عندما نتحدث عن آلام البطن أو المعدة فإننا نشير إلى الشعور بعدم الراحة في المساحة الواقعة بين منطقتي الصدر و الحوض.
و عادةً ما تكون معظم حالات آلام البطن خفيفة، و تؤدي إليها مجموعة متنوعة من الأسباب الشائعة، مثل عسر الهضم أو إجهاد العضلات.
و غالبًا ما تختفي الأعراض بسرعة من تلقاء نفسها أو بالعلاج البسيط.
و يمكن أن يكون ألم البطن، و خصوصاً عندما يكون مصحوباً بالأعراض الشديدة أو المزمنة، علامةً على حالات طبية أكثر خطورة، بما في ذلك السرطان أو فشل الأعضاء.
و للعلم يتطلب ألم البطن المفاجئ و الشديد، أو ذلك الألم الذي يستمر طويلاً، علاجاً طبياً فورياً.
ما هي آلام البطن؟
تعتبر مشاكل الجهاز الهضمي السبب الأكثر شيوعاً لآلام البطن. إذ يمكن أن تسبب الاضطرابات التي تصيب أي عضو، أو جزء من البطن ألماً ينتشر في جميع أنحاء المنطقة الهضمية بكاملها.
و يخلط الكثير من الأشخاص بين آلام البطن و آلام المعدة و يشير الناس إليهما على أنهما الشيء ذاته.
غير أن منطقة البطن تحتوي على العديد من الأعضاء الحيوية و العضلات و الأوعية الدموية و الأنسجة الضامة، و التي تشمل كلاً من:
- المعدة
- الكلى
- الكبد
- الأمعاء الدقيقة والغليظة
- الزائدة الدودية
- البنكرياس
- المرارة
- الطحال
و يمر كلٌ من الشريان الرئيسي للقلب (الشريان الأورطي أو الأبهر) و وريد آخر للقلب (الوريد الأجوف السفلي) عبر البطن أيضاً. كما أن البطن يعد مكاناًللعضلات الرئيسية، و هي المجموعات الأربع لعضلات البطن التي تمد البدن بالثبات و الاستقرار، كما تحافظ على وجود الأعضاء في أماكنها الصحيحة و توفر لها الحماية.
و قد تكون لآلام البطن أسباب عديدة، نظراً لوجود الكثير من المناطق التي يمكن أن تتأثر.
الأسباب و الأعراض الشائعة
1. التهاب المعدة و الأمعاء (إنفلونزا المعدة)
في هذه الحالة غالباً ما يكون ألم البطن مصحوباً بالغثيان، و القيء، و البراز الرخو المليء بالسوائل و الذي يحدث في وقت أقرب كثيراً، و بشكلٍ أكثر تكراراً من المعتاد بعد تناول الطعام.
و غالباً ما تكون البكتيريا أو الفيروسات السبب وراء معظم هذه الحالات، و عادة ما تختفي الأعراض في غضون أيام قليلة. غير أن الأعراض التي تستمر لمدة تزيد عن يومين قد تكون علامة على مشاكل صحية أكثر خطورة، كالعدوى أو الأمراض الالتهابية، مثل مرض التهاب الأمعاء.
تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
الغثيان
القيء
الحمى
تقلصات البطن
الانتفاخ
الغازات
2. الغازات
تنشأ الغازات عندما تقوم البكتيريا الموجودة في الأمعاء الدقيقة بتفكيك الأطعمة التي يجدها الجسم غير محتملة.
و يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الغازات في الأمعاء ألماً حاداً. بالإضافة إلى الشعور بالضيق في البطن والانتفاخ أو التجشؤ.
3. متلازمة القولون العصبي (IBS)
لأسباب غير معروفة، فإن أولئك الذين يعانون من القولون العصبي يكونون أقل قدرة على هضم بعض الأطعمة، أو أنواع معينة من الأطعمة.
و يعد ألم البطن العرض الأساسي للعديد من الأشخاص المصابين بالقولون العصبي، وغالبًا ما يهدأ الألم بعد حركة الأمعاء. و تشمل الأعراض الشائعة الأخرى: الغازات و الغثيان و التقلصات و الانتفاخ.
4. ارتجاع الحمض
في بعض الأحيان تعود أحماض المعدة إلى أعلى الحلق. و غالباً ما يتسبب هذا الارتجاع في الإحساس بالحرقة و الألم.
يتسبب ارتجاع الحمض أيضاً في ظهور أعراض في منطقة البطن، مثل الانتفاخ أو التقلصات.
5. التقيؤ
غالباً ما ينتج عن القيء آلام في منطقة البطن حيث تنتقل أحماض المعدة إلى الوراء عبر الجهاز الهضمي، و تتسبب في تهيج الأنسجة على طول الطريق. و قد يؤدي القيء كذلك إلى التهاب عضلات البطن. و يحدث القيء نتيجة لعدة عوامل، بدءاً من انسداد الأمعاء إلى التسمم بالكحول.
6. التهاب المعدة
عندما تلتهب بطانة المعدة أو تتورم، قد ينتج عنها الشعور بالألم. و يعتبر كلٌ من الغثيان و القيء و الغازات و الانتفاخ من الأعراض الشائعة الأخرى لالتهاب المعدة.
7. عدم تحمل الجسم للطعام
حينما يكون الجسم غيرُ قادرٍ على هضم المواد الغذائية، فإن البكتيريا الموجودة في الأمعاء و المعدة تتولى تفكيك هذه المواد، و تنطلق نتيجة لهذه العملية كمية من الغازات. و عند وجود كميات كبيرة من المواد غير المهضومة، يُنتج الكثير من الغاز بدوره، مما يسبب الضغط والألم. و تشمل الأعراض الأخرى لهذه الحالة الغثيان و القيء و الانتفاخ و الإسهال و آلام البطن.
يعاني الشخص المصاب بعدم تحمل الطعام من فرط الحساسية تجاه بعض الأطعمة.
8. الإمساك
عندما تتجمع الكثير من الفضلات في الأمعاء، يزيد الضغط على القولون، مما قد يسبب الشعور بالألم.
و يمكن أن يحدث ذلك لأسباب عديدة، بما في ذلك:
قلة الألياف أو السوائل في النظام الغذائي.
استخدام بعض الأدوية.
انخفاض مستويات النشاط البدني.
و ربما يكون الإمساك أيضاً علامة على اضطراب عصبي أو انسداد في الأمعاء. و إذا استمر الإمساك، و شعر الشخص بعدم الراحة، فينبغي عليه زيارة الطبيب.
مواضيع ذات صلة :
9. مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)
تعد هذه الحالة من الحالات الطبية طويلة الأمد و التي تتضمن ارتجاع مستمر للأحماض إلى المريء. و يمكن أن ينتج عنها آلام في البطن و حرقة المعدة و الغثيان. و بمرور الوقت، قد تنتج بعض المضاعفات، مثل التهاب المريء. و هي حالة طبية شائعة لدى كثير من الناس، غير أن علاجها متاح دائماً.
10. التقرحات الهضمية أو المعدية
تميل التقرحات أو الجروح التي لا تلتئم إلى التسبب في آلام بطنية شديدة و مستمرة. و قد تؤدي كذلك إلى الانتفاخ و عسر الهضم و فقدان الوزن.
و تعد أكثر أسباب هذه التقرحات شيوعاً هي جرثومة المعدة (H. pylori)، بالإضافة إلى الإفراط في الاستخدام أو الاستخدام المستمر للأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDS).
11. داء كرون
يتسبب داء كرون في التهاب بطانة الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى الشعور بالألم والغازات والإسهال والغثيان والقيء والانتفاخ. و نظراً لطبيعة هذا الداء المزمنة، فقد ينتج عنه سوء التغذية، مما يتسبب في فقدان الوزن والإرهاق.
و قد تتطور هذه الحالة إلى مرض خطير، غير أن المريض لا يشعر بالأعراض طوال الوقت، حيث تكون هناك أوقاتٌ من الراحة. و توجد أدوية لمساعدة الأشخاص على التحكم في الأعراض.
12. الداء البطني (Celiac disease)
يحدث الداء البطني لدى الأشخاص المصابين بحساسية من الغلوتين، و هو بروتين موجود في العديد من الحبوب، مثل القمح و الشعير. إذ يسبب هذا المرض التهاباً في الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى الشعور بالألم. و يعد كلٌ من الإسهال و الانتفاخ من الأعراض الشائعة كذلك.
و بمرور الوقت، ربما يُصاب المريض بسوء التغذية، مما يؤدي إلى فقدان الوزن والإرهاق. و ينبغي على الأشخاص المصابين بهذا الداء تجنب الغلوتين.
13. شد أو إجهاد العضلات
نظراً لأن العديد من الأنشطة اليومية تتطلب استخدام عضلات البطن، فمن الشائع حدوث الإصابة أو الإجهاد.
و كما هو شائع فإن الكثير من الناس يركزون أيضاً بشكل كبير على تمارين البطن، مما يزيد من خطر الضرر. و قد يؤدي القيام بتمارين الجلوس أكثر من المعتاد، على سبيل المثال، إلى نشوء ألم عضلي في منطقة البطن.
14. تقلصات الدورة الشهرية أو انتباذ بطانة الرحم
يمكن أن يسبب الحيض التهاب و ألم في البطن. و قد تنشأ أعراض مثل الانتفاخ و الغازات و التقلصات و الإمساك أثناء الحيض، مما يسبب عدم الشعور بالراحة في منطقة البطن.
فقد تعاني النساء المصابات بانتباذ بطانة الرحم من التهابات مزمنة أو آلام أكثر حدة. و انتباذ بطانة الرحم هي حالة ينشأ فيها النسيج الذي ينمو بشكل طبيعي في الرحم في أجزاء أخرى من الجسم، عادةً في منطقة الحوض ولكن في بعض الأحيان في مكان آخر.
15. التهابات المسالك البولية و المثانة
غالباً ما تحدث عدوى المسالك البولية بسبب البكتيريا، و خاصة الأنواع الإشريكية القولونية (E.coli)، التي تستعمر مجرى البول والمثانة، مما يسبب التهاب المثانة.
و تشمل الأعراض المصاحبة لهذه الالتهابات الشعور بالألم و الضغط و الانتفاخ في منطقة أسفل البطن. و كذلك الشعور بالألم أثناء التبول، و البول العكر ذو الرائحة القوية.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الأسباب الشائعة لآلام البطن بعد الولادة