هل الرضا الجنسي Sexual Satisfaction أمر غير موضوعي بحت ، أم يمكن قياسه بموضوعية؟
يرتبط الرضا الجنسي بجودة العلاقة ، و هناك في الواقع إجماع سريري على أن الاستياء الجنسي يعد مؤشراً على وجود صعوبات في العلاقة .
و في حين أن هذا الاستنتاج لا يعد بأي حال من الأحوال اكتشافاً جديداً ، فهناك بعض الباحثين ممن ينظر إلى هذا الارتباط من منظور جديد.
فبدلاً من التساؤل عما إذا كان الشخص راضٍ أو غير راضٍ جنسياً في علاقته الحالية
فإنهم يطرحون سؤالاً أكثر دقة: "كيف يمكن للمرء تعريف الرضا الجنسي في العلاقة؟" أو بعبارة أخرى ، هل يشعر الجميع بالرضا الجنسي بنفس الطريقة؟
الرضا الجنسي يرتبط بوجود جوانب إيجابية للتجربة الجنسية ، أي المكافآت الجنسية ، أكثر من ارتباطه بعدم وجود جوانب سلبية، أي التكاليف الجنسية sexual costs.
و هناك العديد من الدراسات التي تقوم بالطلب من المشاركين تصنيف رضاهم الجنسي بدءاً من 1 على أنه "غير راضٍ على الإطلاق" إلى أعداد أعلى تشير إلى مستويات متزايدة من الرضا الجنسي (على سبيل المثال ، "5 = راضٍ للغاية").
و مع ذلك ، فإن استخدام مقياس العنصر الواحد لتقييم بنية معقدة مثل الرضا الجنسي يترك الباب مفتوحاً لإمكانية تعريف الرضا الجنسي بشكل مختلف تماماً بين المشاركين.
و لكن : هل تصنيفي للرضا الجنسي الخاص بي "5" مشابه لتصنيفك "5" الخاص بك ؟ فحتى المقاييس الأكثر شمولاً للرضا الجنسي المستخدمة لأغراض البحث تواجه مشكلة مماثلة ، وقد خلصت مقارنة عام 2014 بين عدة مقاييس إلى وجود اختلافات منهجية بين هذه التدابير.
إذاً : ما هو الرضا الجنسي؟
و هل نعتمد بشكل صارم على الخبرة الذاتية ، أم أن هناك مكونات موضوعية مميزة يمكن تحديدها و هي ما تخلق الرضا الجنسي؟
إن الرضا الجنسي يتوقف على ما هو أكثر من الأحاسيس الممتعة
لوحظ في دراسة أجريت في عام 2014 ، تم فيها سؤال حوالي 760 مشاركاً (449 امرأة و 311 رجلاً) : "كيف تُعرِّف الرضا الجنسي؟"
ظهور موضوعان أساسيان: الرفاهية الجنسية الشخصية personal sexual well-being والعمليات الثنائية dyadic processes ، وذلك على الرغم من وجود تنوع في إجابات المشاركين في هذه الدراسة .
و فيما يتعلق بالموضوع الأول ، فقد شملت تجربة المتعة أكثر من النشوة الجنسية ، و شملت المشاعر الإيجابية أثناء النشاط الجنسي ؛ و الرغبة بالشريك.
كما أنها كانت تفتقر إلى وجود موانع معينة أثناء النشاط الجنسي ؛ و الشعور بالتهيج والإثارة ؛ و تضمنت تبادلية هذه التجارب للأفراد المعنيين .
أما فيما يتعلق بالعمليات الثنائية ،فقد تم تسليط الضوء على التعبير عن المشاعر ، و الغزل والرومانسية ، والإبداع (أي الجدة والمفاجأة).
و قد أعرب الباحثون في هذا المجال عن الحاجة إلى تعريف متفق عليه للرضا الجنسي. فبالنسبة للمهنيين .
كان هناك تركيز مؤسف على عوائق الرضا الجنسي ، و على وجه الخصوص:
الخلل الوظيفي الجنسي sexual dysfunction والصراع العلائقي (صراع العلاقات) relational conflict ، مع افتراض أن غيابهما يدل على وجود الرضا.
كما أن الاعتماد الإضافي على المقاييس الفردية ذات العنصر الواحد للرضا الجنسي ، و التي كانت تعتبر ممارسة قياسية جداً في البحث الجنسي حول الموضوع ، لا تسمح لنا بالاتفاق على فهم واحد للبناء.
و لنا هنا أن نتساءل : هل للرضا الجنسي ، على سبيل المثال ، المعنى ذاته بالنسبة للزوجين اللذين كانا معاً لعدة أشهر كما هو الحال مع زوجين كانا معاً لمدة عشر سنوات؟
إن هذه الدراسة الموصوفة تقدم لنا في هذا المنشور نهجاً أولياً، و هو أن :
الرضا الجنسي يتوقف على ما هو أكثر من الأحاسيس الممتعة ،
و وفقاً لمؤلفي الدراسة فإن :
"الرضا الجنسي يرتبط بوجود جوانب إيجابية للتجربة الجنسية (أي المكافآت الجنسية sexual rewards ) أكثر من ارتباطه بعدم وجود جوانب سلبية (أي التكاليف الجنسية sexual costs) ... لذا ينبغي تفضيل التدابير التي تركز على الجوانب الإيجابية للرضا الجنسي لأغراض البحث ... "
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
هل يقل الدافع الجنسي للمرأة مع تقدم العمر؟