امرأة جميلة مع كوب حليب
سرطان الثدي و الحليب : هل هناك رابط بينهما؟

خلصت دراسة حديثة إلى أن النساء اللائي يشربن كميات أكبر من الحليب قد يكون لديهن خطر متزايد للإصابة بـ سرطان الثدي breast cancer من أولئك اللواتي يشربن القليل من الحليب أو لا يشربنه ابداً.

و وفقاً لجمعية السرطان الأمريكية American Cancer Society، ، كان هناك -في عام 2019- حوالي 268,600 حالة جديدة من سرطان الثدي بين النساء في الولايات المتحدة.

و على مر السنين ، كشف العلماء عن عدد من عوامل الخطر المرتبطة بنمط سرطان الثدي.

و تشمل هذه الحالات، تناول الكحول ، و ارتفاع مؤشر كتلة الجسم body mass index-BMI، و انخفاض مستويات النشاط البدني.

و يعتقد العديد من العلماء أنه قد يكون هناك أيضاً عوامل خطر تتعلق بالتغذية ، و لكن كما يوضح مؤلفو دراسة حديثة ، فقد "كانت النتائج غير متسقة مع جميع العوامل الغذائية تقريباً حتى الآن."

فقد تلقت مجموعتان من المواد الغذائية، قدراً كبيراً من الاهتمام، وهما فول الصويا و منتجات الألبان. و قد ثبت أن تأثيرهما على سرطان الثدي يصعب تحديده.


فول الصويا و الحليب

Soybean and milk - فول الصويا و الحليب

تشير بعض الأدلة إلى أن استهلاك الصويا قد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي. و بالمقابل ، خلص علماء آخرون إلى أن تناول الألبان قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

و مع ذلك ، و نظراً لأن الأفراد الذين يستهلكون كميات أكبر من فول الصويا من المحتمل أن يستهلكوا كميات أقل من منتجات الألبان ، و العكس صحيح ، فقد ثبت أن فك تشابك العلاقة يعتبر أمراً صعباً.

و قد بدأ مؤلفو دراسة حديثة  نُشرت في المجلة الدولية لعلم الأوبئة International Journal of Epidemiology في البحث عن روابط بين الحليب و استهلاك الصويا من جهة، و سرطان الثدي من جهة أخرى.

و للتحقيق في ذلك، بحث المؤلفون في مجموعة بيانات فريدة تم إنشاؤها كجزء من دراسة سابقة؛ استخدموا بيانات من 52,795 امرأة تتراوح أعمارهن بين 30 عاماً أو أكبر.

و قد كان 40٪ من هؤلاء المشاركات إما نباتيات (لا يستهلكن اللحوم أو منتجات الألبان أو البيض) أو نباتيات الذين يستهلكون البيض و منتجات الألبان ، و لكن بمستويات بنسبة 60٪ أقل من المستويات الأمريكية المعتادة.

و في بداية الدراسة ، استكمل المشاركون استبيان تردد الطعام الذي جمع معلومات عن الألبان و تناول فول الصويا ، من بين عوامل أخرى.

كما قدمت المشاركات تفاصيل حول تناولهن الكحول ، و مستويات النشاط البدني ، و التاريخ العائلي لسرطان الثدي ، و العرق ، و تاريخ الأمراض النسائية gynecological  و التناسلية.

و للعلم فإن الكثير من المشاركات يستهلكن فول الصويا بشكل أكبر من عامة السكان.

و الأهم من ذلك ، أن 50٪ من المجموعة يستهلكن ما يقرب من نفس كمية الألبان التي يستهلكها متوسط الولايات المتحدة.

و هذا التباين الصارخ بين مستهلكي الصويا و مستهلكي الألبان سمح للمؤلفين "بتقييم الارتباطات المستقلة بين فول الصويا و استهلاك الألبان و معدلات الإصابة بـ سرطان الثدي بوضوح غير عادي".

كذلك فقد تابع العلماء المشاركات لمدة 7.9 سنوات في المتوسط. و خلال هذا الوقت ، كان هناك 1,057 حالة من سرطان الثدي.


سرطان الثدي و الحليب

breast cancer | سرطان الثدي

لقد خلص الباحثون -بشكلٍ عام- إلى أن الصويا لم يكن لها تأثير وقائي ضد سرطان الثدي. و لم تكن هناك علاقة بين خطر الإصابة بـ سرطان الثدي و الصويا.

في حين انه عندما حلل الباحثون تأثير منتجات الألبان ، وجدوا تفاعلاً مهماً. و استنتجوا أنه :

"لقد ارتبطت منتجات الألبان ، و خاصة الحليب ، بزيادة المخاطر ، و كان هناك انخفاض ملحوظ في المخاطر عند استبدال حليب الصويا soy milk بكمية مكافئة تقريباً [...] من حليب الألبان dairy milk."

و يعتقد المؤلفون أن "النتائج السابقة لانخفاض معدل الإصابة بسرطان الثدي بين مستهلكي الصويا المرتفع قد يكون جزئياً، على الأقل بسبب الغياب النسبي لمنتجات الألبان."

و في مقابلة أجريت معه ، أوضح المؤلف الأول للدراسة ، البروفيسور غاري إ. فريزر Gary E. Fraser، ، أن "استهلاك ما يصل إلى ربع 1/4 إلى ثلث 1/3 كوب من حليب الألبان يومياً، قد ارتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 30% ".

و أضاف فريزر أنه من خلال شرب ما يصل إلى كوب واحد (من حليب الألبان) في اليوم ، زادت المخاطر المرتبطة بنسبة 50% . و بالنسبة لأولئك اللواتي يشربن 2 أو 3 أكواب في اليوم ، فقد زاد الخطر بنسبة 70% و 80% على التوالي.


بعض وجهات النظر

بالتأكيد فمن المهم وضع هذه الأرقام في منظورها الصحيح. إذ تصف النسب المئوية أعلاه الزيادات النسبية بدلاً من الزيادات المطلقة.

و في الدراسة الحالية ، أصيبت حوالي واحدة 1 من 50 من المشاركات بسرطان الثدي خلال فترة المتابعة.

و إذا أردنا زيادة هذا الخطر بنسبة 80% ، فإن هذا من شأنه أن يعطينا معدل الإصابة 1.8 في 50.

لذلك ، على الرغم من أن هذه التغييرات مهمة من الناحية الإحصائية ، فإن النظر في الاختلافات المطلقة يجعل حجم التأثير الحقيقي أكثر وضوحاً.

و على الرغم من الحجم الكبير للدراسة ، فهناك بعض القيود.

إذ أنه كما هو الحال مع معظم دراسات التغذية الكبيرة ، فقد كانت هذه الدراسة قائمة على الملاحظة ، مما يجعل من المستحيل تأكيد السبب و النتيجة. بمعنى آخر ، قد تكون هناك عوامل أخرى مرتبطة باستهلاك الحليب، لها تأثير على خطر الإصابة بـ سرطان الثدي ، مثل تناول القهوة أو الشاي.


أيضاً ، فقد تم جمع المعلومات الغذائية فقط في وقت واحد. و قد يغير الناس عاداتهم الغذائية بشكلٍ كبير على مر السنين.

و مع ذلك و بشكلٍ عام، يخلص فريزر إلى أن "حليب الألبان لديه بعض الصفات التغذوية الإيجابية ، و لكن يجب موازنتها مع التأثيرات الأخرى الأقل فائدة.

و يوحي هذا العمل بالحاجة الملحة لمزيد من البحث. "

و نظراً إلى أن سرطان الثدي منتشرٌ نسبياً، و أن الحليب يستهلك على نطاق واسع ، فإنه يعد فهم العلاقة الحقيقية بين الاثنين موضوعاً مهماً يتعين البحث عنه.


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن