القلق
ماذا يشبه الشعور بـ القلق ؟ و لماذا يحدث ؟

ربما تميل -على المدى القصير- إلى التخلص من العلامات و الأعراض المتعلقة بـ القلق.

و لكن هل تعرِّف كيف تميز القلق من التوتر، و هل تعلم كيف تنشأ مشاعر و حالة القلق.

و مع الأسف فجميعاً نعلم أنه، و بمرور الوقت ، ستبدأ في ملاحظة أن أعراض القلق و نتائجه، تؤثر على جودة حياتك بالكامل.

و بشكل عام ، لدينا جميعاً الكثير مما يحدث في حياتنا: المدرسة والعمل والأسرة والشؤون المالية والصحة والعلاقات والصداقات.

وعلى الرغم من أن أولوياتك المحددة قد تختلف عن أولويات شخص آخر - بالإضافة إلى أنها تتغير بمرور الوقت - فإن الثابت السائد الذي يبدو أننا جميعاً ملزمون به هو، أن هناك دائماً شيئاً يجب التشديد عليه أو القلق بشأنه.

يقول الدكتور علي صوال Ali Sawal، رئيس القسم الأساسي ممارس رعاية في هيوستن ميثوديست Houston Methodist. 

"إن المواقف والأحداث المختلفة التي تحدث في حياتك تؤثر بشكل كبير على مزاجك العام. لذلك عندما يتسبب شيء ما، في الشعور بالتوتر stress  أو القلق anxiety ، فيمكن أن يؤثر ذلك على حياتك بأكملها - من القضايا الشخصية إلى تفاعلك مع الآخرين إلى الأمور المهنية".

وعلى الرغم من أن القلق قد يبدو و كأنه حالة ذهنية amorphous غير متبلورة تكون إما عرضة لها أو لا تتعرض لها ، فقد تتفاجأ عندما تجد أن القلق أكثر شيوعاً مما تعتقد.


هل يمكن اعتبار التوتر و القلق نفس الشيء؟

عندما يتعلق الأمر بمجموعة متنوعة من المشاعر التي نشعر بها كل يوم ، فإننا غالباً ما نستخدم التوتر  و القلق بالتبادل. و لكن الاثنين مختلفان بالفعل.

يوضح الدكتور صوال: "إن التوتر شائع جداً ، و نتعامل معه جميعاً في حياتنا اليومية. إنه ما نشعر به عندما يلوح في الأفق موعد نهائي، أو توقعاً لحدث أو مناسبة مهمة".

و في حين أن الشعور بالتوتر قد يكون مزعجاً ، إلا أن هناك بعض الفوائد قصيرة المدى له.

حيث يأتي التوتر مصحوباً بتغييرات فيزيولوجية يمكن أن تساعدك في التغلب على التحديات و تحقيق أهدافك - مثل زيادة التركيز و وقت رد الفعل المعزز.

و يؤكد الدكتور صوال قائلاً: "القلق ، من ناحية أخرى ، هو عندما يصبح التوتر أو الهم مفرطاً أو مستمراً لدرجة أنه يؤثر سلباً على حياتك اليومية ، فضلاً عن قدرتك على التعامل مع الضغوطات اليومية". 

و يضيف أيضاً، "على غرار التوتر ، يمكن لأي شخص أن يعاني من القلق. و لكن على عكس التوتر ، لا توجد مزايا للقلق."

و في الواقع ، يضيف الدكتور صوال أن القلق إذا ترك دون معالجة ، يمكن أن يؤثر ليس فقط على حياتك اليومية و حسب، و لكن على صحتك العامة و رفاهيتك.


كيف يؤثر القلق على الجسم؟

أنت تعرف ما هو الشعور بالتوتر: 

يعتبر تعرق راحة اليد و الشعور بالارتباك في معدتك، هما من أكثر السمات المميزة للشعور بالتوتر.


و لكن ، ماذا يشبه الشعور بـ القلق بالضبط؟

على المدى القصير ، قد تميل إلى التخلص من هذه العلامات و الأعراض. و لكن بمرور الوقت ، قد تبدأ في ملاحظة أن أعراض القلق تؤثر على جودة حياتك سلباً، بشكل عام.

على سبيل المثال ، قد يجعلك الصداع و صعوبة التركيز أقل إنتاجية في العمل ، و قد يؤدي توتر العضلات إلى الألم الذي يمنعك من ممارسة النشاط أو الحصول على قسط جيد من الراحة أثناء الليل ، و قد يؤثر الغثيان على شهيتك و يؤدي في النهاية إلى الإرهاق.

و هنا يحذر الدكتور صوال من أنه "بالإضافة إلى ذلك ، عندما يُسمح للقلق بالاستمرار لبعض الوقت ، فيمكن أن تكون هناك آثار صحية طويلة المدى".

إذ أنه قد "تم ربط اضطراب القلق المعمم بارتفاع ضغط الدم و سوء صحة القلب والأوعية الدموية و مرض الشريان التاجي" كما يقول الدكتور صوال.


هل سيختفي القلق من تلقاء نفسه؟

يقول الدكتور صوال: "القلق و أعراضه لا تحل إلا عند معالجة السبب الكامن وراء القلق". 

"في بعض الحالات ، قد يتحكم الشخص في الموقف أو الظرف الذي يسبب قلقه من تلقاء نفسه – و أحياناً دون أن يعرف ذلك".

على سبيل المثال ، ربما تم تخفيف القلق الناجم عن الديون الخارجة عن السيطرة من خلال اتخاذ خطوات عملية نحو تخفيض هذا الدين و اكتساب سيطرة مالية أفضل.

و من ناحية أخرى، يقول الدكتور صوال: "في أحيان أخرى ، قد يواجه الشخص صعوبة في تحديد و / أو معالجة قلقه. و هذا عندما يمكن أن يساعدك التحدث إلى طبيبك".

و بالتأكيد، سيكون لدى طبيبك العديد من الأدوات تحت تصرفه للمساعدة في تشخيص و معالجة القلق.

إذ يمكنه أو يمكنها إحالتك إلى أخصائي العلاج السلوكي ، مثل المعالج أو الطبيب النفسي ، أو وصف الأدوية التي يمكن أن تساعد في تقليل القلق.

يوضح الدكتور صوال: 

"لقد أظهرت الدراسات أن كلاً من العلاج السلوكي و الأدوية مفيدان في معالجة القلق ، و تشير هذه الدراسات أيضاً إلى أن الاثنين يكونان أكثر قوة عند الجمع بينهما".

و يضيف صوال:

"كلاهما ليس مطلوباً دائمًا مدى الحياة - عادةً فقط لفترات قصيرة من الوقت عندما تكون الأمور فوضوية أو مرهقة بشكل خاص بالنسبة لك."


ماذا يجب أن تفعل عند بروز نوبات القلق؟

بينما تتراكم بعض الأعراض و تستمر مع مرور الوقت ، يمكن أن "تهاجم" أعراض القلق أيضاً – و يشار إليها غالباً باسم نوبة الهلع او الفزع panic attack.

يقول الدكتور صوال: "تأتي نوبة الهلع مصحوبة بأعراض شديدة يمكن غالباً الخلط بينها وبين أعراض النوبة القلبية". 

و تشمل أعراض نوبة الهلع تسارع ضربات القلب و الارتعاش أو الاهتزاز و ضيق التنفس و ألم في الصدر.

و بالتالي إذا كنت تعلم أن ما تعانيه هو نوبة هلع ، فإن الدكتور صوال يوصي بما يلي:

  • ابعد نفسك عن مصدر نوبة الهلع

  • انخرط في تمارين التنفس العميق و التحدث الإيجابي مع النفس

  • اتخذ خطوات لمعالجة سبب قلقك للمساعدة في منع نوبات الهلع في المستقبل 

و لكن إذا لم تكن متأكداً من أن ما تعانيه هو نوبة هلع، و أنك تعاني من ألم في الصدر ، فمن المهم أن تتحدث مع طبيبك لتحديد و تشخيص الحالة.

يقول الدكتور صوال:

"يمكن أن يكون القلق و ألم الصدر علامة على شيء أكثر خطورة ، و سيحتاج طبيبك إلى تأكيد أن أعراضك ليست ناجمة عن حالة طبية أساسية".




عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.  


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

القلق و استراتيجيات التخلص منه.. كيف تصبح شخصا أقل قلقا؟

القلق المزمن : الهفوات المنطقية تعطيك قلقاً مزمناً

هل يساعد زيت اللافندر-الخزامى ( اللينالول ) على التخلص من القلق؟


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن