تلوث
دراسة شاملة تجد صلة بين تلوث الهواء و الوفيات

وجدت دراسة جديدة رئيسية وجود علاقة سببية بين التعرض لتلوث الهواء وزيادة فرص الوفاة المبكرة.

و قدم بحث جديد أدلة إضافية على أن التعرض لجسيمات الهواء الناعم يسبب زيادة خطر الوفاة المبكرة.

حيث يشير البحث ، الذي نشر في مجلة العلم يتقدم Science Advances ، إلى أن تعزيز معايير تلوث الهواء الحالية في الولايات المتحدة يمكن أن ينقذ حياة 143،257 شخصاً على مدى السنوات العشر القادمة.


تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة :

تحدد وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) معايير جودة الهواء في الولايات المتحدة ، وهي تحدد مستوى مجموعة من الملوثات التي تتحمل الحكومات المحلية والإقليمية والوطنية الالتزام بها.

و تستند وكالة حماية البيئة في الالتزام بهذه المستويات على المؤلفات العلمية الحالية التي توضح الآثار الضارة لتلوث الهواء على صحة الناس.

و منذ إنشاء وكالة حماية البيئة الأمريكية في عام 1971 ، انخفض المستوى الآمن لتراكيز الجسيمات الدقيقة بشكل مطرد مع ظهور أبحاث جديدة.

هناك أدلة موثقة جيداً تربط تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة بالصحة ، و لا سيما ارتباطها بقضايا القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.

وفقاً لوكالة حماية البيئة EPA ، يمكن أن تأتي الجسيمات الدقيقة مباشرة من مجموعة من المصادر ، مثل الحرائق أو مواقع البناء. كما يمكن أن تتشكل أيضاً في الغلاف الجوي من خلال تفاعلات كيميائية مع ملوثات الهواء.

و قد اقترحت الأبحاث في الآونة الأخيرة ، أن التعرض لتراكيز الجسيمات الدقيقة للهواء الملوث تحت الحد الأقصى الذي حددته وكالة حماية البيئة يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة.

و مع ذلك ، فقد اعترض بعض الخبراء ، بما في ذلك رئيس اللجنة الاستشارية العلمية للهواء النظيف في وكالة حماية البيئة  EPA’s Clean Air Scientific Advisory Committee ، على هذه النتائج.

و هم يجادلون بأنه لا يوجد دليل يمكن التحقق منه لتأكيد وجود علاقة سببية بين تراكيز الهواء الملوث أقل من المعايير الحالية والآثار السلبية على الصحة.

و للتغلب على هذا الاعتراض ، أجرى مؤلفو هذا البحث دراسة شاملة وواسعة لتحديد ما إذا كان بإمكان بعض العوامل الأخرى أن تفسر العلاقة بين انخفاض تركيز الهواء الملوث بالجسيمات الدقيقة والآثار الصحية السلبية وما إذا كان بإمكانهم إثبات السببية.


68.5 مليون مشارك :

قام المؤلفون في هذه الدراسة ، بتحليل بيانات لما يقرب من 68.5 مليون شخص مسجل في برنامج التأمين الصحي للرعاية الطبية.

و امتدت هذه البيانات عبر 16 عاماً ، كما أنها شملت 97% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً وما فوق .

و تضمنت البيانات معلومات عن مؤشر كتلة الجسم BMI لكل مشارك و حالة تدخين التبغ ، و مستويات الدخل ، و العرق ومستوى التعليم. و قد سمح هذا للمؤلفين بمراعاة هذه العوامل المربكة المحتملة في تحليلهم.

و سجل المؤلفون الرموز البريدية (رقم المنطقة) لكل مشارك ، مما سمح لهم بمراجعة مواقع المشاركين ببيانات حول مستويات تلوث الهواء عبر الولايات المتحدة.

كما قاموا بمقاطعة المعلومات الخاصة بفحص مستويات التلوث مع عوامل أخرى يمكن أن تؤثر على النتائج ، مثل ظروف الطقس المحلية و استخدام الأراضي.

ثم استخدم المؤلفون خمسة أنواع مختلفة من التحليل - نوعان تقليديان وثلاثة متطورة - لفهم الصلة المحتملة بين مستويات الهواء الملوث والآثار الصحية الضارة.


يتسبب الهواء الملوث بزيادة خطر الوفاة :

وجد المؤلفون من خلال جميع الأساليب التحليلية الخمسة دليلاً واضحاً على وجود علاقة سببية بين مستويات تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة و زيادة خطر الوفاة.

و قد كان هذا هو الحال حتى بالنسبة للمستويات التي تقل عن الحد الأقصى الحالي للولايات المتحدة وهو 12 ميكروغرام لكل متر مكعب (ميكروغرام / م 3) سنوياً.

ويقدر المؤلفون أن خفض المعيار إلى 10 ميكروغرام / متر مكعب في السنة - وهو المستوى الحالي الذي توصي به منظمة الصحة العالمية - سيؤدي إلى انخفاض بنسبة 6-7% في خطر الوفاة ، وهو ما يعادل 143،257 حياة تم انقاذها على مدار العشر سنوات .

و يقول طالب الدكتوراه شياو وو Xiao Wu ، وهو مؤلف مشارك في الدراسة :

"تضمنت دراستنا الجديدة أكبر مجموعة بيانات على الإطلاق من كبار السن الأمريكيين واستخدمت طرقاً تحليلية متعددة ، بما في ذلك الطرق و الأساليب الإحصائية للاستدلال السببي ، لإظهار أن المعايير الأمريكية الحالية لتراكيز PM2.5 ليست محمية بما يكفي ويجب تخفيضها لضمان أن السكان المعرضين للخطر ، مثل كبار السن ، في أمان. "

و تقول كل من البروفيسورة فرانشيسكا دومينيتشي Francesca Dominici ،و البروفيسور كلارنس جيمس جامبل Clarence James Gamble  المختصان بالإحصاء الحيوي ، والسكان ، وعلوم البيانات في قسم الإحصاء الحيوي The Department of Biostatistics، في مدرسة هارفارد تشان  Harvard Chan School ، في بوسطن  Boston :

"القد قترحت وكالة حماية البيئة Environmental Protection Agency الإبقاء على المعايير الوطنية الحالية لجودة الهواء . ولكن ، كما يوضح تحليلنا الجديد ، فإن المعايير الحالية ليست محمية بما يكفي ، ويمكن أن يؤدي تعزيزها إلى إنقاذ آلاف الأرواح. "

و يضيفان قائلين :" إننا نأمل مع انتهاء فترة التعليق العام لاقتراح وكالة حماية البيئة في 29 يونيو أن تتمكن نتائجنا من إطلاع قرارات الزعماء السياسيين بشأن إمكانية تحديث المعايير".

عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.  


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

كيف يؤثر تلوث الهواء على صحتنا؟

تلوث الهواء مرتبط بقلق الطفولة childhood anxiety

كم تحتاج من الوقت لتقضيه في الطبيعة و الهواء الطلق؟


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن