السيجارة
السيجارة الإلكترونية Vaping و المخاطر الناشئة

وجدت دراسة جديدة أن السجائر الإلكترونية Vaping -حتى تلك التي لا تحتوي على نيكوتين قد تتلف الأوعية الدموية.

لقد كشفت دراسة جديدة بعد أيام من نقل عشرات الأشخاص إلى المستشفى بسبب مشاكل تنفسية غامضة وشديدة بعد استخدام السجائر الإلكترونية، أن جلسة واحدة من استنشاق الدخان الناتج عن سيجارة إلكترونية (حتى التي لا تحتوي على النيكوتين) لها آثار سلبية فورية وهامة على تدفق الدم.

ولا يرتبط هذا الاكتشاف بدخول هؤلاء الأشخاص إلى المستشفيات الحديثة ، ولكن هذه الدراسة إلى جانب البحوث الأخرى التي تكشف عن وجود مواد كيميائية مسببة للسرطان ومواد ضارة في الدخان المستنشق من السجائر الإلكترونية تشير إلى أن استنشاق هذا الدخان الناتج عن سيجارة إلكترونية ليس آمناً كما كان يعتقد الكثير من الناس.

السيجارة الإلكترونية سبب في تلف البطانة الداخلية للأوعية الدموية

وفي الدراسة الجديدة التي أجرتها كلية بيرلمان للطب Perelman School of Medicine بجامعة بنسلفانيا University of Pennsylvania ، فقد استنشق 31 رجلاً وامرأة بمتوسط عمر 24 عاماً حوالي 16 نفثة من دخان السيجارة الإلكترونية  خالية من النيكوتين nicotine-free e-cigarette لمدة ثلاث ثوانٍ .

حيث تم ضغط الشريان الفخذي لكل شخص في الجزء العلوي من الساق لبضع دقائق قبل وبعد الجلسة ، ثم تم إطلاقه . و في أثناء ذلك كان جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي يراقب الشريان .

حيث كان الانقباض مشابهاً لحالة اختبار ضغط الدم: فعندما ترتاح كفة اليد يتوسع الشريان -في حالة أوعية دموية صحية- و عندها يتدفق الدم ليحل محل الأكسجين والمواد الغذائية التي تم عزلها عن أحد الأطراف.

وقد وجدت الدراسة أنه بعد استنشاق الدخان الناتج عن السيجارة إلكترونية فقد توسعت الشرايين الفخذية بنسبة 34 ٪ في المتوسط بسبب انخفاض تدفق الدم.

ويقول المشرف الرئيسي على الدراسة وأستاذ العلوم الإشعاعية والفيزياء الحيوية فيليكس ويرلي  Felix Wehrli :"إن الآثار التي تشير إلى تلف بطانة الأوعية وتحديداً البطانة الداخلية للأوعية الدموية استمرت حوالي ساعة من الزمن."

ويتابع ويرلي :" على الرغم من أن الدراسة كانت صغيرة إلا أن التأثير كان كبيراً ومهماً للغاية من الناحية الإحصائية ولأن الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة لم يسبق لهم التدخين أو استنشقوا الدخان الناتج عن السيجارة إلكترونية من قبل، فإن النتائج لا تخيم عليها التغيرات التي تحدث بسبب الاستنشاق السابق، بالإضافة إلى ذلك كان كل شخص متحكماً في طريقته قبل الاختبار وبعده، والتغيير حصل بسبب استنشاق الدخان الناتج عن السيجارة إلكترونية".

"إلى جانب الآثار الضارة للنيكوتين أظهر استنشاق الدخان الناتج عن السيجارة إلكترونية أن له تأثير مفاجئ وفوري على وظيفة الأوعية الدموية في الجسم ويمكن أن يؤدي إلى عواقب ضارة طويلة الأجل".

ولا يمكن للنتائج التي تم تفصيلها في 20 أغسطس / آب في مجلة الطب الإشعاعي the journal Radiology فيما إذا كان التأثير سيتكرر وسيصبح مزمناً في حالة أن شخصاً ما قد استنشق الدخان الناتج عن السيجارة إلكترونية Vaping بشكل روتيني، و لكن يقول ويرلي:"على الأرجح سيتكرر التأثير ويكون مزمناً و بشكلٍ منطقي".

ثم ماذا سيحدث؟ 

يوضح ويرلي Wehrli: "في النهاية سيؤدي التأثير إلى تصلب الشرايين"، حيث ستتصلب الشرايين وستضيق ، و هذا من شأنه أن يحرم الجسم والدماغ من الأكسجين والمواد المغذية ويمكن أن يؤدي إلى السكتة الدماغية أو النوبة القلبية. 

و هناك الحاجة إلى مزيد من البحث للكشف عن ما يسببه الدخان من انخفاض في تدفق الدم. فيقول ويرلي في هذا الخصوص: "من الواضح أنه يجب أن يكون هناك استجابة مناعية سامة للبطانة وإلا لما لاحظنا هذه الآثار".

و في دراسة جديدة منفصلة أجرى ويرلي وزملاؤه اختبارات دم قبل وبعد أن تعرّض الأشخاص لبخار السجائر ووجدوا مستويات مرتفعة من المواد التي تصيب بالتوتر Stress وتهيج نظام الأوعية الدموية.

وتشير الدراستان إلى الاستنتاج نفسه حيث يقول ويرلي: "إنه إلى جانب الآثار الضارة للنيكوتين فإن له تأثير مفاجئ وفوري على وظيفة الأوعية الدموية vascular function في الجسم ويمكن أن يؤدي إلى عواقب ضارة طويلة الأجل.

الرصاص Lead والفورمالديهايد formaldehyde  ومرض الانسداد الرئوي المزمن.

الفورمالديهايد: هو غاز نفاث عديم اللون في محلول مصنوع بواسطة أكسدة الميثانول.

مرض الانسداد الرئوي المزمن (Chronic Obstructive Pulmonary Disease COPD) ، والذي يتضمن انقباض الشعب الهوائية و يؤدي إلى صعوبة أو عدم راحة في التنفس.

إن أجهزة استنشاق الدخان الناتج عن السيجارة إلكترونية تقوم بتسخين السائل لإنشاء الهباء الجوي (سائل يتراكم تحت ضغط في وعاء يمكن إلقاؤه خارجاً لتوزيعه على جزيئات صغيرة جدًا) أو الدخان.

و يمكن أن يوفر ذلك السائل المسخن النيكوتين أو الماريجوانا، أو النكهات غير ضارة -كما يعتقد الكثير من الشباب مثل القرفة والنعناع والمانجو. بينما يزعم بعض الخبراء أن أجهزة التبخير تساعد المدخنين البالغين على الإقلاع عن السجائر التقليدية إلا أن المدافعين عن الصحة يشعرون بالقلق إزاء مجموعة من المخاطر المعروفة والمحتملة خاصة بالنسبة للشباب.

و في هذا السياق تقول كورين جرافندر  Corinne Graffunder مديرة مكتب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بشأن التدخين والصحة في الولايات المتحدة:

" إن سوائل السيجارة الإلكترونية المتاحة تجارياً "تحتوي على مستويات عالية للغاية من النيكوتين والتي يمكن أن تضر نمو دماغ المراهقين "

.. ووفقاً لمركز السيطرة على الأمراض (ارتفع عدد الطلاب الذين استنشقوا الدخان من السجائر الإلكترونية في المرحلة الإعدادية من الصف السادس إلى الثامن من 0.6٪ في عام 2011 إلى 4.9٪ في عام 2018 بنسبة (واحد من كل خمسة طلاب في المدارس الثانوية). 

و قد وجد مركز السيطرة على الأمراض أن دخان السجائر الإلكترونية، يمكن أن يحتوي على مواد كيميائية مسببة للسرطان مثل الرصاص lead والنيكل nickel وغيرها من المعادن الثقيلة، بالإضافة إلى جزيئات فائقة الدقة غير صحية تصل إلى عمق الرئتين. و يعتبر مركب ثنائي الأسيتيل  Diacetyl -وهو عامل نكهة شائع في الأطعمة- مرضاً يرتبط بالتهاب الكبد عند الاستنشاق، وهذا يوجد فقط في المقبلات.

ووفقاً لبحث نشر في العام الماضي في مجلة توكسكس (المواد السامة) journal Toxics "تم امتصاص كميات كبيرة من المواد الكيميائية المسببة للسرطان مثل الفورمالديهايد من خلال الجهاز التنفسي في جلسة التقليدية للاستنشاق الدخان من السجائر الإلكترونية .  

و بالإضافة لما ، و في فحص مخبري نشر في مجلة ثروكس Thorax كشف الباحثون عن السائل الإلكتروني والدخان للخلايا الموجودة في الرئة والتي تتمثل مهمتها في الحفاظ على المجاري الهوائية خالية من الجزيئات الضارة.

و قد تم تعطيل الخلايا المعرضة للبخار بمعدل أعلى بكثير من الخلايا المعرضة للسائل فقط أو للخلايا التي تُترك وحدها. كذلك وجد أن الدخان مع النيكوتين nicotine في الاختبار الثالث قد تفاقم تأثيره فقط.

و يقول أستاذ طب الجهاز التنفسي في جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة ومؤلف الدراسة الرئيسية  ديفيد ثيكيت David Thickett: " إن هذه الدراسة -إلى جانب أبحاث أخرى- توضح أن هناك احتمالاً لاستنشاق الدخان الناتج من السيجارة الإلكترونية أن يُحدِث تغييرات قد تؤدي على مدى فترة طويلة إلى الإصابة بأمراض الرئة الالتهابية مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن وهو التهاب مستمر في الرئتين مما يجعل التنفس أكثر صعوبةً.

و يضيف ثيكيت: "إن هذه الأمراض تستغرق سنوات عديدة لتتطور مع السجائر العادية  لذا نظراً لأن السجائر الإلكترونية لم تكن موجودة منذ فترة طويلة لا يمكننا القول إنها آمنة، فقط يمكننا القول أنه يحتمل أن تكون آمنة".

لماذا يمكن للنكهات أن تكون سامة؟

قد لا تكون النكهات المستخدمة في السجائر الإلكترونية سامة في حد ذاتها، ولكن بعضها يصبح كذلك عند خلطها بمواد كيميائية أخرى، وعندما تتعرض للحرارة و تتبخر.

وفقاً لدراسة نشرت في العام الماضي في مجلة أبحاث النيكوتين والتبغ فإن حوالي 40 ٪ من النكهات الكيميائية الموجودة في السجائر الإلكترونية مثل الفانيليا والكرز والحمضيات والقرفة تتفاعل مع المواد الكيميائية الأخرى الموجودة عادة في سائل السجائر الإلكترونية  polypropylene glycol and glycerolلإنشاء مركبات تسمى أسيتات (مركب عضوي يتكون من تكثيف جزيئين كحولي مع جزيء الألدهيد) يتم الاحتفاظ بما يصل إلى 80 ٪ من تلك الأسيتات عندما يتم تبخير السائل.

وقد وجدت الدراسة أن الأسيتات يمكن أن تزعج الرئتين و تهيجها بطرق مشابهة للربو أو الدخان المستنشق أو الأبخرة. 

وقال المؤلف الكبير من المركز الطبي بجامعة ديوك للبحث سفين-إريك جوردت Sven-Eric Jordt إنه : "يتم الجمع بين هذه المكونات الفردية لتشكيل مواد كيميائية أكثر تعقيداًن لا يتم الكشف عنها للمستخدم، وعند استنشاقها ستستمر هذه المركبات في الجسم لبعض الوقت لتنشيط المسارات المهيجة. و بمرور الوقت يمكن أن يسبب هذا التهيج الخفيف استجابة التهابية".

وفي الاختبارات المعملية التالية، كشف فريق بحث منفصل خلايا الدم البيضاء - الضرورية لنظام المناعة البشرية - إلى المواد الكيميائية المنكهة السائلة الإلكترونية المشتركة في مزيج السائل الإلكترونية التقليدي لا يحتوي على النيكوتين.

و قال الباحثون في مجلة حدود في علم وظائف الأعضاء journal Frontiers in Physiology إن المواد الكيميائية المختلطة تسببت في حدوث التهاب "كبير" في الخلايا وحتى ربما تؤدي على قتل بعضها.

حيث لاحظ الفريق أن النكهات التي لا يتم تنظيمها، قد تكون آمنة في حد ذاتها ولكن "هذه النتائج تظهر أنها ليست آمنة للاستنشاق".

و يضيف عضو فريق الدراسة في جامعة روتشستر ثيفانكا موثومالاج ThivankaMuthumalage  : "إن المواد الكيميائية التي تحتوي على القرفة والفانيليا والزبدة كانت الأكثر سمية، لكن بحثنا أظهر أن خلط النكهات من السوائل الإلكترونية تسبب إلى حد بعيد بسُميِّة أكبر لخلايا الدم البيضاء".

أما زميل موثومالاج عرفان الرحمن  Irfan Rahmanفيقول :

"إنه في الوقت الحالي لا يتم تنظيم هذه النكهات حيث أن أسماء النكهات الجذابة مثل الحلوى والكعك ولفة القرفة ومزيج الغموض تجذب الشباب الذين يستنشقون السجائر الإلكترونية، و قد "

تبين النتائج العلمية التي توصلنا إليها أن النكهات الإلكترونية السائلة يمكن بل ويجب تنظيمها (قوننتها) وأن زجاجات العصير الإلكتروني يجب أن تحتوي على قائمة وصفية لجميع المكونات".

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن