في 29 يوليو 1836 أي بعد 30 عاماً من قرار نابليون بونابرت احتفلت باريس بافتتاح قوس النصر. فيما يلي بعض القصص و المعلومات التي تم تخفيها جدران العمارة التاريخية لهذا القوس.
الحقيقة الأولى
قبل أن يكون المكان و الشكل مخصص لقوس النصر ، فقد خُصصت المساحة لفيل ضخم. فقد كان قد اقترح المهندس المعماري الفرنسي تشارلز ريبارت Charles Ribart ، -و ذلك قبل قرار نابليون بونابرت- أن يكون هذا المكان لمبنى من ثلاثة طبقات على شكل الفيل ، يمكن الدخول له عن طريق درج حلزوني يقود الشخص الداخل (صاعداً) إلى أحشاء الفيل. و سيتم طي الأثاث إلى الجدران , وسيكون هناك نظام تصريف في خرطوم الفيل. وقد كان من المقرر أن يبدأ تشارلز ريبارت في البناء و لكن الحكومة الفرنسية توصلت إلى تجاهل طلبه ببناء الفيل العملاق Pachyderm. و بإمكانك الذهاب هناك واستكشاف ذلك ☺.
الحقيقة الثانية
أعطى نابليون بونابرت الأمر للبدء بإنشاء قوس النصر في عام 1806 ،في وقت ليس بالبعيد عن انتصاره في معركة أوستراليتز Austerlitz لقد استغرقت أعمال إنشاء قوس النصر30 ثلاثون عاماً ، ولا عجب في ذلك: إنه بالفعل وضع لا يمكن تصديقه. فيمكنك مشاهدة منحوتات كبيرة منحوتة في قاعدة كل من الأركان الأربعة للقوس تظهر أربعة انتصارات ومشاهد للحرب. أما في أعلى القوس فهناك تقبع أسماء النجاحات الرئيسية خلال الفترتين الثورية والنابليونية. و يمكن العثور على انتصارات أقل أهمية على الجدران الداخلية ، بالإضافة إلى أسماء للكثير من الجنرالات (حوالي 558 جنرالاً). و يمكنك ملاحظة الأسماء التي وضع تحتها خط لتميز ذلك الجنرال الذي كان قد قتل في معركة.
يُذكر أن معركة ( Austerlitz2 ديسمبر 1805), - وهي المعروفة بمعركة الأباطرة الثلاثة- هي واحدة من أهم المشاركات الحاسمة للحروب النابليونية.
الحقيقة الثالثة
لم يتمكن نابليون بونابرت مطلقاً من رؤية قوس النصر بعد اكتماله. لم يكتمل إنشاء قوس النصر حتى عام 1836 ، أي بعد خمسة عشرة عاماً من وفاة نابليون بونابرت (توفي 5 مايو 1821) ، و لذلك لم تتح له الفرصة لرؤية القوس بعد اكتمال بنائه. و لكن في محاولة منه لكسب السبق في المرور تحت القوس ,إذ كان لديه – وقتذاك - نسخة خشبية (من القوس) و التي صممت و نفذت حينها بحيث يتمكن شخصين اثنين -فقط- من المرور عبره , فقد قرر عندما تزوج من زوجته الثانية ماري لويز من النمسا ، أن يدخل مع زوجته (كزوجين) إلى باريس من خلال النموذج الخشبي لقوس النصر , و الجدير بالذكر أننا لا نجد أية وثائق تدل على أن زوجته -يومها- أُعجبت أم لا بهذا الاستعراض.
و عندما تنازل نابليون (عن العرش) في عام 1814 ، توقف البناء في قوس النصر لبضع سنوات. ثم بعد ذلك استؤنفت عمليات الإنشاء في عام 1826 إلى أن تم الانتهاء من تشييده و اكمال بنائه في عام 1836. وعلى الرغم من أن وفاة نابليون كانت منذ ما يقرب من عشرين عاماً ، إلا أنه – أخيراً - تمكن في عام 1840 من المرور- بجثمانه- من خلال القوس إلى مثواه الأخير.
الحقيقة الرابعة
يعتبر ثاني أكبر قوس نصر في العالم. يبلغ ارتفاعه 164 قدماً وعرضه 148 قدماً ، وهو ثاني أكبر قوس نصر اليوم ، وكان الأكبر حتى عام 1982 ، عندما كشفت كوريا الشمالية عن قوس النصر الخاص بها. (إذا كنت تتساءل عن عدد أقواس النصر التي يمكن أن تكون موجودة هناك في العالم؟ فالإجابة هي: عدد غير قليل).
https://www.youtube.com/watch?time_continue=5&v=HIZzkq5Y8q0الحقيقة الخامسة
طار تشارلز جودفروي Charles Godefroy بطائرته من خلال القوس. بعد أسابيع قليلة من نهاية الحرب العالمية الأولى ، حلق تشارلز غودفروي Charles Godefroy بطائرته المقاتلة نيبورت Nieuport عبر القوس كتحية لجميع الطيارين الذين قتلوا في الحرب.
الحقيقة السادسة
تم وضع نصب الجندي المجهول تحت قوس النصر
.
كما هو موجود لدى العديد من البلدان ، كذلك فإنه لدى فرنسا نصب للجندي المجهول ، وهذا القبر تم وضعه تحت قوس النصر. فقد كان نصب الجندي المجهول هناك منذ 10 نوفمبر 1920 ، ونقش على هذا النصب التذكاري "هنا يرقد جنديٌ فرنسيٌ مات من أجل أرض آبائه 1914-1918".
و منذ ذلك الوقت ،تم إشعال شعلة الأبدية لتكريم أولئك الذين سقطوا خلال الحرب. و في وقت لاحق قام الرئيس الأمريكي جون كينيدي مع زوجته (جاكي كينيدي) بزيارة هذا النصب التذكاري في عام 1961 وألهمت شعلة الأبدية الموجودة على النصب جاكي كينيدي لتخصص واحدة لزوجها (جون كينيدي) عندما اغتيل في عام 1963.
الحقيقة السابعة
كان هناك مشكلة صغيرة في يوم إغاثة مرسيليا في عام 1916.
يحكى أنه في يوم معركة "فيردون - Verdun " - وهي معركة كبيرة بين فرنسا وألمانيا في الحرب العالمية الأولى - و التي اندلعت في 21 فبراير 1916 ، أن السيف الذي حمله المحارب الذي يمثل فرنسا على القوس ،كان قد كُسر. و قد تم تغطيته على الفور بقطعة قماشية حتى لا يفسر المواطنون الفرنسيون كسر سيف فرنسا على أنه فألٌ سيءٌ ، ولكن ربما الذي حدث أعظم من الفأل السيء فقد تم تدمير تسعة قرى فرنسية تماماً أثناء القتال ، ومات أكثر من ربع مليون شخص ، ونصف مليون على الأقل جريح.
الحقيقة الثامنة
لقد كان قوس النصر موقع لاثنتين - على الأقل - من محاولات الاغتيال.يُذكر أنه كان قد نجا الرئيس الفرنسي تشارلز ديغول Charles De Gaulle بصعوبة من قاتل محتمل عند قوس النصر خلال فترة ولايته (و للمعلومية فإن تشارلز ديغول كان قد نجا من أكثر من ثلاثين محاولة اغتيال ، و لذلك -ربما- لم يكن منزعجاً -على الأرجح- من محاولة الاغتيال هذه). و كذلك في عام 2002 ، حصلت محاولة اغتيال أخرى , إذ أن طلقة واحدة كانت قد أخطأت الرئيس الفرنسي -كذلك- جاك شيراك Jacques Chirac في نفس الموقع. فقد كان شيراك في سيارة جيب مفتوحة في استعراض للقوات العسكرية في
يوم الباستيلBastille Day عندما قام مسلح بإخراج بندقية صيد من صندوق غيتار وأطلق رصاصة على مكان تواجد جاك شيراك قبل أن ترديه الشرطة ميتاً.
الحقيقة التاسعة
لقد شهد قوس النصر نصيبه العادل من الهزائم أيضاً.
على الرغم من أن قوس النصر يعتبر رمزاً كبيراً للاحتفال بانتصارات فرنسا ، إلا أنه قد شهد هزائم رهيبة كذلك: فقد سار الألمان تحته عام 1871 خلال الحرب الفرنسية البروسية وقام النازيون بنفس الشيء خلال الاحتلال الألماني لباريس في الحرب العالمية الثانية.
الحقيقة العاشرة
تنظيفه ليس بالأمر السهل.
إن تنظيف معلم كبير كقوس النصر بشكل كامل ليس بالمهمة السهلة. و يُذكر أن آخر عملية تنظيف كاملة له كانت قد تمت في عام 2011 ؛ و هي المرة الأولى منذ أكثر من خمسين 50 عاماً.
المصدر