من السهل الخلط بين الرغبة الجنسية libido من ناحية ، و الإثارة الجنسية arousal من ناحية أخرى.
فبعد كل شيء ، إذا كنتِ تشعرين بالرضا عن حياتكِ الجنسية ،فقد يكون من الصعوبة بمكان فصل هذه الجوانب لحياتكِ الجنسية عن بعضها البعض.
و يشير مفهوم الغريزة الجنسية في الواقع ، إلى اهتمامكِ الأساسي بالجنس ، وقد يُشار إليه أيضاً بالشهوة sexual appetite أو الرغبة الجنسية sexual desire .
و من ناحية أخرى ، تشير الإثارة إلى استجابتكِ الفيزيولوجية للمنبهات الجنسية. و تشمل المظاهر الجسدية للإثارة الجنسية التشحيم المهبلي وزيادة تدفق الدم إلى الشفرين والبظر والمهبل.
و من الملفت للنظر أن الرغبات الجنسية لدى النساء تميل إلى التذبذب طوال حياتها ،حيث أن هناك العديد من العوامل المختلفة و المسببة لذلك.
و بشكل أساسي ، تعتبر الرغبة الجنسية المنخفضة (HSDD) وعدم القدرة على تجربة الإثارة الجنسية أو الحفاظ عليها (اضطراب الإثارة الجنسية sexual arousal disorder) أمراً شائعاً للغاية.
و تقول الدراسات أن هناك ما يقرب من نصف جميع النساء يعانين من عرض واحد على الأقل من الخلل الوظيفي الجنسي في مرحلة ما من حياتهن .
صعوبات في الرغبة الجنسية و الإثارة :
يصنف الدليل التشخيصي و الإحصائي الحالي للاضطراب العقلي ، الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية( Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (DSM–5 ، مشاكل الإثارة والرغبة معاً ، تحت مصطلح الاهتمام الجنسي للإناث Female Sexual Interest / اضطرابات الإثارة Arousal Disorders (و يشار إليها اختصاراً FSAID) .
و قد تعاني النساء المصابات بـ FSAID من انخفاض في رغبتهن في ممارسة الجنس ومن المحتمل ألا تكن هن البادئات بالجنس أو قد لا يستجبن لمحاولات الشريك في بداية ممارسة الجنس .
وقد يلاحظن أيضاً أنهن لا يُثرن بسهولة (أو على الإطلاق) ،كما تقل الإثارة أو المتعة لديهن أثناء ممارسة الجنس.
و ينبغي أن تستوفي المرأة ثلاثة من أصل ستة معايير حددها الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM لتكون ضمن النساء المشخصات بـ FSAID - و كلها تدور حول اهتمام الفرد واستجابته للنشاط الجنسي.
معايير تشخيص الإصابة ب FSAID :
- غياب أو انخفاض الاهتمام بالنشاط الجنسي
- غياب أو قلة الأفكار أو التخيلات الجنسية
- اختفاء أو انخفاض بدء النشاط الجنسي ، وعادةً ما تكون غير متقبلة لمحاولات الشريك للبدء في الممارسة الجنسية .
- غياب أو انخفاض في الإثارة والمتعة الجنسية أو تقليلها في جميع المواجهات الجنسية تقريباً أو جميعها على الإطلاق .
- غياب أو انخفاض في ( الاهتمام / الإثارة ) الجنسية استجابة لأي إشارات جنسية داخلية أو خارجية
- غياب أو انخفاض الأحاسيس التناسلية أو غير التناسلية أثناء النشاط الجنسي في جميع اللقاءات الجنسية تقريباً أو كلها على الإطلاق .
كيفية زيادة مستويات الإثارة الجنسية :
يعتبر انخفاض كمية التشحيم المهبلي أحد أعراض نقص الإثارة الجنسية لدى النساء.
حيث يمكن أن تؤدي مواد التشحيم المهبلي التي لا تستلزم وصفة طبية إلى زيادة التزييت.
و إذا حدث انخفاض في التشحيم المهبلي vaginal lubrication بسبب انقطاع الطمث ، فغالباً ما توصف الهرمونات كعلاج بديل .
و في حين يعتبر أن هذا العلاج الدوائي معتمد لعلاج هذه المشكلة ، إلا أن هناك بعض المخاطر والآثار الجانبية التي تأتي مع هذا العلاج.
و لهذا السبب ، فقد يكون زيت التشحيم الشخصي الذي تم شراؤه من الصيدلية المحلية هو الخيار الأكثر أماناً لكِ.
و ثبت أيضاً أن الفياجرا Viagra (سيلدينافيل sildenafil) وفئة من الأدوية تسمى حاصرات ألفا الأدرينالية alpha-adrenergic blockers ، مثل الريجنتين Regitine (فينتولامين phentolamine) تزيد من التشحيم المهبلي استجابة للتحفيز الجنسي.
ومع ذلك ، تجدر الإشارة إلى أن هناك دراسات متعددة أجريت على الفياجرا لمعالجة مشاكل جنسية مختلفة للإناث لم تظهر زيادة في المتعة الجنسية لدى النساء ، ولم يتم اعتمادها حتى الآن من قبل إدارة الغذاء والدواء FDA للاستخدام مع النساء .
بصرف النظر عن الحلول الدوائية ، يمكنكِ أيضاً اختيار العلاج السلوكي للمساعدة في زيادة الإثارة الجنسية.
حيث يهدف هذا العلاج إلى تعزيز التخيلات الجنسية وتركيز انتباه المرء على المحفزات الجنسية.
لذلك ، إذا كنتِ في علاقة حالية، فإن معالجكِ سينظر أيضاً في إمكانية وجود مشاكل في التواصل في علاقتكِ ، أو أن شريككِ يقضي الكثير من الوقت اللازم لتحفيزك جنسياً.
كيفية زيادة مستويات الرغبة الجنسية :
تم وصف آدي Add (فليبانسيرين flibanserin ) كعلاج معتمد من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير لعلاج انخفاض الرغبة الجنسية ( HSDD) .
و دواء آدي عبارة عن قرص يجب تناوله كل يوم ، ويُنصح بالابتعاد عن الكحول أثناء تناوله بسبب احتمالية تعرض الشخص للإغماء .
و قد تمت الموافقة على فيليسي Vyleesi ، وهو دواء قابل للحقن ، لعلاج انخفاض الرغبة الجنسية لدى النساء قبل انقطاع الطمث.
و هذا الدواء مخصص للنساء اللواتي كان لديهن في السابق مستويات مرضية أكثر من الرغبة الجنسية لكنهن الآن يعانين من انخفاض الرغبة الجنسية.
و لا يوصف هذا الدواء من أجل أولئك الذين تكون رغبتهن الجنسية منخفضة بسبب عوامل أخرى مثل حالة طبية كامنة أو تناول دواء معين .
هناك أيضاً دراسات تشير إلى أن هرمون التستوستيرون يمكن أن يزيد من الرغبة الجنسية لدى النساء اللواتي يكون لديهن الدافع الجنسي المنخفض ناتجاً عن الإزالة الجراحية للمبيضين.
و مع ذلك ، يعد العلاج المستمر مع هرمون التستوستيرون ذو آثار جانبية ومخاطر صحية .
و أخيراً....
تعد مواجهة مشاكل الرغبة الجنسية و / أو الإثارة الجنية أمراً تمر به العديد من النساء في مرحلة أو أخرى من حياتهن .
و يجب ألا تشعر المرأة بالخجل من البحث عن علاج دوائي أو علاج سلوكي لذلك ، فقد يكون ذلك مفيداً للغاية. لذا ، قومي بالتحدث مع طبيبك لإيجاد الحل الأفضل لك.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
هل يقل الدافع الجنسي للمرأة مع تقدم العمر؟
البكاء أثناء أو بعد ممارسة الجنس أمر طبيعي تماماً
هل زيت الزيتون آمن عند استخدامه كأحد مواد التزييت ( التشحيم ) الجنسي ؟