يعتقد بعض الناس أن وضع البصل النيء داخل جورب والنوم معه طوال الليل يمكنه أن يعالج البرد أو الأنفلونزا. ولكن هل هناك أي دليل علمي يشير إلى أن هذا العلاج ناجح ؟
يرجع الادعاء بأن البصل النيء يمكن أن يعالج الأنفلونزا إلى نظرية تعود إلى القرن السادس عشر ، و ذلك وفقاً للرابطة الوطنية للبصل National Onion Association (جمعية أمريكية). و في السنوات الأخيرة ، ادعت العديد من المقالات عبر الإنترنت أن هذا العلاج الشعبي فعال.
و في مقالنا هذا نستكشف أصول علاج جورب البصل المنزلي وما إذا كان هناك أي دليل يدعم فعاليته. كما يتناول المقال أيضاً الفوائد الصحية للبصل والعلاجات الأخرى المتاحة للبرد والإنفلونزا.
حقائق سريعة عن جورب البصل لعلاج أعراض البرد والإنفلونزا:
- يعود العلاج إلى وقت الطاعون عندما اعتقد الناس أن المرض ينتشر عبر "الهواء الضار noxious air ".
- كما أنه مرتبط بالممارسة الطبية الصينية لعلم المنعكسات practice of reflexology (و هو عبارة عن نظام تدليك يستخدم لتخفيف التوتر وعلاج المرض ، بناءً على نظرية أن هناك نقاط انعكاسية على القدمين واليدين والرأس مرتبطة بكل جزء من الجسم)
- لا يوجد دليل علمي لدعم الادعاء.
ما هي أصول العلاج؟
تطورت فكرة "الهواء الضار" قبل أن يفهم العلماء نظرية جرثومة المرض. و اليوم ، لم يعد دور الجراثيم في المرض يمثل مجرد مفاهيم نظرية بل تدعمه الأدلة العلمية.
واللافت في الأمر أنه وقبل أن يحدد العلماء أن الجراثيم هي المسؤولة عن المرض ، اعتقد الناس أن البصل النيء يمكن أن ينقي الهواء في الغرفة. حيث اعتقد الناس أن البصل يمكنه تطهير الدم عند وضعه على جلد القدم وحفظه في جورب . كما ادعى الناس أن عملية التطهير هذه يمكن أن تعالج نزلات البرد أو الأنفلونزا.
تدعي المقالات الحديثة التي تدعم هذا الفولكلور أن المركبات الكبريتية sulfuric compounds العطرية في البصل هي التي تعطيه خصائصه العلاجية.
وبطريقة مشابهة لما يحصل في علم المنعكسات reflexology ، فإن هذه الممارسة القديمة تركزعلى نقاط محددة في القدم بناءً على الاعتقاد بأن كل نقطة تؤثر على صحة عضو داخلي مختلف .
ماذا يقول العلم حول جوارب البصل :
تشير مراجعة أجريت في عام 2002 حول الفوائد الصحية للبصل إلى أنه غني بالفعل بالمركبات الكبريتية. ومع ذلك ، فهذا هو أقصى ما تستطيع أن تقدمه الأدلة لدعم جورب البصل المنزلي كعلاج .
ومع ذلك ، لم تكن هناك أي دراسات علمية نظرت في هذا الخصوص على وجه التحديد. فمعظم المقالات على الإنترنت التي توصي بجورب بالبصل كعلاج لنزلات البرد والأنفلونزا لا تذكر أي دليل علمي.
إن أي ادعاءات للفعالية لا تستند إلا إلى الحكايات، دون أي دعم من البحث العلمي الموثوق .
ومن الجدير بالذكر أيضاً أن هناك القليل من الأدلة لدعم المعالجة الانعكاسية كعلاج فعال للمرض. حيث خلصت مراجعة 2011 هذه إلى أن الأدلة السريرية فشلت في إثبات أن العلاج الانعكاسي هو علاج فعال لأي حالة طبية.
كذلك فإن العلاج بالروائح هو أيضاً ممارسة قائمة على أدلة متزايدة حيث يساعد تحفيز مستقبلات الرائحة على الشفاء .
الفوائد الصحية للبصل :
على الرغم من أن البصل النيء لم يثبت أنه يعالج البرد عند وضعه على باطن القدمين ، إلا أن البصل يمتلك بالفعل بعض الفوائد الصحية عند تناوله. و هو غذاء منخفض السعرات الحرارية و يمتلك معدلات مرتفعة من الألياف و المغذيات كما أنه يحتوي على فيتامين سي. و يمكن أن يؤدي تناول البصل إلى :
- تقليل خطر الإصابة بالسرطان: تناقش مراجعة 2015 هذه العلاقة بين تناول عائلة خضراوات الآليوم Allium (التي تشمل البصل) وتقليل خطر الإصابة بالسرطان.
- دعم صحة البشرة والشعر: يحتوي البصل على نسبة عالية من فيتامين سي ، والذي يدعم إنتاج الكولاجين اللازم للبشرة والشعر الصحيين.
- تقليل الاكتئاب: يحتوي البصل على فيتامين B9 (حمض الفوليك folate ) ، والذي قد يساعد في دعم الصحة العقلية ويقلل من خطر الاكتئاب.
علاج البرد والانفلونزا :
قد يجد أولئك الذين يفكرون في استخدام جورب البصل المنزلي لعلاج نزلات البرد أو الأنفلونزا أن أحد العلاجات المنزلية التالية أكثر فائدة منه :
- شرب الشاي بالعسل والليمون: يمكن أن يخفف هذا المشروب من التهاب الحلق وقد وجد الباحثون أن العسل مثبط فعال للسعال.
- شرب الماء الساخن بالزنجبيل الطازج: يمكن أن يقلل ذلك من الشعور بالغثيان المرتبط بالإنفلونزا.
- الغرغرة بالماء المالح: وجدت هذه الدراسة أن الغرغرة قد تساعد في منع التهابات الجهاز التنفسي العلوي.
- تناول الباراسيتامول paracetamol دون وصفة طبية: يمكن أن يقلل من الحمى والأوجاع والآلام المرتبطة بالبرد والإنفلونزا.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
البصل و الصحة: ماذا تعرف عن الفوائد الصحية للبصل؟