في الواقع النساء أكثر عرضة لخطر إدمان العمل
قصة إدمان العمل كورتني إدموندسون
تقص كورتني إدموندسون Cortney Edmondson حكايتها علينا مع عملها قائلة : "لم أكن أعتقد أن ساعات عملي الأسبوعية و التي كانت ما بين 70-80 ساعة تمثل مشكلة حقيقية إلى أن أدركت أنني لا أملك أي حياة خارج عملي حرفياً ".
وتضيف قائلة: "إنني في غالب الأوقات التي أمضيتها مع الأصدقاء ، قضيت معظم الوقت في حفلة شرب للحصول على بعض الراحة المؤقتة أو الانفصال المؤقت عن العمل " .
و خلال السنوات الثلاث الأولى من العمل في مهنة فائقة التنافسية ، أصيبت إدموندسون بأرق شديد Insomnia، إذ أنها كانت تنام فقط حوالي ثماني ساعات في الأسبوع - معظم هذه الساعات يوم الجمعة بمجرد أن تغادر العمل.
لقد كانت تعتقد أنها وجدت نفسها غير كفؤ للمهمات التي كانت توكل إليها على الشكل المطلوب ، و في النهاية استنزفت طاقتها كاملة لأنها كانت تحاول أن تثبت لنفسها أنها كانت كافية.
ونتيجة لذلك ، وجدت إدموندسون Edmondson نفسها تطارد أهدافاً غير واقعية ، ثم اكتشفت أنه عندما حققت الهدف أو الموعد النهائي ، كان ذلك مجرد حل مؤقت.
و يمكننا القول أنه إذا بدت قصة إدموندسون Edmondson مألوفة بالنسبة لك -عزيزنا القارئ - فقد يكون الوقت قد حان لاستعراض عادات عملك وكيفية تأثيرها على حياتك.
كيف تعرف أنك ممن يعانون من إدمان العمل workaholic :
على الرغم من أن مصطلح "مدمني العمل" workaholic قد تم تلطيفه وتخفيفه، إلا أن مصطلح إدمان العمل work addiction أو workaholism تعتبرحالة حقيقية . إذ أن الأشخاص المصابون بهذه الحالة العقلية عاجزون عن التوقف عن فرض ساعات طويلة على أنفسهم غير ضرورية و لا داعي لها للعمل في المكتب ، أو غير قادرين عن التوقف عن الهوس الدائم بأدائهم في العمل.
وعلى الرغم من أن مدمني العمل workaholics قد يوظفون الإفراط في العمل كهروب من المشاكل الشخصية ، إلا أن إدمان العمل يمكن أن يضر بالعلاقات ،والصحة الجسدية، والعقلية. و يعتبر إدمان العمل أكثر شيوعاً عند النساء والأشخاص الذين يصفون أنفسهم بالكمال.
ووفقاً للدكتورة وعالمة النفس السريري كارلا ماري مانلي Carla Marie Manly ، أنه إذا شعرت أنت أو أحبائك أن العمل يستهلك حياتك ، فمن المحتمل أن تكون من ضمن الأشخاص المعرضين للإصابة بإدمان العمل (طيف إدمان العمل )workaholism spectrum .
و تعد القدرة على تحديد علامات إدمان العمل أمراً بالغ الأهمية ، و ذلك إذا كنت تريد اتخاذ الخطوات الأولية لإجراء تغييرات.
و في حين أن هناك العديد من الطرق التي تتطور بها حالة الإدمان على العمل workaholism ، إلا أن هناك بعض العلامات الواضحة التي يجب أن تكون مدركاً لها :
تأخذ بشكل روتيني العمل معك إلى المنزل.
غالباً ما تبقى متأخراً في المكتب.
تتحقق باستمرار من البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أثناء وجودك في المنزل.
وتقول مانلي Manly أنه و بالإضافة إلى ذلك ، إذا بدأت أوقاتك مع العائلة ، أو ممارسة الرياضة ، أو الأكل الصحي ، أو حياتك الاجتماعية بالمعاناة نتيجة لجدول عملك المزدحم ، فمن المحتمل أن يكون لديك بعض ميول مدمني العمل.
معيار لقياس إدمان العمل (مقياس إدمان بيرغن)
و قد طور الباحثون المهتمون باكتشاف المزيد عن حالة الإصابة بإدمان العمل أداة تقيس درجة إدمان العمل: وهو مقياس إدمان بيرغن The Bergen Work Addiction Scale .
و هو يبحث في سبعة معايير أساسية لتحديد حالة إدمان العمل:
أنت تفكر في كيفية إمكانك توفير المزيد من الوقت للعمل.
تقضي وقتاً أطول بكثير في العمل أكثر مما كنت قد نويته في البداية .
أنت تعمل من أجل الحد من مشاعر الذنب والقلق والعجز والاكتئاب.
قيل لك من قبل الآخرين أن تقوم بتقليص ساعات العمل دون الاستماع إليهم.
تشعر بالضيق و التوتر إذا تم منعك عن العمل.
أنت تقلل من قدر هواياتك وأنشطتك الترفيهية وممارسة الرياضة بسبب عملك.
تعمل كثيراً لدرجة أنك أضررت بصحتك.
و إذا وصلت إجابتك على هذه المقاييس بـ"غالباً" أو "دائماً" إلى أربعة على الأقل من أصل هذه العبارات السبعة ، فإن ذلك قد يشير إلى إصابتك بحالة من الإدمان على العمل work addiction .
لماذا تكون النساء أكثر عرضة لخطر إدمان العمل
لقد تعرض كل من الرجال والنساء لتجربة إدمان العمل وضغوط العمل و الإصابة بالتوتر بسببه . ولكن الأبحاث تشير إلى أن النساء يميلون إلى إختبار معاناة إدمان العمل workaholism بشكل أكبر ، كما يبدو أيضاً أن صحتهن أكثر عرضة للخطر بسبب ذلك .
و وجدت دراسة أن النساء اللائي يعملن أكثر من 45 ساعة في الأسبوع ،معرضات لخطر الإصابة بمرض السكري diabetes . ولكن يتناقص خطر الإصابة بالسكري للنساء اللائي يعملن أقل من 40 ساعة على نحو لافت للنظر .
وما يثير الاهتمام في هذه النتائج هو أن الرجال لا يواجهون خطراً متزايداً للإصابة بمرض السكري عن طريق العمل لساعات أطول.
بالنسبة للنساء الضغوط النفسية في العمل أكبر
ويوضح عالم النفس توني تان Tony Tan هذه الجزئية المهمة قائلاً :
" غالباً ما تميل النساء إلى أن يعانين من مستويات أعلى بكثير من التوتر والقلق والاكتئاب المرتبطة بالعمل و ذلك مقارنة بالرجال ، إذ أن التمييز الجنسي في مكان العمل والمسؤوليات العائلية تؤدي كلها إلى ضغوط مهنية إضافية".
كما تواجه النساء أيضاً في كثير من الأحيان ضغوطاً إضافية في مكان العمل بسبب شعورهن بما يلي:
يجب عليهن أن يعملن ضعف المدة و باجتهاد أكبر لإثبات أنهن جيدات مثل زملائهن الذكور
لا يتم تقديرهن كما يجب (أو لا يتم ترقيتهن) .
مواجهة عدم المساواة في الأجور
نقص الدعم الإداري
من المتوقع منهن دائماً أن توازنَّ بين العمل والحياة الأسرية.
بحاجة إلى القيام بكل شيء على نحو"صحيح".
وغالباً ما يؤدي التعامل مع كل هذه الضغوط المضافة إلى شعور النساء بأنهن مستنزفات بشكل كامل .
و تشرح المستشارة المهنية السريرية المرخصة إليزابيث كوش Elizabeth Cush, MA, LCPC ، الحاصلة على الماجستير LCPC ما تتعرض له النساء قائلة : " إن العديد من النساء يشعرن أنه يتعين عليهن العمل بجهدٍ مضاعفٍ و فترةٍ زمنيةٍ أطول و ذلك بغية أن يتم النظر إليها على قدم المساواة مع زملائهن الرجال أو للمضي قدماً في مجال عملهن"
وتضيف: " إن الأمر يبدو كما لو أننا -كنساء- يتوجب علينا أن نثبت أننا قويات و متماسكات من أجل أن نكون جديرات بالمساواة مع الرجال و نستحق الاهتمام".
و لكنها تقول، أن المشكلة تكمن في أننا غيرُ متماسكاتٍ و أكثرُ هشاشةً ، وأن الإفراط في العمل يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الصحة العقلية والبدنية.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الحساسية في العمل: خمسة 5 طرق لتحسين إنتاجيتك
العمل من المنزل: 6 نصائح لمساعدتك على التركيز و العمل بنفس الإنتاجية
أنواع غريبة من الإدمان : السكر ، الاباحية ، مكعبات الثلج وأكثر