يؤكد الباحثون المزيد و المزيد من الأدلة التي تشير إلى الفوائد العديدة للتفاؤل و التفكير الإيجابي على صحة الجسم و العقل على حدٍ سواء.
فبالتأكيد قد سمعت شخصاً ما يقول لك أن "تنظر إلى الجانب المشرق من المسألة" أو "أن تنظر إلى النصف الممتلئ من الكأس"، فإن أولئك ممن يشيرون إلى هذه التعليقات، من المحتمل، أن يكونوا من الذين يعتمدون التفكير الإيجابي.
و تشير هذه النتائج إلى أن الأشخاص الذين يفكرون بشكلٍ إيجابي ليسوا أكثر صحة و أقل توتراً فحسب ، بل لديهم أيضاً رفاهية عامة أكبر.
و وفقاً لباحثة السيكيلوجيا الإيجابية positive psychology researcher سوزان سيجرستروم Suzanne Segerstrom ، "فإن النكسات متأصلة - تقريباً- في كل نشاط بشري ذو قيمة ، و تظهر عدد من الدراسات أن المتفائلين بشكل عام يتمتعون بصحة نفسية و فيزيولوجية جيدة".
فوائد التفكير الايجابي
حتى إذا كان التفكير الإيجابي لا يأتي إليك بشكل طبيعي ، فهناك الكثير من الأسباب الرائعة للبدء في تنمية الأفكار الإيجابية و تقليل الحديث السلبي عن الذات.
تخفيف التوتر
عند مواجهة المواقف العصيبة ، يتعامل المفكرون الإيجابيون بشكل أكثر فعالية بالمقارنة مع المتشائمين.
في إحدى الدراسات ، وجد الباحثون أنه عندما يواجه المتفائلون خيبة أمل (مثل عدم الحصول على وظيفة أو عدم الوصول إلى الترقية المرغوبة) ، من المرجح أن يركزوا على الأشياء التي يمكنهم القيام بها لحل الموقف.
فبدلاً من التركيز على إحباطاتهم أو أشياء لا يمكنهم تغييرها ، سيضعون خطة عمل و يطلبون من الآخرين المساعدة و المشورة.
و من ناحية أخرى ، يفترض المتشائمون ببساطة أن الوضع خارج عن سيطرتهم، و أنه لا يوجد ما يمكنهم فعله لتغييره.
مقالات ذات صلة :
زيادة المناعة
وجد الباحثون أن العقل يمكن أن يكون له تأثير قوي -و بشكل كبير- على صحة الجسم.
و المناعة هي أحد المجالات حيث يمكن أن يكون لأفكارك و مواقفك تأثير قوي بشكل خاص.
ففي إحدى الدراسات ، وجد الباحثون أن التنشيط في مناطق الدماغ المرتبطة بالمشاعر السلبية أدى إلى ضعف الاستجابة المناعية للقاح الأنفلونزا.
و وجد الباحثان سيجرستروم Segerstrom و سيفتون Sephton أن الأشخاص الذين كانوا متفائلين بشأن جزء محدد و مهم من حياتهم ، مثل مدى جودة أدائهم في المدرسة ، أظهروا استجابة مناعية أقوى من أولئك الذين لديهم نظرة أكثر سلبية للموقف.
تحسين العافية العامة
لا يمكن للتفكير الإيجابي أن يؤثر فقط على قدرتك على التعامل مع التوتر و المناعة ، بل يؤثر أيضاً على الصحة العامة.
و تشير الأبحاث إلى عدد من الفوائد الصحية المرتبطة بالتفاؤل و التفكير الإيجابي، بما في ذلك انخفاض خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية ، وانخفاض الاكتئاب ، و زيادة العمر الافتراضي lifespan.
و في حين أن الباحثين ليسوا واضحين تماماً حول سبب فائدة التفكير الإيجابي للصحة ، يقترح البعض أن الأشخاص الإيجابيين قد يقودون أنماط حياة أكثر صحة. فمن خلال التعامل بشكل أفضل مع التوتر و تجنب السلوكيات غير الصحية ، فإنهم قادرون على تحسين صحتهم و رفاههم.
مرونة أفضل
تشير المرونة إلى قدرتنا على التعامل مع المشاكل بخيارات متعددة.
إن الأشخاص المرنين قادرون على مواجهة أزمة أو صدمة بقوة و عزيمة. فبدلاً من الانهيار في وجه هذا الضغوط و التوتر ، لديهم القدرة على الاستمرار في الشدائد و التغلب عليها في نهاية المطاف.
و قد لا يكون من المفاجئ معرفة أن التفكير الإيجابي يمكن أن يلعب دوراً رئيسياً في المرونة. فعند التعامل مع التحدي ، ينظر المتفائلون عادةً إلى ما يمكنهم فعله لإصلاح المشكلة.
و بدلاً من أن يفقدوا الأمل ، يحشدون طاقاتهم و مواردهم، و في نفس الوقت هم على استعداد لطلب المساعدة من الآخرين.
و قد وجد الباحثون أيضاً أنه في أعقاب أزمة محددة، مثل هجوم إرهابي أو كارثة طبيعية ، تشجع الأفكار و المشاعر الإيجابية على الازدهار، و توفر نوعاً من الحماية ضد الاكتئاب بين الأشخاص المرنين .
و لحسن الحظ ، يعتقد الخبراء أيضاً بأنه يمكن تنمية المرونة لدى الشخص.
و من خلال رعاية المشاعر الإيجابية ، حتى في مواجهة الأحداث الرهيبة ، يمكن للناس أن يجنوا مكافآت قصيرة و طويلة المدى ، بما في ذلك إدارة مستويات التوتر ، و تقليل الاكتئاب ، و بناء مهارات التكيف التي سوف تخدمهم بشكل جيد في المستقبل.
و أخيراً...
قبل ارتداء هذه النظارات الوردية ، من المهم أن نلاحظ أن التفكير الإيجابي لا يتعلق باتباع نهج "بوليانا" في الحياة (اتباع نهج تفاؤل و ابتهاج).
و في الواقع ، وجد الباحثون أنه في بعض الحالات ، قد لا يساعدك التفاؤل بشكل جيد. على سبيل المثال ، قد يبالغ الأشخاص المفرطون في التفاؤل في قدراتهم و يتحملوا أكثر مما يمكنهم تحمله ، مما يؤدي في النهاية إلى مزيد من التوتر والقلق .
و بدلاً من تجاهل الواقع لصالح الجانب المشرق ، يقترح علماء النفس أن التفكير الإيجابي يركز على أشياء مثل:
- الإيمان بقدراتك
- ونهج إيجابي للتحديات
- ومحاولة الاستفادة القصوى من المواقف السيئة، نعم بالتأكيد ستحدث أشياء سيئة.
و في بعض الأحيان ستصاب بخيبة أمل أو جروح من تصرفات الآخرين. و بالطبع فإن هذا لا يعني أن العالم موجود ليتحداك، أو أن جميع الناس سوف يخذلوك.
و بدلاً من ذلك ، سينظر المفكرون الإيجابيون إلى الموقف بواقعية ، و سيبحثون عن طرق يمكنهم من خلالها تحسين الوضع ، و يحاولون التعلم من تجاربهم.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
التفكير الإيجابي : كيف يمكن لـ التفكير الإيجابي أن يؤثر على مستويات التوتر لديك ؟