أكبر مزاد للكنوز الهندية المرصودة بـ المجوهرات .. أكثر من 100 مليون دولار

المجوهرات
أكبر مزاد للكنوز الهندية المرصودة بـ المجوهرات .. أكثر من 100 مليون دولار

يعد هذا المزاد أحد أكبر المزادات التي من الصعب تخيل عمق واتساع المجوهرات والأشياء المرصعة بالجواهر الثمينة التي يتم طرحها في المزاد العلني في "كريستيز" بنيويورك Christie’s New York Rockefeller Center

وذلك في 19 يونيو-تموز الماضي (2019)، والذي جعل من هذا المزاد الأشهر بلا منافس، هو تصنيف بيت المزادات الدولي له على أنه يضم أثمن مجموعة من المجوهرات والأشياء المغولية التي ليس لها مثيل سوى في هذا المزاد، بل يمكن القول أيضاً بأن هذا الوصف لا يعطيه حقه،

حيث يمكن القول بلا جدال أن هذا المزاد أكبر مزاد يضم مجموعة للكنوز الهندية المرصودة بالجواهر قد وصل إلى أزيد من مائة 100 مليون دولار، حيث ضم مجموعة من المجوهرات المغولية، ومجموعة أخرى نادرة من الأشياء الفنية التي تم جمعها.

وقد تم عرض ما يقرب من أربعمائة جوهرة في عملية البيع داخل هذا المزاد "Maharajas & Mughal Magnificence" للجمهور في مقر Christie’s New York Rockefeller Center خلال الأسبوع الثالث من يوليو الماضي، وقد بلغت قيمة هذا المزاد أكثر من 100 مليون دولار، الأمر الذي جعله في نفس مستوى مجموعة إليزابيث تايلور التاريخية التي أقامتها شركة كريستيز في عام 2011،  والذي يعتبر الأول من نوعه والأكثر قيمة بالنسبة للمجوهرات والأشياء والثمينة التي يشتمل عليها هذا المزاد، والتي يبلغ مجموع قيمتها 144 مليون دولار.

المجوهرات

أعمال فنية و ليست فقط مجوهرات

يعد هذا المزاد مختلف عن غيره من المزادات الأخرى، حيث تعد القطع الموجودة فيه جزءاً من مجموعة تضم ما يقرب من 6,000 عمل فني تركز على الثقافة والتاريخ الهندي مملوكة لأحد أفراد العائلة المالكة في قطر وهو الشيخ حمد بن عبد الله آل ثاني، وهو أيضا الرئيس التنفيذي لشركة قطر للاستثمار وتطوير المشاريع القابضة ( QIPCO)، وذلك خلال بضع سنوات فقط، وقد حصل آل ثاني على هذه المجموعة الثمينة التي يمتد تاريخها لأكثر من 500 عام وتم إطلاق اسم مجموعة آل ثاني عليها.

وتشمل هذه المجموعة الألماس والأحجار الكريمة من أكثر المناجم التاريخية في الهند وكولومبيا، وتقنيات الحرفيين لصياغة الأحجار الكريمة وصنع المجوهرات والتي دُفنت منذ فترة طويلة مع صانعيها، بالإضافة إلى مجموعة مجوهرات مستوحاة من الهند من بيوت المجوهرات الأوروبية الشهيرة في ذروة نفوذها الثقافي، وحتى بعض القطع المعاصرة من بعض فناني المجوهرات الراقية المعروفة اليوم.

المجوهرات

وقد ضم المزاد أيضاً معروضات ملكية للبيع يعود تاريخها إلى العائلات الملكية والنبيلة في الهند، والتي تتمثل في شاه جاهان،  وتيبو سلطان، ومهاراجا كابورتالا، ومهاراجا أوف باتيالا، ومهارانا أوف أودايبور، ونيزامس حيدر آباد، وراجماتا غاياتري ديفي من جايبور،  ومهاراني سيتا ديفي من بارودا.

كذلك لم يقتصر عرض هذه المجوهرات على هذا المكان فقط،  فقد تم عرضها في هونغ كونغ وجنيف ونيويورك. و للمعلومية فإن المراسم الفعلية لهذا المزاد تبدأ عادةً من يوم الجمعة في مركز روكفلر أول عرض عام لجميع المجوهرات التي يتم بيعها بالمزاد العلني، في أحد المؤتمرات الصحفية التي تم إقامتها يوم الخميس قال المدير الدولي للمجوهرات في  راهول Kadakia Christie، إن هذا المزاد يعد أكبر مزاد على المجوهرات المغولية والأشياء الفنية وأكبر عملية بيع لألماس Golconda.

عناية فائقة بالمجوهرات من قبل المنظِّمين للمزاد

تتم معاملة القطع الفنية التي احتوى عليها هذا المزاد بالكثير من الاحترام والحذر من قبل بيت المزادات،  حيث تم تجديد مساحة كبيرة في الطابق الأول مع أضواء خافتة تبرز المجوهرات وغيرها من الأشياء، كما يوفر هذا المزاد أيضاً مشاهدة أقدم الماسات في العالم والتي يتم عرضها في علب عرض شفافة.

و الجدير بالذكر أن أحد العناصر الموجودة في المزاد "بارودا بيرل كانوبي" Baroda Pearl Canopy ، تم وصفها بأنها قطعة من القماش قطرها 47 بوصة مطرزة باللؤلؤ والخرز الزجاجي الملون والماس والياقوت والصفير والزمرد المرصعة بالفضة والذهب، مما يجعلها تحفة فنية مرصعة بالجواهر والحرفية المضنية، وبالنظر إلى تقييم العديد من الأشياء الموجودة في عملية البيع داخل هذا المزاد، تجعل مبالغ من 800,000 دولار إلى 1.2 مليون دولار بمثابة صفقة لا تفوت.

مجوهرات

وتخضع المجوهرات والتحف التاريخية في هذا المزاد إلى عملية ليس بالسهلة في الاختيار، حيث يتم تتبع الماس من بعض هذه الإبداعات إلى مناجم Golconda الأسطورية في الهند وأقدم مناجم الماس وأكثرها طلبا في العالم، وقد تم إنتاج الكثير من أهم الماسات في العالم من قبل هذه المنطقة، بما في ذلك Koh I Noor Diamond في وسط تاج الملكة الأم في برج لندن،  وأيضاً جوهرة ريجينت Regent Diamond في سيف نابليون، و جوهرة أغرا Agra ، التي يرتديها بابور موغال إمبراطور في وسط عمامة له.

نظرة قريبة إلى الأسعار 

من الماسات التي عرضت في المزاد، تعد ماسات "Arcot II" و "مرآة الجنة" أجمل وأروع مثالين على الماس، فماسة  Arcot II"" تأخذ الشكل الكمثرى بحجم 17.21 قيراط ، وقد تم تقديم هذه الماسات للملكة شارلوت Queen Charlotte زوجة الملك جورج الثالث King George III ، من قبل محمد علي ولاجة نوّاب Muhammad Ali Wallajah Nawab وتقدر قيمة هذه الماسة من 2 إلى 4 ملايين دولار، أما "مرأة الجنة" فهي آلماس نقي عيار 52.58 قيراطاً، لا تشوبها أي شوائب داخلية، أما عن قيمة هذه الجوهرة فهي تقدر ما بين 7 إلى 10 ملايين دولار.  

مجوهرات

ومن ضمن القطع التي حضرت في هذا المزاد أيضاً، تلك القلادة الريفية المصنوعة من الماس والتي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر وتنحدر من مجموعة حيدر أباد التي تضم 33 من قطع الماس القديمة يبلغ مجموعها قرابة 200 قيراط من الماس Golconda، وتبلغ قيمة هذه القطعة بمبلع يقدر بين 1.2 إلى 1.5 مليون دولار.

الزمرد أحد معروضات المزاد  

انتقل الزمرد في القرنين السادس عشر والسابع عشر من كولومبيا إلى الهند من قبل الغزاة الإسبان في أحد الأشكال الأولى لتجارة الأحجار الكريمة على نطاق دولي، و قد وفر هذا المزاد العديد من الأمثلة الاستثنائية للزمردات التاريخية المنحوتة بشكل متقن للغاية، من ضمن أهم هذه القطع الزمرد المنحوت على شكل مثمن 84.63 قيراطاً، وتقدر القيمة المالية لهذه القطعة  ما بين 3-5 ملايين دولار، بالإضافة إلى الزمرد المنقوش ذو الشكل المثمن البالغ 44,41 قيراطاً، يعود تاريخها إلى منتصف القرن الثامن عشر لمنتصف القرن التاسع عشر وتقدر القيمة المالية لهذه القطعة ما بين 800,000 دولار إلى 1.2 مليون دولار، ولا ننسى أيضاً الجدول المنحوت على شكل بيضاوي 218.21 قيراط ، ومنحوت الزمرد من أواخر القرن السابع عشر إلى أوائل القرن الثامن عشر تقدر قيمتها ما بين 700.000 – 1.2 مليون دولار، وأخيراً خاتم الزمرد الذي نحت من الزمرد الخالص، وتقدر قيمة هذه القطعة ما بين 100,000 دولار – 1,500,000 دولار.

المجوهرات

تنوع في جمال المجوهرات و أسعارها

في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين سافر مهراجا هنود إلى أوروبا لوضع مجموعة من الأحجار الثمينة وفي جواهر ذات تصميم مميز صممتها بيوت المجوهرات الشهيرة في باريس، والتي لم يقصر هؤلاء الجوهريون في تصميمها على نفس طراز الثقافة الهندية. 

مجوهرات

كان كارتييه دائماً ما يجمع بين هذه الزخارف الهندية وأنماط Belle Époque و Art Deco التي كانت شائعة في ذلك الوقت، وتعتبر علامته التجارية الفاخرة هي أبرز صائغ المجوهرات الأوروبية  في عملية البيع مع 21 إبداعاً يجمع بين هذه التأثيرات، بما في ذلك المجموعة الأولى في البيع، بروش Belle Époque diamond Devant de Corsage والتي تتراوح قيمتها المالية بين 10 ملايين دولار و 15 مليون دولار، بالإضافة إلى ذلك هناك أيضاً جوهرة البلاتين والذهب الأبيض عيار 18 قيراط، والتي صنعت من ماسين مركزيين، وهي عبارة عن ألماس لامع على شكل كمثرى عيار 34.08 قيراط، وألماس بيضاوي بقطع 23.55 قيراطًا ؛ و 6,51 قيراط تعديل ماركيز الماس الرائعة ، ولمزيد من الروعة هناك 3.54 قيراطًا من قطع الماس القديمة الواضحة المعدلة بقطع القلب، وقد تم أيضاً إضافة قلادة Lily-of-Valley ذات الصف المزدوج إلى الجوهرة في تاريخ لاحق. 

تم تصميم Patiala Ruby Choker - وهي قلادة من الياقوت والماس واللؤلؤ صممتها كارتييه عام 1931  و ذلك من خلال تكليف من المهراجا بوبندر سينج من Patiala . 

كنوز

لقد كان مهراجا باتيلا أحد أهم العملاء الهنود لكارتييه في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، وكان دائماً ما يسافر إلى باريس، حاملاً في جعبته الماس والأحجار الكريمة من خزنته في ورش عمل كارتييه، وذلك لإنتاج جواهر تتأثر بالثقافتين.

ومن أبرز الأعمال الأخرى لكارتييه،  بروش قابل للتبديل مع منحوت عكسي سداسي الشكل عيار 380.98 قيراطًا مع جانب واحد يصور الإله راما وزوجته سيتا وخادمهما المخلص الإله القرد هانومان، ويعرض في الخلف أزهار خشخاش وألماس مقطوع دائري تقدر قيمتها ما بين 300.000 دولار و 500.000 دولار،  ويقال أن أكثر القطع تفصيلاً هو زخرفة عمامة والتي عرفت باسم Sarpech، مزودة بأحجار الزمرد مختلطة الشكل، والماس على شكل بيضاوي قديم، بالإضافة إلى أحجار الماس والورد وقطع الماس القديمة وقطرة اللؤلؤ، أما عن الجزء العلوي فهو مزود بحامل عمود قابل للفصل  يمكن أن يرتديها القسم السفلي باعتباره شارة القيادة، ويعرف باسم بازوباند bazuband و تترواح القيمة المالية له تقريباً من 700.000 دولار إلى مليون دولار.

المجوهرات

قام Mellerio dits Meller وهو صائغ باريسي آخر، يعتبر من أقدم صائغي ملوك العائلات في العالم ولديه تاريخ يزيد عن 400 عام من الإنجازات والتحف الرائعة، بصنع غطاء رأس من الطاووس الماسي والمينا سمي وقتها باسم aigrette، ووصفت هذه القطعة بأنها آية في الجمال فهي عبارة عن قطعة ملونة تم صناعتها من الماس المقطعي بالورد الأزرق والأخضر والأصفر والذهبي المينا البني،  والذهب عيار 18، تم شراء هذه القطعة من قبل مهراجا جاجيت سينغ من كابورتالا في عام 1905 وكانت قيمتها آنذاك تتراوح من 500,000 دولار إلى 700,000 دولار.

المجوهرات

مجوهرات حديثة

مجوهرات

ولم تقتصر المجوهرات والكنوز الموجودة في المزاد على القطع الأثرية القديمة فقط، بل هناك أيضا أمثلة على المجوهرات المعاصرة في هذا المزاد، حيث توجد ثلاثة قطع من المجوهرات الهندية الشهيرة، والجدير بالذكر أن بروشاً بلاتينياً مع الماس مستوحى من الكمثرى وشكل دائري، وألماس مقطوع بشكلٍ دائري، وحجر زمرد على شكل قطرة 20.03 قيراط، تم تصنيعه في عام 2014 و تقدر قيمة هذه القطعة  من 100,000 إلى 150,000 دولار.

ولا يمكنك تقريباً الحصول على مجموعة من هذا المزاد دون مشاهدة هذه القطعة أيضاً، فهي عبارة عن بروش يصور فيلاً من التيتانيوم يرتدي نقشاً من الماس اللامع المقطعي ذو الشكل الكمثرى 2.32 قيراط  كحجر مركزي وأحجار ألماس مفردة، وسافير بيضاوي الشكل للزينة من الذهب الأسود والبلاتين، أما الأنياب فهي مصنوعة من العقيق الأبيض، وتتراوح قيمة هذه القطعة من 100,000 دولار إلى 150,000 دولار.

وفي حال كنت تتساءل ما الذي سوف يحدث للقطع المتبقية من تحف مجموعة آل ثاني التي يبلغ عددها 5600، فسوف يتم وضعها داخل فندق دي لا مارين في بلاس دي لا كونكورد الذي تم تجديده الآن ومن المقرر افتتاحه  في ربيع 2020.

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن