يعتقد بعض العلماء أن الربو asthma و نقص الفيتامينات مرتبطان بشكل متكامل. لقد نظر الباحثون في الدور الذي تلعبه بعض الفيتامينات - مثل فيتامين د Vitamin D و فيتامين سي Vitamin C و فيتامين إي Vitamin E - في حدوث المرض وشدته. في حين أنه من الواضح أن النظام الغذائي يؤثر على حدوث و انتشار الربو ، إلا أن الأمر الأقل وضوحاً هو ما إذا كانت مكملات الفيتامينات يمكن أن تمنع الربو أو تحسن أعراضه.
معدلات الربو و نقص الفيتامينات
تستند الفرضية إلى حد كبير على معدلات أعلى من الربو في الدول الغربية حيث أدت النظم الغذائية الغنية بالسكر المكرر والدهون والأطعمة المصنعة إلى نقص كبير في بعض الفيتامينات ، بما في ذلك فيتامين د و فيتامين ب المركب.
و بالمقارنة ، فإن معدل الربو في الأجزاء غير الصناعية من العالم التي تعتمد على الأطعمة الحقيقية ، بما في ذلك الفواكه و الخضروات والحبوب الكاملة ، تكون أقل بشكل عام . على الرغم من أن نقص التغذية شائع في البلدان النامية ، إلا أن هذا النقص مدفوع أكثر بسوء التغذية من العادات الغذائية للسكان.
فيتامين د
فيتامين د هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، يوجد في منتجات الألبان والمنتجات الغذائية الأخرى، وهو ضروري لصحة العظام. كما أنه يساعد على تقوية الاستجابة المناعية التكيفية ، حيث أن جزء من الجهاز المناعي يهدف إلى تحديد الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض ، و بعضها - مثل فيروسات الجهاز التنفسي - تؤدي إلى نوبات الربو
و قد اقترحت العديد من الدراسات وجود علاقة بين فيتامين د و الربو.
و خلصت مراجعة عام 2017 للدراسات المنشورة في مجلة Cureus إلى أن جرعة 500 وحدة دولية يومياً من فيتامين د ، قد تقلل من شدة و تواتر نوبات الربو عند الأطفال. و للعلم فإن القيام بذلك لا يؤثر بالضرورة على الربو، و لكنه يقلل من خطر التهابات الجهاز التنفسي الشائعة التي تسبب نوبات حادة
و كذلك فقد اقترحت دراسات أخرى أن فيتامين د قد يمنع من تطور الربو لدى الأطفال ، على الرغم من أن الأدلة التي تدعم هذه الادعاءات ضعيفة و ظرفية بشكل عام.
و من المرجح أن نقص فيتامين د هو مؤشر على نقص غذائي أكبر من شأنه أن يؤثر دائماً على الاستجابة المناعية للجسم ، وبالتالي ، تعرضه لنوبات الربو.
فيتامين سي Vitamin C
فيتامين سي (أو فيتامين ج) هو فيتامين قابل للذوبان في الماء، يوجد في العديد من الفواكه والخضروات ، وخاصة الحمضيات. و يوصف بأنه المدافع ضد نزلات البرد والجذور الحرة التي تسبب أذى طويل الأمد لخلايا الجسم.
يحتوي فيتامين سي على خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة، و التي قد تفيد الأشخاص الذين يعانون من الربو.
و قد تم اقتراح أن فيتامين C يمكن أن يقلل من الإجهاد التأكسدي، الذي يتم وضعه على أنسجة مجرى الهواء ، و الذي بدوره قد يقلل من فرط الحساسية لمحفزات الربو الشائعة.
و كذلك قد يقلل فيتامين سي أيضاً من الالتهاب و فرط الحساسية بنفس الطريقة التي يتم بها استنشاق المنشطات المستخدمة في علاج الربو.
و مع ذلك -حتى الآن- فإن الأدلة التي تدعم هذه الادعاءات ضعيفة. في حين أظهرت الدراسات أن فيتامين سي يمكن أن يقلل من تضيق الشعب الهوائية (تضييق المسالك الهوائية) بعد المجهود الشديد - مما يشير إلى أنه قد يفيد الأشخاص الذين يعانون من الربو الناجم عن التمرينات الرياضية – و لا يوجد دليل يذكر على أنه يمكن أن يمنع أو يعالج الربو لدى السكان الأكبر .
و على الرغم من ذلك فإن هناك أدلة على أن مكمل فيتامين سي اليومي قد يقلل من خطر التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بنوبات الربو.
فيتامين إي Vitamin E
فيتامين إي هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون يوجد في المكسرات والبذور والزيوت والخضروات ذات الأوراق الخضراء. و يأخذ العديد من الناس مكملات فيتامين E كإجراء وقائي لتقليل خطر مجموعة واسعة من الاضطرابات ، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان و مرض باركنسون .
و مثله مثل فيتامين سي، يحتوي فيتامين إي على تأثيرات مضادة للالتهابات و مضادات الأكسدة التي قد تفيد الأشخاص الذين يعانون من الربو. تستند معظم الأدلة إلى دراسات تظهر ارتباطاً مباشراً بين نقص فيتامين E و شدة الربو.
أشارت مراجعة عام 2013 في المجلة الأمريكية لطب الرعاية التنفسية و الحرجة إلى أن استخدام حليب الأطفال المدعم بفيتامين E قد يقلل من الإصابة بالربو في مرحلة الطفولة ، بينما يشير أيضاً إلى أن نقص فيتامين E لدى الأمهات قد يزيد من خطر الإصابة بالربو في الطفل حتى سن الخامسة.
و على الرغم من هذه النتائج ، فقد اعترف المؤلفون بأن دراسات فيتامين E في مجال الربو غير متناسقة، و أن المكملات بشكل عام لها تأثير ضئيل على وظائف و سعة الرئة ، و أعراض الربو ، أو تكرار استخدام موسع القصبات.
هل يتوجب عليك أخذ المكمِّل؟
يحصل معظم الأمريكيين على فيتامين د من خلال الأطعمة و المكملات المدعمة ، لأن الوجبات الغربية النموذجية لا تحتوي على ما يكفي لتلبية الاحتياجات الغذائية. و بالتالي سيحصل معظم الأشخاص الذين يتناولون نظاماً غذائياً صحياً على ما يكفي من فيتامين سي ،و فيتامين إي بدون مكملات.
و يمكن للطبيب فقط أن يحدد ، من خلال اختبارات الدم ، ما إذا كنت تعاني من نقص في هذه الفيتامينات أو غيرها.
في حين أن نقص الفيتامينات بشكل عام يلاحظ بشكل عام لدى الأشخاص المصابين بالربو ، فمن غير المناسب اعتبارها "سبب" الربو.
في كثير من الأحيان ، يكون نقص الفيتامينات علامة على سوء الصحة و التغذية، و التي يمكن أن تؤثر دائماً على قابلية الشخص للإصابة بالعدوى و الحساسية و المحفزات الشائعة الأخرى للربو.
و فيما يتعلق بفيتامين D و C و E على وجه التحديد ، خلص تحليل عام 2017 في مراجعة الخبراء لطب الجهاز التنفسي إلى أنه:
"لا توجد أدلة كافية لدعم فائدة فيتامين C أو E أو D ... لتقليل نوبات الربو."
و تبدو فوائد المكمل (بالنسبة للفيتامينات المذمورة) للربو ، من منظور أوسع ، ضعيفة ، و لكن هذا لا يعني أنها غير موجودة.
و بالتأكيد ، فإنه أي فيتامين يمكن أن يقلل من خطر التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية -بما في ذلك نزلات البرد- سيقلل من احتمالية حدوث هجمات الفيروسات. و هذا ليس بالأمر الهين بالنظر إلى أن 44 ٪ من جميع نوبات الربو يعتقد أنها مرتبطة بعدوى تنفسية فيروسية.
تحذيرات الجرعات
لا توجد إرشادات محددة بشأن فيتامين، أو جرعة ضرورية لحماية الأشخاص المصابين بالربو. و لكن إذا قررت التعامل مع المكملات، فاعلم:
إن تناول الكثير من بعض المكملات الغذائية يمكن أن يشكل مخاطر صحية معينة.
فتناول جرعات مفرطة من فيتامين د في محاولة لعلاج الربو غير مستحسن. إذ أن ذلك من المرجح أن يسبب سمية فيتامين د ، التي تتميز بالغثيان و القيء والإمساك والعطش المفرط والتبول وتطور حصوات الكلى.
و كذلك يجب تجنب الإفراط في استخدام فيتامين سي لأنه يمكن أن يؤدي إلى الغثيان والإسهال وحصوات الكلى ، خاصة عند الجرعات التي تزيد عن 2000 ملليغرام (ملغ) في اليوم .
و على الرغم من أن مكملات فيتامين E تعتبر آمنة بشكل عام ، , و لكن إذا تم الإفراط في استخدامها ، فقد تسبب نزيفاً مفرطاً، و تسبب التعب والغثيان واضطراب الرؤية والخلل الوظيفي الجنسي ، خاصة عند الجرعات التي تزيد عن 1000 وحدة دولية في اليوم .18
التوصيات الغذائية
توصي معظم السلطات الصحية ، بما في ذلك المعاهد الوطنية (الأمريكية) للصحة (NIH) ، بتلبية متطلباتك اليومية منالأطعمة ، و إذا لزم الأمر ، مع المكملات الغذائية .
و لا يجب استخدام المكملات الغذائية كبديل لنظام غذائي سليم و متوازن.
و تشمل الأطعمة الغنية بفيتامين د Vitamin D ما يلي:
- سمك السالمون
- سمك الأسقمري البحري
- الفطر
- الحليب
- الزبادي
- الجبنة
و من أغنى مصادر الغذاء لفيتامين سي Vitamin C:
- الفليفلة الخضراء (على شكل جرس)
- البروكلي
- الخضار ذات الأوراق الخضراء
- الليمون
- البرتقال
- الفراولة
- الطماطم
و من بين أفضل المصادر الغذائية لفيتامين إي Vitamin E ما يلي:
- الأفوكادو
- اللوز والمكسرات الأخرى
- البروكلي
- السمك
- زيت الزيتون
- المحار و الجمبري
- السبانخ
- القرع
- بذور عباد الشمس و البذور أخرى
تم إدراج هذا المقال، بناءً على طلب من صديقة الموقع سماح صبري Samah Sebri من تونس.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الربو و نظامك الغذائي: الأغذية التي تفيد أو تضر