كيف تشعر شعوراً طبيعياً عندما يقول العالم أنك جسمك ضخم (بدين) جداً؟

جسمك
كيف تشعر شعوراً طبيعياً عندما يقول العالم أنك جسمك ضخم (بدين) جداً؟

هناك طرق ملموسة لمساعدة عقلك في جعلك تُحِسُّ بأن جسمك طبيعي (و  يجري ذلك إلى حد كبير على الجميع).

ولقد قيل لي سابقاً أن أتجنب الارتباط مع الأشخاص البدينين الآخرين طيلة حياتي ، و ذلك خوفاً من أن التواجد بالقرب منهم قد يلفت الانتباه (الإضافي) إلى الحقيقة الرهيبة في مقاسي.

لذلك ، فقد كان قضاء عطلة نهاية الأسبوع, على وجه الحصر، مع مجموعة من الأشخاص البدينين في أول مؤتمر لي حول نشاط الدهون في أوكلاند Oakland  عام 2010 عبارة عن تجربة غيرت من حياتي.

حيث تناولنا الطعام هناك وتحدثنا وحضرنا ورش العمل، و سَبِحنا في بركة ضخمة معاً. ومع تقدم نهاية الأسبوع حدث شيء غريب. 

لماذا هي هنا؟ و تساءلت بطريقة إطلاق الأحكام المسبقة على الآخرين  و أنا أرمي بنظراتي اتجاه أحد الحضور : هل تعرف هي أنها ليست سمينة؟

ولكن  ، وبعد بضعة أسابيع من عودتي إلى سان فرانسيسكو San Francisco ( و هي المدينة التي يعد فيها متوسط وزن جسم المرأة هو الأدنى بين الولايات )، التقيت بأحد النساء التي اعتبرتها بأنها "غير سمينة" في أوكلاند وبالكاد ميزتها.

وعندما كنت في قاعة المؤتمرات افترضت أن قياس جسمها يبلغ حوالي 10، لكن عندما فتحت أبواب القطار وشاهدتها وهي تعبر الشارع ، أدركت أن قياس جسمها من الممكن أن يبلغ أيضاً 18 أو 20. 

و مثلي تماماً  ، فقد كانت من ذلك النوع من البدينات اللواتي  ظهرت عليهن المخاوف و صفات للموت القريب بسبب الجداول و المخططات الطبية  . 

لقد شعرت بأن ضميري يؤنبني بسبب افتراضي، و إطلاق الأحكام المسبقة.  وحتى أكثر من ذلك، فقد تساءلت عما حدث في عقلي . و كيف لم أستطع رؤية ما هو صحيح أمامي؟

المشكلة في الدماغ

لقد اتضح  لي فيما بعد ، أن سبب عدم رؤيتي للأمور بشكلٍ صحيح هو دماغي. إذ أن القشرة القذالية occipital cortex وهي المسؤولة عن المعالجة البصرية تتكيف مع المناظر الطبيعية المختلفة.  

وتشير الأبحاث إلى أن تعريض الناس لصور أجسام مختلفة الأحجام يمكن أن يغير طريقة تقييمهم للوزن. فعندما عرض الباحثون على المشاركين صوراً تم التلاعب فيها والتي جعلت أجسادهم تبدو أنحف، قاموا بتصنيف صور أخرى بدت أجسامهم فيها أنحف لتكون "أكثر واقعية".

أما  عندما عرضت عليهم صور لأجسامهم تبدو أسمن، فعلوا عكس ذلك تماماً. و قد توصلت دراسة مماثلة إلى أن تصورات النساء حول الجسم المثالي كانت " مرنة بسهولة بسبب التعرض لصور أجسام مختلفة ".

ومع ذلك ، فقد وجدت دراسة أخرى أن المشاركين في "مؤشر كتلة الجسم الطبيعي  BMI" الذي أظهر صوراً للبدناء، ولأشخاص يعانون من نقص الوزن أبلغوا عن شعورهم بالرضا عن حجمهم أكثر من تلك الصور المعروضة لأشخاص نحيفين لديهم مؤشر كتلة الجسم أقل من الطبيعي .

وجهة نظر وسائل الإعلام في القضية

تعمل معظم وسائل الإعلام على جعل أنماط الأجسام غير المألوفة طبيعية ، وقد استوعب الكثير منا الرسالة التي تفيد بأن الوزن الأقل من المتوسط طبيعي ويمكن بلوغه.

و تعتبر هذه نتائج مشجعة بالنسبة لغالبية النساء، ولكن على الأقل  فإن ربع الرجال كانوا قد أبلغوا عن عدم رضاهم عن أجسادهم. و لابد لي من القول هنا أننا كلنا غارقون في صورٍ غير واقعية للأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن طبياً ، كما أننا بحاجة إلى إعادة تقويم الصورة التي  نراهم بها . 

ومن الواضح أن وسائل الإعلام المتجانسة monolithic media لا تطبق فقط على الحجم.

ففي وسائل الإعلام الشعبية ،نكون أقل عرضة بكثير لرؤية أجسام  يتم تصنيفها من قبل الآخرين على أنها "أخرى" othered أو مهمشة marginalized في ثقافتنا مثل: الأشخاص ذوي الإعاقة والأشخاص ذوي البشرة المختلفة اللون ، والناس  الذين ينتمون إلى الجنس (ذكر أو أنثى) والأقليات الجنسية. 

وعندما قررت الانسحاب من ثقافة النظام الغذائي منذ ما يقرب من عقد من الزمن ، قمت على الفور بتغيير الصور الإعلامية الخاصة بي . كما أنني توقفت عن قراءة المجلات وأنا في صالون الأظافر أو في متجر البقالة ، وبدأت في نشر نتائجي لوسائل الإعلام الاجتماعية  ، وتقويمي الاجتماعي ، مع أشخاص كانت أجسادهم تعكس جسدي. 

و إليك الطريقة التي قمت بها بذلك : 

  • ابدأ بفحص وسائل الإعلام .

 إن أحد أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها لجعل جسمك  طبيعياً هو إعادة ضبط بيئة وسائل الإعلام الخاصة بك . ومن أجل ذلك ، قم بإلقاء نظرة على ما تستهلكه : كل عرض  تلفزيوني، ومجلة ومسلسل على شبكة الإنترنت ، وحساب على وسائل التواصل الاجتماعي التي تتواصل معها بانتظام .

ثم اسأل نفسك "هل هذا يشجع على تحسين صورة الجسم و جعل الأجسام المتنوعة  تبدو طبيعية ؟" إذا لم يكن الأمر كذلك ، فعليك التفكير في تحديد أو كتم أو إلغاء الاشتراك فيها . وراقب حسابات thinspo (حساب يستخدمه الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل للمساعدة في إلهامهم ليبقوا نحيفين)  و وسائل الإعلام التي تجعل القيود الغذائية تبدو و كأنها شيء طبيعي. 

  • إعادة الوضع السابق أو إعادة الضبط ليعكس الوقع.

تعمل معظم وسائل الإعلام على جعل نوع جسم غير المألوف يبدو طبيعياً ، وقد استوعب الكثير منا الرسالة التي تفيد بأن الوزن الأقل من المتوسط طبيعي ويمكن بلوغه. حيث لا توجد أية بيانات تثبت ذلك. 

وفي الواقع فإن 68% من النساء في الولايات المتحدة لديهن مقاس 14 أو أعلى وهو المعيار الفعلي. و من أجل ذلك ، عليك أن تتأكد من أن نظامك الغذائي يعكس هذه الحقيقة .

وإذا كنت تستخدم الإنستغرام Instagram  ، فالتزم بقضاء 30 دقيقة يومياً لمدة أسبوعٍ واحدٍ من أجل العثور على الحسابات التي تعكس إيجابية الجسم ومتابعتها. 

أذكر هنا بعض الحسابات المفضلة لدي منها: جيسمين ستانليMynameisjessamyn  وألكسندرا جورجيل Alexandrismos وبرناردو بويشات Bernardofala وشوغر ماك.دShooglet . 

كما ينبغي  عليك أن تحدد المعايير الخاصة بك لإنشاء مشهد إعلامي صحي أكثر. و أنا  أقدر هؤلاء الناس الذين يقومون بتوثيق أجسامهم وأجسام غيرهم مع وجود الضعف  والتعقيد.

  • استمع إلى معدتك و جهازك الهضمي .

إذا كان حساب وسائل التواصل الاجتماعي أو برنامج تلفزيوني يجعلك تشعر بسوء حيال جسدك (حتى لو كان ذلك صحيح نوعاً ما) فألغ متابعتك له، و انهِ ارتباطك به.

حيث أتذكر أنني وقبل إقلاعي عن تناول المشروبات الكحولية ، لاحظت أنني في كل مرة أقوم فيها بالتقاط الكأس اللامع ، أشعر بطاقة أدنى وبسعادة أقل في حياتي ، و رغبة أكثر في وضع أحمر شفاه باهظ الثمن ، وأنني أقل رضا عن جسدي . لذلك فقد كان التخلص من المجلات أحد أفضل الخيارات التي اتخذتها  من أجلي.

  • تأكد من مراعاة تنوع الأجسام الموجودة في الحياة الواقعية :

لسنوات عديدة ، وجهني انحياز اللاوعي نحو تكوين علاقات صداقة وتعارف فقط مع الناس النحيفين . و لقد كان أحد أهم الجوانب في تغيير الطريقة التي رأيت فيها نفسي هو البحث بجد عن أصدقاء و أناس بدناء يشبهونني في طريقة التفكير إضافة إلى التواريخ و المواعيد .

كما أنني أحببت  فكرة أن أستدير إلى الشخص المجاور لي وأرى انعكاس نفسي فيه .

وباستطاعتي أن أقول أنه بإمكاننا أن نعيد ضبط ما نعتقد أنه "طبيعي"، حتى في ثقافة غارقة في أفكارٍ غير طبيعية حول ما ينبغي أن تبدو عليه أجسادنا في الواقع . حيث  يمكن أن يساعدنا بث متناسق من التمثيل البصري الواقعي على الشعور بالوحدة والاعتماد على مزيد من الأسس، وحتى إعادة تجديد مراكز المعالجة البصرية لأدمغتنا.

 و في النهاية ، فإن العيش ضمن "الطبيعي" الجديد الذي نخلقه يتيح لنا أن نتوقف عن القلق بشأن أجساد الآخرين، وأن نتخذ قرارات أفضل تَحترم أجسامنا.

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل