لقد سمعنا جميعاً بـ تغيُّر المناخ climate change ، أو الاحتباس الحراري، ولكن ما هو التغيُّر المناخي وما الذي يفعله لكوكبنا؟ و ما الذي نستطيع القيام به للمساعدة حيال ذلك؟
ما هو التغيُّر المناخي؟
تغيُّر المناخ (أو الاحتباس الحراري global warming) ، هو عملية إحماء أو تسخين heating up كوكبنا.
لقد ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار درجة مئوية واحدة في المتوسط في القرن الماضي ، ورغم أن هذا قد لا يبدو كثيراً ، إلا أنه يعني أشياء كبيرة للناس، وللحياة البرية في جميع أنحاء الكرة الارضية.
و لسوء الحظ ، فإن ارتفاع درجات الحرارة لا يعني أننا سنحصل على أجواء أفضل! و لكن المناخ المتغيُّر سيجعل الطقس في الواقع أكثر تطرفاً ولا يمكن التنبؤ به.
و بالتالي، و مع ارتفاع درجات الحرارة ، ستصبح بعض المناطق أكثر رطوبة وسيجد الكثير من الحيوانات (والبشر!) أنهم غير قادرين على التكيف مع مناخهم المتغيُّر .
ما الذي يسبب تغيُّر المناخ؟
- حرق الوقود الأحفوري
لقد كانت الدول الصناعية -على مدار المائة وخمسين عاماً الماضية- تحرق كميات كبيرة من الوقود الأحفوري مثل النفط والغاز. و هذه الغازات المنبعثة في الغلاف الجوي خلال هذه العملية تعمل على أنها "دثار أو بطانية " blanket غير مرئية ، تسحب الحرارة من الشمس وتسخن الأرض. و هذا هو المعروف باسم "تأثير الاحتباس الحراري".
- الزراعة و مزارع الأبقار
صدق أو لا تصدق ، إن عادات أكل (تغذية) الأبقار تساهم في الغازات الدفيئة (غازات الاحتباس الحراري). فعندما تأكل الأبقار -مثلنا تماماً- ، يتراكم غاز الميثان في الجهاز الهضمي ويصدر على شكل ... تجشؤ! و قد يبدو هذا مضحكاً ، ولكن عندما تتخيل أن هناك ما يقرب من مليار و نصف المليار بقرة تطلق كل هذا الغاز في الغلاف الجوي ، فمن المؤكد أن ذلك يزيد من الغازات الدفيئة!
- إزالة الغابات
تمتص الغابات كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون CO2 - أحد غازات الدفيئة - من الهواء ، وتطلق الأكسجين O2 مرة أخرى في الهواء. و بالتأكيد فإن غابات الأمازون المطيرة كبيرة وفعالة، في القيام بذلك بحيث تعمل مثل مكيف هواء لكوكبنا – و بالتالي فلها دور مهم للغاية في الحد من تغيُّر المناخ.
و لكن للأسف ، يتم قطع العديد من الغابات المطيرة rainforests لصنع الخشب، وزيت النخيل، و لتوسيع المجال أمام المشاريع و الأراضي الزراعية، والطرق، ومناجم النفط، والسدود.
كيف سيؤثر تغيُّر المناخ على الكوكب؟
إن الأرض كان لديها العديد من المناخات المدارية، وعصور الجليد على مدى مليارات السنين، و بقيت الأرض على حالها، فلماذا الآن مختلفة جداً؟ حسناً ، إن الجواب بسيط للغاية، هذا لأن النشاط البشري لمدة 150 عاماً أدى إلى إطلاق كمية هائلة من الغازات الضارة في الغلاف الجوي للأرض. إذ أن السجلات تشير إلى أن درجات الحرارة العالمية ترتفع بسرعة أكبر منذ هذا الوقت (المائة و خمسون عاماً الأخيرة من عمر الكوكب).
و بالنتيجة فإن المناخ الأكثر دفئاً يمكن أن يؤثر على كوكبنا بعدة طرق:
- المزيد من الأمطار
- تغيير الفصول
- تقلص الجليد البحري
- ارتفاع مستويات البحر
كيف سيؤثر تغيُّر المناخ على الحياة البرية؟
يؤثر تغيُّر المناخ بالفعل على الحياة البرية في جميع أنحاء العالم ، و لكن بعض الأنواع من الحيوانات ستعاني أكثر من غيرها.
فالحيوانات القطبية - التي تذوب بيئتها الطبيعية الجليدية في درجات الحرارة الدافئة – ستكون معرضة بشكل خاص للخطر الكبير.
و في الواقع ، يعتقد الخبراء أن الجليد البحري في القطب الشمالي Arctic sea ice يذوب بمعدل مذهل %9 لكل عقد (عشر سنوات)! بالتأكيد فإن الدببة القطبية تحتاج إلى جليد البحر حتى تتمكن من الصيد، و رعاية صغارها، و تحتاج له كأماكن للراحة بعد فترات طويلة من السباحة.
و كذلك فإن بعض أنواع الفقمة ، مثل الفقمة المطوقة ، تصنع الكهوف في الثلج والجليد، لمساعدتها في رعاية صغارها ، وإطعامها و تزاوجها.
و هذا لا يعني أن الحيوانات القطبية هي فقط التي تعيش المشكلة. و لكن كذلك القرود Apes مثل قرود الأورانجوتان orangutans (و هو نوع من القرود المنعزلة و التي تعيش على الشجار، ذات شعر طويل محمر ، و ذراعان طويلتان ، مع أيدي وأرجل معقوفة، موطنهما بورنيو Borneo وسومطرة Sumatra)، و التي تعيش في الغابات المطيرة في إندونيسيا ، تتعرض للتهديد لأن موائلها تقل ، وأن المزيد من الجفاف يؤدي إلى المزيد من حرائق الغابات.
و كذلك فإن السلاحف البحرية تعتمد على شواطئ التعشيش لوضع بيضها ، و الكثير من هذه الشواطئ يتعرض لخطر ارتفاع منسوب مياه البحر.
و هل تعلم أن درجة حرارة الأعشاش تحدد ما إذا كانت البويضات ذكراً أم أنثى؟ و لكن لسوء الحظ ، و مع ارتفاع درجات الحرارة ، فإن هذا قد يعني أن عدداً أكبر من الإناث يولد أكثر من الذكور ، مما يهدد مجموعات السلاحف في المستقبل.
كيف سيتأثر الناس بتغيُّر المناخ؟
لن يؤثر تغيُّر المناخ على الحيوانات فقط ، بل إنه يؤثر بالفعل على الناس أيضاً. و سيكون أكثرهم تضرراً هم أولئك الأشخاص الذين يزرعون الطعام الذي نأكله كل يوم.
و بالتالي فإن المجتمعات الزراعية ، ولا سيما في البلدان النامية ، تواجه، درجات حرارة أعلى ، وتزايد المطر، و كذلك الفيضانات، والجفاف.
و البريطانيون وحدهم يستهلكون ما يقارب 165 مليون فنجان شاي كل يوم، و لكنهم على الأرجح لا يعلمون كم من الجهد و الوقت يحتاج هذا الشاي -الذي يستهلكونه- ليتم زراعته و رعايته.
و يمكن أن تؤثر الظروف البيئية على النكهة والجودة، بالإضافة إلى أن زراعة الشاي تحتاج إلى هطول أمطار محددة للغاية لتنجح محاصيل الشاي.
ففي كينيا مثلاً، يؤدي تغيُّر المناخ إلى جعل أنماط هطول الأمطار أقل، و كذلك أقل قابلية للتنبؤ بها. و غالباً ما يكون هناك حالات جفاف ، تليها أمطار غزيرة ، مما يؤدي إلى صعوبة بالغة جداً لزراعة الشاي.
و قد يلجأ المزارعون بعد ذلك إلى استخدام مواد كيميائية رخيصة لتحسين محاصيلهم لكسب المزيد من المال ، و بالتالي فإن الاستخدام طويل المدى لهذه المواد الكيميائية، يمكن أن يدمر التربة أيضاً.
كيف يمكن أن يتعاون الناس بخصوص تغيُّر المناخ؟
يمكن أن يساعد شراء المنتجات بطريقة نزيهة (التجارة التي يتم فيها دفع الأسعار العادلة للمنتجين في البلدان النامية) في ضمان أن يحصل المزارع على أجرٍ عادل.
و هذا يعني أنهم يستطيعون تغطية تكاليفهم ، وكسب ما يكفي من المال للحصول على مستوى معيشي لائق ، وبالتالي تمكينهم من الاستثمار في مزارعهم للحفاظ على صحة محاصيلهم ، دون الحاجة إلى اللجوء إلى أساليب زراعية رخيصة يمكن أن تلحق المزيد من الضرر بالبيئة.
و يساعد هذا الدعم أيضاً المزارعين على استبدال أشجار الكينا (الأوكالبتوس) eucalyptus -والتي تستهلك الكثير من الماء- بأشجار محلية أفضل لتربة المزارعين.
ويمكنهم -كذلك- أن يتعلموا صنع مواقد موفرة للوقود والتي لن تجعلهم يحصلون على أموال إضافية فحسب ، بل ستقلل أيضاً من الانبعاث الكربوني للمجتمع – بشكلٍ ملحوظ!
كيف يمكنني المساعدة في منع تغيُّر المناخ؟
إن التغييرات الصغيرة في منزلك يمكن أن تحدث فرقاً مهماً أيضاً.
حاول التبديل إلى المصابيح الموفرة للطاقة ، و قضاء بعض المشاوير مشياً على الأقدام بدلاً من استخدام السيارة ، وإطفاء الأجهزة الكهربائية عندما لا تستخدمها ، وإعادة التدوير وتقليل هدر الطعام.
إن كل هذه الأشياء الصغيرة يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً على حياة كوكبنا الغالي ☺.