم على التمرينات الهوائية.
و للعلم توفر التمارين الرياضية الهوائية (الإيروبيك) المنتظمة Regular aerobic exercise فوائد صحية مختلفة ، و التي تزداد (الفوائد الصحية) كلما زاد الشخص من قدرته الهوائية.
و يوصي الأطباء بهذا النوع من التمارين للمساعدة في السيطرة على مرض السكري. و لكن -للأسف- مرضى السكري غالباً ما يجدون صعوبة في تحسين هذه القدرة على ممارسة هذه التمارين.
أما الآن ، فقد نشر العلماء في مركز جوسلين للسكري Joslin Diabetes Center، التابع لكلية الطب بجامعة هارفارد Harvard Medical School، في بوسطن ، ماساتشوستس ، دراسة جديدة قد تفسر السبب.
فرط سكر الدم ، أو مستويات أعلى من السكر الطبيعي في الدم ، قد تمنع الناس من زيادة قدرتهم الهوائية (التمارين الرياضية في الهواء الطلق)، و بالتالي الحصول على الفوائد الصحية التي يمكن أن يوفرها هذا النوع من التمارين.
لقد لاحظ الباحثون هذا التأثير المتناقص للتمرينات الهوائية لدى البشر المصابين بفرط سكر الدم المزمن عندما تكون مستويات السكر في الدم ضمن نطاق مقدمات السكري ، و كذلك في نماذج الفئران.
و للعلم فإن الدراسة قد نشرت في مجلة Nature Metabolism.
الفئران ارتفاع السكر في الدم
تقول البروفيسور سارة ليسارد Sarah Lessard ، و هي الباحثة الرئيسية في الدراسة: لقد كانت الفكرة من وراء هذه الدراسة أن نرى: هل إذا تسببنا في ارتفاع نسبة السكر في الدم في الفئران ، سنضعف قدرتها على تحسين لياقتها الهوائية؟"
و في تصميم الدراسة ، يأمل الباحثون في معرفة المزيد عن الآليات الكامنة وراء هذا التأثير المحتمل ، في محاولة لإيجاد طرق جديدة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع السكر في الدم لتعزيز مستويات اللياقة البدنية الخاصة بهم.
و في البداية ، قامت البروفيسورة ليسارد و زملاؤها بزيادة مستويات السكر في الدم في مجموعتين من الفئران:
- تلقت المجموعة الأولى حمية غربية Western diet غنية بالدهون المشبعة و السكر.
و قد أصبح لدى الفئران فرط في سكر الدم hyperglycemic و اكتسبت وزناً زائداً.
- و تناولت المجموعة الثانية نظاماً غذائياً يحتوي على نسبة أقل من السكر و الدهون و لم تكتسب وزناً.
و مع ذلك ، اكتسبت هذه الفئران فرط سكر في الدم كنتيجة للتعديلات التي تسببت لها في إنتاج الأنسولين بشكل أقل.
و قد كانت كلتا المجموعتين من الفئران تمارس الرياض على قدم المساواة ، حيث جرت (ركضت) مسافة 500 كيلومتر تقريباً، على مدار الدراسة.
و مع ذلك ، بالمقارنة مع المجموعة الضابطة التي كانت تحتوي على مستويات منخفضة من السكر في الدم ، فقد فشلت مجموعتا الفئران المصابة بسكر الدم في اكتساب قدرة هوائية كبيرة.
و تشير حقيقة أن كلا المجموعتين طورت الحالة إلى أن تأثير مرتبط بسكر الدم ، و ليس السمنة أو تأثيرات الأنسولين.
عضلات الفأر
وفقاً للبروفيسورة ليسارد ، فإن أنسجة العضلات تتغير عادة نتيجة للتمرينات الرياضية الهوائية ، و تصبح ألياف العضلات أكثر كفاءة في استخدام الأكسجين. و تضيف ليسارد: "نحن نزرع أيضاً أوعية دموية جديدة ، للسماح بتوصيل المزيد من الأكسجين إلى العضلات ، مما يساعد على زيادة مستويات اللياقة الهوائية لدينا".
و مع ذلك ، لم ير الباحثون مثل هذا التكيف العضلي لدى الفئران التي لديها فرط في سكر الدم.
يقترح الباحثون أن المستويات العالية من السكر تعوق إعادة تشكيل العضلات عن طريق تغيير البروتينات في الفراغ بين خلايا العضلات ، حيث تكونت الأوعية الدموية الجديدة عادة.
و يضيف مؤلفو الدراسة أن العامل المحتمل الآخر قد يكون خللاً في مسار c-Jun N-terminal kinase (JNK). و قد يعمل مسار الإشارة هذا كمفتاح جزيئي يبرمج العضلات للتفاعل مع نوع معين من التمارين.
و في بحث سابق باستخدام فئران لديها فرط في سكر الدم ، وجدت البروفيسورة ليسارد أن مسار JNK قد يخطئ.
و خلصت إلى أن "عضلات الحيوانات المصابة بارتفاع السكر في الدم تحتوي على ألياف أكبر و أوعية دموية أقل ، و هو الأمر الأكثر نموذجية في تدريب القوة ، بدلاً من التدريب الهوائي".
الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع السكر في الدم
تابعت ليسارد و فريقها الاختبارات السريرية على البشر و وجدوا نتائج مماثلة. كما حددوا مجموعة واحدة كانت القضية بالنسبة لها حادة بشكل خاص.
فقد رأى الباحثون أن الأفراد الذين يعانون من عدم تحمل الجلوكوز متدهور - حيث ترتفع مستويات السكر في الدم مع استهلاك الجلوكوز - لديهم أقل الزيادات في القدرة للتمارين الهوائية.
و للعلم فقد كان هذا ، على الأقل جزئياً ، بسبب خلل في مسار JNK. تقول الأتاذ ليسارد: "بالنظر إلى كيفية استجابة عضلاتهم لنوبة واحدة من التمارين الهوائية النموذجية ، رأينا أيضاً أن أولئك الذين لديهم أقل تحمل للجلوكوز، كان لديهم أعلى تنشيط لمسار إشارات JNK ، الذي يمنع التكييفات الهوائية".
التوصيات
غالباً ما نفكر في النظام الغذائي و ممارسة الرياضة كطرق منفصلة لتحسين صحتنا. تقول ليسارد
و تضيف أيضاً: يُظهر عملنا أن هناك تفاعلاً بين هذين العاملين في أسلوب الحياة أكثر مما كان معروفاً سابقاً ، و يقترح أننا قد نرغب في التفكير فيهما معاً، من أجل تعظيم الفوائد الصحية للتمارين الهوائية.
و تحقيقاً لهذه الغاية ، يوصي الفريق البحثي، الأفراد الذين يعانون من ارتفاع السكر في الدم ، بالنظر في اتباع نظام غذائي مصمم لخفض مستويات السكر في الدم.
و بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن تساعد أدوية مرض السكري في السيطرة على هذه المستويات.
كذلك فقد أكد البحث أن التمارين الهوائية لها فوائد صحية ، حتى مع مراعاة التأثير المثبط لارتفاع نسبة السكر في الدم ، قائلاً:
"لا تزال التمارين الهوائية المنتظمة تعتبر توصية رئيسية للحفاظ على الصحة لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع السكر في الدم أو بدونه".
و اخيراً تلاحظ البروفيسورة ليسارد أيضاً أن الأشكال الأخرى من التمارين ، مثل تدريبات القوة ، يمكن أن تساعد في الصحة العامة و في اللياقة البدنية.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
أشهر سبعة أطعمة تتحكم في نسبة السكر في الدم