من المرجح أن يواجه الأطفال الذين يلومون أنفسهم بسبب حزن أمهاتهم الاكتئاب والقلق
"حتى لو لم تقل أمي ذلك ، إلا أنني أعلم أنني السبب وراء حزنها ".
وجدت دراسة جديدة بقيادة الجامعة الميثودية الجنوبية SMU أن الأطفال الذين يعتقدون بمثل هذه التعليقات - مفترضين أنهم الملامين بسبب حزن أمهاتهم أو اكتئابهم - هم أنفسهم أكثر عرضة لمواجهة الاكتئاب Depression و القلق Anxiety.
تقول عالمة نفس الأسرة من الجامعة الميثودية الجنوبية SMU والمؤلفة الرئيسية كريستينا كوروس Chrystyna Kouros :
" إنه وعلى الرغم من أن الأمهات اللواتي لديهن مستويات أعلى من أعراض الاكتئاب يواجهن خطراً متزايداً من أن أطفالهن سيعانون أيضاً من أعراض الاكتئاب و القلق ، فقد أظهرت دراستنا أن هذا ليس هو الحال بالنسبة لجميع الأطفال".
و تتابع قولها : "و بدلاً من ذلك ، فقد كان هؤلاء الأطفال الذين شعروا بأنهم مسؤولون عن حزن أمهاتهم أو اكتئابهم ...هم الذين لديهم مستويات أعلى من الأعراض الداخلية."
و قالت كوروس Kouros على ضوء هذه النتائج ،أنه من الأهمية بمكان أن يولي الآباء و الآخرون الذين يتفاعلون بانتظام مع الأطفال اهتماماً وثيقاً بأنواع التعليقات التي يبديها الأطفال حول أعراض أمهاتهم، و التدخل إذا اعتقد الأطفال بشكل خاطئ أن الخطأ خطأهم في أن أمهم مكتئبة .
و قالت كوروس Kouros ، أستاذة علم النفس المساعد في جامعة SMU ، أن الأطفال الذين يتحملون هذا اللوم يمكنهم الاستفادة من العلاجات و التدخلات التي تستهدف الأفكار السلبية.
و للعلم فقد ساهم أيضاً في الدراسة ، و التي كانت قد نشرت في مجلة علم نفس الأسرة Journal of Family Psychology ، كل من شاريل إي وي Sharyl E. Wee وتشيلسي كارسون Chelsea N. Carson ، وهما من طلاب الدراسات العليا في SMU ، ونعومي إيكاس Naomi Ekas ، أستاذة علم النفس المساعدة في جامعة تكساس المسيحية Texas Christian University .
تفاصيل الدراسة
استندت الدراسة إلى استطلاعات الرأي التي أجرتها ما يقرب من 129 من الأمهات و أطفالهن ، و الذين تم تجنيدهم من مجتمع دالاس فورت وورث Dallas-Fort Worth community من خلال المدارس والنشرات والإعلانات عبر الإنترنت. و قد كان عمر الأطفال المدرجين في الدراسة في المتوسط يبلغ حوالي الـ 13 عاماً.
و طُلب من الأمهات الموافقة أو عدم الموافقة على 20 عبارة مثل "لم أستطع التخلص من الكآبة" و "فقدت الاهتمام بأنشطتي المعتادة" وذلك لتقييم ما إذا كانت لديهن أعراض اكتئاب ، حتى لو لم يتم تشخيصهن بالفعل بالاكتئاب.
و تم العثورعلى ما يقرب من 12% من النساء الذين شملهن الاستطلاع ممن يعانين من مستويات سريرية محتملة من أعراض الاكتئاب.
كما طُلب من الأمهات تقييم ما إذا كن يشعرن بأن أطفالهن لديهم أعراض الاكتئاب والقلق.
و في غضون ذلك ، طُلب من الأطفال إكمال ما مجموعه أربعة استبيانات لمعرفة ما إذا كانوا يتعاملون مع أي قلق أو اكتئاب وما إذا كانوا يلومون أنفسهم على أي علامات للاكتئاب في أمهاتهم.
تفسيرات لعلاقة اكتئاب الأمهات بمشاكل أطفالهن النفسية
تقول كوروس أن هناك تفسيرين محتملين للعلاقة بين أعراض الاكتئاب لدى الأمهات وقضايا الصحة العقلية الخاصة بالأطفال:
"إذا كان الأطفال يلومون أنفسهم على أعراض الاكتئاب التي تعاني منها أمهاتهم ، فقد يكونون على الأرجح أكثر احتضاناً لأعراض أمهم أو أكثر اكتئاباً بسبب أعراض أمهاتهم .
ونحن نعلم من مجموعة بحثية واسعة النطاق أن الاجترار من الضغوطات - خاصة تلك التي لا يمكن السيطرة عليها - مرتبط بالاكتئاب والقلق ، و تضيف : " إذا شعر الأطفال أيضاً بأنهم مسؤولون شخصياً عن أعراض أمهاتهم ، فقد يحاولون" تحسينه " و استخدام استراتيجيات تكيف غير فعالة.
وقد يؤدي هذا إلى الشعور بالعجز والفشل وانخفاض تقدير الذات لدى الطفل ، و ذلك لأن الطفل في نهاية المطاف ، كان يسيء فهم سبب أعراض الاكتئاب لدى أمهاتهم ".
و تختتم كوروس قولها بأن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كان الآباء المكتئبون لديهم نفس التأثير على أطفالهم.