من الممكن النظر إلى الجانب المشرق حتى في حالة عدم وجود شخص يقوم بذلك .
من الصعب في بعض الأحيان أن تكون سعيداً عندما تفكر فيما يحدث في العالم.
كما أن الأمر يشكل صعوبة أكبر عندما يشكو الناس من حولك باستمرار من كل تلك الأشياء التي تحدث.
إلا أن هذا لا يعني أنه يجب عليك الانضمام إلى صفوف المتشائمين.
بل إن هذا يعني في الواقع أنه من المهم أكثر من أي وقت مضى النظر إلى الجانب المشرق للأمور قدر الإمكان.
فوائد التفاؤل :
يقدم لك الخيار في أن تكون متفائلاً فوائد مذهلة.
حيث خلصت دراسة من جامعة بيتسبيرغ University of Pittsburgh إلى أن النساء اللائي لديهن نظرة متفائلة لديهن خطر أقل بنسبة 30% في الإصابة بأمراض القلب.
كما ربطت دراسة أجرتها جامعة ميتشيغان A University of Michigan التفاؤل بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك ، وجدت الأبحاث المنشورة في مجلة الجمعية الطبية الكندية Canadian Medical Association Journal أن المتفائلين أقل عرضة للإصابة بالإعاقات عند تقدمهم في العمر وينتهي بهم المطاف إلى العيش لفترة أطول من المتشائمين.
التفاؤل هو مسألة اختيار :
إذا كنت تعتقد أنك ولدت كشخص متشائم بطبيعتك ، و أنه لا يمكنك بأي حال من الأحوال تغيير اتجاه تفكيرك ، فإن كل ما عليك فعله هو أن تقوم بالتفكير مرة أخرى - إذ قامت البحوث المنشورة في مجلة العلاج السلوكي والطب النفسي التجريبي Journal of Behavior Therapy and Experimental Psychiatry بعمل مقارنة بين مجموعتين من الأشخاص لاختبار أنماط تفكيرهم.
و قد أكملت المجموعة الأولى تمريناً مدته حوالي 5 دقائق تضمن التفكير بأفكار إيجابية حول مستقبلهم ، بينما استمرت المجموعة الثانية في حياتها اليومية دون بذل أدنى جهد للتفكير بتفاؤل.
ثم قامت المجموعة الأولى بزيادة تفاؤلها بشكل كبير خلال فترة الأسبوعين ، مع شعور الكثير منهم بالتفاؤل بعد يوم واحد فقط.
و لذلك ، إذا كنت تريد أن تصبح شخصاً أكثر تفاؤلاً - على الرغم من السلبية المحيطة بك - فيمكنك اتخاذ تدابير للتفكير الإيجابي ونشر تلك النظرة المتفائلة إلى من حولك.
قرر أن تكون متفائلاً :
مما لا شك فيه أنك تمتلك الكثير من الخيارات في حياتك. حيث يمكنك قضاء اليوم في التنظيف أو قضاء اليوم في القراءة.
كما يمكنك الخروج لتناول العشاء أو الطهي في المنزل. و يمكنك تناول القهوة مع هذا الصديق الذي افتقدته منذ فترة طويلة أو يمكنك الهروب بعيداً .
وأخيراً ، يمكنك أن تقرر أن تكون إيجابياً أو يمكنك أن تستمر في العيش مثلما أنت و كما تحب .
و لذلك ، أن تكون شخصاً متفائلاً في عالم سلبي يبدأ بقرار الشخص أن يكون إيجابياً وأن يختار أن يعيش تلك الحياة كل يوم.
تجنب مصاصي الطاقة الايجابية Positive Energy Vampires :
قد تشير إليهم على أنهم "الأشخاص كثيري الشكوى whiners " أو حتى "أشخاص ذوي طبيعة سامة toxic " ، و لكنك تشير إليهم على كل حال ، فالمتشائمون يقومون بامتصاص الطاقة الإيجابية إلى خارج الغرفة.
كما أن هؤلاء الناس يعتقدون أن العالم يدور حولهم فقط ، وغالباً ما يفتقرون إلى أي شعور بالتعاطف مع الآخرين.
و الجدير بالذكر أنه من الأهمية بمكان وضع حدود صحية مع الأشخاص الذين يختارون بشكل مزمن البقاء عالقين في بؤسهم.
و هذا قد يعني الاضطرار إلى قول أشياء لصديق مثل: "إنني ألاحظ في كل مرة أقدم لك فكرة عن الكيفية التي يمكن أن تجعل فيها وضعك أفضل ، أنك تصر على أن لا شيء سينجح معك .
إنني لست متأكداً من أنني قادر على المساعدة. "
و قد يعني أيضاً الابتعاد قليلاً عن أحد الأقارب الذي يصر على مشاركة أحدث تنبؤاته حول نهاية العالم.
كما يتوجب عليك الحد من تصفح الوسائط الاجتماعية الخاصة بك أيضاً .
إذ أن مشاهدة الكثير من القصص المأساوية في الأخبار أو استهلاك الكثير من الأخبار السياسية على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يقلل من قدرتك في الحفاظ على نظرة "نصف الكوب الممتلئ glass half full ".
التعرف على أفكارك السلبية:
لا بأس في الاعتراف بأن الأشياء السيئة قد تحدث. إذ أن تجاهل الواقع ليس أمراً مفيداً بعد كل شيء.
و في الواقع ، يمكن أن تكون واقعيتك المفتاح لأن تبذل قصارى جهدك.
فإذا كنت إيجابياً جداً بشأن مقابلة قادمة ، فقد لا تقضي أي وقت في التحضير لأنك واثق من أنك ستحظى بالمهمة.
ومع ذلك ، إذا كانت لديك نظرة سلبية بشكل مبالغ فيه ، فقد يخرب ذلك فرصك في التوظيف و يدمرها .
حيث أن تفكيرك بمثل : "لن يوظفني أحد أبداً " ، سيجعلك تبدو مهزوماُ و يجعلك تشعر بالهزيمة عندما تدخل غرفة المقابلة.
وقد يكون سبب عدم ثقتك بنفسك هو السبب في عدم توظيفك.
لذلك فإن التوقعات أو النظرة الصحية ستكون بتذكير نفسك أن كل ما يمكنك فعله هو أفضل ما لديك وستكون بخير ، و ذلك بغض النظر عن النتيجة.
و سيساعدك التفاؤل على الإيمان بأن هناك فرصاً أكثر إشراقاً تلوح في الأفق وأنك قادر على بذل جهدك لكسب هذه الفرص.
لذلك ، و عندما تفكر بشكل سلبي ، فإنني أنصحك أن تقوم بأخذ لحظة من أجل تقييم مدى واقعية أفكارك.
إذ أن إعادة صياغة أفكارك السلبية بشكل مبالغ فيه إلى عبارات أكثر واقعية يمكن أن يساعدك في الحفاظ على جرعة صحية من التفاؤل.
إضفاء الإيجابية على الآخرين و منحها لهم :
على الرغم من حقيقة أنه ليس من وظيفتك أن تجعل الجميع سعداء ، إلا أنه لا ضرر في إنعاش و دعم يوم شخص ما. لذلك قم مرة واحدة يومياً ، بالمشاركة بتعليقات إيجابية مع شخص ما.
وبإمكانك في العمل ، أن تثني على شخص ما حول سؤال جيد تم طرحه في رسالة بريد إلكتروني أو نقاط بارزة أثارها في اجتماع مهم.
و في المنزل ، قم بامتداح أطفالك على بذل جهدهم في أداء عملهم في واجباتهم المدرسية في مادة الرياضيات. و أخبر شريكك (زوجك / زوجتك ) عن مدى تقديرك لهم.
و هكذا فإن جعل الآخرين يشعرون بالإيجابية له آثار دائمة على حياتك الخاصة. و مع ذلك ، لا تنسَ أن تمنح نفسك الإيجابية.
فقبل النوم ، فكر فيما فعلته خلال اليوم. حتى لو كان يوماً باهتاً بشكل عام ، فلا بد أن يكون هناك شيء يمكنك الثناء على نفسك فيه ، و ذلك سواء أكان ذلك في الحفاظ على رباطة جأشك وهدوء أعصابك عندما تجاوزك سائق ما أو أن تختم مشروعاً كان يمثل تحدياً كبيراً لك.
تخيل مستقبلاً إيجابياً :
قد هذا يبدو هشاً ، إلا أن قيامك بتدوين أفكارك لمستقبل متفائل يمكن أن يحدث فرقاً حقيقياً عندما يتعلق الأمر بنظرتك العامة للأمور أو مستقبلك .
وإذا كنت بحاجة إلى إعداد ، فإليك ما يجب القيام به: قم بقضاء 20 دقيقة على أربعة أيام متتالية في تدوين ما تريد أن يحدث غداً ، ومن ثم الأسبوع المقبل ، و بعد ذلك الشهر المقبل والعام المقبل - لا تتردد في أن تحلم حلماً عظيماً .
كما يمكنك أيضاً التفكير في تحدٍ جدي موجود في حياتك في الوقت الراهن والتفكير في النتائج الإيجابية المحتملة.
ممارسة الامتنان Gratitude :
إن التفكير في كل الأشياء التي يجب أن تكون ممتناً لها ، ابتداء من أشعة الشمس الدافئة إلى المياه النظيفة ، يمكن أن يوفر لك دفعة فورية من التفاؤل.
و قد تقرر الاحتفاظ بمجلة تطلق عليها مجلة الامتنان gratitude journal ، والتي يمكنك أن تدون فيها كل ما يجعلك تبتسم خلال النهار.
و إذا لم يكن هناك شيء آخر ، خذ وقتك و توقف ، ابتسم وكن ممتناً للأشياء الجيدة في حياتك.و تذوق اللحظات التي تجعل من الممكن لك التمتع بحياة جيدة.
و مما لا شك فيه أنه من الصعب أن تكون متفائلاً دون الشعور بالامتنان تجاه أولئك الذين ساعدوك في الوصول إلى ذلك المكان السعيد.
لذلك و في أثناء تفكيرك في مدى امتنانك على أنه أمر مفيد ، فإن مشاركة الامتنان مع الآخرين يوفر مزايا إضافية.
إذ أنك ستنشر القليل من البهجة و المرح عندما تخبر الآخرين بمدى تقديرك لهم.
و من الممكن كذلك أن تقوم بكتابة خطاب إلى شخص كان له تأثير إيجابي على حياتك ، سواء أكان ذلك الشخص معلماً أو رئيساً سابقاً أو حتى والدتك.
و إذا كان ذلك ممكناً ، قم بتسليم هذه الرسالة لهذا الشخص شخصياً .