كرون
ما هو مرض كرون ، الأسباب و الأعراض، و خيارات العلاج؟

داء أو مرض كرون هو مرض التهاب الأمعاء الذي يسبب التهاباً مزمناً في الجهاز الهضمي.

و إذا تم تشخيصك بمرض كرون أو تبحث عن مزيد من المعلومات حول الحالة ، فنحن هنا للمساعدة.

إن العيش مع مرض مزمن سيكون مرهقاً و متعباً بشكلٍ كبير للشخص .

و لكن نحن بدورنا سنقوم بتزويدك بالمعلومات و الموارد لمساعدتك في إدارة الأعراض الجسدية و العاطفية لمرض كرون crohn's disease.

أسباب مرض كرون

يؤثر مرض التهاب الأمعاء inflammatory bowel disease على عدد من الناس فعلى سبيل المثال يؤثر على ما يقرب من 3 ملايين أمريكي. و لسوء الحظ ، لم يتم حتى الآن فهم أسباب مرض كرون. و هذا هو السبب في أن مؤسسة Crohn & & Colitis البحثية، تعمل على إجراء المزيد من الأبحاث حول مرض Crohn و إيجاد علاج.

إليك ما نعرفه:

  • من المرجح أن يتأثر الرجال و النساء على حدٍ سواء.

  • يمكن أن يحدث المرض في أي عمر ، و لكن مرض كرون الأكثر شيوعاً هو بين المراهقين و البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 عاماً.

  • يؤدي النظام الغذائي و التوتر إلى تفاقم مرض كرون ، و لكنهما لا يسببان المرض.

  • تشير الأبحاث الحديثة إلى أن العوامل الوراثية و الجينية و البيئية تساهم في تطور مرض كرون.

مرض كرون و جهاز المناعة

عادة ما يهاجم الجهاز المناعي للشخص و يقتل الغزاة الأجانب مثل البكتيريا و الفيروسات و الفطريات و الكائنات الدقيقة الأخرى. و في أثناء الاستجابة المناعية الطبيعية ، تنتقل الخلايا من الدم إلى الأمعاء و تنتج التهاباً. و في الظروف العادية ، يتم حماية البكتيريا غير الضارة الموجودة في الجهاز الهضمي من هجوم الجهاز المناعي.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من التهاب الأمعاء IBD:

  • فهذه البكتيريا غير الضارة يتم الخلط بينها و بين الغزاة الأجانب و الجهاز المناعي يستجيب.

  • الالتهاب الناتج عن الاستجابة المناعية لا يزول. و هذا يؤدي إلى التهاب مزمن و تقرح و سماكة في جدار الأمعاء و أخيراً إلى  أعراض مرض كرون.

العوامل الوراثية بالنسبة لمرض كرون

يميل مرض كرون إلى الانتشار في العائلات ، لذلك إذا كنت أنت أو أحد أقاربك مصابين بالمرض ، فإن أفراد عائلتك لديهم فرصة متزايدة لتطوير مرض كرون. 

فقد أظهرت الدراسات أن ما بين 5 ٪ و 20 ٪ من الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء لديهم قريب من الدرجة الأولى ، مثل الوالد أو الطفل أو الأخ ، يعاني أيضاً من أحد الأمراض. و الخطر الجيني أكبر مع مرض كرون، بالمقارنة مع التهاب القولون التقرحي ulcerative colitis.

عوامل الخطر الوراثية الأخرى

  • خطر الإصابة بمرض كرون أو التهاب القولون التقرحي أعلى بكثير عندما يكون كلا الوالدين مصابين بالتهاب الأمعاء.

  • ربما يكون لبعض الأعراق احتمالية إصابة بالمقارنة مع أعراق أخرى.

العوامل البيئية

يبدو أن المكان الذي تعيش فيه الشخص، يلعب دوراً في تطور مرض كرون.

و هنا حيث يكون مرض كرون أكثر شيوعاً في:

  • البلدان المتقدمة ، و ليس البلدان غير المتقدمة
  • المدن و البلدات الحضرية ، و ليس المناطق الريفية
  • المناخات الشمالية و ليس المناخات الجنوبية

علامات و أعراض مرض كرون

يمكن أن يصيب مرض كرون كل مريض بشكل مختلف قليلاً. و نحن هنا للمساعدة في إرشادك إلى أكثر العلامات و الأعراض شيوعاً لمرض كرون.

إذ تعتمد الأعراض التي قد تعانيها أنت أو أحبائك على الجزء المصاب بالجهاز الهضمي.

و كما هو معروف فـ داء كرون هو مرض مزمن ، مما يعني أن المرضى سيعانون على الأرجح من فترات تكون فيها الأعراض نشطة ، تعرف باسم التوهج ، تليها فترات تشافي عندما قد لا تلاحظ أي أعراض على الإطلاق.

و في حين أنه من المهم التعرف على علامات مرض كرون ، فيمكن للطبيب فقط تأكيد التشخيص.

و إذا كنت تشك في إصابتك بأمراض التهابية في الأمعاء (IBD) ، فيرجى تحديد موعد مع طبيبك للعمل من أجل خطة التشخيص والعلاج.

التهاب الجهاز الهضمي

يمكن أن يؤثر مرض كرون على أي جزء من الجهاز الهضمي ، من فمك إلى فتحة الشرج.

بينما تختلف الأعراض من مريض لآخر ، هناك بعض الأعراض الشائعة لالتهاب الجهاز الهضمي الناتج عن مرض كرون.

  • الإسهال المستمر

  • نزيف المستقيم

  • الحاجة الملحة لتحريك الأمعاء

  • تقلصات و آلام في البطن

  • الإحساس بإخلاء الأمعاء غير المكتمل

  • الإمساك الذي قد يؤدي إلى انسداد الأمعاء

مضاعفات مرض كرون

بينما يقع مرض كرون في الجهاز الهضمي ، فإنه يمكن أن يؤثر على صحتك العامة و يسبب مشاكل طبية أكثر خطورة.

و من هذه المشاكل الصحية ما يلي:

  • فقدان الشهية

  • فقدان الوزن

  • انخفاض الطاقة العام و التعب

  • تأخر النمو و التطور عند الأطفال، و في الحالات الأكثر شدة ، يمكن أن يؤدي مرض كرون إلى مضاعفات خطيرة.

  • الشقوق هي تمزقات في بطانة الشرج ، مما قد يسبب الألم و النزيف خاصة أثناء حركات الأمعاء.

  • الناسور fistula الناجم عن الالتهاب، و هو قناة غير طبيعية تتكون بين جزء من الأمعاء و جزء آخر ، أو بين الأمعاء و المثانة أو المهبل أو الجلد.
    و النواسير الأكثر شيوعاً هي في منطقة الشرج و تتطلب عناية طبية فورية.

  • التضيق، هو تضيق في الأمعاء نتيجة التهاب مزمن.

أعراض التهاب الأمعاء

يمكن أن يسبب مرض التهاب الأمعاء (IBD) أعراضاً جهازية خارج الجهاز الهضمي تؤثر على صحتك العامة و نوعية حياتك.

  • احمرار أو ألم في العين ، أو تغيرات في الرؤية
  • تقرحات الفم
  • مفاصل متورمة و مؤلمة
  • مضاعفات الجلد مثل النتوءات أو القروح أو الطفح الجلدي
  • الحمى
  • فقدان الشهية
  • فقدان الوزن
  • الإعياء
  • التعرق ليلي
  • فقدان الدورة الشهرية العادية (لدى النساء)
  • هشاشة العظام
  • حصى الكلى
  • مضاعفات الكبد النادرة ، بما في ذلك التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي primary sclerosing cholangitis و تليف الكبد cirrhosis.

خيارات علاج مرض كرون

يمكن أن يساعدك مزيج من خيارات العلاج في السيطرة على مرضك و مساعدتك على عيش حياة كاملة و مريحة. و تذكر أنه لا يوجد علاج عام قياسي يناسب جميع المرضى. و تختلف حالة كل مريض و يجب اتباع العلاج لكل حالة.

و يمكن أن يشمل علاج داء كرون و أنواع أخرى من التهاب الأمعاء الالتهابي استخدام الأدوية ، و التغييرات في النظام الغذائي والتغذية ، و أحياناً الإجراءات الجراحية لإصلاح أو إزالة الأجزاء المصابة من الجهاز الهضمي.

الأدوية

تم تصميم دواء علاج داء كرون لقمع الاستجابة الالتهابية غير الطبيعية للجهاز المناعي التي تسبب الأعراض.

و لا يؤدي قمع الالتهاب إلى تخفيف الأعراض الشائعة مثل الحمى والإسهال والألم فحسب ، بل يسمح أيضاً لشفاء أنسجة الأمعاء.

بالإضافة إلى التحكم في الأعراض و قمعها (تخفيف الأعراض) ، يمكن أيضاً استخدام الدواء لتقليل تواتر ظهور الأعراض (الحفاظ على حالة التشافي).

مع العلاج المناسب بمرور الوقت ، يمكن تمديد فترات تخفيف الأعراض، و يمكن تقليل فترات اندلاع الأعراض مرة أخرى.

و اليوم يتم استخدام أنواع عديدة من الأدوية لعلاج مرض كرون.

الجمع بين العلاجات

في بعض الحالات ، قد يوصي موفر الرعاية الصحية بإضافة علاج إضافي يعمل جنباً إلى جنب مع العلاج الأولي لزيادة فعاليته.

على سبيل المثال ، يمكن أن يشمل العلاج المركب إضافة مادة بيولوجية إلى الجهاز المناعي.

كما هو الحال مع جميع العلاجات ، هناك مخاطر و فوائد العلاج المركب.

إذ يمكن أن يؤدي الجمع بين العلاجات إلى زيادة فعالية علاج التهاب الأمعاء ، و لكن قد يكون هناك أيضاً خطر متزايد من الآثار الجانبية و السمية الإضافية. 

النظام الغذائي و التغذية

في حين أن مرض كرون قد لا يكون نتيجة لردود فعل سيئة لأطعمة معينة ، إلا أن إيلاء اهتمام خاص لنظامك الغذائي قد يساعد في تقليل الأعراض و استبدال المغذيات المفقودة و تعزيز الشفاء.

بالنسبة للأشخاص الذين تم تشخيصهم بمرض كرون ، من الضروري الحفاظ على تغذية جيدة لأن مرض كرون غالباً ما يقلل من شهيتك بينما يزيد من احتياجات جسمك من الطاقة.

بالإضافة إلى ذلك ، يمكن لأعراض كرون الشائعة مثل الإسهال أن تقلل من قدرة الجسم على امتصاص البروتينات و الدهون و الكربوهيدرات بالإضافة إلى الماء و الفيتامينات و المعادن.

و يجد العديد من الأشخاص الذين يعانون من تفجر داء كرون أن الأطعمة اللينة و غير المنبهة أنها تسبب إزعاجاً أقل من الأطعمة الحارة أو الغنية بالألياف.

و على الرغم من أن نظامك الغذائي يمكن أن يظل مرناً و يجب أن يتضمن مجموعة متنوعة من الأطعمة من جميع مجموعات الطعام ، فمن المرجح أن يوصي طبيبك بتقييد تناولك لمنتجات الألبان إذا تبين أنك لا تتحمل اللاكتوز. 

الجراحة

حتى مع الأدوية المناسبة و النظام الغذائي ، فإن ما يصل إلى ثلثي إلى ثلاثة أرباع المصابين بمرض كرون سوف يحتاجون إلى جراحة في مرحلة ما من حياتهم. 

في حين أن الجراحة لا تشفي من مرض كرون ، إلا أنها يمكن أن تحافظ على أجزاء من الجهاز الهضمي و تعيدك إلى أفضل نوعية ممكنة من الحياة.

و للعلم تصبح الجراحة ضرورية عندما لا تستطيع الأدوية التحكم في الأعراض ، أو إذا كنت تصاب بالناسور أو الشق أو الانسداد المعوي.

و غالباً ما تنطوي الجراحة على إزالة الجزء المصاب من الأمعاء (استئصال) ، ثم يتم ربط طرفي الأمعاء الصحيين.

و في حين أن هذه الإجراءات قد تتسبب في اختفاء أعراضك لسنوات عديدة ، فإن تكرار كرون يتكرر كثيراً في وقت لاحق من الحياة.

أشياء أساسية يجب معرفتها عن الجراحة:

  • يحتاج حوالي 70٪ من الأشخاص المصابين بداء كرون إلى عملية جراحية في نهاية المطاف.
  • قد يتم تنفيذ أنواع مختلفة من الإجراءات اعتماداً على سبب المرض و شدته و موقعه.
  • ما يقرب من 30٪ من المرضى الذين خضعوا لجراحة لمرض كرون يعانون من تكرار أعراضهم في غضون ثلاث سنوات، و هناك ما يصل إلى 60٪ سيعانون من معاودة ظهور الأعراض في غضون عشر سنوات.

اتخاذ قرار معتمد على معلومات

إذا كنت مرتبكاً بشأن جميع الأدوية و العلاجات الموجودة ، فأنت لست وحدك!

إذ يعد مرض التهاب الأمعاء معقداً للغاية ، و من المهم مراجعة مخاطر و فوائد جميع خيارات العلاج مع طبيبك.

و لابد لك من التعرف على المزيد حول الأدوات و الموارد المتاحة التي يمكن أن تساعدك على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن رعايتك الصحية.



عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.  


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

ماهي فلورا المعدة و الأمعاء؟

بكتيريا الأمعاء و الصفات الشخصية : هل يمكن لها التنبؤ بشخيصتك ؟

الميكروبيوم : ترتبط العدوى الطفيلية ارتباطاً وثيقاً بالميكروبيوم


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن