كثيرٌ من الناس يفضلون الاستحمام الدافئ على الاستحمام بالماء البارد. ومع ذلك ، فقد أظهرت بعض الدراسات أن استخدام الماء البارد قد يكون مفيداً للصحة البدنية والعقلية.
يغطي هذا المقال بعض الأدلة العلمية التي تدعم فوائد الاستحمام بالماء البارد لمجموعة متنوعة من الفوائد البدنية والعقلية.
كما نقدم لكم بعض النصائح للبدء في استخدام الدش (الشاور) البارد ، ونناقش بعض الأشياء التي يجب أن تكون على دراية و حذر حيالها.
و فيما يلي بعض الفوائد المحتملة لـ الاستحمام بالماء البارد.
زيادة اليقظة
يمكن لـ الاستحمام بالماء البارد أن يجعل الشخص يشعر بمزيد من اليقظة ، ويرجع ذلك إلى حد كبير لآثاره على الجسم.
فوفقاً لتحليل تلوي لأبحاث الغمر بالماء البارد الموجودة في المجلة البريطانية للطب الرياضي ، يكون للاستحمام البارد العديد من التأثيرات الفسيولوجية على الجسم.
وتشمل هذه:
•زيادة معدل ضربات القلب
• ارتفاع ضغط الدم
• ارتفاع معدل التنفس
و الماء البارد يزيد من أيض الجسم لأنه يجب أن يعمل (الجسم) بنشاط للحفاظ على درجة حرارة ثابتة. و مع ذلك ، و لأن المدة المعتادة للاستحمام البارد هي فقط حوالي 5-10 دقائق ، فيجب ألا يعتمد الشخص على آثاره المعززة لعملية الأيض كتقنية لفقدان الوزن.
ومع ذلك ، فإن الدش (الاستحمام) البارد يخلق شعوراً بالحيوية واليقظة ، مما قد يدفع الشخص إلى أن يكون أكثر نشاطاً بدنياً.
جهاز مناعة أقوى
كشفت دراسة في مجلة PLoS One أن الأشخاص الذين يقومون بـ الاستحمام بالماء البارد هم أقل عرضة بنسبة 29٪ للمرض في العمل أو المدرسة.
و قد شملت الدراسة 3،018 شخصاً استحموا حماماً ساخناً ثم استخدموا تطبيقات الماء البارد لمدة 30 إلى 90 ثانية استناداً إلى مجموعة أبحاثهم. و أخذت مجموعة بحثية زخات دافئة كالمعتاد ولم تستخدم الماء البارد على الإطلاق.
و على الرغم من أن أولئك الذين أخذوا حماماً بارداً كانوا أقل عرضة للمرض في العمل ، إلا أنهم لم يبلغوا عن أيام مرضية أقل. و خلص الباحثون إلى أن الاستحمام بالماء البارد قد يجعل الشخص يشعر بالمرض بشكلٍ أقل حدة ، مما يسمح له بمواصلة أنشطته اليومية.
و لم يجدوا فرقاً بين الأشخاص الذين أخذوا حماماً بارداً لمدة 30 أو 60 أو 90 ثانية. وقد دفعهم ذلك إلى استنتاج أن الماء البارد ينشط الجهاز المناعي للجسم بغض النظر عن المدة.
تعزيز الحالة المزاجية الجيدة
يرى بعض الباحثين أن الاستحمام بالماء البارد يمكن أن يكون له فوائد كبيرة على المزاج الجيد.
و يشير مقال أقدم في مجلة Medical Hypotheses إلى أنه نظراً لتنشيط الاستحمام بالماء البارد للجهاز العصبي الودي و دعمه لتوافر الناقلات العصبية مثل بافراز الإندورفين والإندورفين ، فقد يكون الأشخاص أقل عرضةً لأعراض الاكتئاب بعد الاستحمام البارد.
ومع ذلك ، فمن المهم أن لا يستبدل الناس علاجاتهم المقررة لحالات الاكتئاب بـ الاستحمام بالماء البارد.
تبريد أسرع بعد الأنشطة الرياضية
يعد العلاج بغمر الماء البارد (غمر الجسم بالجليد أو الحمام البارد) ممارسة شائعة في العديد من الأنشطة الرياضية.
و قد اقترح العديد من المعالجين الفيزيائيين المتخصصين في الألعاب الرياضية أن درجات الحرارة الباردة يمكن أن تخفف بسرعة من الجهد المبذول و تقلل من الالتهابات.
و كذلك وجدت دراسة في مجلة Journal of Athletic Training أن استخدام الماء البارد يمكن أن يخفف من ارتفاع الحرارة الناتج عن الإجهاد مقارنة مع عدم وجود علاج على الإطلاق.
ومع ذلك ، فقد لاحظ الباحثون أن الاستحمام بالماء البارد لم يكن فعالاً مثل العلاج بالغمر بالماء البارد، لتخفيف ممارسة الرياضة الناجمة عن ارتفاع درجات حرارة الجسم.
تحسين الشفاء البدني
وجد تحليل تلوي لـ 23 مقالة تمت مراجعتها من قِبل النظراء في مجلة أبحاث القوة والتكييف Journal of Strength and Conditioning Research أن غمر الماء البارد وعلاج الماء النقيض (أولاً باستخدام الماء الساخن ثم البرد) يمكن أن يساعد في تعزيز الانتعاش وتقليل مشاعر التعب.
و قد يساعد هذا البحث الرياضيين على استخدام تقنيات الماء البارد لتقليل مشاعر التعب المرتبطة بأدائهم البدني.
تخفيف و تقليل الألم
وفقاً لمقال في مجلة أمريكا الشمالية للعلوم الطبية North American Journal of Medical Sciences، يمكن أن يكون لتطبيقات المياه الباردة آثار تشبه المخدر الموضعي لتخفيف الآلام.
فالتعرض للماء البارد يمكن أن يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية ، مما قد يساعد في تقليل أي تورم وذمة تسبب الألم. و يمكن أن يبطئ الماء البارد السرعة التي تؤدي بها إشارات الأعصاب إلى النبضات.
و هذا من شأنه أن يقلل من المعدل الذي تنقل به الأعصاب إشارات الألم إلى المخ ، مما يمكن أن يقلل من تصور الشخص للألم.
نصائح للبدء بالتطبيق
تشير الكثير من الأبحاث حول فوائد الدش (الاستحمام) البارد إلى أن الماء لا يحتاج بالضرورة إلى البرودة طوال فترة الاستحمام حتى يشعر الشخص بتأثيراته الإيجابية.
فيمكن لأي شخص أن يبدأ بأخذ دش دافئ ثم تحويل الماء إلى البرودة لفترة وجيزة. و هذا يمكن أن يكون في أي مكان من 30 ثانية إلى 2 دقيقة.
فبعض الناس يفضلون أن يأخذوا مجرد دش بارد قصير حوالي 5-10 دقائق. و قد يكون هذا أيضاً نهجاً عملياً لعلاج الماء البارد.
و تشير عدة دراسات إلى أن درجة حرارة الماء البارد المستهدفة تبلغ حوالي 68 درجة فهرنهايت (20 درجة مئوية) ، وفقاً لمقال نشر في مجلة Medical Hypotheses.
ومع ذلك ، في معظم الوقت ، فتصورات الشخص الخاصة بالماء البارد كافية لجعل تغيير درجة الحرارة فعالاً.
أشياء يجب أن تكون على دراية بها
يجب على الشخص عدم استخدام الاستحمام بالماء البارد كبديل للعلاجات الطبية الأخرى الموصوفة ، وخاصة تلك التي يصفها الأطباء لعلاج الاكتئاب.
ومع ذلك ، يمكن للناس تجربة العلاج بالماء البارد لتعزيز آثار طرق العلاج الأخرى.
و يجب على بعض الناس توخي الحذر عند أخذ الحمام البارد. و يشمل ذلك الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، و ذوي الحالات القلبية الخطيرة ، مثل قصور القلب الاحتقاني. و ذلك لأن التغيرات المفاجئة في درجة حرارة الجسم و معدل ضربات القلب قد تطغى على الجسم.
و إذا لم يكن الشخص متأكداً مما إذا كان الاستحمام بالماء البارد يمكن أن يفيده ، فيجب عليه سؤال الطبيب.